ويقدر أن يكون له أكبر أثر وقائي وحيد على وفيات الأطفال، يمكن لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية
أن يحول دون وفاة 000 820 طفل، و 000 20 وفاة إضافية بين الأمهات متصلة بمرض السرطان، كل عام.
وعلاوة على ذلك، فالرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الوزن الزائد والبدانة في وقت لاحق من الحياة
بنسبة 26 في المائة.
الجزء 3
نحو فهم متكامل للأمن الغذائي والتغذية
قد يكون من الصعوبة فهم الوضع الذي يواجه فيه الأمن الغذائي الخطر على المستوى العالمي في حين
تنخفض فيه مستويات قصور التغذية (التقزّم) لدى الأطفال، وتزداد فيه مستويات البدانة لدى
البالغين، وهناك عدد من التفسيرات المحتملة.
الأمن الغذائي هو أحد المحدد الوحيد للنتائج التغذوية، ولا سيما بالنسبة إلى الأطفال. وتشمل
العوامل الأخرى: المستوى التعليمي للمرأة؛ والموارد المخصصة للسياسات والبرامج الوطنية المتعلقة
بتغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال؛ والحصول على المياه النظيفة؛ والمرافق الصحية الأساسية
والخدمات الصحية الجيدة؛ ونمط الحياة؛ وبيئة التغذية؛ والثقافة.
وبصفة خاصة في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، فإن انعدام الأمن الغذائي و غالبا ما يتعايشا
معا - حتى في نفس المنزل. ففي الوقت الذي تصبح فيه الموارد الغذائية نادرة غالباً ما يختار
الناس تناول أطعمة أقل تكلفة، وأقل صحة، وأكثر كثافة من ناحية الطاقة، وهي خيارات يمكن أن تؤدي
إلى أن يعاني الناس من الوزن الزائد والبدانة بسبب تقلص سبل حصولهم على الغذاء الصحي.
سيشكل عالم خال من الجوع وسوء التغذية بحلول عام 2030 تحديا
بالإضافة إلى إمكانية ارتباط انعدام الأمن الغذائي وضعف التغذية أثناء الحمل والطفولة بالتكيفات
الأيضية التي تزيد من خطر البدانة وما يرتبط بها من أمراض مزمنة غير معدية في مرحلة البلوغ.
أخيراً وليس آخراً، أدت التغيرات في الأنماط والنظم الغذائية إلى زيادة استهلاك الأغذية المجهزة
بشكل كبير في عدة دول. كما أن الأغذية العالية التجهيز التي يسهل الوصول إليها والتي تحتوي على
نسبة عالية من الدهون والسكر والملح، وتبتعد عن النظم الغذائية التقليدية نحو الأغذية المجهزة،
تساعد على تفس ر تواجد أشكال متعددة من سوء التغذية في نفس الوقت داخل المجتمعات والأسر نفسها.
ينبغي إجراء المزيد من التقييمات الخاصة بالسياق لتحديد الروابط بين الأمن الغذائي والتغذية لدى
الأسر والأسباب الكامنة وراء التباين الواضح في أحدث اتجاهات الأمن الغذائي والتغذية.
غير أن هذه التقديرات تشكل، عموماً، تحذيراً بأن التوصل إلى عالم خال من الجوع وسوء التغذية
بحلول عام 2030 سيشكل تحدياً، وأن تحقيق ذلك الهدف سيتطلب التزاما مستمرا وجهودا لتعزيز توافر
الأغذية المغذية والحصول عليها بشكل كاف.
الجزء 4
الجوع وسوء التغذية والنزاعات: علاقة معقدة
من أصل 815 مليون شخص في العالم يعانون من إنعدام الأمن الغذائي وقصور التغذية المزمن، فإن
الغالبية العظمى - 489 مليون شخص يعيشون في البلدان المتضررة من النزاعات.
وهذه النسبة أكثر وضوحا في مجال نقص التغذية لدى الأطفال. بالفعل، يعيش 122 مليون طفل تقريبًا،
أو 75 في المائة من الأطفال دون الخامسة من عمرهم المصابين بالتقزّم في بلدان تعاني من نزاعات،
حيث يبلغ متوسط الفرق في انتشار التقزّم بين البلدان المتأثرة وغير المتأثرة بالنزاعات تسع نقاط
مئوية.
السلام هو بالطبع المفتاح لإنهاء هذه الأزمات، ولكن لا يمكننا انتظار السلام حتى نتحرك. من المهم للغاية ضمان توفر الظروف لهؤلاء الأشخاص لمواصلة إنتاج غذائهم. ولا يمكن إهمال سكان الريف الضعفاء خاصة الشباب والنساء
غرزايانو دا سيلفا - مدير عام منظمة الفاو
وتظهر الارتباطات البسيطة مستوياتٍ أعلى من انعدام الأمن الغذائي المزمن والحادّ في البلدان
المتأثرة بالنزاعات. ففي عام 2016 ، كان المتوسط غير المرجّح لانتشار قصور التغذية في البلدان
المتأثرة بالنزاعات أعلى بحوالي ثماني نقاط مئوية مّما كان عليه في البلدان غير المتأثرة
بالنزاعات.
رغم تراجع تواتر الحروب في العقود الأخيرة من الزمن وصولاً إلى أدنى مستوياته على الإطلاق عام
2005 ، ارتفع مؤخراً عدد النزاعات العنيفة وحالات الوفاة المتصلة بها. وقد ازدادت النزاعات
العنيفة بشكل كبير منذ عام 2010 ، وهي حالياً عند أعلى مستوى لها من أي وقت مضى، مما يبعث على
القلق من أن الاتجاهات الحالية من المرجح أن تستمر على مدى السنوات المقبلة. الشكل 8