أوروبا وآسيا الوسطى: تدريب مئات الأطباء البيطريين بصورة افتراضية على التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية


بقلم Daniel Beltran-Alcrudo، المسؤول عن صحة الحيوان، المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لأوروبا وآسيا الوسطى

التدريب الافتراضي سهل وفعال من حيث الكلفة من أجل توسيع نطاقه، ويمكن أن يصل إلى الأشخاص حتى في المواقع النائية، ويسمح للمتدربين بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم وفي الأوقات الأنسب بالنسبة إليهم، لا سيما في ظلّ القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على السفر والاجتماعات بحضور الأشخاص @FAO/Jon Spaull

22/03/2021

وفّرت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) التدريب عن بُعد لمئات المهنيين المعنيين بصحة الحيوان من أجل التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية، في أوروبا وآسيا الوسطى. وحمّى الخنازير الأفريقية هي مرض فيروسي يصيب الخنازير (والخنازير البريّة) بمعدل فتاك يصل إلى 100 في المائة ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة واضطرابات في التجارة وتحديات لسبل العيش. ويتفشى هذا المرض في ثلاث قارات، وينتشر على نطاق واسع لم يكن له نظير من ذي قبل في التاريخ مع إصابة ملايين الخنازير ونفوقها.

وفي عام 2007، انتشرت حمّى الخنازير الأفريقية خارج أفريقيا في جورجيا، واتسعت غربًا تدريجيًا وصولاً إلى أوروبا الوسطى وشرقًا على طول المسافة إلى الصين. وينتشر هذا المرض في الغالب من خلال حركة اللحوم المصابة، وبالتالي فإن أي بلد في العالم فيه قطاع خنازير معرّض لخطر كبير ووشيك بأن ينتشر الفيروس فيه ويجب أن يكون مستعدًا وفقًا لذلك.

ولضمان التأهب الأمثل والكشف المبكر والاستجابة للغزوات، من الأهمية بمكان الوصول إلى المستجيبين الأولين، أي الأطباء البيطريين، وتدريبهم. ومع ذلك، فإن الأطباء البيطريين الميدانيين موجودون في الميدان، في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل مسعى تدريبهم وجهًا لوجه مكلفًا ويستغرق تنفيذه وقتًا طويلاً، حتى من خلال نهج التسلسل أو تدريب المدرب. وعلاوة على ذلك، لم تستطع منظمة الأغذية والزراعة مواكبة طلبات التدريب وجهًا لوجه الواردة من البلدان الأعضاء المتضررة والمعرضة للخطر.

وفي هذا السياق، تقرر إعداد دورة عبر الإنترنت حول التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية، والتي كان قد أكملها حوالي 000 1 طبيب بيطري ليس فقط في أوروبا وآسيا الوسطى ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم.

ويتمتع الشكل الإلكتروني بمزايا واضحة للتغلب على هذه المشاكل؛ فالتدريب الافتراضي سهل وفعال من حيث الكلفة في ما يتعلق بتوسيع نطاقه، ويمكن أن يصل إلى الأشخاص حتى في المواقع النائية (طالما توفر الاتصال بشبكة الإنترنت)، ويسمح للمتدربين بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم وفي الأوقات الأنسب بالنسبة إليهم. وعلاوة على ذلك، مع القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 على السفر والاجتماعات الفعلية، أتاح التعلم عبر الإنترنت لمنظمة الأغذية والزراعة الفرصة لمواصلة تقديم التدريب الذي تشتد الحاجة إليه في مجال التأهب للبلدان الأعضاء.

وتشكل اللغة التحدي الرئيسي عند إعداد تدريب لجمهور دولي متنوع. وقد تم تصميم المواد التعليمية عبر الإنترنت بحيث يمكن ترجمتها بسهولة إلى لغات إضافية.

@FAO/Giulio Napolitano, @FAO/Jon Spaull

وبناءً على المواد الموجودة لدى المنظمة، وضع فريق من الخبراء والشركاء الداخليين المعنيين بحمّى الخنازير الأفريقية، ضم معهد Friedrich-Loeffler (ألمانيا) والخدمات البيطرية الليتوانية، ومركز البحوث لصحة الحيوان – المعهد الوطني للبحوث الزراعية، INIA-CISA (إسبانيا)، المواد الفنية للدورة التدريبية. وتم بعد ذلك تحويل المواد وتكييفها للنسق الإلكتروني بمساعدة الهيئة الأوروبية لمكافحة الحمّى القلاعية. وكانت النتيجة دورة تدريبية عبر الإنترنت لمدة 4 أسابيع مؤلفة من 7 وحدات، يمكنها تدريب ما يصل إلى 500 طبيب بيطري في الوقت عينه. وتم إعداد التدريب باستخدام مجموعة من الأساليب، بما في ذلك وحدات تفاعلية إلكترونية ذاتية التوجيه، وأشرطة فيديو، وندوات مباشرة عبر الإنترنت، واختبارات، ومنتدى للنقاش عبر الإنترنت. وتستخدم الوحدات التفاعلية الإلكترونية تمارين قائمة على دراسات الحالة وأمثلة من الحياة الواقعية. وتستضيف الدورة بيئة تعلّم افتراضية قائمة على نظام Moodle.

وسمح هذا المزيج من طرق التعلم للمشاركين بالدراسة في وقت ووتيرة تناسب جداولهم الحافلة. ولعلّ الأهمّ هو أن الندوات الحية ومنتديات النقاش قد سمحت للمشاركين والخبراء الدوليين بالتفاعل مع بعضهم البعض، مما أضاف "عنصرًا بشريًا" حيويًا إلى التدريب. وتمكّن المشاركون من مختلف البلدان من تبادل التحديات في مجال مكافحة المرض وهي تحديات متشابهة في كثير من الأحيان. وبالإضافة إلى ذلك، تبادل المشاركون من البلدان المتضررة بالفعل من حمّى الخنازير الأفريقية خبراتهم مع مشاركين آخرين من بلدان خالية من المرض حاليًا. كما تمكن المشاركون من طرح الأسئلة على الخبراء الدوليين.

ويحصل المشاركون الذين يكملون جميع الوحدات ويشاركون في المنتدى ويجتازون اختبارًا نهائيًا، على شهادة رسمية. وبالإضافة إلى ذلك، يكمل كل مشارك تقييمًا للدورة، ويشاركون بأفكارهم حول التجربة وكيفية تحسين التدريب.

@FAO/Giulio Napolitano

وتم تجريب الدورة خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول 2019 مع دعوة مفتوحة للزملاء من مختلف التخصصات من جميع أنحاء العالم. وتمثل الهدف الرئيسي من ذلك في تلقي التعليقات لمواصلة تحسين الدورة. وتمت مراجعة الدولة الحالية في ضوء ما ورد من تعليقات. ثم أُطلق التدريب باللغة الإنكليزية في الفترة أبريل/نيسان – مايو/أيار 2020، بمشاركة 450 ممارسًا في مجال صحة الحيوان من 36 بلدًا أوروبيًا. ونظرًا إلى وجود حدّ أقصى لقبول المشاركين، قدمت الخدمات البيطرية الترشيحات وفقًا للأرقام المخصصة مسبقًا لكل بلد.

وبعد ذلك، جرت ترجمة الدورة إلى اللغة الصربية وعُرضت على المشاركين في ثمانية بلدان في منطقة البلقان في يوليو/تموز 2020، حيث تفشى المرض مؤخرًا. ومنذ ذلك الحين تم تكييف الدورة وتقديمها في مناطق أخرى.

وكانت الدورة ناجحة للغاية لدرجة أن المزيد من مكاتب المنظمة قررت تكييف التدريب واستخدامه. وفي الصيف الماضي، تم تعديل الدورة وتقديمها لآسيا والمحيط الهادئ (27 بلدًا) وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (38 بلدًا، بالإضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الإسبانية).

وأكمل 986 مشاركًا الدورة بالكامل وحصلوا على شهادة.

والعمل جارٍ حاليًا على إعداد النسخة باللغة الروسية على أن تجهز في عام 2021، وتجري مناقشة إصدارات أخرى لجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى البلدان الفردية مثل كندا وإسبانيا، التي طلبت تكرار الدورة التدريبية لتدريب الموظفين البيطريين لديهما. وعلاوة على ذلك، من المقرر أيضًا إصدار نسخة أقصر من الدورة التدريبية قائمة بحد ذاتها ومفتوحة الوصول.

 


معلومات إضافية

تقارير إخبارية

منظمة الأغذية والزراعة تقوم بتجريب حلقة عمل تدريبية عبر الإنترنت لمدة 4 أسابيع حول التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية

منظمة الأغذية والزراعة تطلق دورة تدريبية عبر الإنترنت للتأهب لحمّى الخنازير الأفريقية لأوروبا

منظمة الأغذية والزراعة توفّر التدريب عبر الإنترنت إلى 350 طبيبًا بيطريًا ميدانيًا من البلقان بشأن التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية

التطبيق المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة و MammalNet يساعد على اكتشاف حمّى الخنازير الأفريقية في الخنازير البريّة

التنسيق يبقى أمرًا حاسمًا بالنسبة إلى التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية في البلقان

محاكاة متعددة البلدان لاختبار التأهب للأمراض الحيوانية في البلقان

4. Quality education, 6. Clean water and sanitation, 12. Responsible consumption and production