المشروعان اللذان تتجاوز قيمتهما 130 مليون دولار سيعودان بالفائدة على أكثر من 6 ملايين شخص وسيعالجان التحديات المترابطة المتعلقة بتغير المناخ والزراعة والغابات وأمن الطاقة
مزارعون يقطفون أوراق الشاي في كينيا.
©FAO/Ami Vitale
سونغدو/روما - وافق الصندوق الأخضر للمناخ على تمويل مشروعين جديدين تتجاوز قيمتهما 130 مليون دولار بهدف تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ ودفع عجلة التنمية المستدامة في كينيا وصربيا.
ويشكل هذين المشروعين، اللذين تقودهما منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، استثمارًا رئيسيًّا من شأنه تعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة على التكيف مع تغير المناخ، وتحسين سبل العيش، والحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال السيد Kaveh Zahedi، مدير مكتب تغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في المنظمة، مُرحِّبًا بهذا الخبر: "إن هذا القرار التاريخي يؤكد متانة الشراكة بين المنظمة والصندوق الأخضر للمناخ، ودورنا المحوري في تسريع حصول البلدان على التمويل اللازم للأنشطة المتعلّقة بالمناخ". وأضاف: "معًا، يمكننا مواصلة توسيع نطاق الحلول لتحويل النظم الزراعية والغذائية وتحقيق الأهداف العالمية للتخفيف من وطأة تغيّر المناخ والتكيّف معه، في آن واحد".
وقد جاء هذان الإعلانان اليوم خلال الاجتماع الحادي والأربعين لمجلس الصندوق الأخضر للمناخ المنعقد في سونغدو بإينشيون، في جمهورية كوريا، في الفترة من 17 إلى 20 فبراير/شباط.
كينيا: تحويل سبل العيش من خلال سلاسل قيمة زراعية قادرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ ومنخفضة الانبعاثات
في كينيا، سيعمل مشروع بقيمة 50 مليون دولار (29.2 مليون دولار كمنحة من الصندوق الأخضر للمناخ و20.8 ملايين دولار كتمويل مشترك) على إحداث تحول في سلاسل القيمة الزراعية في التكتّل الاقتصادي لمنطقة البحيرة، بما يعود بالنفع على 2.7 ملايين شخص نصفهم من النساء.
وتعتمد هذه المنطقة المكتظة بالسكان إلى حد كبير على الزراعة، غير أن آثار تغير المناخ – مثل ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار والفيضانات – تهدد الأمن الغذائي وسبل العيش فيها.
وقال السيد John Mbadi، أمين مجلس الوزراء لوزارة الخزانة الوطنية: "إن الحكومة الكينية ملتزمة بشدّة بمعالجة آثار تغير المناخ من خلال تنفيذ سياسات وإجراءات طموحة لتحقيق أهداف مساهمتها المحددة وطنيًا، على النحو الموضح في برنامج التحوّل الاقتصادي من القاعدة إلى القمة (BETA). وأضاف قائلًا: "إن الحكومة الكينية تثمّن للغاية الدعم الكبير الذي يقدمه مكتب المنظمة في كينيا من أجل بناء القدرة على الصمود في القطاع الزراعي من خلال هذا البرنامج الممول من الصندوق الأخضر للمناخ، وتتعهّد بتقديم دعمها والتزامها الكاملين من أجل تنفيذه".
وتهدف هذه المبادرة التي تُنفَّذ بالتعاون مع حكومة كينيا وشركة Agriterra وحكومة الدانمرك، إلى الترويج للممارسات الزراعية القادرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ والمنخفضة الانبعاثات في ستة سلاسل قيمة تشمل الألبان، والدواجن، والبن، والشاي، والأشجار المثمرة، والخضروات الورقية الأفريقية.
وسيوفر المشروع التدريب والدعم لأكثر من 000 143 مزارع ومزارعة لاعتماد تكنولوجيات وممارسات ذكية مناخيًّا، مما يعزز قدرتهم على الصمود في وجه تغير المناخ ويزيد من دخل أسرهم المعيشية.
ومن خلال الاستفادة من خبرة Agriterra الواسعة مع التعاونيات والعمل مع القطاع الخاص، بما في ذلك المصارف، سيحسّن المشروع أيضًا إمكانية الوصول إلى الأسواق والحصول على التمويل، وسيشجع ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي على مساحة 000 30 هكتار، وسيوفّر ما يصل إلى 000 3 فرصة عمل. ويهدف هذا النهج الشامل إلى إحداث نقلة نوعية نحو زراعة مستدامة منخفضة الكربون وقادرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ في المنطقة.
صربيا: تعزيز قدرة الغابات على الصمود لضمان أمن الطاقة
في صربيا، سيعزّز المشروع الذي تمت الموافقة عليه حديثًا بقيمة 84 مليون دولار قدرة الغابات على الصمود، مما يُساهم في تعزيز أمن الطاقة ويدعم سبل عيش 3.6 ملايين شخص، أي ما يزيد على نصف سكان البلاد. ويُعدّ هذا أول استثمار مخصص لبلد واحد يقدمه الصندوق الأخضر للمناخ في صربيا، ويتضمن منحة قدرها 25 مليون دولار من الصندوق و59 مليون دولار على شكل تمويل مشترك، أغلبه من حكومة صربيا. وقد صمّمت منظمة الأغذية والزراعة المشروع بالتعاون الوثيق مع مديرية الغابات في صربيا وغيرها من الجهات الوطنية الرئيسية الشريكة.
وتهدف هذه المبادرة التي تُنفَّذ بالشراكة مع وزارة الزراعة والغابات وإدارة المياه في صربيا وشركتين عامتين هما Srbijašume وVojvodinašume، إلى تشجيع الإدارة المستدامة للغابات وقدرتها على الصمود في وجه تغيُّر المناخ، وتطبيق ممارسات متكيّفة مع المناخ في الحراجة، ووضع إطار للتمويل الخاص بالكربون.
وقال معالي السيد Aleksandar Martinović، وزير الزراعة والغابات وإدارة المياه في صربيا "إنّ صريبا ملتزمة ببناء مستقبل تكون فيه الغابات محمية والطاقة آمنة والنمو الاقتصادي مستدامًا. وهذا المشروع يشكل خطوة حاسمة باتجاه تحقيق هذه الرؤية، بما يضمن أن تسير القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ جنبًا إلى جنب مع الإدارة الرشيدة للموارد".
ويعتمد قرابة 40 في المائة من سكان صربيا على الحطب كوقود، مما يفرض ضغوطًا هائلة على الغابات ويعيق تحقيق أهداف البلاد الخاصة بالمناخ. وسوف يتصدى هذا المشروع لهذا التحدي عبر دعم التشجير على مساحة 000 7 هكتار بأنواع أشجار متكيّفة مع المناخ، وتحسين حالة 000 51 هكتار من الغابات المتدهورة، وتدريب أكثر من 500 2 من مديري الغابات على الممارسات المتكيّفة مع المناخ.
وسيعمل المشروع أيضًا على إشراك القطاع الخاص في سلاسل قيمة مستدامة للكتلة الأحيائية ويهدف إلى حشد 50 مليون دولار على شكل تمويل خاص لدعم إزالة الكربون من قطاع الأعمال التجارية الزراعية. وعلاوة على ذلك، سيستثمر المشروع 13 مليون دولار في بناء القدرات ونقل التكنولوجيا لصالح أكثر من 250 4 فردًا في مؤسسات عامة وخاصة، وتحديث المناهج الوطنية بما يعود بالنفع على أكثر من 000 10 طالب. ويهدف هذا النهج المتكامل إلى الحد من ضعف قطاع الغابات في صربيا بموازاة تعزيز أمن الطاقة لأكثر من نصف السكان.
المنظمة والصندوق الأخضر للمناخ
قامت منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ منذ الشراكة التي عقداها في عام 2016، بزيادة الاستثمارات المناخية في المشاريع العالية التأثير التي من شأنها أن تجعل قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ.
وبالاستفادة من الشراكات العالمية، تحفّز المنظمة الاستثمارات العامة والخاصة في إجراءات التكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من وطأة آثاره من خلال النظم الزراعية والغذائية وصولًا إلى إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، بما يتسق مع استراتيجية المنظمة الخاصة بتغير المناخ للفترة 2022-2031.
ويُعدّ الصندوق الأخضر للمناخ – وهو عنصر أساسي في اتفاق باريس التاريخي – أكبر صندوق معني بالمناخ في العالم ومكلّف بدعم البلدان النامية لرفع سقف الطموح في خططها المناخية الوطنية، المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيًا وتحقيق هذا الطموح.
وتدعم الشراكة بين المنظمة والصندوق الأخضر للمناخ أكثر من 50 مليون مزارع أسري في 91 بلدًا. وبفضل المنح الموافق عليها حديثًا، بات حجم حافظة المشاريع يتجاوز الآن 1.5 مليارات دولار أمريكي.
Laura Quinones Communications Officer [email protected]
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]