Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تحقيق أثرٍ سريع في مكافحة أزمة المناخ


الدعم الفني الذي تقدّمه منظمة الأغذية والزراعة للاستثمارات يساعد في تحسين سبل كسب العيش والتغذية بموازاة كبح انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الثروة الحيوانية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

الدعم الفني الذي تقدّمه المنظمة للحكومات والجهات المقرضة المتعددة الأطراف يضمن أن تدمج الاستثمارات والمشاريع المزيد من الممارسات الذكية مناخيًا لإدارة الثروة الحيوانية في جهودها. © FAO/Vyacheslav Oseledko

14/11/2022

قد تضجّ الخلاصات وموجات الأثير على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا بالتنبؤات المناخية والسِجالات. إنما دعونا نركّز لبرهةٍ على مجالٍ يسمح بتحقيق أثر ٍسريع نسبيًا ومباشرٍ من أجل مكافحة تغيّر المناخ: ألا وهو الحدّ من الانبعاثات الناجمة عن مليارات رؤوس الماشية على كوكب الأرض. ومع أن بعض الأصوات، وعلى وجه الخصوص في البلدان المرتفعة الدخل، تنادي بعدم وجوب تربية الحيوانات على الإطلاق، غير أنها تشكل مصدرًا أساسيًا- أو أحيانًا المصدر الوحيد- للتغذية والدخل بالنسبة إلى بعض المجتمعات الأفقر في العالم. ومن خلال الاستثمار في طرقٍ أفضل لإطعام الماشية وإدارتها، يمكننا الحفاظ على سبل كسب العيش وتوفير تغذية أفضل للأشخاص مع الحدّ في الوقت ذاته من الآثار الضارة للميثان والغازات الأخرى التي تطلقها سلسلة قيمة الثروة الحيوانية.

هذا هو المفهوم الذي يقوم عليه عمل المنظمة لتوفير الدعم الفني والخبرة للحكومات والجهات المقرضة المتعددة الأطراف، من قبيل البنك الدولي، لمشاريع تفيد الملايين من مربّي الماشية. كما أن دعم المنظمة يضمن أن تقوم هذه الاستثمارات والمشاريع بدمج المزيد من الممارسات الذكية مناخيًا لإدارة الثروة الحيوانية في جهودها.

ونحن نتشاطر كوكبنا مع حوالي 1.5 مليارات رأس من الأبقار وملياري (2) رأس من الأغنام والماعز، من بين أنواع أخرى من المواشي، والميثان الناجم عن عملية الهضم لديها أقوى من ثاني أكسيد الكربون. ومع أن الميثان لا يبقى في الغلاف الجوي بقدر ثاني أكسيد الكربون، غير أنه يحتجز الحرارة بمقدار 27 مرة أكثر خلال فترة 100 عام.

إنما حين يتعلق الأمر بسبل خفض هذه الانبعاثات، تبرز نتائج مشجّعة من العمل الذي قامت به المنظمة مع شركائها، بما في ذلك البنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية في عشرة بلدان. وترمي هذه المبادرات إلى دمج الأهداف المتعلقة بالمناخ على نحوٍ أكبر في تنمية الثروة الحيوانية، وتدريب أصحاب المصلحة على احتساب انبعاثات غازات الدفيئة واستيعاب الفوائد المناخية الناشئة عن التحسينات في إنتاج الثروة الحيوانية. وتشمل هذه التدابير إدارة أفضل لصحة الحيوانات وتكاثرها، وإدارةً أفضل للرعي وإعادة ترميم المراعي، وتحسين مزيج الأعلاف الجافة والخضراء وتخزين السماد العضوي واستخدامه على نحو أفضل.

توفّر الثروة الحيوانية مصدرًا أساسيًا- أو أحيانًا المصدر الوحيد- للتغذية وسبل كسب العيش بالنسبة إلى الملايين من مربّي الماشية ومجتمعاتهم المحلية. الصورة إلى أعلى اليسار: © FAO/Vyacheslav Oseledko، الصورة إلى أسفل اليمين: © FAO/Fahad Kaizer

الاستثمارات بالنسبة إلى مربّي الماشية والبيئة

في قيرغيزستان، على سبيل المثال، احتسبت المنظمة آثار المناخ الناجمة عن استثمار واسع النطاق للصندوق الدولي للتنمية الزراعية في مزارع إنتاج الألبان. وأظهرت النتائج أن هذه الاستثمارات قد حدّت من انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 17 في المائة، مع إحداث زيادة في الوقت ذاته في إنتاج الحليب واللحوم بنسبة 4 في المائة. ثم عملت المنظمة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية مع الحكومات لإدراج نتائج هذا التقييم في مساهماتها المحدّدة وطنيًا، وهي تمثل التزامات البلدان بالحدّ من الانبعاثات وتحقيق الأهداف المناخية في العالم، كما تقرّرَ في اتفاق باريس لعام 2015. 

وبالنسبة إلى الرعاة والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة على السهوب العشبية في آسيا الوسطى أو المراعي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فالرسالة واضحة: "يمكنكم تحقيق أقصى الاستفادة من قطعانكم، واتّباع نمط ٍغذائي أفضل يمكنه أن يساعد البيئة من حولكم أيضًا. وما دامت البيئة المحيطة بكم سليمةً، ستكون منتجةً ومفيدة للجميع. وبالتالي، فهو وضع يعود بالنفع على الجميع"، حسب ما يقوله السيد Thanawat Tiensin، مدير شعبة الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان في المنظمة.

وتتّسم هذه النتائج بأهمية أكبر في ضوء المناقشات الجارية حول تغيّر المناخ والانتقادات غير المتمايزة الموجّهة إلى قطاع الثروة الحيوانية. ويقول السيد Thanawat: "لولا عمل المنظمة، لكانت بعض الجهات المقرضة المتعددة الأطراف توانت عن الاستثمار في مشاريع تنمية الثروة الحيوانية، الأمر الذي قد يترك ملايين الأشخاص في وضع عسير جدًا".

يجب أن يتصدّى العالم لقضايا الأمن الغذائي والتغذية والمناخ معًا. وهذا ما يجعل دور المنظمة محوريًا بصورة خاصة في توفير قدرات التدريب والتقييم الضرورية للحكومات والجهات المقرضة بشأن الإدارة الذكية مناخيًا للثروة الحيوانية. © FAO/Luis Tato

بناء القدرات القطرية

برز توافقٌ متزايد في الآراء خلال السنوات الأخيرة حول ضرورة أن يتصدّى العالم لقضايا الأمن الغذائي والتغذية والمناخ معًا، من دون اتّباع جدول أعمال للمناخ يتغاضى عن محنة مليارات الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والجوع. وقد اكتسى قطاع الثروة الحيوانية أهميةً خاصة في النقاش الدولي، وفي القرار المتّخذ خلال مؤتمر الأطراف الثالث والعشرين عام 2017. وهذه النتيجة، التي تحمل اسم عمل كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة، تقرّ بالإمكانات الفريدة التي تنطوي عليها الزراعة في التصدّي لتغير المناخ.

إنما اتُخذت خطواتٌ ملموسة محدودة للمضي قدمًا، وبلدٌ واحد فقط من أصل خمسة بلدان أدرج الالتزامات المتعلقة بالمناخ في مجال الثروة الحيوانية ضمن مساهماته المقرّرة وطنيًا الجديدة أو المحدّثة، سعيًا إلى الحدّ من انبعاثات الدفيئة. وعلاوةً على ذلك، فإن معظم هذه الالتزامات مشروطة، أولًا بإتاحة التمويل وثانيًا بتوفير الدعم الفني.

وهذا يجعل دور المنظمة محوريًا في المساعدة على توفير التمويل المتعدد الأطراف لقطاع الثروة الحيوانية، من خلال الحرص على إدراج الممارسات الذكية مناخيًا في المشاريع، وتوفير التدريب والدراية الضروريين للحكومات والجهات المقرضة عند احتساب انبعاثات غازات الدفيئة باستخدام بعض الأدوات، مثل النموذج التفاعلي للتقييم البيئي للثروة الحيوانية في العالم GLEAM-i، وهو أداة إلكترونية مجانية.

 وسط تزايد القلق بشأن ما قد تفضي إليه أزمة المناخ، تمثل هذه الإجراءات الرامية إلى الحدّ من الانبعاثات الناجمة عن الثروة الحيوانية بشكل واضح مسارًا فعالًا من حيث الكلفة وسريعًا نسبيًا لتحقيق نتائج ملحوظة، إضافةً إلى العمل على التصدّي للعديد من التحديات في قطاعات زراعية وصناعية أخرى.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الصفحة الإلكترونية للمشروع: المساعدة الفنية للعمليات الممولة من البنك الدولي حول موضوع الثروة الحيوانية وتغير المناخ

الصفحة الإلكترونية للمشروع: استراتيجيات تنمية الثروة الحيوانية الخفيضة الكربون والقادرة على الصمود من أجل استثمارات مناخية مستنيرة

الأداة الإلكترونية: النموذج التفاعلي للتقييم البيئي للثروة الحيوانية في العالم (GLEAM-i)،  النسخة التفاعلية من نموذج التقييم البيئي للثروة الحيوانية في العالم