Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الإجراءات الاستباقية تساعد المجتمعات المحلية المتضررة من الفيضانات في أقصى شمال الكاميرون


الإنذار المبكر والإجراءات الاستباقية والاستجابة السريعة من الأمور التي تساعد القرويين على النهوض من كبوتهم بعد الفيضانات

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تساعد منظمة الأغذية والزراعة المجتمعات المحلية في أقصى شمال الكاميرون على التأهب لمواجهة المخاطر المناخية المحتملة والتنبؤ بها، والاستجابة للأزمات التي تؤثر على الأمن الغذائي والتغذوي. ©FAO

25/05/2023

يواجه الإقليم الواقع في أقصى شمال الكاميرون، كل عام، فيضانات مدمرة تخلّف وراءها آلاف المشردين. وفي مقاطعة لوغون إي شاري (Logone-et-Chari)، تعد منطقتا بلانغوا (Blangoua) ومكاري (Makary) من بين المناطق الأشد تضررًا. إذ تؤدي الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه من أنهار لوغون (Logone) وشاري (Chari) والبيد
(El beid) وتاف تاف (Taf Taf) وسيربويل (Serbowel) إلى تدمير المنازل والمحاصيل، مهدّدة سبل عيش السكان وأمنهم الغذائي.

وعكفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) منذ عام 2021 على تحسين الإجراءات الاستباقية ونظام الاستجابة في حالات الطوارئ في الكاميرون، حيث تقوم بتحليل آثار الأزمات الإنسانية على الأمن الغذائي والتغذوي. ويساعد هذا المشروع، الممول من قبل المديرية العامة للعمليات الأوروبية للحماية المدنية والمعونة الإنسانية (المديرية)، الحكومات والمجتمعات المحلية على التأهب بصورة أفضل لمواجهة الأزمات والتنبؤ بها وتحليلها واتخاذ القرارات بشأنها قبل حدوثها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أظهر نظام الإنذار المبكر التابع للمنظمة وجود مستوى عالٍ من خطر حدوث فيضانات في الإقليم الواقع في أقصى الشمال. فقام المشروع بتفعيل عملية توزيع المساعدات في كل مجتمع محلي (بلانغوا ومكاري وكوزا (Koza) ومورا (Mora)) بفضل أربعة مخازن احتياطية معدة مسبقًا ومليئة بالأغذية والأدوات والمواد الأساسية الأخرى. كما قدمت المنظمة 000 6 كيس قامت المجتمعات المحلية بملئها بالرمال من أجل إنشاء حواجز واقية قبل حدوث الفيضانات.

وساعد المشروع أيضًا على إنشاء أجهزة مجتمعية مختلفة للتأهب والاستجابة. وتعمل هذه المجموعات بصورة مباشرة مع السكان المعرضين للخطر، وتنقل المعلومات بشأن الأزمات المحتملة. وتقوم هذه اللجان بمساعدة المجتمعات المحلية على تنظيم ملء الأكياس الرملية وبناء الحواجز قبل حدوث الفيضانات.

وأثبتت الإجراءات الاستباقية نجاحها في التخفيف من وطأة العديد من آثار الفيضانات. ولكن حين ارتفع منسوب مياه نهر لوغون جراء الأمطار الغزيرة، اخترقت المياه الحواجز الواقية في بعض المناطق. وكان السيد صالح يوسف وزوجته وأطفاله الثمانية من بين الذين أجبروا على ترك منازلهم ومحاصيلهم التي كانت تبشر بغلات وفيرة. وحين ابتلعت مياه الفيضانات منزل السيد صالح ومزرعته، لم يكن أمام أسرته من خيار سوى العثور على ملجأ في مكان مرتفع في منطقة كيناباري (Kinabari).

ويروي السيد صالح بأسى بالغ كيف دمرت تلك الأمطار العنيفة كل شيء قاموا ببنائه. ويوضح قائلًا "لقد رأينا بأعيننا المياه تدمر أكواخنا وتجرف ممتلكاتنا".

وقد تسببت الأمطار الغزيرة ومياه الأنهار الغامرة، على مدار السنة، في تدمير ما مجموعه 464 48 هكتارًا من الحقول و278 41 منزلًا في أقصى شمال البلاد، وألحقت ضررًا جسيمًا بظروف عيش الأسر المعيشية التي تُركت تتدبر أمرها وحدها. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد تضرر 200 313 شخص، من أمثال السيد صالح، من الفيضانات.

قدمت المنظمة البذور والمعدات الزراعية لأكثر من 300 أسرة معيشية متضررة من الفيضانات في لوغون إي شاري. ©FAO

بداية جديدة لضحايا الفيضانات

في حالات مثل فيضانات أكتوبر/تشرين الأول 2022، حيث تكون خطط التنبؤ والطوارئ غير كافية، أعدت المنظمة خطط استجابة لمساعدة المجتمعات المحلية على النهوض من كبوتها واستئناف سبل عيشها في أسرع وقت ممكن.

وانتقل السيد صالح وأسرته للعيش في منطقة كيناباري، وتلقى ما يزيد على هكتار من الأراضي من السيد Blama، رئيس المنطقة. وزودته المنظمة ببذور البصل ومعدات زراعية مكوّنة من مجارف ومناجل ومرشات ومعاول لتمكينه من معاودة أنشطته الزراعية.

ويقول السيد صالح بامتنان إنّ المساعدة التي تلقاها منحته "الشجاعة على البدء من جديد".

ويقول أيضًا "نقوم اليوم بحصد جزء من أرضي. وإن البصل الذي أزرعه يباع بسعر جيد لأنه أفضل جودة من البصل الموجود في السوق".

ويوضح السيد Dandi Eloi Ganaf، نائب محافظ مقاطعة بلانغوا، كيف ساعدت المنظمة سكان بلانغوا على تجاوز المحنة التي وجدوا أنفسهم فيها بعد الفيضانات.

ويقول السيد Ganaf بسعادة غامرة "بفضل المنظمة، باتت مقاطعة بلانغوا الآن جزءًا من حوض إنتاج البصل في أقصى شمال البلاد".

لقد تمكنت الأسر التي انتقلت إلى مقاطعة كيناباري من معاودة أنشطتها الزراعية بفضل الدعم المقدم من مشروع المنظمة المموّل من قبل المديرية، وتحظى بحصاد وفير من البصل. ©FAO

وهناك العديد من ضحايا الفيضانات، على غرار السيد صالح، الذين يقولون إنّ الدعم المقدم من المشروع في ما يتعلق بتوفير المدخلات والبذور والمعدات الزراعية في حالات الطوارئ وغير ذلك من الأدوات، فضلًا عن عملية المراقبة في الحقول التي تنفذها المنظمة، قد أسهم إلى حد كبير في تحسين ظروف عيشهم.

وقال السيد Agbassi Adoum، محافظ بلدية مكاري، "لقد أشعلت المنظمة جذوة الأمل فعادت البسمة مجددًا إلى وجوه هؤلاء الناس".

وختم قائلًا "لم تكتف المنظمة بتوفير الملابس والأغذية لهم فحسب، بل جعلتهم مستقلين من خلال تزويدهم بالبذور لكي يعملوا في حقولهم".

وبفضل نظام الإنذار هذا، بات السكان المعرضون للمخاطر الزراعية والمناخية مجهزين حاليًا بصورة أفضل لمواجهة المخاطر المستقبلية.

ويقول السيد Abaicho Abakar، رئيس لجنة التأهب والاستجابة في إقليم بلانغوا، "أصبحنا الآن أكثر تنظيمًا وتأهبًا لمواجهة أي أزمة، ولم يعد الرعب يتملّكنا كما كان في السابق".

ويعتزم المشروع، على المدى الطويل، تنفيذ هذه المبادرة القائمة على الإجراءات الاستباقية في مناطق أخرى في الكاميرون.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: الكاميرون

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة

مطبوع: الإجراءات الاستباقية: تغيير الطريقة التي ندير بها الكوارث