Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

بناء الخنادق يعيد بناء سبل العيش في غينيا-بيساو


يدعم مشروع للنقد مقابل العمل المزارعين في إعادة إعمار البنية التحتية وسبل العيش بعد الجائحة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يجني السيد Manuel وغيره من مزارعي الأرز في غينيا-بيساو دخلًا مقابل إصلاحهم الخنادق المحيطة بحقول الأرز، وذلك في إطار مشروع للنقد مقابل العمل تنفّذه منظمة الأغذية والزراعة ويموله البنك الدولي. FAO/Eva Gilliam©

04/09/2023

يعكف السيد Manuel Bidan Santa مع فريق مؤلف من عشرين رجلًا على تناقل كرات غليظة من الطين يبلغ حجمها حجم كرة القدم، في منطقة أويو في غينيا-بيساو. تراهم وأجسادهم مكسوة بهذه المادة الموحلة التي لا تلبث أن تجف بسرعة تحت أشعة الشمس الحارقة عند ساعة الظهيرة. وتنتقل الكرة الطينية من رجل إلى آخر، فتعلق في الجو هنيهةً أثناء تناقلها. وعندما تصل إلى يدي الشخص الأخير، يثبّتها بقوة على طول الخندق المانع للفيضانات الذي يحدّ أحد حقول الأرز العديدة المنتشرة عند تخوم القرية.

ويقوم السيد Manuel وزملاؤه المزارعون بإصلاح الخنادق التي تحمي حقول الأرز التي يكسبون منها عيشهم. وهذه الحقول محاطة بمياه المحيط وبأشجار المانغروف. ولولا تلك الخنادق لتسربت المياه المالحة إليها قاضيةً على محاصيلهم.

ويشرح السيد Manuel الأمر فيما الوحل اللزج يكسوه من رأسه إلى أخمص قدميه قائلًا: "نعمل هنا خلال موسم الأمطار. وهناك مناطق أخرى تحتاج هي أيضًا إلى إصلاح، ولكن لا يمكننا العمل فيها إلّا خلال موسم الجفاف".

ويجب إجراء الإصلاحات كل عام. وأثناء مدّ المحيط، تتآكل الخنادق بسرعة؛ وهذا الأمر معتاد. ولكن منذ جائحة كوفيد-19 وما يتصل بها من قيود، تردّت حال الخنادق فعانت حقولهم تداعيات ذلك.

وكان للتدابير التقييدية التي فرضتها الجائحة، كالقيود المفروضة على السفر وإغلاق الحدود والمحلات التجارية، تأثير عميق على سبل عيش صغار المنتجين. فقد اضطر السيد Manuel والعديد من زملائه المزارعين إلى التخلي عن العمل في الحقول للبحث عن وظائف ثانوية لإعالة أسرهم. 

وقال في هذا الصدد: "بدلًا من قضاء الوقت هنا في إصلاح السد، اضطررت إلى البحث عن وسائل أخرى لتوفير المأكل لأسرتي. فلا يمكنني تركهم جياعًا في المنزل لآتي وأقضي اليوم كله هنا. لذلك، كنت آتي لمدة ساعة أو نحو ذلك في كل مرة، ولكن ذلك لم يكن مجديًا للحقيقة".

وفي هذا الموسم، منعتهم الفيضانات من زرع مساحات كبيرة من حقولهم. وكان السيد Manuel يشعر وكأنه يجاهد من دون طائل لتغطية نفقاته. 

ولكن منذ يناير/كانون الثاني 2023، بدأ السيد Manuel وغيره من مزارعي الأرز من قرية إيونغون، يتقاضون أجرًا مقابل إصلاح هذه الجدران الطينية، في إطار مشروع للنقد مقابل العمل تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ويموّله البنك الدولي. ويندرج هذا البرنامج في إطار برنامج الأمن الغذائي في حالات الطوارئ التابع لحكومة غينيا-بيساو (المعروف بمختصره البرتغالي PUSA-GB).

ومن شأن الخنادق، وغيرها من الأشغال المجتمعية التي يقومون بها، أن تمكّنهم من تهيئة الأرض للموسم الزراعي المقبل.

تعمل المنظمة مع برنامج الأمن الغذائي في حالات الطوارئ التابع لحكومة غينيا-بيساو من أجل تعزيز سبل العيش وتخفيف بعض من آثار جائحة كوفيد-19 على صغار المنتجين. FAO/Eva Gilliam©

تعمل المنظمة مع برنامج الأمن الغذائي في حالات الطوارئ لتخفيف بعضٍ من آثار الجائحة على الأمن الغذائي لصغار المنتجين في البلد، عبر توفير وظائف تؤمّن للمشاركين في المشروع دخلًا منتظمًا.

وبالإضافة إلى برنامج العمالة المدفوعة الأجر، أتاح البرنامج تحويلات نقدية مباشرة غير مشروطة إلى 000 3 من المزارعين الأشد ضعفًا، لتغطية احتياجاتهم الأكثر إلحاحًا.

كما يدعم المشروع المزارعين في جميع أنحاء البلاد بعدة طرق أخرى، بما في ذلك توزيع 000 25 أداة زراعية (من دلاء ومرشات للسقي ومجارف وأدوات لجمع الأعشاب)، و278 1 طن من البذور و000 655 طن من الأسمدة. كما أنشأ مدارس المزارعين الحقلية لتعزيز أفضل الممارسات في الإنتاج الزراعي. وفي ما يتعلق بإنتاج الأرز، تقوم مدارس المزارعين الحقلية بإدخال منهجية نظام زراعة الأرز المكثفة التي تهدف إلى زيادة إنتاجية زراعة الأرز عبر تغيير طريقة استعمال النباتات والتربة والمياه والمغذيات والحد من المدخلات الخارجية.

وهذا هو النهج الذي سيطبقه السيد Manuel على حقوله في الموسم الزراعي المقبل.

تقوم التحويلات النقدية مقابل العمل بمساعدة مزارعي الأرز على تلبية احتياجاتهم الأساسية، فيما تحمي كذلك الأراضي من الفيضانات وتهيّئها للموسم الزراعي المقبل. FAO/Eva Gilliam©

بالنسبة إلى السيد Manuel، فإن التحويلات النقدية مفيدة للغاية من حيث مساعدته على تحسين وضعه.

فإن مشروع النقد مقابل العمل يعني أيضًا أن السيد Manuel وآخرين من مجتمعه لا يضطرون إلى الابتعاد كثيرًا عن القرية لجني لقمة العيش. فقد كان السيد Manuel يغادر قريته لعدة أسابيع من أجل العمل في قطاف الكاجو. أما الآن فأصبح بوسعه أن يعود إلى قريته كل ليلة.

ويقول السيد Manuel: "بفضل المال الذي أتلقاه، يمكنني ترك عائلتي وآتي إلى العمل مرتاح البال. ويمكنني الذهاب إلى العمل الآن وأنا أعلم أن الغذاء متاح لهم وأن أطفالي قادرون على الذهاب إلى المدرسة".

وتشير التقديرات إلى أن 72 في المائة من السكان في غينيا-بيساو يحتاجون حاليًا إلى شكل من أشكال الدعم للأمن الغذائي. وحتى تاريخه، تمكّن مشروع النقد مقابل العمل من بلوغ 000 6 أسرة معيشية، في حين تلقت 000 3 أسرة أخرى تحويلات نقدية غير مشروطة. واستفاد أكثر من 000 70 مزارع من المعونة الزراعية في شكل مدخلات أو تدريب.

وبحلول نهاية عام 2023، يهدف المشروع إلى بلوغ ما مجموعه 000 11 أسرة معيشية من خلال النقد مقابل العمل والتحويلات النقدية غير المشروطة.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: غينيا – بيساو

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

قصة: المساعدات النقدية تُعين الأسر في أوكرانيا على إعادة بناء حياتها اليومية