السلّور: تجارة مزدهرة لأمّة كبيرة

21/09/2023

يقول السيد Nurudeen Quadri، وهو مستزرع أسماك يبلغ من العمر 38 عامًا من بلدة إجيبو-أودي في جنوب غرب نيجيريا: "استزراع الأسماك هي مهنة والدتي"، ويُضيف وهو على وشك أن يدخل قرية إروي لاستزراع الأسماك: "كنت آتي إلى هنا منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، وعندما تخرّجت من الجامعة، أنشأت مزرعتي الخاصة".

وتقع قرية إروي لاستزراع الأسماك على بُعد ساعتين بالسيارة شرق مدينة لاغوس، العاصمة الاقتصادية المترامية الأطراف، وهي موقع لأكبر مجمّع لاستزراع أسماك السلّور في البلاد. وتنتشر على امتداد ضفاف نهر صغير برك حوالي 600 من مستزرعي الأسماك الذين ينظّمون أنفسهم في تعاونيات تابعة لاتحاد صيّادي الأسماك في قرية إروي. وقد أنتج مستزرعو الأسماك هؤلاء في عام 2022 نحو 000 2 طن من أسماك السلّور.

كانت الساعة السابعة صباحًا عندما قام عاملان في مزرعة السيد Nurudeen بتشغيل مضخّات المياه، فبدأت المياه العذبة تتدفّق إلى برك الأسماك. ويقول السيد Nurudeen "إنها تمدُّ الأسماك بالأكسجين لتفتح شهيتها قبل إطعامها بعد الظهر".

ويُنفّذ السيد Nurudeen مع العمّال أعمال الصيانة والإصلاح في عشر برك وحولها في مزرعته، والتي تُستخدم اثنتان منها لاستزراع الإصبعيات. وعندما يحين وقت الصيد، يقومون ببيع الأسماك.

ويُنتج السيد Nurudeen نحو 50 طنًّا من أسماك السلّور سنويًّا. ورغم الكلفة المتزايدة للأعلاف والحصول المحدود على التمويل، يتيح له هذا العمل إمكانية إعالة نفسه وأسرته. ويقول: "بمقدوري الآن أن أعيش حياة كريمة بفضله".

وتملك السيدة Mary Stephens وزوجها أيضًا عددًا قليلًا من برك الأسماك في قرية إروي لاستزراع الأسماك. ولكن مجال عملهما الرئيسي هو تجهيز الأسماك. فعلى الرفوف التي تُسطّر الفناء، ترتصّ شرائح أسماك السلّور وهي تقدح بينما تُدخَّن ببطء على فحم يمكن رؤيته مشتعلًا تحتها.

وتقول السيدة Mary "إنَّ هناك حوالي 150 حوضًا من السلّور على النار في هذه اللحظة"، وهو ما يعادل 750 3 كيلوغرامًا. وتضيف قائلة إنّ معظمها يأتي من قرية إروي لاستزراع الأسماك. ويُباع السلّور المدخَّن في سوق أونتشا على بُعد 300 كيلومتر شرقًا. وتضيف أيضًا أنَّ "الناس يذهبون إلى هناك، حتى من خارج البلاد، لشراء منتجاتنا".

وتقول السيدة Mary، التي تعمل في هذا المجال منذ 25 عامًا، إنّ رأس المال هو أبرز التحديات. وتأمل في الحصول على آلة لتحلّ محلّ بعض أعمالهم اليدوية. وتستدرك مبتسمة، فتقول: "المعدّات ورأس المال. لو كان هذان الأمران متوفرين، لازدهرت أعمالنا".

ويُقدّم برنامج FISH4ACP، وهو برنامج عالمي لتطوير سلاسل القيمة السمكية يُنفَّذ بالشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الاتحادية في ألمانيا، المساعدة لنيجريا من أجل تعزيز قطاع أسماك السلّور فيها. وقد أجرى البرنامج دراسة تحليلية لقطاع أسماك السلّور في نيجيريا بالتعاون مع وزارة الزراعة والأمن الغذائي الاتحادية في نيجيريا.

وأظهرت الدراسة التحليلية أهمية هذا القطاع بالنسبة إلى سبل معيشة السكان. ويُقدّر عدد منتجي أسماك السلّور في نيجيريا بنحو 000 285 منتجًا، 60 في المائة منهم هم من صغار مستزرعي الأسماك. ويعمل في هذه المشاريع ما يُقدّر بنحو مليون شخص.

ويقول السيد Abubakar Usman، الخبير في قطاع أسماك السلّور في نيجيريا في منظمة الأغذية والزراعة وقائد برنامج FISH4ACP في البلاد: "إنّ العمل في أسماك السلّور هو عمل جيد". فالطلب على الأسماك كبير جدًّا. وتُعدّ نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها 223 مليون شخص، أكثر بلدان أفريقيا اكتظاظًا بالسكان، ويُشكّل السمك أكثر من 40 في المائة من متناول البروتينات الحيوانية، ويأتي ربع هذه النسبة على الأقل من أسماك السلّور.

ويقول السيد Usman إنه، وفقًا للنتائج الأولية للدراسة التحليلية التي أُجريت في إطار برنامج FISH4ACP، فقد يرتفع إنتاج أسماك السلّور ليصل إلى مليون طن في عام 2021، بقيمة تبلغ نحو 2.6 مليارات دولار أمريكي.

ويقول السيد Usman إنّ الطفرة في نمو قطاع أسماك السلّور بدأت في تسعينيات القرن الماضي عندما أنشأت الحكومة مفارخ لإصبعيات السلّور وأصبحت بذورها متاحة. وتلت ذلك سنوات من النمو بنسبة 20 في المائة في الفترة من 2005 إلى 2015، قبل أن يبدأ تراجع إنتاج السلّور في عام 2016 مدفوعًا بشكل أساسي بارتفاع أسعار الأعلاف.

ويتصدّر خفض الكلفة أولويات برنامج FISH4ACP من أجل تعزيز قطاع أسماك السلّور في نيجيريا. وتعمل المبادرة بموازاة ذلك على برامج ائتمان للأعلاف لمساعدة مستزرعي الأسماك على تمويل عملياتهم قبل أن يجنوا الأموال في وقت الصيد.

وهناك أيضًا بعض الشواغل بشأن الاستدامة. فتدخين الأسماك بالطريقة التقليدية قد يؤثّر على صحة الإنسان، في حين أنّ استخدام الحطب يساهم في إزالة الغابات. ويدعم برنامج FISH4ACP اعتماد أفران تدخين الأسماك المبتكرة التي تستخدم قدرًا أقلّ من الحطب وتقلل من تعرض الأشخاص للدخان.

ويقول السيد Nurudeen إنّه اعتاد في أواخر فترة بعد الظهر، وهو ينتظر دوره للانضمام إلى مباراة كرة القدم اليومية إلى جانب أصحاب مزارع الأسماك والعاملين فيها، أن يفكّر في طرق لتطوير مشروعه. ويقول إنّ من محاسن قرية إروي لمزارع الأسماك أنّ مستزرعي الأسماك يعملون معًا لتحسين الأمور.

ويرغب مستزرعو الأسماك في إروي في دخول مجال تجهيز الأسماك، ويحظرون على الوسطاء دخول القرية لكي يتمكنوا من التفاوض على الأسعار مباشرة مع المشترين. ويقول السيد Nurudeen: "إننا نخبر الناس أنّ أسماك السلّور ليست حكرًا على الأغنياء، بل إنها لجميع الناس". ويضيف قائلًا: "كلما زاد استهلاك الناس، كلما زاد الطلب".

ويقول السيد Usman إنّ برنامج FISH4ACP بإمكانه إحداث فارق من خلال العمل مع التجمعات مثل قرية إروي لمزارع الأسماك. وبالعمل معًا، يتمتع البرنامج والتعاونيات بالقدرة على رفع التحدي المتمثل في جعل قطاع أسماك السلّور في نيجيريا أكثر قدرةً على الصمود وكفاءة ومراعاة للبيئة. "إذا لامستَ حياة مستزرعي الأسماك هنا، فمن الممكن أن يمتدّ الأثر إلى البلاد بأكملها".

وقبل أن يدخل السيد Nurudeen ملعب كرة القدم يقول: "أحبّ استزراع الأسماك. فهو يمنحك مستقبلًا زاهرًا ويمكّنك من ردّ العطاء إلى المجتمع المحلي، لأنك توفر الغذاء للأمة على الدوام".

روابط تتعلق بالموضوع

المياه هي الحياة؛ المياه هي الغذاء. إنها قوة دافعة للناس والاقتصادات والطبيعة وأساس نظمنا الغذائية. ولكن هذا المورد الثمين محدود. ومع اقتراب يوم الأغذية العالمي، الذي سيُعقد في 16 أكتوبر/تشرين الأول، نغتنم هذه الفرصة لكي نشكر #أبطال_الأغذية الذين يتخذون #إجراءات بشأن المياه لإدارتها بحكمة مع توفير الأغذية لنا حاضرًا ومستقبلًا – من دون ترك أي أحد خلف الركب.

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج FISH4ACP

الصور: تعزيز قطاع أسماك السلّور في نيجيريا والمساعدة على توفير الغذاء في أكثر بلدان أفريقيا اكتظاظًا بالسكّان

قصة: الحد من الخسائر الناجمة عن صيد الأسماك يغيّر عمل النساء مجهزات الأسماك في تنزانيا ومستقبلهن

الموقع الإلكتروني: يوم الأغذية العالمي - 16 أكتوبر/تشرين الأول