Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

رقمنة الزراعة في ريف السنغال


بإمكان الأدوات الرقمية أن تساعد على تعويض أوجه عدم اليقين التي تكتنف أنماط الطقس الناجمة عن تغير المناخ

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

أعدّت منظمة الأغذية والزراعة أدوات رقمية جديدة تساعد المزارعين في السنغال على تحسين التنبؤ بأنماط الطقس وهطول الأمطار، فتساعدهم بالتالي على معرفة الوقت المناسب للزراعة والحصاد بالرغم من التقلّبات الناجمة عن تغير المناخ. ©FAO

20/07/2023

في بلدة نيورو الواقعة في السنغال، بات السيد Mamadou Drame، وهو أب لأربعة أطفال، ينظر إلى شاشة هاتفه بدلًا من تفحص السماء من أجل فهم أحوال الطقس ومعرفة المحاصيل التي يستطيع زراعتها. وقد أصبحت الدورات السابقة لهطول الأمطار غير موثوقة أكثر فأكثر بفعل تغير المناخ، مما يؤدي إلى تقلّب أنماط الزراعة والحصاد. ولكن اعتماد الابتكارات الرقمية ساعده على رفع إنتاجه من الأرز والذرة والدخن والخضار. كما تساعده هذه الأدوات أيضًا على تسويق إنتاجه وتلقي ثمنه عن طريق هاتفه.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مشروع الخدمات الزراعية والإدماج الرقمي في أفريقيا (ASDIA) (المشروع) الذي جرى تمويله بمساهمات طوعية مرنة.

ويتمثل الهدف الرئيسي من المشروع في تزويد المزارعين بمعلومات آنية بشأن تنبؤات الطقس وأفضل الممارسات الزراعية ورعاية الماشية وأسعار السوق والصحة والتغذية بصورة مباشرة عبر تطبيقات هاتفية صُمِّمت خصيصًا لهذه الغايات.

وبفضل تطبيق "تقويم الطقس والمحاصيل"، يتمتع المزارعون بقدرة جديدة على التنبؤ ببداية موسم الأمطار ونهايته بصورة دقيقة، فضلًا عن مدى تواتر الأمطار وكميتها المتوقعة. وتتيح لهم هذه المعلومات اختيار النوع المناسب من البذور وتوقيت دورات الإنتاج، فتحول دون تكبّدهم الخسائر الفادحة التي عادة ما تشهدها السنوات العجاف.

ويقول السيد Mamadou "لم يسبق أن أتيحت لنا هذه المعلومات وإمكانية الوصول إلى السوق من قبل. وقد غيّر ذلك بشكل جذري طريقة نظرنا إلى هذا العمل. وأصبح بإمكاننا الآن أن نخطط ونزرع ونحصد ونبيع ونكسب باطمئنان لم نحظ به من قبل".

نفّذت المنظمة المشروع في السنغال من أجل دعم استراتيجية الزراعة الرقمية التي رسمها السنغال، مما يساعد المرشدين الزراعيين على الوصول إلى عدد أكبر من المزارعين وتغطية مناطق أكثر من أجل تحديث الزراعة المحلية. ©FAO

رقمنة الزراعة الريفية

على مدار العشرين عامًا الماضية، سمح الهاتف الجوال، وهو مجرد جهاز صغير يمكن وضعه في الجيب، بتزويد البشر بجميع البيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة في جميع نواحي الحياة تقريبًا. ولكنّ إمكانات هذه الأداة لا تزال غير مستغلة في المناطق الريفية في غرب أفريقيا، لا سيما في مجال الزراعة.

وقد تحسّنت نوعية البنية التحتية للهواتف الجوالة بصورة كبيرة في الإقليم وبات العديد من الأشخاص يستخدمون بالفعل التكنولوجيا الجوالة. بيد أنّ المزارعين لم يستخدموا بعد هذه الأدوات في مجال إنتاجهم.

وإنّ فرص استخدامها في مجال الزراعة لا تعدّ ولا تحصى، مثل تعظيم أثر الخدمات الاستشارية الريفية الموجودة أساسًا والخدمات المالية وبرامج الحماية الاجتماعية والوصول إلى السوق مباشرة من الهواتف الجوالة.

وقد نفّذت المنظمة المشروع في السنغال للمساعدة على دعم تنفيذ استراتيجية الزراعة الرقمية التي رسمتها الوكالة الوطنية للمجلس الزراعي والريفي في السنغال (ANCAR) (الوكالة)، وهي جهاز تابع لوزارة الزراعة. والهدف من برنامجها هو الاستفادة من الأدوات الرقمية لتحديث الزراعة المحلية ومساعدة المرشدين الزراعيين على الوصول إلى عدد أكبر من المزارعين وتغطية مناطق أكثر.

وقام المشروع الذي تنفذه المنظمة بتدريب أكثر من 000 1 مرشد زراعي تابع للوكالة ورؤساء المنظمات المحلية على استخدام التطبيقات الهاتفية الخمسة التي صمّمها البرنامج والمتعلقة بالإنتاج الزراعي والحيواني. وسيقوم هؤلاء المرشدين والرؤساء بنقل تلك المعارف إلى المزارعين.

ويقول السيد Mamadou "أصبحنا نعرف الآن الوقت المناسب للزراعة. إذ إنّ المعلومات التي يزوّدنا بها المشروع تمكِّننا من تكييف جدول زراعتنا لكي نضمن حصولنا على الأمطار المثالية".

وبعد سبع سنوات من إطلاق المشروع، بات المزارعون يلمسون فوائد هذه التكنولوجيا في حياتهم وأنشطتهم الزراعية حيث زادت غلاتهم وقلّت نفقاتهم على المدخلات وتضاءلت خسائرهم في فترة ما بعد الحصاد.

الفرص الرقمية أثناء الجائحة

بادرت المنظمة، في منتصف عام 2020، إلى تقديم مساعدة إضافية للوكالة لإنشاء منصة تجارة رقمية، بعنوان senlouma.org، من أجل مساعدة نحو 500 سنغالي من صغار المزارعين على بيع إنتاجهم أثناء تفشي أزمة
كوفيد-19. وكان ذلك جزءًا من الاستجابة السريعة لمشاكل التسويق المدمرة وتعفن المنتجات الزراعية على نطاق واسع بسبب الاضطرابات التي طالت سلسلة القيمة جراء تفشي الجائحة.

ويستذكر السيد Mamadou قائلًا "لقد أنقذت المنصة حياتنا. فقد أتاحت لنا بيع إنتاجنا في ذروة الجائحة، من دون خرق البروتوكولات المتعلقة بجائحة كوفيد-19".

وتضم المنصة حاليًا أكثر من 45 منظمة مسجّلة من منظمات المزارعين، مع قرابة 000 4 شخص قادرين على بيع إنتاجهم عبر شبكة الإنترنت. وتعتزم الوكالة استخدام المنصة للربط بين المنتجين في المناطق الريفية وتجار البذور وموردي المدخلات والمتخصصين في تجهيز الأغذية وبائعي بوالصُ التأمين وتجار الجملة والمؤسسات المالية.

وقد تمكّن المستفيدون في منطقتي سالوم ونياي حتى الآن من اكتشاف أسواق جديدة وأقاموا شراكات في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق الشرقية مثل تامباكوندا وكيدوغو، حيث إنتاج الخضار هناك غير متطور نسبيًا.

ووقع الاختيار أيضًا على المنصة لتلقي المزيد من التمويل عبر مبادرة تنفذها وكالة الجامعة الفرنكوفونية بالشراكة مع الوكالة الوطنية للبحوث العلمية التطبيقية في السنغال. وسيساعد ذلك المستفيدين في الحصول على علامات تجارية والارتقاء بمبادراتهم المنفذة في بنن وبوركينا فاسو وتوغو والسنغال.

المشروع هو جزء من النموذج السنغالي التابع لمبادرة 000 1 قرية رقمية التي تتولى المنظمة زمام قيادتها. وتعمل المبادرة على تعزيز التحوّل الريفي عن طريق رقمنة الزراعة، والاستفادة من قدر أكبر من الابتكارات لأجل تحسين الإنتاج. ©FAO

زيادة الاستفادة من الحلول الرقمية على المستوى المحلي

اعتبارًا من شهر أغسطس/آب 2022، أصبح السيد Mamadou من بين المزارعين السنغاليين المسجّلين في المشروع الذين يزيد عددهم عن 000 300 مزارع والذين يتلقون رسائل استشارية بلغتهم المحلية. كما حشد بنك التنمية الأفريقي مبلغ مليون (1) دولار أمريكي في عام 2022 من أجل تنفيذ المشروع وغيره من المبادرات الرقمية التابعة للمنظمة في إقليم كازامانس في جنوب السنغال، وتمويل تصميم تطبيقات جديدة.

وبفضل استخدام هذه التكنولوجيا، تمكّن السيد Mamadou من استعادة ثقته في إنتاجه الزراعي، ويوضِّح بالقول "أشعر بالثقة حين أزرع وأحدّد أسعاري. فأنا أعلم أنني قادر على كسب ما يكفي من المال لإعالة أسرتي وتسجيل أطفالي في المدرسة وتوسيع عملي التجاري".

ويعد المشروع جزءًا واحدًا من النموذج السنغالي الأوسع التابع لمبادرة 000 1 قرية رقمية التي تتولى المنظمة زمام قيادتها. وتعمل المبادرة على تعزيز التحوّل الريفي عن طريق رقمنة الزراعة ومعالجة المشاكل الزراعية وغير الزراعية والاستفادة من قدر أكبر من الابتكارات لتحسين الإنتاج. وتضع المبادرة صغار المزارعين في صميم مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة. ويعدّ السنغال واحدًا من تسعة بلدان أفريقية وطائفة واسعة من البلدان الأخرى في العالم التي تشارك في المبادرة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منصة مبادرة القرية الرقمية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: السنغال

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والزراعة الرقمية