Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

صيادو الأسماك في بيرو يحافظون على غابات المانغروف وموارد المحيط عن طريق الإدارة المشتركة


المجتمعات المحلية تعمل يدًا بيد مع الحكومة من أجل حماية البيئة وسبل العيش

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

المجتمعات المحلية في بيرو تعمل مع السلطات المحلية لحماية النظم الإيكولوجية البحرية الفريدة التي تعتمد عليها البيئة المحيطة وسبل عيشها. وقامت مبادرة مصايد الأسماك الساحلية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة والممولة من مرفق البيئة العالمية ببناء قدرة المجتمع المحلي لكين يتمكن من الإشراف على نظمه الإيكولوجية بطريقة مستدامة ومنتجة. ©FAO/ UNDP

08/06/2023

أمضى السيد Jhon Puse Arroyo حياته وهو يعمل في صيد سرطان البحر الأحمر التقليدي في محمية تومبيس الوطنية لغابات المانغروف، التي تمتد على مساحة تقارب 000 3 هكتار على طول ساحل بيرو بالقرب من الحدود مع إكوادور.

ويقول السيد Jhon: "لقد تعلمتُ هذه المهنة من والدي الذي كان يكسب عيشه من غابات المانغروف ليعيل أسرتنا بأكملها – المكونة من والدتي وإخوتي الستة".

ويبلغ السيد Jhon الأربعين من العمر حاليًا، وهو لا يعمل فقط في صيد سرطان البحر الأحمر، بل هو أيضًا نائب رئيس اتحاد غابات المانغروف في شمال شرق بيرو، المؤلف من منظمات صيادي الأسماك والحصادين.

ويتسم الاتحاد بكونه محرك التغيير من أجل دعم الاستدامة والتنوع البيولوجي في محمية تومبيس الوطنية لأشجار المانغروف، وهي بدورها موقع تجريبي تابع لمبادرة مصايد الأسماك الساحلية (المبادرة) – وهي برنامج تتولى تنسيقه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ويموله مرفق البيئة العالمية.

وتقع غابات المانغروف على الحدود بين البرّ والبحر. وهي بمثابة بالوعات كربون ومرشِحات للمياه ومصدّات طبيعية ضد العواصف وتأكل التربة. كما أنها مأوى غني بالتنوع البيولوجي، من بلح البحر الذي ينمو بين أشجار المانغروف إلى أسماك المجرة، ومن مالك الحزين إلى آكلات النمل ومن الطحالب إلى نحل التلقيح.

وهنا في بيرو، تأوي أشجار المانغروف أيضًا العديد من أنواع القشريات والرخويات – مثل سرطان البحر الأحمر والمحار المسمى "كونشا نيجرا" الذي يعيش في الطين بين جذورها. وهذه هي المصادر الرئيسية للغذاء وسبل العيش بالنسبة إلى الصيادين والعاملين في مجال صيد الأسماك مثل السيد Jhon وآخرين في مجتمعه المحلي.

بيد أنّ السيد Jhon يلاحظ اختلافًا في غابات المانغروف الآن. ويوضح بالقول "كنا فيما مضى نقضي ثلاث أو أربع ساعات فقط في غابات المانغروف، أما الآن فنحتاج إلى خمس أو ست ساعات [للعثور على الكمية نفسها من سرطان البحر]".

فالموارد آخذة في التضاؤل؛ حيث شهدت السنوات الخمس عشرة الماضية ارتفاعًا في درجات حرارة البحر وزيادة في غزارة هطول الأمطار وحالات الجريان السطحي من المزارع المحلية والتلوث من البلدات المجاورة، مما أثّر على كمية الحيوانات والنباتات في غابات المانغروف وتنوعها البيولوجي.

ويقول السيد Jhon مصرّحًا: "هناك اختلاف في ما عرفناه سابقًا وما نراه اليوم. ونودّ نحن، كمجتمع محلي، أن يعود النظام الإيكولوجي في غابات المانغروف إلى سابق عهده كما كان عليه في زمن آبائنا وأجدادنا".

أخذت الموارد تتضاءل على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. ويقوم المجتمع المحلي والسلطات الحكومية حاليًا برصد مواردهم المائية وإدارتها على نحو أوثق، وحماية النظم الإيكولوجية إلى جانب ضمان الحفاظ على سبل عيش المجتمعات المحلية. ©FAO/UNDP

الإدارة المشتركة من أجل الاستدامة، حاضرًا ومستقبلاً

وقّع صيادو الأسماك والاتحاد على اتفاق مدته 20 عامًا مع الهيئة الوطنية للمناطق المحمية في بيرو "SERNANP" من أجل المشاركة في إدارة محمية تومبيس الوطنية لغابات المانغروف، في محاولة منهم للحفاظ على مواردهم الطبيعية الحيوية واستعادتها.

وتقول السيدة Rosa Garcia، مديرة محمية تومبيس الوطنية لغابات المانغروف: "كان ذاك أول اتفاق على الإطلاق يُبرم مع جمعيات صيادي الأسماك والحصادين، وهو بمثابة إنجاز كبير بالنسبة إلى صون غابات المانغروف وبالنسبة إلى بلدنا أيضًا".

وتنص شروط الاتفاق على أن يقوم أعضاء الاتحاد برصد مواردهم وإدارتها والحفاظ على التنوع البيولوجي والغطاء الحرجي وإدارة الأعمال التجارية المتعلقة بالسياحة البيئية وإدارة وحدة تجهيز المأكولات البحرية.

وهم ينظّمون أيضًا حملات تثقيفية ويشاركون في البحث العلمي من أجل تجديد أرصدة الأصناف المستنزفة مع جامعة تومبيس الوطنية وIncabiotec وهو مختبر خاص يكرس التكنولوجيا البيولوجية من أجل التنمية المستدامة.

وقد اكتسبوا المهارات التجارية والبيئية والإدارية والعلمية اللازمة للمشاركة في إدارة الموقع باستخدام ما اكتسبوه من معارف بفضل حلقات العمل الهادفة إلى بناء القدرات التي وفرتها المبادرة على مرّ السنين.

السيد Jhon Puse (إلى اليسار)، نائب رئيس اتحاد غابات المانغروف في شمال شرق بيرو، يعتزم إعادة غابات المانغروف إلى سابق عهدها كما كانت عليه في زمن والديه أجداده. ومن شأن الإدارة المشتركة أن تعود بالمنافع على المجتمعات المحلية وتدعم التنمية الإقليمية وتصون التنوع البيولوجي وتحمي موارد المحيط. © Consorcio Los Manglares del Noroeste del Perú/ H.Preciado

يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذ المبادرة في بيرو، تحت قيادة وزارة البيئة وبمشاركة وزارة الإنتاج والحكومات الإقليمية في منطقتي تومبيس وبيورا.

ويقول السيد Jhon إنّ صيادي الأسماك والحصادين قد بدأوا بالفعل بملاحظة الفارق.

ويقول أيضًا: "نحن نعلم الآن أنه بإمكاننا أخذ يرقات محار كونشا نيجرا المستنبتة في المختبرات إلى غابات المانغروف، وأنها ستتكيف وتنمو هناك. وقد أجرينا هذا البحث في موقع تجريبي في المحمية تابع للمبادرة، ولاحظنا زيادة أعداد محار كونشا نيجرا فيه".

ويضيف إنّ عملية الرصد والمراقبة التشاركية يجب أن تستند إلى منظمات المجتمع المحلي الراسخة المتعاونة مع الحكومة من أجل إدارة النظم الإيكولوجية بصورة مشتركة. وقد اكتسبوا هذه المهارات المتعلقة بإدارة النظام الإيكولوجي عن طريق حلقات العمل الهادفة إلى بناء القدرات، التي نفذتها المبادرة على مر السنين.

ويقول السيد Marco Arenas، الذي يرأس الوحدة التشغيلية الوظيفية التابعة للإدارة التشاركية في الهيئة الوطنية للمناطق المحمية في بيرو: "في اعتقادنا أنّ نموذج الإدارة الشامل هذا سيكون الأكثر استدامة مع مرور الوقت".

ويضيف: "فهو يعود بالفائدة على المجتمعات المحلية ويدعم التنمية الإقليمية ويصون التنوع البيولوجي. ولا يمكننا ضمان صون غابات المانغروف إلّا من خلال توفير الفرص للمجتمعات المحلية".

ويتسم اليوم العالمي للمحيطات بأنه مناسبة هامة تجعلنا ندرك كم أنّ مواردنا البحرية حيوية بالنسبة إلى العديد من المجتمعات المحلية.

ويقول السيد Jhon: "نودّ أن نقول في اليوم العالمي للمحيطات إنّ أهمّ شيء هو التحلي بالإرادة لحماية بحارنا وغابات المانغروف لدينا. ويجب على كل صياد أن يبدي تعاونه على المستوى الشخصي".

ويردف بالقول: "إنّ غابات المانغروف هي شعلة الحياة بالنسبة إلينا جميعًا، وهذا ما يحتّم علينا حمايتها".

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: اليوم العالمي للمحيطات – 8 يونيو/ حزيران [باللغة الإنكليزية]

الموقع الإلكتروني: مبادرة مصايد الأسماك الساحلية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة [باللغة الإنكليزية]

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية في منظمة الأغذية والزراعة: بيرو