Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

من الثرى إلى الثريا


تساعد عمليات المسح الميدانية وعبر الأقمار الاصطناعية المزارعين في ملاوي على إدارة المحاصيل على نحو أفضل ووصولهم بشكل أسرع إلى الإغاثة في حالات الكوارث

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يجمع المشروع المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة من جهة وبرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا NASA Harvest من جهة أخرى بين صور الأقمار الاصطناعية وبيانات عمليات المسح الميدانية من خلال تطبيق للهواتف المحمولة. وتساعد هذه البيانات مساعي الإغاثة في حالات الطوارئ وتوفر للمزارعين في ملاوي وناميبيا رؤى أفضل بشأن إنتاج الأغذية. ©NASA Harvest/Christina Justice

13/11/2023

كان المزارعون في العهود الغابرة ينظرون إلى السماء ليلًا لمعرفة ما إذا كان الوقت المناسب للزرع أو الحصاد قد حان. وفي عصر المعلومات الحالي، لم تعد تلك المعطيات تأتي من موقع النجوم، إنما من أقمار اصطناعية وتطبيقات على الهواتف المحمولة صممها الإنسان. ويساعد استخدام هذه الأدوات المبتكرة المزارعين على إنتاج الأغذية بشكل أفضل. كما أنها تساعد الحكومات في اتخاذ قرارات أصلح على مستوى السياسات وبإمكانها أن تؤدي دورًا قيّمًا لمساعدة جهود الإغاثة والوصول الأسرع إلى من هُم بحاجة عند وقوع الكوارث.

ومن خلال النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة (النظام العالمي – GIEWS) التابع للمنظمة، تشاركت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مع الائتلاف العالمي للأمن الغذائي والزراعة التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، المعروف ببرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا (Nasa Harvest)، من أجل تحسين التقديرات بشأن غلات المحاصيل وتوفير حلول مصممة خصيصًا لتقييم المحاصيل والمساعدة في تنظيم الاستجابات السريعة للكوارث.

وموّلت وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة المشروع الذي تم إطلاقه في عام 2021، وهو يجمع بين بيانات عمليات المسح التي يتم جمعها مباشرة من الميدان بواسطة تطبيق على الهواتف المحمولة مع صور للميدان من الفضاء تم التقاطها بواسطة الأقمار الاصطناعية. ومن ثم يتم إدخال مجموعتي البيانات في نماذج التعلم الآلي لرسم خرائط تحدد الأراضي الزراعية بشكل أدق وتوفير نظرة ثاقبة عن ظروف المحاصيل.

ويكتسي دمج مصادر البيانات هذه المستمدة من الميدان ومن الأقمار الاصطناعية أهمية بالغة في بلدان مثل ملاوي وناميبيا، حيث تشكل مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة الأغلبية في بعض المناطق، ولا يمكن للأقمار الاصطناعية وحدها أن تحدد تخوم الحقول الزراعية بسهولة.

أُعدّت خرائط الحقول الزراعية هذه في ملاوي من خلال بيانات نماذج التعلم الآلي في برنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا والبيانات الميدانية. ويبُيّن اللون الأزرق الفاتح مناطق الأراضي الزراعية المغمورة بسبب إعصار فريدي. FAO/NASA Harvest/Malawi Ministry of Agricu

تأثير إعصار فريدي

استخدمت المنظمة وبرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا الذي تقوده جامعة ميريلاند أدوات رقمية وقائمة على الاستشعار عن بُعد كجزء من المشروع لتوفير تقييم سريع للفيضانات الناتجة عن إعصار فريدي الاستوائي في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023.

وجلب الإعصار معه ما يعادل ستة أشهر من الأمطار في غضون ستة أيام فقط، وأودى بحياة أكثر من 500 شخص وتسبب بنزوح حوالي 565 000 شخص آخرين. ومما زاد الطين بلّة سوء الأحوال الجوية في ملاوي عند نهاية موسم الأمطار، حين كان منسوب الأنهار أصلًا مرتفعًا.

وأجرت وزارة الزراعة في ملاوي التقييم بدعم فني من موظفي المنظمة المختصين على الأرض في ملاوي وبرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا، حيث جُمعت البيانات من 095 2 حقلًا في 11 منطقة ضمن الإقليم الجنوبي للبلاد.

وأفاد 86 في المائة من المزارعين الذين شملهم المسح عن غمر حقولهم بمياه الفيضانات. وخسِر أكثر من ربعهم مخزونات غذائية بسبب الفيضانات، وذكر ما يقارب 40 في المائة منهم نفوقَ الماشية. وأفادت الأغلبية العظمى من المزارعين الذين شملهم المسح أن الحصاد الحالي لن يكون كافيًا لتلبية احتياجات أسرهم المعيشية إلى حين الحصاد القادم في شهر أبريل/نيسان 2024.

وأهمّ ما في الأمر أنه قد تم الحصول على هذه البيانات الدقيقة في غضون أيام بدلًا من أسابيع. ففي حالات الطوارئ، يُحدث هذا القدر من السرعة والدقة فرقًا شاسعًا بالنسبة إلى مساعي الإغاثة والاستجابة.

وصرّح السيد Jonathan Pound وهو خبير اقتصادي لدى المنظمة يعمل مع النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة: "قدمت نتائج التقييم الميداني رؤى ثاقبة بالغة الأهمية عن تأثير إعصار فريدي ووفرت المعلومات الضرورية للحكومة لإرسال مساعدات الإغاثية إلى المناطق والسكان الأشد حاجةً وفي الوقت الملائم."

آلية العمل

جمع خبراء من وزارة الزراعة البيانات الميدانية بواسطة تطبيق على الهواتف المحمولة، بعدما درّبتهم المنظمة وبرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا عبر شبكة الإنترنت، وذلك من أجل جمع البيانات الأساسية التي تستند إليها عمليات التقييم السريعة. ويرتبط هذا التطبيق بالنظام العالمي لتحديد المواقع GPS لتمييز موقع الحقل بدقة، وهذا التطبيق بديهي للغاية ويجمع البيانات في اللحظة نفسها التي يسير فيها الموظفون المحليون بين صفوف المحاصيل. ويعمل هذا التطبيق أيضًا خارج شبكة الإنترنت، ممّا يخفّض التكاليف ويعطي المستخدمين مرونة إضافية لتحميل البيانات لاحقًا.

ويُعرّف كل حقل بإحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع، وتوضعُ إشارة له حسب نوع المحصول الذي يُنتج فيه، فضلًا عن مجموعة كبيرة من المعلومات التي تخص الـمَزارع. وتُستخدم هذه البيانات من ثمّ لتدريب نماذج التعلم الآلي التي تحدد الأراضي الزراعية وأنواع المحاصيل بواسطة صور الأقمار الاصطناعية، ورسم خرائط عالية الدقة.

وفي ناميبيا التي تضررت من الجفاف في عام 2023، سنح تطبيق الهاتف المحمول للمسؤولين المحليين ومسؤولي الإرشاد الزراعي استكمال 500 4 مسح، بدلًا من 600 مسح كان من المقرر إجراءها باستخدام الورقة والقلم. وليست هذه الآلية ميسورة الكلفة ودقيقة فحسب، بل تقلّل أيضًا من الوقت اللازم للمعالجة نتيجة توحيد المعلومات.

وأفاد السيد Samuel Kirichu، مسؤول المنظمة في المكتب القطري في ملاوي: "تكمن الميزة الكبرى في التحسن الهائل من ناحية جودة البيانات"، فضلًا عن تسريع العمليات وخفض التكاليف.

وينطبق ذلك بشكل خاص على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يفتقرون في أحيان كثيرة إلى معرفة دقيقة عن حجم مزارعهم. وتساهم المعلومات الأدق المرتبطة بأراضيهم في توجيه استعمالهم للمدخلات كالبذور والأسمدة، وبالتالي تفادي خطر الإفراط في استخدام الأسمدة وخفض التكاليف.

ووفقًا للسيدة Christina Justice التي شاركت في قيادة الأمن الغذائي والإنذار المبكر لدى برنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا، تساعد البيانات المتاحة بهذه الطريقة على تحديد أنواع المخاطر المتنامية التي تهدد المحاصيل، مثل الجفاف والأمراض. وعلاوة على ذلك "من المفيد جدًا أخذ فكرة أولية عن تقديرات الغلات قبل بضعة أشهر من الحصاد" لأن ذلك يتيح تحسين التخطيط ضمن سلسلة الإمدادات الزراعية والغذائية.

ثمة فائدة كبيرة جدًا لبيانات تقديرات الغلات المجمعة في النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة، إضافة إلى استخدامها للاستجابة للكوارث، كونها تفسح المجال أمام تحسين التخطيط على طول سلسلة الإمدادات الزراعية والغذائية. NASA Harvest/Christina Justice ©

لهذه الرؤى أهمية بالغة في موسم الزرع هذا، باعتبار الحصاد في ملاوي مُعرّض للخطر جراء تأثيرات ظاهرة النينيو.

وأفاد السيد Pound أنه "من المتوقع أن تتسبب ظاهرة النينيو بظروف جافة هذا الموسم، لذا يكتسي رصد المحاصيل والوصول الفوري إلى هذه البيانات أهمية حاسمة أكثر من أي وقت مضى."

وفي المستقبل تعتزم المنظمة وبرنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا توفير تقديرات مبكرة للغلات في الفترة 2023/2024 لصالح وزارات الزراعة في ملاوي وناميبيا وكازخستان. كما يجري بذل مساعٍ لإجراء عمليات مسح للمحاصيل قائمة على الهواتف المحمولة وتوسيع نطاق المشروع إلى بلدان أخرى.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة التابع للمنظمة

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: ملاوي

الموقع الإلكتروني: برنامج الحصاد التابع لوكالة ناسا NASA Harvest