Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

زيادة الطلب على الأسماك في غابون تتيح مدخلًا للشباب إلى تربية الأحياء المائية


تعزيز إمكانات مزارع الأسماك بغية زيادة المداخيل وضمان مصدر لغذاء مغذٍّ

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تعدّ تربية الأحياء المائية نشاطًا جانبيًا وغير مستغل بالكامل في غابون، في الوقت الذي يجاهد فيه البلد من أجل تلبية الطلب المحلي المتزايد باستمرار على الأسماك. ©FAO/Levy Bouassa

08/09/2022

ظهر شغف السيدة Levedy Céleste Lossangoye باستزراع الأسماك منذ سنّ يافعة. فقد ترعرعت مُحاطة ببرك الأسماك في مزرعة الأسماك التي تملكها عائلتها في "أنديم" في غابون، البلد الواقع في أفريقيا الوسطى. وفي مزرعة عائلتها التي تبعد 60 كيلومترًا تقريبًا عن العاصمة ليبرفيل، هناك 21 بركة موزعة على مساحة هكتارين وتبلغ قدرتها الإنتاجية نحو 37 طنًا في السنة. وهو ما يكفي لكسب عيش يسير، لكن لا تزال هناك إمكانات غير مستغلة.

واليوم، تبلغ السيدة Céleste من العمر ثلاثين عامًا، وهي مهندسة زراعية تتحلّى برؤية مستقبلية. وتعمل مع والدها Daniel، على تحويل نشاط عائلتها التجاري إلى عملية واسعة النطاق لا تُعنى فقط باستزراع أسماك البلطي والسلور، بل تبيع أيضًا أسماكها إلى الناس مباشرة في جميع أنحاء البلاد.

وهي تقول: "تتمتع المزرعة بإمكانات هائلة من أجل تلبية الطلب المحلي، بالرغم من التحديات العديدة التي تواجه النشاط التجاري".

وتعدّ الأسماك غذاء رائجًا في غابون، حاله حال العديد من البلدان الساحلية في إقليم أفريقيا الوسطى. ويبلغ الاستهلاك السنوي من الأسماك نحو 35 كيلوغرامًا للفرد الواحد، وهو أحد أعلى المعدلات في أفريقيا، بيد أنه يجب استيراد ما يزيد عن 000 25 طن من الأسماك كل عام من أجل تلبية الطلب في السوق المحلية.

ومع ذلك، لا تزال تربية الأحياء المائية نشاطًا جانبيًا وغير مستغل بالكامل في غابون رغم مجاهدة البلاد في سبيل تلبية الطلب المحلي المتزايد باستمرار. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة منذ عام 2017 مع حكومة غابون بغية زيادة تنمية تربية الأحياء المائية التجارية عن طريق إنشاء خمسة مراكز جديدة لصيد الأسماك، من مصايد الأسماك الساحلية والداخلية على السواء، وصقل مهارات المستزرعين من أجل زيادة الإنتاج.

بالإضافة إلى ذلك، أقامت منظمة الأغذية والزراعة دورات تدريبية بعد إجراء بحث على احتياجات مستزرعي الأسماك، في ثلاث مقاطعات – إستوير وأويم وبيتام - بغية بناء القدرات الفنية ومهارات الإنتاج والدراية بالأعمال التجارية في صفوف رواد الأعمال من النساء والرجال بمن فيهم السيدة Céleste.

وتضمّنت مواضيع تلك الدورات اختيار مواقع استزراع الأسماك وتصنيع الأقفاص العائمة وتجميعها وتقنيات الإنتاج وتحسين نوعية أرصدة تفريخ أسماك البلطي والسلور.

ويقول السيد Lionel Kinadjian، وهو مسؤول عن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في منظمة الأغذية والزراعة: "لا تزال تربية الأحياء المائية في غابون في مراحلها الأولى وهي لا تسهم إسهامًا كبيرًا في تحقيق الأمن الغذائي، بيد أنّ تنمية تربية الأحياء المائية تتيح فرص عمل حقيقية للشباب".

"فالطلب موجود وكذلك الظروف البيئية المهيئة لتشجيع تربية الأحياء المائية".

تعمل منظمة الأغذية والزراعة وحكومة غابون على بناء قدرة مزارع الأسماك وتشجيع الشباب على الانخراط في تربية الأحياء المائية بغية خفض معدلات البطالة والاستفادة من الطلب المحلي المتزايد على الأسماك. ©FAO/Bob Inanga Manana Siengoy

فرصة لعمالة الشباب

يعاني العديد من الخريجين الشباب من أجل إيجاد عمل في غابون الذي ترتفع فيه معدلات بطالة الشباب إلى 38 في المائة، حسب منظمة العمل الدولية. وترى منظمة الأغذية والزراعة أنّ قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يتمتع بإمكانات كبيرة في إنشاء الوظائف، لا سيما بالنسبة إلى الشباب، بغية مواجهة التحدي المتمثل في ضمان الأمن الغذائي والتغذية.

وتقول السيدة Céleste: "إنّ تربية الأحياء المائية نشاط مربح يتيح لكم توفير الغذاء لعائلتكم وتلبية احتياجاتكم المالية، وإني أحثّ الأشخاص العاطلين عن العمل على الانخراط فيها".

ووفقًا لآخر البيانات، هناك 423 مستزرعًا يمارسون تربية الأحياء المائية واستزراع الأسماك في غابون، لكنّ 22.7 في المائة منهم فقط هم دون سن الخامسة والثلاثين.

وتدعم منظمة الأغذية والزراعة، إلى جانب إنتاج تربية الأحياء المائية، هذا التوجه نحو الشباب من خلال توفير حلقات عمل بشأن الاستثمار في تربية الأحياء المائية وصنع القرار بغية تحسين خطط الأعمال. كما أنها زودت أيضًا المشاركين بمعدات لاستزراع الأسماك وصيدها.

ويقول السيد Yannick Mve Obiang، وهو مستزرع أسماك يبلغ من العمر 27 عامًا وينتج أسماك البلطي والسلور، إنّ الدورة التدريبية التي عقدتها المنظمة قد زودته بمهارات ورؤى تمكّنه من تحديث بركه والانتقال من استزراع الأسماك من أجل الكفاف إلى الإنتاج التجاري.

غير أنّ القطاع في غابون يواجه معوقات مثل نقص برك الأسماك الجاهزة للاستعمال أو توفر الإصبعيات الجيدة بأسعار معقولة، فضلًا عن غياب رأس المال للاستثمارات.

ويقول السيد Kinadjian: "إنّ نقص المدخلات الأساسية الجيدة يجعل من الصعب على القطاع استقطاب مستثمرين جدد وتحقيق أهداف الحكومة المتمثلة في مضاعفة الإنتاج الوطني من الأسماك، وصولًا إلى 000 50 طن بحلول عام 2025".

"لقد أولينا اهتمامًا كبيرًا للرؤية الخاصة بتربية الأحياء المائية كنشاط تجاري، مما سيجعل من الممكن ضمان ربحية الأنشطة واستدامتها وحشد التمويل من خارج مشاريع التنمية أو الهبات الحكومية".

بفضل ما قدمته المنظمة من تدريب ومستلزمات، بات الشباب مثل السيدة Céleste (الصورة أعلاه) يضمنون سبيلًا للعيش في مجال تربية الأحياء المائية، يوفر لهم ولعائلاتهم الدعم في المستقبل. ©FAO/Bob Inanga Manana Siengoy

زيادة عدد المزارع بغية تلبية الطلب المتزايد

تشعر السيدة Céleste بالحماس إزاء تأدية دور أكبر في إدارة مزرعة الأسماك التي تملكها عائلتها. وتقول: "قررت أن أكرّس نفسي للمزرعة وأن أساعد والدِي على تحسين الجوانب الفنية والإنتاج وتسويق منتجاتنا وتحسين ربحية نشاطنا التجاري".

"وتتمثل رؤيتي الطويلة الأجل في أن أشهد ازدهار متاجرLossangoye لبيع الأسماك في جميع أنحاء مدينة ليبرفيل وأن تصبح مزرعتنا أفضل مزارع الأسماك في غابون".

وتدعم منظمة الأغذية والزراعة البرامج الزراعية في غابون والعديد من بلدان أفريقيا الوسطى التي تمكّن الشباب من بناء قدرتهم والانخراط في أنشطة أكثر إنتاجية وربحية تساعدهم على ضمان مستقبل أكثر استدامة وقدرة على الصمود.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: غابون

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في غابون (باللغة الفرنسية)

الموقع الإلكتروني: شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في منظمة الأغذية والزراعة

الصور: منظمة الأغذية والزراعة تدرب الشباب على تربية الأحياء المائية التجارية في غابون