Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

مبيدات بيولوجية مبتكرة لمكافحة دودة الحشد الخريفية في اليمن


يستخدم المزارعون مستخلصًا طبيعيًا من الأشجار المحلية لإدارة الآفة بشكل مستدام

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في عام 2018، ظهرت الآفة المقيتة المتمثلة في دودة الحشد الخريفية في اليمن ما فاقم سلسلة التحديات التي كان المزارعون اليمنيون يواجهونها أصلًا. ©FAO

31/08/2023

كان يومًا حزينًا عندما قام السيّد علي عبدول من البونيّة في اليمن بقلب أوراق محصوله من الذرة الرفيعة ورأى دودة. وتلك الآفة المقيتة ليست مجرّد دودة، فهي دودة الحشد الخريفية التي تهاجم العديد من المحاصيل، مع تفضيل واضحٍ للذرة، وتدمر سبل العيش في عدد متزايد من البلدان في جميع أنحاء العالم.

ووصلت هذه الآفة إلى محافظة تعز في يوليو/تموز 2018، ما زاد من بؤس المزارعين اليمنيين الذين كانوا يكابدون أصلًا سلسلةً من التحديات.

فقال السيد عليّ: "بالنسبة إلينا كمزارعين، تشكل الآفات تهديدًا لأنها تلتهم المحاصيل.... وفي اليمن، مبيدات الآفات مكلفةً للغاية في الوقت الحاضر، ونحن نضطرّ أحيانًا إلى بيع بعض المحاصيل من موسم الحصاد السابق لجني المال من أجل شراء المبيدات وإنقاذ المحصول الحالي".

ويشارك العديد من المزارعين الآخرين في اليمن عليّ مشاعره. ويعيش حوالي 70 في المائة من اليمنيين في مناطق ريفية ويعتمدون بشكل كبير على الزراعة كمصدرٍ حيوي للأغذية والدخل. وقد أدّى الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد إلى تفاقم الوضع وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية.

وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المدخلات، واجه المزارعون نقصًا في الضروريات الزراعية الأساسية مثل البذور والأسمدة، وزيادة حادة في أسعار الوقود وأنماط الطقس غير المتوقعة.

أمّا الآن فباتوا يواجهون دودة الحشد الخريفية.

ويصف السيد عليّ كيف استمات المزارعون سعيًا إلى إدارة الآفة الجديدة، وجربوا طرقًا مختلفة لمكافحتها لم تتكلّل بالنجاح. ولم تكن الخلطات المنزلية الصنع فعالةً، في حين تسببت المبيدات الكيمائية في الإضرار بالبيئة وبالتربة الزراعية.

وبدأ السيد عليّ مع مزارعين آخرين، في الفترة التي كانوا لا يزالون يكافحون فيها الآفة الجديدة، بارتياد المدارس الحقلية للمزارعين التي نظّمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).

أنشأت منظمة الأغذية والزراعة مدرسة حقلية للمزارعين وعلّمت المزارعين كيفية استخراج زيت طبيعي من شجرة متوفرة محليًا. وتشكل عملية خلط هذا الزيت مع الثوم والفلفل الحار مبيدًا حيويًا فعالًا لدودة الحشد الخريفية. ©FAO

وقال السيد علي: "حضر مسؤولان زراعيان من المنظمة وقاما بتعليمنا كيفية تحضير مبيدات حشرية طبيعية باستخدام شجرة المريمرة والثوم والفلفل الحار". واستطرد قائلًا: "يشمل التدريب الذي تلقيناه من خلال المدرسة الحقلية للمزارعين كيفية السحق والطحن وتصفية الشوائب ومن ثم رشّ الخليط على المحاصيل."

وتوجد شجرة المريمرة، المعروفة أيضًا باسم Melia azedarach أو شجرة الزنزلخت أو الليلك الهندي، بشكل شائع في اليمن. وهي تُنتج مواد كيميائية قد تستخدم كمبيد حشري طبيعي، ما يعيق نمو دودة الحشد الخريفية وتطورها. وليست تلك الشجرة متوفرة محليًا فحسب، وإنما يمكن تحضير هذا المبيد البيولوجي مباشرة في القرى وبكميات صغيرة.

وتعدّ طريقة مكافحة الآفات هذه من الممارسات التقليدية، ولكن المزارعين لم يجربوها قطّ على دودة الحشد الخريفية. وقد ذُهل السيد عليّ وزملاؤه المزارعون بالنتائج.

فقال: "كان استخدام المبيدات البيولوجية المستخرجة من شجرة المريمرة جديدًا بالنسبة إلينا. وبعد الرشّ وجدنا أن النتائج ممتازةً. وسُعِدنا لذلك، فعزمنا على أنه من الآن فصاعدًا سنواصل استخدام المبيدات الحشرية المستخرجة من شجرة المريمرة لإدارة دودة الحشد الخريفية".

وأفاد السيّد علي أن المزارعين أدركوا أن استخدام الخليط أرخص بكثير من استخدام المواد الكيمائية، فضلًا عن أنه لا يؤثر على البيئة بأي شكل من الأشكال.

وأضاف: "يساعدنا هذا المبيد البيولوجي بشكل هائل. وقد تعلمنا أيضًا أن هذا النوع من المبيدات غير ضار بصحة الإنسان والحيوان ".

وليست تلك المبيدات البيولوجية أكثر أمانًا لصحة الإنسان والبيئة وحسب، وإنما هي أكثر أمانًا للحشرات المفيدة مثل النحل والملقحات الأخرى كذلك.

وتمكنت المنظمة بواسطة المدارس الحقلية للمزارعين، من تدريب المزارعين على طرق المكافحة البديلة للآفات هذه وعلى أفضل الممارسات الزراعية الأخرى. وتتيح بيئة التعلم هذه للمزارعين أن يمارسوا أساليب وتكنولوجيات مستدامة جديدة واختبارها وتقييمها من خلال مقارنة نتائج قطع الأرض التجريبية بنتائج أراضيهم التقليدية.

وبالإضافة إلى ذلك، عزز نهج المدارس الحقلية للمزارعين التماسك الاجتماعي بين المزارعين اليمنيين على نحو كبير، لا سيما في مناطق الصراع، من خلال مساعدتهم في اتخاذ القرار كمجموعة بشأن خطة عمل لحقولهم بدلًا من اتخاذ القرار بشكل فردي.

تشجع منظمة الأغذية والزراعة الإدارة المتكاملة للآفات، وهي نهج يقلّل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية ويشجع الرصد المنتظم للآفات. ©FAO

وقد قدم مشروع المنظمة أيضًا معدات للرصد (بما في ذلك المصايد الفيرومونية المستخدمة لجذب الآفات إلى موقع معين)، وهواتف ذكية تقدم تطبيق الهاتف الجوال لنظام الرصد والإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية (FAMEWS) من أجل جمع البيانات المستمدة من المصايد الفيرومونية وتسجيلها ونقلها. وقامت المنظمة بتدريب الموظفين الفنيين على استخدام تطبيق الهاتف الجوال للمساعدة في الكشف عن الآفات ورصدها.

وتروجّ المنظمة حول العالم لنهج للإدارة متكاملة للآفات يقلّل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية ويتضمن ممارسات مستدامة، مثل الرصد المنتظم للآفات.

وقامت السلطات الوطنية في اليمن منذ ذلك الحين، بدعم من المنظمة، ببناء القدرة على تحديد دودة الحشد الخريفية ورصدها وإدارتها. وتقوم المنظمة بتنفيذ هذا التدريب وبتشجيع استخدام المبيدات البيولوجية في البلدان الأخرى التي تواجه صعوبات في مكافحة هذه الآفة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: اليمن

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة: اليمن

الموقع الإلكتروني: إدارة الآفات ومبيدات الآفات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ودودة الحشد الخريفية