تمكّن السيد Ljupco Angelovski وهو مزارع من مقدونيا الشمالية من تحديث مزرعته بعد المشاركة في مشروع منظمة الأغذية والزراعة الذي يموّله الاتحاد الأوروبي والذي يوفّر الدعم لضمّ الأراضي. ©FAO
، وهو مزارع أسري شاب من قرية إغري في مقدونيا الشمالية، من أسرة لها تاريخ عريق في الزراعة، يرغب في تحديث مزرعته بعد أن ورثها عن والديه. بيد أن أرضه كانت مجزأة إلى 15 قطعة صغيرة متشتتة في مواقع مختلفة.
ويقول Ljupco موضحًا: "إنني أهدر الوقت والوقود في الانتقال من حقل الى آخر، وهما بعيدان عن بعضهما، بسبب الحراثة ووضع الأسمدة والحصاد". إن قطع الأراضي كهذه لا تفيد إلا في زراعة الكفاف".
ولم تعد مزرعة Ljupco في مقدونيا الشمالية تنافس المزارع في سائر البلدان الأوروبية بسبب تشتت الأراضي المفرط وأحجام المزارع الصغيرة.
ويقول Ljupco: "إنّ المنافسة في سوق الاتحاد الأوروبي والاقتصاد العالمي غير ممكنة بكل بساطة باستخدام قطع صغيرة من الأراضي. إذ لا يمكن تحقيق وفورات الحجم".
لماذا الأراضي مشتتة إلى هذا الحد؟
إن تشتت الأراضي مشكلة شائعة في مقدونيا الشمالية وتُعزى أسبابها إلى عوامل متعددة من ضمنها التركيبة التاريخية للمزارع وقوانين الإرث وإصلاحات الأراضي التي نفذت في المرحلة الاشتراكية في البلاد، فضلاً عن عملية إعادة الأراضي في أعقاب انهيار يوغوسلافيا سابقًا.
وبسبب ذلك، فإنّ مساحة معظم المزارع في مقدونيا الشمالية تبلغ في المتوسط أقل من هكتارين اثنين، مقابل 16.6 هكتارات لمتوسط مساحة المزارع في الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذين الهكتارين غالبًا ما يكونان مجزأين إلى خمسة أو أكثر من قطع الأراضي الأصغر حجمًا التي يكون شكلها غير منتظم وتكون بعيدة عن بعضها البعض، ما يجعلها صعبة للزراعة. ويعني ذلك أنّ المزارعين الأسريين، مع أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، يواجهون صعوبة كبيرة في رفع مستوى الإنتاج الزراعي والتحوّل نحو الزراعة التجارية.
تبلغ مساحة معظم المزارع في مقدونيا الشمالية في المتوسط أقل من هكتارين اثنين، وكثيرا ما تكون مجزأة إلى قطع صغيرة من الأراضي، ويكون شكلها غير منتظم وتكون صعبة للزراعة. ©FAO
Kathy وهما يديران المزرعة معًا، يدركان أنهما بحاجة إلى معالجة هذه المسائل وتنفيذ التقنيات الحديثة في مزعتهما إن كانا يرغبان في توفير فرص أفضل لأسرتهما. ومن خلال أنشطة التوعية التي قام بها وفد الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة في مقدونيا الشمالية، علم Ljupco وKathy عن مشروع MAINLAND وهي مبادرة تركز على مساعدة أصحاب الأراضي الزراعية والمجتمعات الريفية في مقدونيا الشمالية على معالجة مشكلة تشتت الأراضي. ويهدف المشروع الذي يُنفذ بفضل المساعدة الفنية والمالية التي تقدّمها المنظمة، إلى توسيع أحجام المزارع وتحسين البنى التحتية الزراعية اللازمة.
وبفضل هذا المشروع، ضُمّت أراضي Ljupco وKathy في ثلاث قطع من الأراضي المرسومة بشكل منتظم ويبلغ متوسط مساحتها هكتارين اثنين، مقابل 0.4 هكتارات فقط قبل ذلك. وباتت أراضي Ljupco وKathy تتمتع بفرص أفضل للوصول إلى البنى التحتية الزراعية، بما أن المشروع يعمل في الوقت الراهن على تحسين الطرق الزراعية وقنوات التصريف والري. وبحسب Ljupco، فستؤدي هذه التحسينات الى زيادة كفاءة استخدام الأراضي وتحسين الغلات بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة.
وفي قرية Ljupco، اعتمدت الأغلبية المؤهلة من أصحاب الأراضي خطة إعادة تخصيص الأراضي في يناير/ كانون الثاني 2020 لتصبح بذلك أول مشروع لضمّ الأراضي قائم على الأغلبية في مقدونيا الشمالية. وقلّصت خطة إعادة تخصيص الأراضي في قرية إغري عدد قطع الأراضي بحوالي أربعة أضعاف تقريبًا، من 874 قطعة أرض إلى 260 قطعة أرض. وأصبح الآن لدى أصحاب الأراضي البالغ عددهم 214، مساحة الأراضي نفسها، ولكنّ شكلها منتظم تتيح ممارسات زراعية أفضل.
واليوم، بعد ضمّ قطع الأراضي الصغيرة في ثلاث قطع من الأراضي التي تسهل إدارتها، يقوم Ljupco وزوجته Kathy بتحديث الآلات من أجل زيادة إنتاجية مزرعتهما. ©FAO
اعتماد وسائل الإنتاج الحديثة
ويفكّر Ljupco بعد ضمّ أراضيه، في الخطوة التالية لجعل مزرعته أكثر قدرة على المنافسة: المكننة. ويقوم مع Kathy بتحديث أدواتهما الزراعية باللجوء إلى الآلات الحديثة لزيادة إنتاجية مزرعتهما.
ويقول Ljupco: "منذ أن تسلّمت المزرعة من والدي، أدركت الحاجة إلى التحديث، مثل شراء الجرار والربط بين الآلات لتسهيل عملنا الميداني وخفض التكاليف وزيادة الإنتاج. ولكنَّ تطبيق مثل هذه المعدات الحديثة على قطع الأراضي الصغيرة والمتشتتة كان ببساطة مستحيلا".
وهو يستعدّ اليوم لتقديم طلب للحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي حتى يتمكن من الاستثمار في آلة حديثة لوضع البذور، وآلة لزرع الفلفل وآلة للحصاد.
مع تحسن فرص الوصول إلى شبكة الري، يأمل Ljupco وKathy أيضًا في توسيع نطاق نظامهما للري بالتنقيط. ومن شأن هذا التحديث أن يحقق وفورات في المياه، ويساعدهما على تنويع محاصيلهما وتحسين غلاتهما.
وتقول Kathy: "إنّ الوصول إلى مياه الري سيجعلنا أقل عرضة للتأثر بتغير المناخ، كما سيمكّننا من توسيع خياراتنا بالنسبة إلى المحاصيل وزيادة قيمة منتجاتنا في الأسواق". ويمثّل القمح والذرة نحو 50 في المائة من إنتاجهما الزراعي، ولكنهما ينتجان أيضًا الفلفل والشمّام. وهي تبحث مع Ljupco في زراعة الأعشاب الطبية و التوابل، بما يشمل النعناع والزعفران العضويين. وقد حضرا عدة حلقات عمل عن الإنتاج العضوي وهما يستكشفان فرصًا جديدة لتنويع إنتاجهما ومدخولهما.
ومع ضمّ الأراضي يكون الجميع رابحًا لأنّ الأمن الغذائي يزداد مع ازدهار المزارع. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع الشركاء مثل الاتحاد الأوروبي، على تحسين هيكل الأراضي لدى المزارعين الأسريين وإمكانية الوصول إلى البنى التحتية والتكنولوجيا والأسواق. ويستقطب ذلك الشباب إلى القطاع ويضمن استدامة النظم الغذائية ويجعلها ملائمة لمتطلبات المستقبل.
للمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: تعميم البرنامج الوطني لضمّ الأراضي (MAINLAND) (متاح باللغتين الإنكليزية والروسية)
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: مقدونيا الشمالية