Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الهواتف الذكية تعزز المساواة بين الجنسين في جورجيا وخارجها


تستفيد المزارعات على نطاق صغير من التكنولوجيا والابتكار باعتبارهما أداتين زراعيتين جديدتين

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

التحقت السيدة Malika Machalikashvili التي تسكن في أرياف جورجيا بالدورات التدريبية التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة لتحسين غلاتها وبدأت تبيع الفائض من منتجاتها الزراعية بواسطة هاتف ذكي. ©FAO/David Khelashvili

07/03/2023

كانت مزرعة Malika Machalikashvili الواقعة في وادي بانكيسي، في قلب السهول الواسعة في جورجيا وفي ظلال جبال القوقاز المغطاة بالثلوج، تقليدية جدًا. فقد كانت تتشارك مع عائلتها العمل اليومي لتربية الماشية والدواجن، والبستنة والاهتمام بحديقة الجوز، إلى جانب بعض الأشجار المثمرة وشجيرات التوت. واعتادت أن توصِل منتجاتها إلى السوق المحلية أو في بعض الأحيان حتى إلى السوق الموجودة في عاصمة البلاد، تبليسي. أما اليوم، وعلاوةً على الإضافات الجديدة للمزرعة كالدفيئة ونظام الري الحديث، فقد يكون التغيير الأكثر ابتكارًا في أنها باتت تبيع منتجاتها باستخدام هاتف ذكي.

وقد شاركت Malika خلال السنوات الثلاث الماضية، في دورات تدريبية للمنظمة حظيت بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي. وإنّ هذه التدريبات العملية، التي تُقدم عن طريق المدارس الحقلية للمزارعين، تعلّم صغار المزارعين عن أفضل الممارسات الزراعية. فيتعلم المزارعون من خلال ممارسة العمل فعليًا على قطع من الأراضي وفي المزارع. وقد أثبتت هذه المنصات أيضًا أنها مفيدة جدًا لتعليم الرجال والنساء الريفيين عن المساواة بين الجنسين والعنف الجنساني وتمكين المرأة اقتصاديًا.

وبالإضافة إلى ذلك، وبالتعاون مع منظمات أخرى، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، تتيح المنظمة للمجتمعات المحلية دورات تدريبية تراعي المساواة بين الجنسين. وتساعد هذه الدورات التدريبية المزارعات على نطاق صغير لكي يشعرن بالقدرة على المطالبة بحقوقهنّ والنهوض بأعمالهنّ التجارية وتنفيذ المبادرات الاقتصادية الناجحة.

زيادة الغلات تزيد الفرص

تمكّنت Malika عن طريق استخدام الممارسات الزراعية الجيدة التي تعلمتها، من تحسين خصوبة التربة وزيادة غلات الفاكهة والخضروات. وبفضل زيادة الغلات، وجدت فرصة لاستكشاف قنوات جديدة للتجارة.

وتستذكر Malika قائلة: "كان أحد المزارعين الرئيسيين في المدرسة الحقلية للمزارعين في بانكيسي Nino Khakhichashvili، دائمًا يقول لي أن أكتب عن منتجاتي على وسائل التواصل الاجتماعي".

فاتبعت Malika نصيحة زميلها الذي كان مصدر إلهام لها، خلال الموجة الأولى من تفشي فيروس كوفيد-19. واعتادت بفضل مساعدة حفيدها البالغ من العمر 14 عامًا، على التقاط الصور وتسجيل الرسائل الصوتية، بالإضافة إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الجماعية. وقد استقطبت اهتمام المشترين شيئًا فشيء. ونتيجةً لذلك، أصبحت القنوات الرقمية على هاتفها الذكي منصات جديدة لكسب الدخل.

أعطى أحد المزارعين الرئيسيين في المدرسة الحقلية للمزارعين الفكرة لـ Malika باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبيع منتجاتها، وخلال جائحة كوفيد-19، بدأت Malika بالقيام بذلك. ©FAO/David Khelashvili

وخلال جائحة كوفيد-19، انضمت Malika أيضًا إلى مجموعة مراسلات نسائية في بانكيسي، تتشارك بواسطتها صورًا للعديد من السلع المتنوعة المعروضة للبيع مثل قوالب الحلوى والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان وحتى السلع المنزلية.

وتقول Malika: "كنت خائفة من فقدان الدخل لذا بدأت بنشر الصور ضمن مجموعة المراسلات".

وخلال موسم الحصاد، تنشر Malika تحديثات عن الخضروات والفواكه من حديقتها، وتشارك خلال العام، صورًا عن منتجات الألبان التي تعدّها. وتمثل Malika، وهي عضو فاعل في هذا الفضاء الرقمي، قدوةً للنساء الأخريات في بانكيسي.  

الهواتف الذكية للاستقلال الاقتصادي والتمكين

يغيّر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حياة الناس في كل مكان، بما في ذلك في القرى الصغيرة مثل قرية Malika. فمن قبل، كان الجيران يزورون بعضهم البعض لبيع منتجاتهم. أما اليوم، فقد أصبحت شبكة الإنترنت والهواتف الذكية ضرورية للتواصل داخل المجتمعات المحلية وفي ما بينها. وهي تثبت أنها أدوات ممتازة لصغار المزارعين لتسويق منتجاتهم.

ويمكن للمستهلكين اليوم بمجرد تصفّح التطبيق على هواتفهم المحمولة، العثور على صور جبنة القريش التي تنتجها Malika أو غيرها من المزارعات ومعرفة متى يمكن استلامها. والأهم من ذلك، يمكنهم قراءة ما يميّز منتجات الألبان التي تعدها Malika عن سواها، فيدركون مدى الاهتمام والحب الذي تضعه في منتجاتها.

وتؤثر الهواتف الذكية وغيرها من التكنولوجيات الرقمية بشكل إيجابي على المزارعات في المجتمعات الريفية. فمن خلال التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل، تنشئ نساء كثيرات بالفعل روابط وشراكات سوقية جديدة، محققة بذلك خطوةً إلى الأمام في سد الفجوة بين الجنسين وتحقيق الاستقلال الاقتصادي.

فعلى سبيل المثال، أثبتت Malika أن هاتفها الذكي ساعدها على توليد المزيد من الدخل لكسب لقمة عيشها. ويغطي دخلها المتزايد كمية أكبر من نفقات عائلتها كما يتيح لها إعادة الاستثمار في مزرعتها.

بفضل زيادة الغلات عقب التدريب الذي قدمته المنظمة، تستفيد Malika من هذه الفرصة وتستخدم التكنولوجيا لبيع منتجاتها وكسب المزيد من الدخل. ©FAO/David Khelashvili

وتعتبر Malika في مجتمعها مثالًا على المرأة التي استفادت من هذه الفرص وحصلت على الاستقلال الاقتصادي من خلال عملها الدؤوب. وإن منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي يدعمان بفخر مثل هذه المبادرات التي تدعم المجتمعات الريفية في جورجيا وتقلل من الفقر في المناطق الريفية وتسدّ الفجوة بين الجنسين.

وبفضل دعم الاتحاد الأوروبي، وفي إطار برنامج الجوار الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية، تواصل منظمة الأغذية والزراعة تنظيم دورات تدريبية للمزارعات في جورجيا. وقامت المنظمة حتى اليوم بتشارك معارفها مع أكثر من 2 500 مزارعة في عدّة مناطق من البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء أكثر من 60 مدرسة من المدارس الحقلية للمزارعين موجهة للمزارعات اللواتي يعملن في إنتاج منتجات الألبان والخضروات والعسل.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: جورجيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في جورجيا

قصة: خبز القمح الأحمر في جورجيا يحيي التقاليد ويطلق إمكانات السياحة الزراعية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والمساواة بين الجنسين: اليوم الدولي للمرأة