Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

دعم السكان الأصليين في استعادة التوازن بين الحياة البريّة والأمن الغذائي


تحقيق مستويات مستدامة للصيد وصيد الأسماك في غيانا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يعتمد أزاف، مثل العديد من السكان الأصليين في منطقة روبونوني في غيانا، على الحيوانات البرية والأسماك لتأمين الغذاء. ©FAO/David Mansell-Moullin

21/10/2019

 يشرح أزاف، وهو صيّاد تقليدي من قبيلة "وابيشانا" الأصلية في منطقة روبونوني في غيانا، قائلاً: "كانت الحياة البريّة غنية هنا في أيّام والدي وجدّي: فكان هناك الغزلان والتابير وخنازير الماء (الكابيبارا) والخنازير البيكارية. وما زال هناك بعض الحيوانات في جبال كانوكو، ولكن من الصعب العثور عليها". وتشكّل اللحوم البريّة والأسماك مصادر مهمة للبروتينات والمغذيات لأزاف وأسرته.

 وعلى حدّ قول أزاف، فإنّ مستويات الصيد في الماضي كانت مستدامة. وكان هنالك توازن بين عدد الحيوانات المصطادة للغذاء ومعدلات التكاثر الطبيعي للحيوانات البريّة. أمّا اليوم فقد بات هذا التوازن في خطر على حدّ قوله، بسبب الحرائق الخارجة عن السيطرة وتزايد عدد سكان القرى وشقّ طرقات جديدة والصيد للأغراض التجارية.

          وبهدف المساعدة في زيادة أعداد الحيوانات البريّة، يشغل أزاف اليوم منصب نائب رئيس المجموعة المحلية لصون الحياة البريّة وهو يعمل أيضًا حارسًا للغابات. ويقول: "إننا نحاول صون هذه المنطقة لكي تعود الحياة البريّة إليها"، ما سيتيح له مواصلة الصيد وتوفير الطعام لأطفاله. ويؤكّد قائلاً: "إننا نحاول تثقيف الشباب حول صون الحياة البريّة ليكونوا على بيّنة مما هو جيد للبيئة وللمجتمع المحلي."

إنّ صون الحياة البريّة مهم للحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق الأمن الغذائي في منطقة روبونوني في غيانا. ©FAO/David Mansell-Moullin

يعتمد ملايين الأشخاص من بين السكّان الأصليين وسكّان الريف على لحوم الحيوانات البريّة لتوفير الغذاء والدخل، ولا سيما في الأقاليم الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. ويتزايد الطلب على لحوم الحيوانات البرّية أيضًا في البلدات والمدن التي تستهلك فيها اللحوم بوصفها نوعاً من الكماليات أو في إطار التقاليد المتبعة. وقد أصبح صيد الحيوانات البريّة لتأمين الغذاء معترفًا به اليوم كعامل رئيسي من بين العوامل التي تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي. وتقدّر دراسات حديثة أن 285 نوعًا من الثدييات مهدد بالانقراض بسبب هذا النوع من الصيد تحديدًا. ومن المرجح أن ينخفض عدد الحيوانات البريّة وأن تعاني المجتمعات الريفية من تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي ما لم يتم احتواء صيد الأنواع البريّة من الحيوانات والأسماك ضمن مستويات مستدامة.

          ثمة إذًا حاجة ملحّة إلى إيجاد حلول من أجل تحقق أهداف التنمية المستدامة وصون الحياة البريّة على السواء. وقد أطلق اتحاد من الشركاء الدوليين بقيادة منظمة الأغذية والزراعة برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية في عام 2017. ويعمل هذا البرنامج مع 13 بلدًا بما في ذلك غيانا، لإعادة مستويات صيد الأنواع الأكثر قدرة على الصمود إلى مستويات مستدامة، والحد من طلب السكّان في المناطق الحضرية على اللحوم البريّة وإيجاد مصادر بديلة للأغذية الجاذبة وبأسعار مقبولة للمجتمعات الريفية. وفي الكثير من هذه البلدان، ثمة أيضاً حاجة إلى مراجعة قوانين الصيد ونظم حيازة الأراضي التي يكتنفها الغموض ولا يتم تنفيذها تنفيذًا كاملاً، وتحسينها.

السكّان الأصليّون هم حرّاس الحياة البريّة أبًّا عن جدّ، وهم أصحاب مصلحة مهمون جدًا لوضع استراتيجيات للصيد وصيد الأسماك على نحو مستدام. ©FAO/David Mansell-Moullin

وفي غيانا، يعمل البرنامج على نحو وثيق مع أزاف وسائر الصيّادين والعاملين على صون الحياة البرية من بين السكّان الأصليين. ويتمثل الهدف من ذلك في الاستناد إلى المشاريع القائمة التي يقودها المجتمع المحلي من أجل الحفاظ على سلامة عشائر الأسماك والثدييات. وبعد مرور عام واحد فقط، كان البرنامج في منطقة روبونوني في غيانا قد عمد إلى مراجعة خطة إقليمية لإدارة مصايد الأسماك، واستكمال جزء من عملية تعداد الحيوانات البريّة الجارية باستخدام أجهزة الكاميرا الخفية، وإعداد خطة عمل للسياحة البيئية وتوفير الدعم لأنشطة يجري تنفيذها مع وكالة السياحة الإقليمية، وتقييم إمكانات تنمية الثروة الحيوانية؛ على أمل أن يُحتذى بهذه الأمثلة في أماكن أخرى في غيانا وفي الخارج. 

          ويقول أزاف: "أود أن أرى الغزلان تعود إلى هذه المنطقة وتتكاثر فيها من جديد، كما في السنوات الماضية". ويشدد قائلاً "إنّ صون الحياة البريّة هو المفتاح لذلك".

روابط تتعلق بالموضوع

إنّ برنامج الإدارة المستدامة للحياة البريّة عبارة عن مبادرة مشتركة لبلدان من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، يموّلها الاتحاد الأوروبي. ويتولى تنفيذ هذا البرنامج اتحاد نشيط من الشركاء يشمل كلاً من منظمة الأغذية والزراعة ومركز البحوث الحرجية الدولية وجمعية المحافظة على الحياة البريّة ومركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية. وفي غيانا، تضطلع هيئة صون الحياة البرية وإدارتها في غيانا بهذه الأنشطة وذلك بالتنسيق مع مركز البحوث الحرجية الدولية. ويسعى برنامج الإدارة المستدامة للحياة البريّة إلى استعادة التوازن بين تحقيق الأمن الغذائي وصون الحياة البرّية. وهذا أمر ضروري #للقضاء_على_الجوع في العالم بصورة مستدامة.

 

لمزيد من المعلومات:

الموقع الإلكتروني: برنامج الإدارة المستدامة للحياة البريّة

الفيديو: الإدارة المستدامة للحياة البريّة في روبونوني في غيانا

الرسالة الإخبارية: الإدارة المستدامة للحياة البريّة العدد #1 والعدد#2