Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

نكهة حياد الكربون الرائعة


الانتقال إلى الشاي المحايد من حيث الكربون لما فيه صالح البيئة وسبل كسب العيش

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يعتبر الشاي المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء. ويشكّل إنتاج الشاي وتجهيزه مصدرًا رئيسيًا لكسب العيش بالنسبة إلى ملايين الأسر في البلدان النامية. ومن شأن التوصل إلى شاي يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون، أو محايد من حيث الكربون، أن يعود بفائدة كبيرة على الأسر وعلى البيئة. ©منظمة الأغذية والزراعة/ Pier Paolo Cito

20/05/2022

إذا ما تجول المرء في أحد متاجر تجار الشاي في الصين حيث تصطف العلب المعدنية على الجدران أو قام باستعراض ما تقدمه أي من أشهر منصات التسوق على الإنترنت في البلاد، سيكون بمقدوره الاختيار بين أنواع الشاي الأخضر أو الشاي الأسود أو ما بينهما، الشاي شبه المخمّر. ولكن مع تطلّع هذه الصناعة العريقة إلى المستقبل، قد يكون بإمكانه عمّا قريب اختيار أنواع الشاي التي تتسم بانخفاض انبعاثات الكربون.

"لا يعتبر الشاي، في الصين، مجرد منتج زراعي، بل يحمل في طياته أيضًا دلالات في الثقافة الصينية"، لذلك فهو سلعة مثالية يمكن بواسطتها "محاولة الترويج لفكرة أن الناس يمكنهم المساهمة بشكل فردي في الحد من تغير المناخ" من خلال ما يقومون به من خيارات استهلاكية، حسبما يقول البروفيسور Yinlong Xu من الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية (CAAS).

وقد اكتسبت هذه الفكرة على مدى السنوات القليلة الماضية زخمًا مطردًا منذ أن بدأت المنظمة والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية تنفيذ مشروع تجريبي في عام 2017. وانصب تركيز هذا التعاون على ثلاث مناطق منفصلة لزراعة الشاي في البلاد، بهدف وضع خطوط توجيهية لإنتاج شاي يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون أو محايد من حيث الكربون.

وسعيًا إلى حساب انبعاثات غازات الدفيئة الناشئة عن إنتاج الشاي وتقييم إمكانات التخفيف واحتجاز الكربون، نفذت مشاريع تجريبية في دابو بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين ولونغتشيوان وسونغيانغ في مقاطعة تشجيانغ الشرقية. واقترحت مجموعة من التدابير الممكنة، مثل الاستفادة من القش والسماد الطبيعي في عملية زراعة الشاي، وتحسين استخدام الأسمدة، وزراعة الأشجار لتوفير المزيد من الظلّ، واعتماد ممارسات المحاصيل المتعددة، واستخدام المزيد من الطاقة المتجددة. كما عكفت على دراسة ما سيكون مطلوبًا لتكرار النموذج في بلدان أخرى وانكبت على النهج الممكنة لإصدار شهادات الشاي الذي يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون أو المحايد من حيث الكربون.

وساهم هذا العمل فعلًا في إرساء بعض الأسس لعملية إصدار الشهادات التي يجري وضعها في الصين التي تعد أكبر منتج ومستهلك للشاي وتمثل 47 في المائة من إنتاج الشاي في العالم.

نفذت المنظمة والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية مشاريع تجريبية في المقاطعات الجنوبية والشرقية من الصين، بهدف حساب انبعاثات غازات الدفيئة الناشئة عن إنتاج الشاي وتقييم إمكانات التخفيف واحتجاز الكربون. أعلى اليسار: ©منظمة الأغذية والزراعة/ Mary Jane dela C

وستتمثل المحطة المهمة التالية في مشروع شاي يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون، تتعاون في إطاره المنظمة والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي من أجل إجراء مشروع تجريبي مماثل في أكبر بلد مصدر للشاي في العالم، وهو كينيا التي تمثل قرابة ربع شحنات الشاي العالمية. وسيشمل هذا المشروع التجريبي الطموح بناء القدرات العلمية، وتعزيز السياسات التمكينية، والنهوض بتقاسم المعارف، ويمكن أن يكون بمثابة نقطة مرجعية للترويج لصناعة الشاي الذي يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون في مختلف أنحاء العالم.

وسيكتسي تنفيذ المبادرة في هذا البلد من بلدان شرق أفريقيا "أهمية لأن أنواع الشاي الوحيدة التي يدعي البعض في الوقت الراهن أنها تتسم بانخفاض انبعاثات الكربون هي مبادرات لم تأخذ بزمامها بلدان بل شركات"، كما توضح السيدة Dorota Buzon، أخصائية السلع المحايدة من حيث الكربون والعمل المناخي في المنظمة.

وقبل بدء الدراسة التجريبية في الصين، لم يجرَ سوء القليل من الأبحاث حول البصمة الكربونية لسلسلة قيمة الشاي برمتها، من زراعة شجيرات الشاي إلى غلي الماء للمشروب.

ومن جهة، يقتضي تجهيز أوراق الشاي أو عملية جعلها ذابلة كميات كبيرة من الطاقة، كما هو الشأن لتسخين الماء لتحضير المشروب النهائي. ومن جهة أخرى، لا يحتاج الشاي إلى تعاقب المحاصيل. ونتيجة لذلك، يتفق خبراء المنظمة على أن هذا يجعله إحدى أنسب السلع الأساسية للمضي قدمًا نحو إنتاج يتسم بانخفاض انبعاثات الكربون.

يعتبر الشاي محصولًا شديد التأثر بتغير المناخ. ولذلك، انصب تركيز المشروع على كل من تدابير التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره، ودراسة حلول مثل تربية أصناف الشاي المقاومة للإجهاد وتحسين نظم الري والإنذار المبكر في حالة الظواهر المناخية المقصوى. ©منظمة الأغذية والزراعة/ Kuo Li

ونظرًا إلى أن الشاي محصول شديد التأثر بتغير المناخ، فإن جوانب المشروع المتعلقة بالتكيّف مع المناخ والتخفيف من آثاره هي على نفس الدرجة من الأهمية. ومن هذا المنطلق، بدأ المشروع التجريبي دراسة حلول مثل تربية أصناف الشاي المقاومة للإجهاد وتحسين نظم الري والإنذار المبكر في حالة الطقس المتطرف.

ويقول السيد Xu "لقد حاولنا استغلال أوجه التآزر القائمة بين التكيف والتخفيف من أجل إنتاج الشاي المستدام. ولذلك، لا يمكن فهم المشروع التجريبي في الصين على أنه مجرد مشروع يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون أو الحياد من حيث الكربون. فتكييف إنتاج الشاي لمواجهة التأثير السلبي لتغير المناخ أمر لا غنى عنه".

وبالنسبة إلى مزارعي الشاي، يبشر كل ذلك بحلول أفضل لمعالجة قابلية تأثر محاصيلهم عندما تتعرض لدرجات حرارة قصوى وتساقط غير منتظم للأمطار، وكذلك احتمال تحسين أسعار سلعة تستوفي المعايير المستجدة.

ويؤكد هذا الاحتمال على دور الشاي في إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية وتمهيد الطريق لسبل عيش أفضل لملايين الأشخاص الذين يعتمدون عليه.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي للشاي في 21 مايو/أيار، فإن استحداث أنواع من الشاي تتسم بانخفاض انبعاثات الكربون أو محايدة من حيث الكربون، تكون أفضل لكوكب الأرض وللمزارعين الذين يعملون من أجل زراعته، أمر يستحق الاحتفال به.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات:

المنشور: إنتاج الشاي المحايد من حيث الكربون في الصين - ثلاث دراسات حالة تجريبية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والأسواق والتجارة: الشاي

الموقع الإلكتروني: اليوم الدولي للشاي – 21 مايو/أيار