تقول سيلينا يول من حركة وقف هدر الأغذية في الدانمرك: "هدر الأغذية يمثل عدم احترام لوقتك ومالك، وللمزارعين، والحيوانات، وكل ما استخدم من الطاقة والموارد." ©أندرياس ميكيل هانسن
لكل شخص دور يؤديه في تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030، ويمكن لكل واحد منا أن يساهم في تحقيق هذا الهدف بطرق مختلفة. يمكننا أن نتعلم إنتاج المزيد بموارد أقل، وإيجاد طرق للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، واعتماد نظم غذائية أكثر محافظة على الصحة وأكثر استدامة، وحثّ الآخرين من الأشخاص، والبلدان، والمؤسسات على القيام بدورهم كذلك.
وفيما يلي أربعة أمثلة لأشخاص من مختلف مناحي الحياة وجدوا طرقا لاستخدام مهاراتهم المهنية لدعم جهود القضاء على الجوع.
عندما كانت سيلينا يول شابة في مسقط رأسها موسكو، كان نقص الأغذية في روسيا ما بعد الحقبة السوفييتية يجعل من الصعب على الأسر توفير الطعام على المائدة. واليوم، وبصفتها أخصائية في مجال الاتصالات في الدانمرك، تشجع يول المستهلكين، وموزعي الأغذية، وصانعي السياسات على تخفيف وطأة هدر الأغذية عن طريق تشجيع تقاسم الأغذية.
ويول هي قائدة أوروبية شابة لعام 2018، ومؤسسة حركة وقف هدر الأغذية في الدانمرك، وعضوة في منتدى الاتحاد الأوروبي بشأن الفاقد والمهدر من الأغذية. وهي مدونة، ومساهمة في الأحاديث الخاصة بالتكنولوجيا، والترفيه، والتصميم (TED Talks). كما أنها تمارس الضغط على صناع السياسات، وتحاور منظمات مثل منظمة الفاو، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الجوع وخفض المهدر من الأغذية بمقدار النصف بحلول عام 2030.
وتقول يول: "بفضل عملنا، خفّض المستهلكون الدانمركيون المهدر من الأغذية بمقدار 000 14 طن في السنوات الست الماضية." وفي صيف عام 2018، وافقت الحكومة الدانمركية على إنشاء مركز أبحاث حول الفاقد والمهدر من الأغذية بسبب فكرتها.
ومثل يول، تستخدم دارين الخطيب مهاراتها كإعلامية محترفة تقيم في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للدعوة إلى الحد من هدر الأغذية، وتقاسم الأغذية الفائضة، والتثقيف الغذائي للأسر الضعيفة لمساعدتها على تحسين خياراتها الغذائية وصحتها العامة.
ودارين الخطيب هي من لبنان، وسفيرة الفاو الخاصة للنوايا الحسنة لشؤون القضاء على الجوع في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وحتى قبل انضمامها إلى جهود المنظمة، كانت قد أطلقت حملة ضد الجوع على قناة فتافيت التليفزيونية للطبخ الشهيرة في الشرق الأوسط.
وتقول الخطيب: "لقد اشتركت مع بنوك الطعام في مصر، والسودان، والمنظمات غير الربحية في لبنان. وقمنا بتعبئة الأغذية المجففة مثل الزيت، والعدس، والأرز، والسباغيتي، التي يمكن أن تدوم لفترة طويلة، وذهبنا إلى المناطق الفقيرة في السودان، ومصر، ولبنان، ومخيمات اللاجئين السوريين في لبنان."
كما ساهمت حملة فتافيت برفع مستوى الوعي في المدارس، وبين الأسر حول التغذية بأسعار معقولة، والتصرف باحترام فيما يتعلق بالأغذية. كما تنتج الخطيب أشرطة فيديو للوسائط الاجتماعية تشرح فيها كيف يمكن لنا جميعا أن نساعد في تحقيق القضاء على الجوع من خلال إجراء تغييرات صغيرة في حياتنا اليومية مثل تناول الأطعمة المتبقية، وإعادة تدوير المخلفات، وتوفير الطاقة.
إلى اليسار: الإعلامية المحترفة دارين الخطيب، وسفيرة الفاو الخاصة للنوايا الحسنة لشؤون القضاء على الجوع في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. ©الفاو/هشام سويرة. إلى اليمين: الطبيب وصانع السياسات السيناتور غويدو جيراردي من شيلي. ©كارلو بيرلا
عندما قررت الحكومة في شيلي معالجة معدلات البدانة المرتفعة، أقرت قانونا أعده السيناتور غويدو جيراردي. والسيناتور جيراردي هو طبيب مرخص، مما يجعله مؤهلا بشكل فريد لصياغة قانون حول الآثار الصحية للبدانة. وقد صُمم القانون الجديد لتحسين تغذية الأطفال، والحد من الاستخدام العام للأغذية المجهزة في البلد.
وبصفته طبيبا، يدرك جيراردي مخاطر الأمراض المرتبطة بالبدانة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والنوبات القلبية، والجلطة، والسرطان. وينظم القانون الشيلي، الذي دخل حيز النفاذ في عام 2016، توسيم المنتجات الغذائية المجهزة، والإعلان عنها، وبيعها للأطفال.
ويقول جيراردي: "يجب على شركات الأغذية الكبيرة أن تفهم التغيير في النموذج الغذائي الحالي الموجه من قبل المجتمع المدني".
يساعد فرانسيس أنو إيكيرو، من كينيا، الموظف الميداني في منظمة الفاو، الأسر الريفية على إنتاج المزيد بموارد أقل. ©الفاو/ سفين جي سيمونسن
نشأ فرانسيس أنو إيكيرو في توركانا، وهي منطقة قاحلة في شمال كينيا، ومتخلفة عن بقية البلد في مجال الأمن الغذائي، والرفاه الاقتصادي، ومحو الأمية. وهو يستخدم خبرته الآن كموظف ميداني لدى المنظمة لمساعدة الآخرين في توركانا على إنتاج المزيد من الأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى بموارد أقل.
وتتاخم توركانا حدود جنوب السودان، وأوغندا، وإثيوبيا. وهي تصارع ظروف الجفاف المتكررة، وتستضيف أيضا أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
ويقول إيكيرو، البالغ من العمر 40 عاما: "نريد أن نحقق وضعا لا ينتج فيه المزارعون والرعاة ما يكفي من الغذاء لأسرهم وحسب، بل أيضا فائضا يعطي عائدا اقتصاديا. وهذا يؤدي إلى تنوع أكبر في غذائهم، وإلى صحة أفضل، ويمكّنهم من تحمل نفقات خدمات أخرى، مثل التعليم، والرعاية الطبية."
ويساعد إيكيرو المزارعين والرعاة على تحسين أساليب الزراعة، وتربية الماشية، وإنشاء حدائق تابعة للمنازل مزودة بالبذور، والأدوات، والتدريب الذي توفره منظمة الفاو. كما يوضح لهم كيفية تعزيز إمكاناتهم السوقية من خلال إنتاج وتجهيز مجموعة أكبر من المنتجات الزراعية الغذائية وغير القابلة للأكل للبيع.
ومن خلال التواصل مع المزارعين، والمستهلكين، وتجار التجزئة، وصانعي السياسات، قام هؤلاء النشطاء بتمكين الآخرين من اتخاذ الإجراءات ومن أن يكونوا جزءاً من الهدف العالمي المتمثل في تحقيق القضاء على الجوع.