Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

حين تتكلم القدرة على الصمود


تمكين مزارعي نيبال من النجاح بفضل الزراعة المستدامة والقادرة على الصمود

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

السيدة Khilamaya Nepali، التي تتعايش مع الإعاقة منذ أن كان عمرها ستة أشهر، تشارك للمرة الأولى في مدرسة حقلية للمزارعين تابعة لمشروع مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ. وقد تعلّمت تقنيات زراعية أفضل؛ مثل استخدام مصائد الذباب المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره، والقش كغطاء للتربة. FAO/Adarsha Dhungel©

03/06/2025

تقف السيدة Khilamaya Nepali على قطعة أرض صغيرة، وعيناها شاخصتان تراقبان مصيدة ذباب نُصبت بين صفوف نباتات القرع المرّ، التي بلغ ارتفاعها قرابة أربعة أقدام. 

وتشرح بهدوء وثقة هذه الطريقة الجديدة لمكافحة الآفات، قائلة "انظر، هذا ذكر ذباب. لقد صنعنا مصيدة تلتقط الذكور باستخدام مادة كيميائية محددة. ونفعل ذلك لكي تبقى أعداد الذباب تحت السيطرة. لقد تعلّمنا هذه الطريقة في دورة تدريبية نظمتها المدرسة الحقلية". 

ويبدو واضحًا أن السيدة Khilamaya فخورة بما اكتسبته من مهارات جديدة وبمشاركتها في المدرسة الحقلية للمزارعين لإدارة الموارد الطبيعية، حيث تعمل هي ومجموعة من المزارعين الآخرين بشكل جماعي في قطعة الأرض هذه الواقعة في مقاطعة أودايابور (Udayapur) جنوب شرق نيبال.

وتشكِّل المدرسة الحقلية للمزارعين مكونًا رئيسيًّا في مشروع "بناء مجتمعات قادرة على الصمود في إقليم تشوريا (Churia) في نيبال"، وهو مشروع يموّله الصندوق الأخضر للمناخ، ويُنفَّذ بالشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وحكومة نيبال. ويمكّن هذا المشروع المزارعين من إيجاد حلول للتحديات المتزايدة المتصلة بتغيّر المناخ التي تواجه الزراعة في الأقاليم.

تُحسّن المدارس الحقلية للمزارعين آفاق سبل عيش المشاركين فيها وثقتهم بأنفسهم. واليوم، أصبحت السيدة Khilamaya صوتًا نشطًا في المدرسة، وتشارك تجربتها مع الآخرين. FAO/Adarsha Dhungel©

مواجهة تحديات متعددة

يواجه إقليم تشوريا في نيبال، الواقع عند سفوح جبال الهيمالايا الشاهقة، تهديدات خطيرة بسبب تدهور الأراضي، وأنماط الطقس المتقلبة، والأنشطة البشرية غير المستدامة. 

ومعظم المزارعين في هذا الإقليم هم من مزارعي الكفاف الذين يعتمدون على قطع أرض صغيرة لزراعة محاصيل الحبوب، مثل الأرزّ والذرة، لإعالة أسرهم على مدار العام.

ورغم تسارع التغيرات المناخية، لا يزال الكثير من المزارعين يعتمدون على الممارسات الزراعية التقليدية، ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر خسارة محاصيلهم الحيوية بسبب أنماط الطقس المتقلبة.

وبفضل المدرسة الحقلية للمزارعين، يعالج المشروع جوانب الهشاشة المرتبطة بالمناخ من خلال إجراء تجارب مقارنة على أصناف مختلفة من المحاصيل، لتقييم أدائها على مدار دورة المحاصيل، ومساعدة المزارعين على تحديد الأصناف الأنسب للظروف المحلية الجديدة، ولآثار الظواهر المناخية القصوى. وتعدُّ هذه الحقول التجريبية منصّة لاختبار تقنيات جديدة، ما يمكِّن المزارعين من مراقبة الممارسات المبتكرة وتكييفها واعتمادها في ظروف واقعية.

وتنطوي إحدى هذه التقنيات على استخدام قشّ الأرز كغطاء للتربة للاحتفاظ برطوبتها خلال موسم الجفاف. فالمزارعون في السابق كانوا يحرقون هذا القش، ما أدى إلى القضاء على المغذيات والكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة، والتسبّب في تلوّث خطير للهواء. وبفضل تطبيق هذه التقنية البسيطة، باتت التربة تحتفظ بكميات أكبر من المياه، ممّا يوفّر كميات كبيرة من هذا المورد الثمين. 

وتسنّى للسيدة Khilamaya، بفضل التدريب الذي تلقّته، التعرَّف على تقنيات لزيادة الإنتاج في مساحات صغيرة من الأرض. وقد طبّقت هذه الأساليب في حديقة الفناء الخلفي لمنزلها، مستخدمةً مساحة الأرض الصغيرة هذه التي كانت تملكها لاختبار مهاراتها وصقلها.

وتوضّح قائلة "لقد كنا نتّبع تقنيات وممارسات تقليدية في الزراعة. ولكن بعد التدريب الذي حصلت عليه في المدرسة الحقلية، تعلّمت الكثير. لقد علَّمنا الأخصائيون طريقة إنتاج الأسمدة السائلة باستخدام مواد محلية...  كما تعلّمت كيفية إعداد السماد العضوي".

لا تقتصر المدارس الحقلية للمزارعين على إدخال تقنيات زراعية حديثة وفي المتناول، بل تضمن كذلك حصول جميع المزارعين – بما في ذلك النساء والرجال والأشخاص ذوو الإعاقة – على الأدوات اللازمة للنمو والتمكين. FAO/Adarsha Dhungel©

بناء المعرفة والقدرة على التأثير

لا تقتصر المدارس الحقلية للمزارعين على إدخال تقنيات زراعية حديثة وفي المتناول، بل تعزّز أيضًا المشاركة الشاملة، بما يضمن حصول جميع المزارعين – بما في ذلك النساء والرجال والأشخاص ذوو الإعاقة – على الأدوات اللازمة للنمو والتمكين. 

وتتعايش السيدة Khilamaya مع إعاقة جسدية منذ أن كان عمرها ستة أشهر.

وتوضّح قائلة "كما ترون، أنا لا أملك يدًا يمنى، الأمر الذي سبّب لي العديد من الصعوبات في حياتي اليومية. كما واجهت على وجه الخصوص صعوبة في الكتابة. ولكنني تعلّمت الكتابة بيدي اليسرى. ورغم أنني بطيئة شيئًا ما، فإنني أستطيع الكتابة الآن".

وتعيش السيدة Khilamaya، التي لا تملك أرضًا زراعية خاصة بها، في وضع مالي صعب، وتربي ابنتين - تعاني الصغرى منهما من إعاقة أيضًا.

وفي السابق، كانت السيدة Khilamaya تُستبعَد من البرامج والدورات التدريبية بسبب إعاقتها، غير أن المُيسِّرين من المدرسة الحقلية للمزارعين في قرية ريكسو (Risku) شجّعوها على المشاركة. وتروي السيدة Dev Kumari Raut، المُيسِّرة من المدرسة الحقلية في قرية ريكسو، كيف كانت السيدة Khilamaya متردّدة في البداية، لكنها مشاركتها زادت تدريجيًا، وأثبتت أنها متعلّمة ملتزمة وصاحبة عزيمة.

وتنتمي السيدة Khilamaya إلى مجتمع الداليت في نيبال الذي عانى أفراده على مر التاريخ من التهميش والتمييز الطبقي.

ويعدّ الشمول أمرًا جوهريًّا في نجاح المشروع؛ إذ تنحدر نسبة 49.9 في المائة من المستفيدين من مجتمعات الشعوب الأصلية، و14.5 في المائة من مجتمع الداليت. وعلاوةً على ذلك، تشكّل النساء 71 في المائة من المشاركين في المدارس الحقلية. 

وحتى الآن، درَّب المشروع أكثر من 000 2 مزارع، وساعد على تطبيق ممارسات الزراعة القادرة على الصمود في وجه المناخ على أكثر من 200 1 هكتار من الأراضي الزراعية. وأفضى المشروع إلى زيادة كبيرة في إنتاجية العديد من المزارعين.

وأثبت أن النُهج المجتمعية يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود في وجه المناخ، لا سيما لدى الفئات التي كانت مُهمَّشة في الماضي. وبعد انضمام السيدة Khilamaya إلى المدرسة الحقلية للمزارعين، تحسّنت آفاق سبل عيشها، وازدادت ثقتها بنفسها، لتُثبت لنفسها ولغيرها أنها عضو نشط وذو قيمة في مجتمعها.

ومن خلال إشراك المزارعين الذين طالما تعرضوا للتهميش، لا يقتصر دور المشروع على مساعدة المجتمعات على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه الظواهر المناخية القصوى، بل يبرهن أيضًا أن الطريق نحو القدرة على الصمود يبدأ عندما نحرص على إسماع كل صوت، وإشراك كل فرد، ومنح كل شخص فرصة للنمو.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة وتغيّر المناخ

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ

الموقع الإلكتروني:الملامح القطرية: نيبال