Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الجهاز اللوحي (eLocust): يحل مشكلة قديمة بتقنية متطورة


التقنية المبتكرة من منظمة الأغذية والزراعة تساعد في حماية سبل العيش لعشرات الدول.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

قد تستغرق خسائر الجراد سنوات لإحتوائها بينما تؤثر على سبل العيش والأمن الغذائي للملايين. ©الفاو/ياسوشي شيبا

08/11/2019

قد تكون صغيرة، لكنها قوية، وتسبب الضرر للمحاصيل. إنه الجراد أحد أقدم الآفات المهاجرة في العالم والتي تشكل تهديدا خطيرا للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي. وإذا لم يتم اكتشاف الإصابة مبكرا، فتتطور الأوبئة الكبيرة التي تستغرق عدة سنوات ومئات الملايين من الدولارات للسيطرة عليها. ويمكن لوباء الجراد الصحراوي، وهو أحد أخطر أنواع الجراد على الإطلاق، أن يؤثر بسهولة على 20 في المائة من مساحة الأرض، مما يحتمل أن يضر بسبل عيش عُشر سكان العالم.

يمكن لعشرات الملايين من الجراد أن تطير لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا في اليوم في إتجاه الرياح، لتغطي مساحات شاسعة. ويمكن لحشرة الجراد الصحراوي الكاملة أن تستهلك تقريبا ما يعادل وزنها، حوالي 2 جرام من الطعام الطازج يوميا. بمعنى أن سربا صغيرا للغاية سوف يأكل من الطعام في يوم واحد نفس كمية 35000 شخص تقريبا. هذا له عواقب وخيمة على الأمن الغذائي - ويمكن أن يكون التأثير مدمراً بالفعل.

بداية eLocust3

منذ أكثر من 40 عاما، تساعد منظمة الأغذية والزراعة البلدان المعرضة للخطر للفوز في معركتها ضد إصابات الجراد الصحراوي. ومن أجل ذلك، كانت البيانات هي سلاح المعركة. حيث قامت المنظمة بتطوير أداة رائدة تتيح للفرق الميدانية في جميع أنحاء العالم رسم خرائط تحركات الجراد عبر البلدان والبدء في العمل للسيطرة على السرب قبل أن يتسبب في أضرار جسيمة.

تطبيق eLocust3 الخاص بمنظمة الأغذية والزراعة يسمح للفرق الميدانية بنقل المعلومات من المناطق الصحراوي النائية إلى وحدات الجراد الوطنية ومنها إلى مقر المنظمة في روما. إلى اليسار ©الفاو/كيث كريسمان، إلى اليمين ضابط معلومات جراد ©الفاو.

eLocust3 الخاص بمنظمة الأغذية والزراعة هو عبارة عن جهاز لوحي يدوي و تطبيق مخصص، متاح باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، ويمكن من خلاله تسجيل ونقل البيانات في نفس الوقت عبر الأقمار الصناعية إلى وحدات مكافحة الجراد الوطنية ومن ثم إلى مركز خدمات معلومات الجراد بمقر المنظمة في روما. ومنذ عام 2015، تم نشر 450 جهاز إلى الفرق الميدانية عبر 24 دولة في شمال أفريقيا والشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا، للسماح لهم لنقل البيانات آنيا من سيارات الفرق الميدانية في عمق الصحراء مباشرة إلى وحدات مكافحة الجراد الوطنية ومن ثم إلى مقر مركز عمليات منظمة الأغذية والزراعة. ويتدرب ضباط معلومات الجراد الوطنيون تدريبا صارما لمدة 11 شهرا في روما، حتى تتمكن الفرق الميدانية من جمع وتصنيف وتحليل البيانات، ومن ثم مشاركة البيانات مع الدول المجاورة.

منظمة الأغذية والزراعة تراقب على مدار الساعة البيانات وصور الأقمار الصناعية التي تسمح لوضع التوقعات حتى ستة أشهر تالية. وتعطي أجهزة eLocust3 مركز خدمات معلومات الجراد صورة واسعة المدى حول مواقع الجراد الدقيقة حول العالم، مما يسمح للمركز بتوقع أنماط التحركات والطيران وبالتالي إعطاء الإنذار المبكر للدول المعرضة للخطر والذين عندئذ يمكنهم بدء عمليات المكافحة.

التطوير القادم تقنية الطائرات المسيرة عن بعد

تقوم الفرق الميدانية بعمل ممتاز في جمع البيانات، إلا أنه في دول مثل موريتانيا أو السودان حيث مساحة الصحراء أكبر من مساحة إيطاليا، فإنه غالبا من المستحيل الوصول إلى كافة الارجاء. على الرغم من أن تقديرات الأقمار الصناعية للأمطار وللغطاء النباتي الأخضر يمكن أن تساعد الفرق الميدانية للتركيز على مساحات صغيرة، إلا أن صور الأقمار الصناعية قد يكون بها أخطاء أو أن تكون متاحة في وقت متأخر. ولعلاج هذه المشكلة، تعمل منظمة الأغذية والزراعة للاستفادة من تقنية الطائرات المسيرة عن بعد إلى جانب أجهزة eLocust3 الحالية، وذلك لمنح الفرصة للفرق الميدانية للقيام بعمليات المسح بمزيد من الكفاءة، ولتغطية مساحات أكثر اتساعا.

إن الطائرات المسيرة عن بعد الثابتة الجناح قادرة على التحليق لمسافة 100 كيلومتر تقريبا، لجمع البيانات من موقع ذو غطاء نباتي أخضر، ولمعالجة الصور في شكل خرائط. في المقابل، تعمل هذه الخرائط كأداة لتوجيه لفرق المسح الميدانية إلى المناطق الخضراء ذات مساحة أكبر من 5 كيلومتر وذلك لعمل مسوحات بحثية أكثر تفصيلا باستخدام الطائرات المسيرة عن بعد الدوارة. وإذا ما وجدت إصابات معنوية، فإن الطائرات المسيرة عن بعد المخصصة للمكافحة (الدوارة) تستطيع بأمان وكفاءة تطبيق (رش) المبيدات، لمنع الجراد قبل تكوين الأسراب، وللحد من تعرض الإنسان للمبيدات. وستتاح النماذج الأولية من هذه الطائرات للدول في عام 2020.

لقطة من شاشة جهاز eLocust3 توضح المناطق الحمراء عبارة عن نباتات خضراء حديثة، وهو النوع الذي يفضله الجراد الصحراوي. أما المناطق السوداء هي لنباتات غير حديثة لا تجذب الجراد. يساعد ذلك الفرق المحلية على معرفة مكان البحث عن أسراب الجراد. ©الفاو

يشكل الجراد والآفات الأخرى العابرة للحدود مشكلة عالمية. وتعتبر الجهود المنسقة في الوقت المناسب عبر الحدود من الأعمال الضرورية لضمان الاحتواء الفعال والوقاية من الوباء. وبصفتها هيئة محايدة، تتمتع منظمة الأغذية والزراعة بوضع جيد لتقديم الخبرة حتى في المجالات الحساسة. في عام 2019، شاركت منظمة الأغذية والزراعة لأول مرة في اجتماع عبر الحدود المشتركة بين الهند وباكستان لتبادل المعلومات حول عمليات مكافحة الجراد الصحراوي الحالية في كلا البلدين. كانت مشاركة المنظمة في هذا الاجتماع بمثابة اعتراف بأهمية خبرتها وعملها في هذا المجال.

وتعتبر مبادرات eLocust3 والطائرات المسيرة عن بعد أمثلة ملموسة على كيفية حل المشكلات القديمة بالابتكار. التكنولوجيا الجديدة - ولكن الأهم من ذلك، هو تطبيق تلك التكنولوجيا بطرق جديدة مبتكرة - هو مفتاح التغلب على تحديات اليوم. من خلال هذا التفكير، والشراكات العالمية القوية بين البلدان والمنظمات، والحلول المبتكرة المطبقة على نطاق عالمي ، يمكننا العمل معا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات:

الموقع الالكتروني: مركز خدمات معلومات الجراد

الموقع الالكتروني: أزمة السلسلة الغذائية

المنشور: الطقس والجراد الصحراوي