تقليل المهدر من الأغذية على مستوى الأسر: نصائح بسيطة تحقّق مكاسب مفيدة للناس والكوكب
ومن الأهمية بمكان التصدي لمشكلة المهدر من الأغذية لتعزيز استدامة النظم الغذائية من خلال تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية.
فعندما تُهدر الأغذية، تُهدر أيضًا الموارد التي تخصص لإنتاجها وإتاحتها للمستهلكين. وتشمل هذه الموارد المال والطاقة والأرض والماء، إضافة إلى اليد العاملة والوقت. وتشكّل الأغذية المهدرة هدرًا للسعرات الحرارية والمغذّيات الدقيقة التي لا تصل أبدًا إلى المستهلك. ومن خلال التقليل من المهدر من الأغذية على مستوى الأسر، نساهم أيضًا في التقليل من كميات الأغذية المهدرة التي يتم طرحها في مطامر النفايات، حيث تتحلّل الأغذية وتساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تؤثر على تغير المناخ.
ويبحث المستهلكون اليوم عن طرق لخفض التكاليف التي يدفعونها، إذ إن أسعار الأغذية ترتفع في جميع أنحاء العالم. ويعد التقليل من المهدر من الأغذية على مستوى الأسر طريقة بسيطة نسبيًا لخفض إنفاق الأسر على الأغذية.
ويمكن لكل واحد منا، كمستهلك، المساهمة في الحد من المهدر من الأغذية. ويمكن لأعمالنا الجماعية المتعلقة بذلك أن تحدث فرقًا.
وإليكم بعض النصائح التي يمكنكم استخدامها من أجل التقليل من المهدر من الأغذية!
في كثير من الأحيان، نشتري أغذية بكميات تزيد عمّا ننوي تناوله، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى المهدر من الأغذية. ولتجنب شراء كمية أكبر من الكمية التي تحتاجون إليها، من المهم التسوّق بذكاء من خلال التخطيط مسبقًا. ومن المفيد إعداد قائمة تسوّق تتضمن الأغذية الموجودة بالفعل في منزلكم من أجل تفادي شراء مواد مماثلة غير ضرورية، إضافة إلى وضع خطة للطعام، وتناول الطعام قبل الذهاب إلى التسوّق!
وسيساعدكم استخدام قائمة التسوّق على التقيّد بما تحتاجون إلى شرائه فقط، وسيساعدكم أيضًا على عدم الاستجابة لإغراءات استراتيجيات التسويق المختلفة التي يستخدمها تجار البيع بالتجزئة، مثل "اشترِ منتجًا واحصل على منتج آخر مجانًا".
وقد تنطوي خطط الطعام أو خطط الوجبات الجيدة على فائدة إضافية تتمثل في توفير الوقت عند اتخاذ قرار بشأن ما تريدون تناوله.
اطهوا بطريقة أكثر ذكاءً من خلال إعداد كميات الطعام التي تحتاجونها وتعتزمون تناولها، سواء أكنتم تطهون لأنفسكم أو لمجموعة من الأشخاص. ويجب تخزين أي طعام لم يؤكل تخزينًا مناسبًا من أجل استهلاكه في وقت لاحق.
تعرض العديد من المتاجر وأسواق المزارعين فاكهة وخضروات غير منتظمة الشكل أو باهتة اللون، وهي جيدة للأكل ومغذية مثلها مثل الفاكهة والخضروات ذات الأشكال والألوان المثالية. ولذلك، اشتروا الفاكهة والخضروات "غير الجذابة" واستهلكوها بدلًا من رميها! واستخدموها في تحضير الأغذية المهروسة والحساء واليخنات، وكذلك الفاكهة المحفوظة وعصائر الفاكهة المصنوعة في المنزل.
من المهم الحرص على أن تعمل ثلاجتكم بشكل صحيح لضمان زيادة مدة صلاحية الأغذية المخزنة فيها. ويمكن للثلاجة التي تُضبط على درجة حرارة منخفضة جدًا أو دافئة جدًا، أو لا تعمل كما ينبغي، أن تسرّع من معدل التلف وتزيد بالتالي من كمية الأغذية المهدرة وتثير مخاوف محتملة تتعلق بسلامة الأغذية.
بعد شراء الأغذية، يجب تخزين الأغذية المشتراة حديثًا والتي لها مدة صلاحية أطول في الجزء الخلفي من الخزانة أو الثلاجة أو وحدة التجميد. وينبغي نقل المنتجات القديمة (الداخلة أوّلًا) التي ستنتهي صلاحيتها قريبًا إلى المقدمة من أجل التأكد من استخدامها في المرة القادمة (تُستهلك أوّلًا). وتذكروا! ما يدخل أوّلًا يخرج أوّلًا.
تؤدي طريقة تخزين الأغذية دورًا مهمًا في ضمان الحفاظ على جودة الأغذية والتقليل من هدرها. ولكل نوع من أنواع الأغذية متطلبات التخزين الخاصة به.
ومن المستحسن تخزين الأغذية الجافة، مثل الأرز، في علب محكمة الإغلاق عند درجة حرارة الغرفة. وأفضل طريقة لتخزين الخبز هي في كيس مسدود في خزانة، وأما البصل والبطاطس ففي كيس شبكي، في مكان مظلم بارد. ومن الأفضل تخزين الأغذية القابلة للتلف، مثل اللحوم، في وحدات التبريد أو التجميد في الثلاجة، وتُوضع منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب واللبن، في وحدة التبريد في الثلاجة.
وينبغي تخزين الخضار الطازجة في درج الخضار في وحدة التبريد في الثلاجة. وينبغي تخزين الحليب والصلصات في رفوف باب الثلاجة، وأما اللحوم النيئة فتُوضع في الجزء السفلي من المقصورة الرئيسية المخصصة لهذا الغرض.
ويجب أن تكون علب المنتجات التي فُتحت مسبقًا مقفلة ومحكمة الإغلاق تمامًا من أجل المساعدة في الحفاظ عليها طازجة وآمنة للأكل على مدى فترات أطول.
وينبغي الحرص على عدم الإفراط في ملء الثلاجة لأن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على عملها وأدائها.
وبالنسبة إلى الفئات الأخرى من الأغذية، مثل الفاكهة والخضروات المجمدة والمثلجات، فيجب لفّها بشكل صحيح ويمكن تخزينها في وحدة التجميد لفترة أطول. وفي حالة تجميد الأغذية، اكتبوا تاريخ وضعها في وحدة التجميد على خارج الحاوية أو العلبة. وهنا أيضًا، يُعد مبدأ "ما يدخل أوّلاً، يخرج أوّلاً" مبدأ مهمًا.
وباختصار، تأكّدوا من أنكم على دراية بطريقة تخزين كل نوع من أنواع الأغذية ومكان تخزينها لكي لا يتم هدرها.
تختلف بطاقة توسيم تاريخ صلاحية الأغذية المكتوب عليها "يُستحسن الاستهلاك قبل" وتلك المكتوب عليها "يُستهلك حتى" اختلافًا كبيرًا عن بعضهما. ولا يدرك كثير من الناس هذه الاختلافات تمامًا. وإذا كان الطعام معبأً بشكل جيد ومخزنًا على وجه صحيح، فهو آمن للأكل حتى بعد تاريخ "يُستحسن الاستهلاك قبل"، إذ يشير هذا التاريخ ببساطة إلى جودة الطعام والفترة التي يكون فيها في حالة مثالية (مثل المذاق والقوام).
ومن ناحية أخرى، يُحيطكم مصطلح "يُستهلك حتى" علمًا بالوقت الذي يصبح الغذاء فيه غير آمن للأكل، وقد يتسبب في الواقع في خطر مباشر على صحة الإنسان إذا تم تناوله. وقد يذكر بعض تجار التجزئة أيضًا "تاريخ العرض" على منتجاتهم، ويوضّح هذا التاريخ المدة التي يمكن خلالها عرض منتج غذائي في مرحلة البيع بالتجزئة. ومع ذلك، لا يشير "تاريخ العرض" إلى تاريخ الاستهلاك الفعلي.
عند تناول الطعام خارج المنزل في مطعم ما، أو عند تناول الطعام في مقصف العمل أو المدرسة، أو حضور حدث يتم خلاله تقديم الطعام، حتى ولو كان مجرد عشاء بين الأصدقاء، اطلبوا كمية أصغر إذا كنتم تعتقدون أنكم لن تتمكنوا من تناول كل الكمية المقدمة.
وعلى نحو مماثل، إذا كنتم تتناولون الطعام في بوفيه أو في حدث ذي خدمة ذاتية، فضعوا لأنفسكم كميات أصغر عوضًا عن وضع كمية أكبر وعدم إكمالها، إذ إن خيار إضافة المزيد من الطعام موجود دائمًا عند إنهاء الطبق.سواء أكنتم تتناولون الطعام في منزلكم أم خارجه، يمكنكم حفظ ما تبقى من طعامكم لوقت لاحق إن لم تكملوا طبقكم. وفي المنزل، يمكن تخزين الطعام المتبقي بشكل مناسب، وسيكون آمنًا لتناوله في وقت لاحق أو حتى استخدامه كمكونات لتحضير وجبة أخرى. ويمكن العثور على وصفات للوجبات المبتكرة اللذيذة باستخدام الطعام الفائض والمتبقي بكل سهولة على الإنترنت أو باستخدام التطبيقات.
وعند تناول الطعام خارج المنزل، تقدم مطاعم عديدة بكل سرور علبًا و أكياسًا خاصة لأخذ الطعام المتبقي الذي يمكن إعادة تسخينه والاستمتاع به في اليوم التالي. ولكن من المهم تخزين الطعام بأمان على الفور - في الثلاجة – من أجل التأكد من أنه لا يزال جيدًا لتناوله في اليوم التالي.
هناك عدد من الخيارات الإبداعية التي يمكنكم استخدامها لمنح المواد الغذائية التي قد عادة ما تهدرونها فرصة جديدة للحياة. فالفاكهة والخضروات التي بدأت تفقد مظهرها الجذاب ونضارتها لا تزال مكونات مثالية للحساء والعصائر والمربّيات المغذّية. وباستخدام خلاط بسيط، يمكنكم تجهيز عصائر لذيذة توفر لكم أيضًا جميع المغذّيات الموجودة في الفاكهة والخضروات، بموازة الحيلولة دون إهدار الأغذية.
ويمكنكم، على الإنترنت، الاطلاع على وصفات وأفكار ملهمة لإعداد أنواع الحساء والعصير.
توجد الآن عدة تطبيقات للهواتف المحمولة لربط الأشخاص الذين يرغبون في مشاركة الطعام محليًا مع الآخرين. ويمكن مشاركة فائض الطعام أو المكونات الغذائية غير المرغوب فيها مع الجيران من أجل ضمان عدم إهدارها. وينطبق الشيء نفسه في الاتجاه المعاكس، إذ يمكنكم التواصل مع الجيران الذين يقدمون طعامهم والحصول على بعض الطعام لأنفسكم. وهذا يجلب أيضًا فائدة إضافية تتمثل في توفير المال!
وثمة تطبيقات أخرى تربط المستهلكين بشركات الأغذية التي تسعى إلى بيع موادها الغذائية، التي كانت ستُهدر لولا ذلك، بسعر مخفّض جدًا. وبهذه الطريقة، تتجنب الشركات إهدار الأغذية وتحقق في الوقت ذاته ربحًا صغيرًا، بينما يتلقى المستهلكون الأغذية بسعر مخفض، ويتمكنون بالتالي من توفير بعض المال.
تواجه الجمعيات الخيرية التي توزع الأغذية ومراكز إعادة التوزيع، مثل بنوك الطعام، طلبًا مرتفعًا للغاية على خدماتها. ونتيجة لذلك، فهي تسعى دائمًا إلى الحصول على تبرعات غذائية. ويمكنكم التبرع بأي طعام فائض لديكم لا يزال آمنًا للاستهلاك لبنوك الطعام المحلية في منطقتكم. ويمكنكم العثور على معظم بنوك الطعام عبر الإنترنت، ويقدم العديد منها إرشادات واضحة حول المواد الغذائية المقبولة والأكثر احتياجًا، إضافة إلى إرشادات حول طريقة التبرع.
وإن التبرع بالطعام الفائض للجمعيات الخيرية التي توزع الأغذية لن يساعدكم فقط في التقليل من المهدر من الأغذية لديكم، بل سيوفر الغذاء الذي يفتقده بشدة المحتاجون والذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
توجد في الأسواق شتّى منتجات التخزين الذكية التي يمكن أن تساعدكم على تتبع مدة صلاحية الأغذية. وأحد الأمثلة على ذلك هو منصة وضع البطاقات الذكية التي تتيح لكم ببساطة إلحاق بطاقة بمادة غذائية أثناء نقلها إلى الخزانة أو الثلاجة للتخزين. وستتعقب هذه البطاقة نوع الغذاء المخزَّن ووقت تخزينه من أجل إعلامكم بمدة وجوده، وبالفترة التي سيكون خلالها جيدًا لتناوله، وستقدم أيضًا وصفات بناءً على الأغذية التي تتوفر لديكم من أجل المساعدة في ضمان استخدامها.
وهناك مثال آخر مشابه وهو "علبة Tupperware الذكية" التي تحتوي على رمز استجابة سريعة على غطائها، والذي يُستخدم لتسجيل المعلومات الخاصة بالطعام الموجود في العلبة، مثل تاريخ انتهاء الصلاحية. ويمكن مسح رمز الاستجابة السريعة بشكل دوري من أجل توفير معلومات عن مدة صلاحية الطعام. وهو خيار مثالي لأولئك الذين يحضرون وجبات الطعام مسبقًا، ويمكن أن يساعد في تتبع الوجبات المخزّنة ومدة صلاحيتها.
ويمكنكم، على الإنترنت، الاطلاع على قواعد بيانات عديدة لوصفات مستدامة تعزّز استخدام جميع المكونات المتاحة من أجل التقليل من المهدر من الأغذية. وإضافة إلى ذلك، هناك مواقع إلكترونية تسمح بإدخال المكونات المتوفرة في مطبخكم والتي ستؤدي إلى وصفة تستخدم هذه المكونات. ولذلك، عوضًا عن التخلص من الطعام المتبقي أو المكونات الفائضة، ابحثوا على الإنترنت عن وصفات لذيذة جديدة لتجربتها.
من الممكن تحويل أي طعام فائض لا يمكن إعادة استخدامه بأمان، أو أي فضلات طعام غير صالحة للأكل مثل العظام الصغيرة وقشور البيض، إلى سماد عضوي. وعوضًا عن التخلص من الفضلات في سلة المهملات، يمكن تحويلها إلى سماد عضوي وإعادة تدوير المغذيات المهمة مرة أخرى في التربة، ممّا يعود بالفائدة على صحة التربة ونمو النبات.
ويمكنكم، على الإنترنت، الاطلاع على توجيهات حول صناعة السماد العضوي في المنزل، تتراوح بين حفر حفرة صغيرة في حديقتكم واستخدام أجهزة صناعة أسمدة عضوية كهربائية عديمة الرائحة.
كما أن تحويل فضلات الطعام إلى سماد عضوي يخفّف من عبء نفايات الطعام على مطامر النفايات، التي تساهم بشكل كبير في غازات الاحتباس الحراري، ولا سيما غاز الميثان، الذي يتمتع بإمكانية احترار أقوى من ثاني أكسيد الكربون.
فاقد الأغذية والهدر الغذائي
2023 الفاقد والمهدر من الأغذية – Diarmuid Gavin وConor Spacey
2023 الفاقد والمهدر من الأغذية – Diarmuid Gavin وConor Spacey
فاقد الأغذية والهدر الغذائي
السيد Diarmuid Gavin، سفير النوايا الحسنة الوطني لمنظمة الأغذية والزراعة في أيرلندا، يتحدث إلى رئيس الطهاة، السيد Rodrigo Pacheco
بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمُهدر من الأغذية لعام 2023، يتحدث السيد Diarmuid Gavin، سفير النوايا الحسنة الوطني لمنظمة الأغذية والزراعة في أيرلندا، إلى رئيس الطهاة، السيد Rodrigo Pacheco، سفير النوايا الحسنة الوطني للمنظمة في إكوادور.