بوابة دعم السياسات والحوكمة

إدارة الحياة البرية المستدامة

منذ 1970، شهدت أعداد من مجموعات الحيوانات البرية انخفاضًا مقلقًا بلغ 73 في المائة (الصندوق العالمي للطبيعة 2024). و يرجع هذا للانخفاض الهائل الى فقدان الموائل والاستغلال المفرط من قبل البشر والأنواع الغازية والتلوث وتغير المناخ. وفي الوقت نفسه، لا يزال يعتمد ملايين من الأشخاص حول العالم على الحياة البرية في غذائهم اليومي وهويتهم الثقافية وسبل كسب عيشهم.
 

العلاقة بين الحياة البرية وسبل العيش والصحة

تُعرَّف الإدارة المستدامة للحياة البرية بأنها "الإدارة السليمة لأنواع الحياة البرية للحفاظ على أعدادها وموائلها بمرور الوقت، مع مراعاة الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للسكان البشر".

توفر منظمة الأغذية والزراعة للدول الدعم الفني والسياسي لتعزيز الإدارة المستدامة للحياة البرية من خلال العديد من الإجراءات، بما في ذلك وقف فقدان التنوع البيولوجي ومنع الصراعات بين البشر والحياة البرية. كما تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع الدول لتعزيز الأطر المؤسسية والقانونية وحماية الشعوب الأصلية وبناء القدرات لتحقيق الإدارة المستدامة للحياة البرية.

رسائل السياسات الأساسية

تشجع منظمة الأغذية والزراعة على الانتقال إلى مستويات أكثر استدامة من الصيد وصيد الأسماك واستخدامات استهلاكية أقل غير مستدامة للحياة البرية في المناطق الحضرية. ولتحقيق هذه الغاية، تجمع منظمة الأغذية والزراعة بين المعرفة التقليدية وأحدث التقنيات لتطوير سياسات شاملة وفرص مدرة للدخل ومنتجات اللحوم والأسماك المستزرعة بشكل مستدام.

تنشأ معظم الأمراض المعدية الناشئة بين الحيوانات البرية. تحتاج حلول الأمن الصحي والتنمية المستدامة إلى معالجة العوامل المحددة للأمراض. تدعو منظمة الأغذية والزراعة إلى نهج الصحة الواحدة، الذي يضمن عمل المتخصصين في قطاعات متعددة، بما في ذلك الغابات والحياة البرية، معًا لمعالجة التهديدات الصحية للحيوانات والبشر والنباتات والبيئة.

تتزايد الصراعات بين البشر والحياة البرية مع توسع السكان البشر وتعديهم على موائل الحياة البرية. وتهدد الصراعات بقاء العديد من أنواع الحياة البرية التي تشكل أهمية بالغة لسبل عيش العديد من المجتمعات. ومن أجل تحسين الأمن الغذائي وصحة السكان الريفيين، تساعد منظمة الأغذية والزراعة البلدان في منع وتقليل الصراعات بين البشر والحياة البرية وتعزيز التعايش، من خلال تقييم متعمق للأسباب الجذرية للصراعات بين البشر والحياة البرية، والذي يأخذ في الاعتبار الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المتضررة.

إن المناطق المحمية التي تتم إدارتها بشكل جيد يمكن أن تولد فوائد صحية متعددة للناس والحيوانات والنباتات والبيئة. ومع ذلك، فإن الفساد والتناقضات القانونية والإدارة الضعيفة يمكن أن تجعل إدارة الحياة البرية الفعالة صعبة التطبيق ومستحيلة التنفيذ. تدعم منظمة الأغذية والزراعة ممارسات الحوكمة الشفافة والشاملة التي تشرك المجتمع المدني وتتكيف مع السياقات الاجتماعية والبيئية.