الفاو في سورية

مكتبنا

يعود التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والجمهورية العربية السورية إلى تاريخ تأسيس المنظمة في العام 1945. ومن ثم تم إنشاء مكتب تمثيل المنظمة في دمشق عام 1978 ليعمل بشكل أساسي على تقديم المساعدة الفنية لحكومة الجمهورية العربية السورية بشكل مباشر.

فعملت منظمة الفاو خلال السنوات الماضية على تقديم المساعدة الفنية إلى الوزارات المعنية لتطوير الإنتاج الزراعي وتعزيز التنمية الريفية عبر زيادة كفاءة إنتاج المحاصيل والمصائد السمكية وتربية الأسماك وإدارة الغابات والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية.

عززت منظمة الفاو خلال سنوات الأزمة في سوريا، والتي بدأت عام 2011، على تعزيز صمود الأسر المهجرة والمجتمعات المستضيفة لتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي من خلال:

.استدامة المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة ولزيادة قدرة الأسر الزراعية على تحمل الصدمات.

التمكين الاقتصادي، خاصة للأسر التي تعيلها النساء، من خلال دعم المشاريع الصغيرة التي تسمح لهن بالتكيف مع الظروف الجديدة وتأمين سبل المعيشة في المناطق الريفية.

ضمان تقديم الخدمات الزراعية الأفضل لتمكين السكان في المناطق الريفية من بناء حياة أفضل لأنفسهم.

تغيير مفاهيم المزارعين والتحول نحو التكيف

تغيير مفاهيم المزارعين والتحول نحو التكيف

أثرت مجموعة من التحديات سلبياً على القطاع الزراعي، كالتغير المناخي، الاضطرابات التي طرأت على المرافق والنظم الزراعية، التضخم النقدي ونقص المستلزمات الزراعية ذات الجودة الجيدة، مما أدى إلى المزيد من الضغط على منتوج المزارعين الأكثر هشاشة، الأمر الذي استدعى إلى المطالبة بتعزيز قدرة المزارعين على التكيف والصمود من خلال التشجيع على تطبيق الممارسات لزراعية المتكيفة من أجل حماية وتعزيز سبل عيش المزارعين.

تعمل منظمة الفاو على تعزيز التعافي المبكر للقطاع الزراعي باعتبار أن تطوير المعارف والمهارات والموارد المالية وأدوات الإنذار المبكر هي وسائل رئيسية لتحقيق الصمود، من خلال:

  • تطوير قدرات الفنيين في مجال استخدام التقنيات والأدوات التحليلية في مجال الإنذار المبكر و\أو تحسين إدارة الموارد المائية.
  • تحسين المهارات الزراعية القادرة على التكيف من خلال مدارس المزارعين الحقلية لزيادة إنتاجية المزارعين.
  • تسهيل وصول المزارعين، وخاصةً النساء، إلى الأسواق عبر تحسين المهارات في مجال المشاريع الصغيرة كالتفاوض وابتكار العلامة التجارية والاحتفاظ بالسجلات وغيرها.
  • التعاون مع أصحاب المصلحة للمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تطبيق الحلول الصديقة للبيئة لتخفيف آثار التغير المناخي. 

وضع مايكفي من الأغذية المتنوعة في أطباق الناس

وضع مايكفي من الأغذية المتنوعة في أطباق الناس

بالرغم من تراجع واقع الأمن الغذائي، تبذل منظمة الفاو وشركاءها قصارى جهدهم لتحقيق توفر الغذاء والقدرة على الحصول عليه من قبل الجميع.

تعمل منظمة الفاو على تصميم تدخلاتها بهدف مساعدة المزارعين على زراعة المحاصيل وإدارة الثروة الحيوانية، وذلك من خلال أعمال إعادة التأهيل الخفيفة على منشآت المياه وتوفير البذار والتركيز على القمح والشعير بصفتهما المحصولين الغذائيين الرئيسيين في البلاد، والرعاية الصحية وحملات التغذية للثروة الحيوانية وغيرها.

وتعمل المنظمة من خلال توفير حزم إنتاجية مصممة بشكل جيد (مستلزمات حيوانية ونباتية)  لتشجيع استهلاك الغذاء المنتج محلياً لتحقيق نظام غذائي محسن ومتنوع ولزيادة دخل المنتجين المحليين. وتترافق كافة عمليات توزيع المستلزمات التي تنفذها الفاو مع جلسات تدريبية حول الممارسات الزراعية الجيدة لضمان تحقيق الاستدامة وخلق القدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية. 

دعم خلق فرص العمل المدرة للدخل للنساء

دعم خلق فرص العمل المدرة للدخل للنساء

تسببت الأزمة السورية بنزوح كبير للأسر الزراعية، حيث فقدت الكثير من هذه الأسر المعيل الأساسي لها وهو ما جعل من النساء الشريحة الأكثر هشاشةً وتأثراً بالأزمة.

يشكل تحقيق المساواة في النوع البشري ودعم المرأة الريفية أمراً جوهرياً في عمل منظمة الفاو لتحقيق الأمن الغذائي، حيث تحرص على تصميم مشاريع إنتاجية صغيرة تستهدف النساء وتدعمهن في عملية الإنتاج والتعبئة والتغليف وتسويق المنتجات في الأسواق المحلية، سواءً كن راغبات في العمل بشكل فردي أو جماعي مع نساء أخريات ضمن وحدة تصنيع غذائي.

تحصل النساء على المستلزمات وأدوات التعبئة والتغليف والمعدات اللازمة، إلى جانب التدريب والإشراف على أيدي خبراء لمساعدتهن في الإنتاج الموسمي للاستهلاك الأسري وبيع الفائض من أجل الحصول على دخل إضافي. وعلاوةً على ذلك، تعالج منظمة الفاو احتياجات النساء من خلال إنشاء المشاريع الفردية المتناهية الصغر من خلال توفير الأدوات اللازمة إما بشكل نقدي أو عن طريق نظام الكوبونات. 

الريادة في مجال إدارة الموارد الطبيعية

الريادة في مجال إدارة الموارد الطبيعية

في دولة تأثرت بالأزمة وندرة المياه والجفاف والتغير المناخي، تعمل الفاو على معالجة مسائل استدامة استخدام الموارد الطبيعية عبر تحسين الإدارة المائية على المستوى المحلي، بالإضافة إلى تحديث نظم الري وخصوبة التربة ووقاية النبات لتخفيف آثار الصدمات السلبية على المزارعين.

وتقدم الفاو من خلال كادرها الفني وخبراتها لشركاءها وللمساهمين الرئيسيين المشورة والتوصيات اللازمة التي تساعد على استعادة قدرة المزارعين على الوصول إلى مياه الري، مع أخذ الظروف الفنية والبيئية بعين الاعتبار لما لذلك من أثر إيجابي على حياة الناس.

وبالإضافة إلى مساهمتها في إعادة تأهيل قنوات الري والسدود ومحطات الضخ في محافظات سورية عدة من أجل ضمان توفر المياه للمزارعين، تشجع المنظمة على تحقيق استدامة الموارد المائية من خلال إنشاء جمعيات مستخدمي المياه بإدارة أعضاء المجتمعات المحلية والتي من مهامها وضع خطط استخدام المياه بشكل عادل وتشغيل وصيانة مرافق ومعدات الري وتوعية المزارعين حول ممارسات الري المثلى لتجنب هدر المياه ودعم التماسك الاجتماعي في المنطقة. 

بناء القدرات للتعويض عن خسارة العاملين المؤهلين في مجال الإرشاد وإدارة المياه والبحوث

بناء القدرات للتعويض عن خسارة العاملين المؤهلين في مجال الإرشاد وإدارة المياه والبحوث

تأثرت الموارد البشرية في القطاع الزراعي بشكل كبير بالأزمة السورية بسبب هجرة الكثير من الخبراء الزراعيين البلاد بعد أحداث العام 2011، فيما لم يتمكن من قرر البقاء في سوريا من تطوير خبراتهم بسبب محدودية الفرص التدريبية. يذكر أن قطاع إدارة الموارد المائية والإرشاد الزراعي والبحوث الزراعية قد تأثرت بشكل كبير بسبب الأزمة.

عملت الفاو على تصميم مواد تدريبية للخبراء والفنيين للمساهمة في تعزيز واقع الإنتاج الغذائي في القطر. وسوف يتم تمكين الفنيين من خلال استخدام الأدوات والتقنيات لإعداد التقارير المستندة إلى البيانات والمعلومات الدقيقة حول الظروف الطارئة أو المخاطر التي قد تؤثر على الزراعة.

تحقيق السلام والاستقرار الاجتماعي من خلال الزراعة والأمن الغذائي

تحقيق السلام والاستقرار الاجتماعي من خلال الزراعة والأمن الغذائي

شكلت استعادة النشاط الزراعي عاملاً هاماً في تشجيع عودة النازحين إلى أراضيهم التي هجروها خلال سنوات الأزمة. ومع ذلك، فإن الاستقرار والتماسك الاجتماعي يتطلبان توفر عناصر الإنتاج كمياه الري والبذار والوقود والخدمات من أجل دعم الإنتاج الغذائي في المناطق المتضررة.

تعتبر الفاو بأن الزراعة والأمن الغذائي هما عناصر هامة لتحقيق السلام والاستقرار الاجتماعي في البلاد، كما وتدعو مشاركة المجتمعات الدولية في دعم استعادة قدرة المزارعين للوصول إلى مياه الري وإنشاء الجمعيات المحلية التي تساعد على إدارة الموارد بشكل عادل وعلى استعادة توفر المستلزمات عالية الجودة من خلال برامج إكثار البذار.