"توم براون" ليس شخصًا بل عصيدة تكافح سوء التغذية وتعزز المداخيل في نيجيريا

21/02/2024

في بعض الأحيان، قد يُحدث حل بسيط فرقًا كبيرًا. ويأتي هذا الحل أحيانًا في شكل غير متوقع.

أُجبِرت السيدة Maimuna Mashalele على ترك منزلها في غامبارو نغالا وفقدت كل ممتلكاتها إثر هجوم للمتمرّدين على مجتمعها المحلي في عام 2014. وكانت تعيش حياة نازحة داخليًا في زمبابوي وتكافح من أجل إطعام أولادها الثمانية.

وفي عام 2021، تعرفت السيدة Maimuna على توم براون، وهو ليس شخصًا بل عصيدة، وهو تحديدًا مكمل غذائي نيجيري تقليدي معّد من خليط من المكوِّنات المحلية المغذية. ويطلق عليه محليًا أيضًا اسم غارين كونو Garin Kunu، ويُعتقد أن أصل اسم "توم براون" يعود إلى أنه من المفترض أن يتحول المنتج إلى اللون البُني أثناء التحضير.

والسيدة Maimuna واحدة من أصل 20 امرأة درّبتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على تجهيز "توم براون" والترويج له. وتضمّن ذلك تلقي التدريب على تقنية تجهيز الأسماك في مدينة تيارويه (Thiaroye)، وهي طريقة طورتها المنظمة لتحسين تدخين الأسماك وجعله أقل ضررًا على صحة الإنسان.

وقرار إضافة الأسماك إلى الوصفة يحقق فائدة إضافية متمثلة في البروتينات الحيوانية المصدر، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والمغذيات الدقيقة الأساسية المعروفة بأهميتها لنمو الرُضَّع والأطفال الصغار وتطورهم وإدراكهم.

وتُقدم إضافة الأسماك، فضلًا عن مزاياها الغذائية، ميزة جديدة من النكهة والقوام المركّب إلى وصفة "توم براون" وتمكّن السيدة Maimuna والنساء الأخريات من الاستفادة من أنواع أسماك المياه العذبة مثل السلّور والبلطي.

ويجري خلط الأسماك بعد التدخين مع المكوِّنات المحلية مثل الدُخن وفول الصويا والفول السوداني. ويتم من ثم شوي هذه المكوِّنات لإعداد مسحوق ذي قيمة غذائية عالية ومفيد بشكل خاص من الناحية التغذوية للأطفال الضعفاء الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرًا، وكذلك النساء الحوامل والمرضعات.

وقامت المنظمة كذلك ببناء 13 مركزًا لتجهيز الأسماك في مواقع مختلفة في جميع أنحاء بورنو وأداماوا ويوبي، ودرّبت 350 امرأة يقمن حاليًا بإدارة هذه المراكز.

وتقول السيدة Maimuna إن "غارين كونو يقدم منافع مختلفة لعائلتي. فهو ليس فقط لاستهلاكنا الخاص، بل نبيعه أيضًا لمن يرغب من المشترين والسوق كبيرة."

ووفقًا لتحليل الإطار المنسق الذي جرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من المتوقع أن يعاني أكثر من 26.5 ملايين شخص في نيجيريا من انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد أثناء الموسم الأعجف في يونيو/حزيران-أغسطس/آب 2024، فيما يعاني بالفعل من سوء التغذية الحاد ما لا يقل عن 1.7 ملايين من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

وتقول السيدة Maimuna إن لديها الكثير من الطلبات على منتج "توم براون" من السوق المحلية، وهو ملائم جدًا للأطفال للوقاية من سوء التغذية الحاد، وهذه مشكلة منتشرة في ولايات نيجيريا الشمالية الشرقية مثل بورنو، حيث يحدّ استمرار العنف وقطع الطرقات من إمكانية الحصول على الأغذية.

والسيدة Mairo Garba، وهي أم نازحة داخليًا تضاف إلى غيرها من النازحات داخليًا وتعمل كما السيدة Maimuna في مركز التجهيز في غونغولونغ، تقول إن النساء يعملن سويًا لإنتاج المنتج.

وتقول السيدة Garba إنه "في بعض الأسابيع يصل إنتاجنا إلى 500 كيلوغرام ]من "توم براون"[، حسب الطلب الذي نتلقاه. ولكنّ هذا جهد جماعي تشترك فيه النساء كافة في المراكز".

وقبل بدء المشروع، كان معظم النازحين داخليًا يفتقدون إلى أي مصدر دخل موثوق به أو عاجزين عن الحصول على الأغذية المغذية.

وتقول امرأة أخرى تعمل في مركز زابارماري لتجهيز الأسماك "لقد تم إحراز تقدم كبير وحدث الكثير من التغيرات بعد إنشاء هذا المركز في مجتمعنا المحلي". 

وتقول السيدة Garba فضلًا عن اكتساب مهارات جديدة، "تمكننا من دفع أقساط المدرسة لأطفالنا بفضل الدخل الذي نولده من إنتاج هذه الأسماك المجهزة وخلطات "توم براون"، إضافة إلى تغذية أطفالنا وتقاسم العائدات الإضافية مع الآخرين المعدمين والمحتاجين."

توزيع "توم براون "

يتلقى إنتاج "توم براون" تمويلًا بقيمة مليوني (2) دولار أمريكي من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، وهو جزء من مشروع يهدف إلى مواجهة سوء التغذية الحاد ومساعدة المجتمعات المحلية على إنتاج الأغذية الغنية بالمغذيات.

وركّز المكوّن الآخر من المشروع على توزيع عصيدة "توم براون" المجهزة هذه على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. ولغاية اليوم، تم توزيع "توم براون" على 17 000 من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في ولايتي بورنو ويوبي.

وركّزت المبادرة أيضًا على توفير التدريب في مجال التغذية للنساء بشكل خاص، كونهن يؤدين دورًا حيويًا في صحة عائلاتهن ورفاهها، لا سيما في المراحل المبكرة من حياة الأطفال. ومن شأن تثقيف النساء وتقديم الموارد لهن في مجال التغذية، بما في ذلك في تحضير الوجبات المغذية مثل "توم براون"، أن يمكّنهن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحة عائلاتهن. وقد تكون لهذا التمكين آثار إيجابية متوالية على المجتمع المحلي.

وبالإضافة إلى البُعد التغذوي، ساهمت هذه المبادرة في تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي في المناطق المتأثرة بالأزمات، وبالتالي فتح الباب أمام شبكات توزيع مستدامة وتحسين البنية التحتية في هذه المجتمعات المحلية.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: نيجيريا

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود: نيجيريا

شريط فيديو: تعزيز تغذية النساء والأطفال النازحين داخليًا بفضل "توم براون" في نيجيريا

الموقع الإلكتروني: المنظمة والتغذية