يتمثل أحد العناصر الرئيسية لنموذج مدرسة المزارعين الحقلية في تدريب العملاء الميدانيين الحاليين والجدد من الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات شبه الحكومية ومنظمات المزارعين الذين يصبحون ميسرين يتولون إدارة مدارس المزارعين الحقلية.

انعقد تدريب الميسرين الأول في غرب أفريقيا بدولة غانا عام 1996 تحت إشراف كبار المدربين من إندونيسيا والفليبين. وقد امتد التدريب منذ ذلك الحين إلى نحو 30 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد بدأ تدريب الميسرين في دول غرب أفريقيا الفرانكفونية بتنفيذ برنامج الإدارة المتكاملة لإنتاج المبيدات ومكافحة الآفات في بوركينا فاسو ومالي والسنغال عام 2001. وقد تولى المشاركون من بلدان غرب أفريقيا، الذين خضعوا للتدريب في غانا، إجراء التدريب التجريبي في البلدان الثلاثة. وقد امتد تدريب الميسرين حاليا إلى 10 بلدان تقوم بتنفيذ برنامج الإدارة المتكاملة لإنتاج المبيدات ومكافحة الآفات.

يعتمد التدريب أثناء تدريب الميسرين خلال الموسم على التكامل والترابط المحكم بين الممارسة والنظرية من خلال نهج تعليمي غير رسمي. وترتبط عملية التعلم ارتباطا وثيقا بالجوهر والمسار الزمني لمدرسة المزارعين الحقلية الذي سوف يتعين على الميسرين  تشجيعهما.

تتطلب سياقات التشغيل المتنوعة في غرب أفريقيا أن يحظى تدريب الميسرين بذات المرونة التي تحظى بها مدارس المزارعين الحقلية. ولتحسين جانبي التكلفة والمدة الزمنية، فقد صمم البرنامج نماذج متميزة لتدريب الميسرين، بحيث يكون التدريب موحدا على مدار الموسم.

وهناك نموذجان رئيسيان لتدريب الميسرين:

• يغادر المتدربون منازلهم لفترات مطولة (تدريب الميسرين الداخلي)
  • تدريب الميسرين الداخلي المستمر: يقيم المتدربون ويعملون داخل مرفق التدريب على مدار موسم الزراعة بالكامل (3-4 شهور)
  • تدريب الميسرين الداخلي التتابعي: يقيم المتدربون ويعملون على فترات متقطعة داخل مركز تدريب ويتم تحديد تلك الفترات كي تتزامن مع فترات الإدارة الحرجة خلال الموسم وتوزيعها وفقا للفترات الزمنية التي يتم العمل خلالها بالمنزل، حيث يمارسون عمليا ما يتعلمونه.
• لا يتعين على المتدربين مغادرة أماكن معيشتهم (تدريب الميسرين المحلي)
  • تدريب الميسرين المحلي المستمر: لا يغادر المتدربون أماكن إقامتهم ويستمر التدريب على مدار موسم الزراعة بالكامل
  • تدريب الميسرين المحلي التتابعي: لا يغادر المتدربون أماكن إقامتهم ويكون التدريب على فترات متقطعة ويتبع موسم الزراعة.

وفي جميع الأحوال، يتم بذل الجهود لربط تدريب الميسرين بالعديد من مدارس المزارعين الحقلية من أجل تمكين الميسرين الخاضعين للتدريب من ممارسة ما يتعلمونه في السياق الواقعي لتدريب المزارعين على مدار الموسم.

وفي غرب أفريقيا، ركز البرنامج بصفة خاصة على تدريب المزارعين المحليين ليصبحوا ميسرين لأنه يقترح أفضل وسيلة لدعم نهج البرنامج داخل نطاق المجتمع وعلى مستوى المناطق الفرعية. ويتم اختيار المزارعين بصفة عامة من خلال مجتمعاتهم ويكون من المتوقع أن يعودوا مزودين بمهارات ومعارف مفيدة يتبادلونها مع الآخرين. ويؤدي هذا المستوى من التوقع الاجتماعي إلى تحفيز معظم المزارعين الخاضعين للتدريب إلى حد كبير، مما يزيد من مستوى النجاح.

ويطلب البرنامج من كل مجتمع اختيار ممثلين اثنين من المزارعين الأصحاء النشطاء الملمين إلماما كاملا بالقراءة والكتابة. ولا تضم الدورة النموذجية لتدريب الميسرين أكثر من 30 متدرب. وحتى وقتنا هذا، تصل نسبة المزارعين من إجمالي عدد الميسرين الذين تم تدريبهم في الدول السبعة إلى 66 بالمائة  (أكثر من 3200 ميسر)، من بينهم 17 بالمائة من النساء.

وبمجرد الانتهاء من دورة تدريب الميسرين، يصبح الميسرون حديثو التدريب جزءا من شبكة دعم التدريب ويبدأون في تشغيل مدارس المزارعين الحقلية في مجتمعاتهم المعنية. وتتم هذه العمليات بصفة مبدئية في مجموعات يتألف كل منها من اثنين من الميسرين وغالبا ما تكون تحت إشراف مدرب رئيسي خلال العام الأول.