Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

خمسة أشياء يجب معرفتها عن آفة قديمة: الجراد الصحراوي


قادر على تناول وزنه من الأكل، لا ينبغي أبدا التقليل من شأن هذه الحشرة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يمكن أن يعيث الجراد الصحراوي فساداً في المحاصيل وسبل العيش في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. ©الفاو/سفين تورفين

11/05/2020

 إن طفرات الجراد الصحراوي ليست ظاهرة جديدة. فالجراد هو واحد من أقدم الآفات المهاجرة في العالم، التي تعيث فسادا في المحاصيل في جميع أنحاء العالم منذ عدة قرون. عندما تنتشر أسراب ضخمة في العديد من البلدان وتنتشر عبر عدة مناطق أو قارات، يصبح الجراد طاعونًا. ويمكن لطاعون الجراد الصحراوي، وهو أكثر أنواع الجراد تدميراً على الإطلاق، أن يؤثر بسهولة على 20 في المائة من أراضي الكوكب، مما قد يلحق الضرر بسبل عيش عُشر سكان العالم ويؤثر تأثيراً خطيراً على الأمن الغذائي.

 فما هي إذاً الأشياء الرئيسية التي يجب معرفتها عن الجراد الصحراوي؟

 الجراد الصحراوي هو نوع من الجنادب – ولكن أكثر تدميراً  بكثير من الأنواع العادية التي تقطن البساتين.

يعدّ الجراد جزءً من مجموعة كبيرة من الحشرات تسمى عادة الجنادب. لكن يختلف الجراد عن الجنادب، فهو يستطيع تغيير سلوكه وعاداته ويمكن أن يهاجر على مسافات طويلة. يمكنه تشكيل أسراب كثيفة تتحرك بسرعة، ويمكن أن يطير بسرعة تبلغ 150كلم في اليوم، عندما تكون الرياح المواتية. يمكن أن  تلتهم هذه الأسراب كميات كبيرة من النباتات والمحاصيل. ويمكن أن يتراوح انتشار أسراب الجراد من أقل من كيلومتر مربع واحد إلى أكثر من 000 1 كيلومتر مربع. ويشمل كل كيلومتر مربع من السرب ما بين 40 مليون وأحيانا ما يصل إلى 80 مليون من الجراد البالغ. ويمكن للجراد التهام كميات كبيرة من النباتات كل يوم. لذلك من السهل أن نرى الأثر الذي يمكن أن يحدثه غزو الجراد على الأمن الغذائي في المناطق المتضررة.  إذا حدث غزو الجراد هذا، يستلزم عدّة سنوات ومئات الملايين من الدولارات للسيطرة عليه.

اليسار: رجل يقود دراجته النارية وسط سرب من الجراد الصحراوي. ©الفاو/سفين تورفين؛ إلى اليمين: الجراد الصحراوي ينتشر على شجيرة في شمال شرق كينيا. ©الفاو/سفين تورفين

 يمكن العثور على الجراد الصحراوي في 30 بلداً. وخلال الطفرات، يمكن أن يصل إلى 60 بلداً.

 خلال فترات الهدوء، والمعروفة باسم الركود، عادة ما يقتصر الجراد الصحراوي على الصحاري شبه القاحلة والجافّة. ويشمل ذلك أجزاء من أفريقيا والشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا التي تتلقى أقل من 200 ملم من الأمطار سنوياً. وهي مساحة تبلغ حوالي 16 مليون كيلومتر مربع، تتألف من حوالي 30 بلدا. غير أن الجراد الصحراوي قد ينتشر خلال الغزو على مساحة هائلة تبلغ نحو 29 مليون كيلومتر مربع، ويمتد فوق 60 بلداً، أو إلى أجزاء منها.

 يأكل سرب صغير من  حجم  كم2 واحد كمية من الطعام في يوم واحد تعادل ما يتناوله 35 ألف شخص

يمكن للجراد الصحراوي البالغ أن يستهلك وزنه في الطعام الطازج يوميًا. ولتوضيح ذلك: يستطيع سرب صغير واحد (1 كم2) في يوم واحد تناول كمية من الطعام تعادل ما يتناوله 35 ألف شخص. إذا لم يتم احتواء أعداد الجراد، فإن تأثيره على المحاصيل والنباتات سيؤدي إلى زيادة الجوع في المناطق التي تعاني بالفعل من ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي. ويمكن أن يؤدي غزو الجراد الصحراوي إلى انخفاض كبير في الإنتاج الزراعي والغذائي، وأن يستنزف مخزونات الأغذية ويخلق مخاطر كبيرة على أمن السكان الغذائي.

من الصعب معالجة أسراب الجراد الصحراوي لأسباب عدّة.

هناك أسباب عدة تصعب بها مكافحة الجراد الصحراوي. يمكن أن تغطي أسراب الجراد مناطق واسعة للغاية تكون أحياناً نائية للغاية ويصعب الوصول إليها. وفي بعض الأحيان تكون هذه المناطق أيضا في مناطق الصراع، مما يجعل عمليات المراقبة صعبة وغير آمنة. ويمكن للسرب أن يمتد إلى عدة بلدان، مما يتطلب تنسيقا معقدا عبر الحدود. وتوجد بعض المناطق المعرضة للخطر في البلدان النامية حيث قد تكون الموارد اللازمة لرصد الجراد محدودة أو قد تكون الهياكل الأساسية غير موجودة. ونظراً إلى أن هناك فترات طويلة لا توجد خلالها أسراب الجراد، فقد يكون من الصعب أيضا الحفاظ على عدد كاف من الموظفين المدربين والموارد اللازمة للاستجابة.

من الصعب مكافحة الجراد الصحراوي، ولكن يمكن السيطرة عليه عن طريق الرصد الاستباقي، واتخاذ إجراءات مبكرة، والاستخدام المستهدف لتدابير المكافحة المناسبة حسب الاقتضاء . ©الفاو/سفين تورفين

من الممكن السيطرة على الجراد الصحراوي.

من الطرق الرئيسية للتصدّي لسرب الجراد هو الاستعداد له. وترصد منظمة الأغذية والزراعة، من خلال هيئة المعلومات عن الجراد الصحراوي (DLIS) ، حالة الجراد في العالم على مدار الساعة، وتقدم تنبؤات وتنبيهات للإنذار المبكر بشأن توقيت وحجم وموقع التحركات والتكاثر.

لأجل جمع وإرسال أحدث البيانات، قامت هيئة DLIS بتطويرeLocust3، وهو قرص محمول وتطبيق مخصص متاح باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، يستخدمه الموظفون الحكوميون المعنيون بالمعلومات المتعلقة بالجراد عبر المناطق المعرضة للخطر، لتسجيل البيانات وإرسالها. وهذا يسمح للهيئة بتحليل اتجاهات الجراد الصحراوي وتحركاته، وتوفير إنذارات مبكرة للبلدان المعرضة للخطر، تمكّنها بعد ذلك إطلاق عمليات مكافحة الجراد. 

 وعندما يشكل سرب تهديداً رئيسياً، تقوم منظمة الأغذية والزراعة بتنشيط مركز الطوارئ للآفات النباتية العابرة للحدود، الذي يزود البلدان بالمشورة التقنية، ويجمع الأموال ويحشد دعم الخبراء والإمدادات للبلدان المتضررة، ويساعد في تنسيق حملات المكافحة.

ويشكل الجراد تهديدا رئيسيا للأمن الغذائي للناس وقدرتهم على إعالة أنفسهم. لكن يمكن لمعارف المنظمة وخبراتها الطويلة الأمد، بالعمل مع البلدان والقدرات الوطنية، أن تساعد المجتمعات المحلية على الاستعداد والتصدّي، بما يضمن استمرار تمكننا من تحقيق هدفين أساسيين من أهداف التنمية المستدامة، هما القضاء على الفقر (الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة) والقضاء على الجوع (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة).

للاطّلاع على مزيد من المعلومات بشأن الوضع الحالي للجراد الصحراوي.

روابط تتعلق بالموضوع

 للاطّلاع على مزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الجراد الصحراوي

الموقع الإلكتروني: هيئة المعلومات عن الجراد الصحراوي

القصة: الأنظمة الغذائية

القصة: الجهاز اللوحي (eLocust) يحل مشكلة قديمة بتقنية متطورة

القصة: سباق في أفريقيا الشرقية للتغلّب على الجراد بواسطة الطائرات من دون طيار     والبيانات

القصة: المبيدات الحيوية لمكافحة الجراد