غابات المنغروف نظام إيكولوجي تشكله بالدرجة الأولى أشجار أو شجيرات دائمة الخضرة ومتحملة للملوحة نجدها في بيئات المدّ عند الواجهة التي تفصل ما بين البر والبحر على امتداد السواحل المدارية ودون المدارية والبحيرات ضحلة المياه ومصبات الأنهار والأنهار ودلتا الأنهار. وتغطي النظم الإيكولوجية للمنغروف مساحة تقدر بنحو 14.8 مليون هكتار على مستوى العالم. أما بنيتها وتركيبة أنواعها وخصائصها الإيكولوجية فتتسم بتباين كبير، شأنها في ذلك شأن تباين طرائق استخدامها والقيمة التي تحظى بها من قبل الإنسان. 

وتوفر النظم الإيكولوجية للمنغروف طيفًا واسعًا من سلع وخدمات النظام الإيكولوجي الأساسية التي تسهم بشكل ملحوظ في سبل كسب العيش والرفاه والأمن لدى المجتمعات الساحلية. ويتم الاعتراف بالمنغروف كنظام إيكولوجي مهم في سياق التنمية على المستويين الوطني والعالمي وتحقيق الأهداف العالمية، بما في ذلك خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس. 

ورغم المنافع الجمّة التي توفرها غابات المنغروف، إلا أنها تندرج بين النظم الإيكولوجية الأسرع تأثرًا والمعرضة لأخطر التهديدات حول العالم. وغالبًا ما يقود عدم تقدير منافعها الإيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية حق تقدير بصورة عامة إلى تحويلها واستغلالها استغلالًا جائرًا وتدهورها. أضف إلى ذلك، أن أضرار التي تلحق بالنظم الإيكولوجية للمنغروف بفعل الإنسان آخذة في التفاقم نتيجة تغير المناخ. 

وتعتبر النظم الإيكولوجية للمنغروف موئلًا وبيئة لتكاثر وحضانة الأسماك والقشريات والرخويات، بما في ذلك الأنواع التي تعتبر مصدرًا مهمًا للدخل لدى المجتمعات الساحلية. هذا فضلًا عن أن النظم الإيكولوجية للمنغروف توفر موئلًا للطيور وغيرها من الحياة البرية، كما تدعم الحفاظ على التنوع الحيوي. أما الأوراق المتساقطة وغيرها من المخلفات التي تنتجها أو تجرفها غابات المنغروف فتوفر قاعدة غذائية للحيوانات ومنها السلطعون وأنواع المحار المختلفة وغيرها من الصدفيات والأسماك العظمية التي تعد بدورها مصدرًا غذائيًا لملايين البشر. 

للتواصل

Kenichi Shono
مسؤول الحراجة في شعبة الحراجة
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
Viale delle Terme di Caracalla 00153, Rome - Italy
البريد الإلكتروني: 
[email protected]