إدارة غابات المنغروف

©Unsplash/The Tampa Bay Estuary Program
Fأنشطة منظمة الأغذية والزراعة

تنفذ منظمة الأغذية والزراعة أعمالًا لا يستهان بها في ميدان غابات المنغروف، منها تقييم نطاق غابات المنغروف وظروفها واتجاهاتها وعوامل تغيرها على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. ومن خلال العديد من المشاريع، تقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم اللازم للبلدان في مجال أنشطة تخطيط إدارة المنغروف وتنفيذها ورصدها وإصلاحها والحفاظ عليها. إلى جانب ذلك، تساعد المنظمة البلدان على الإيفاء بالتزاماتها الدولية، بما في ذلك الالتزام بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس، إضافة إلى الالتزام بالتعهد بالإصلاح واستراتيجيات التنوع الأحيائي. فمن خلال هذه الأنشطة، تحفز المنظمة تعزيز البيئات التمكينية وترسيخ النُهج المتكاملة لإدارة المنغروف إدارة مستدامة.
وفي ميدان الحراجة، تقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم اللازم للبلدان في مجال تنفيذ الإدارة المستدامة للغابات. أما المساعي المهمة في هذا الميدان فتشمل:

  • توفير معلومات موثوقة وقيّمة لصناع السياسات في شتى البلدان؛
  • توفير المعرفة والمساعدة التقنية للمشاريع الحرجية العاملة في الميدان؛
  • مساعدة البلدان على تنفيذ الترتيبات المؤسسية وإعمال الصكوك السياساتية التي من شأنها تحسين سبل كسب العيش لدى كافة أصحاب المصلحة المعنيين بالغابات، وعلى رأسهم الشريحة الأكثر اعتمادًا على الموارد الحرجية.

تسهم البرامج العديدة المعنية بالحراجة للمنظمة إسهامًا مباشرًا في تحسين إدارة غابات المنغروف ورصدها. وتشتمل هذه الإسهامات على:

تقييم الموارد الحرجية على المستوى العالمي، حيث يقدم معلومات أساسية مطلوبة لفهم نطاق الموارد الحرجية وظروفها وإدارتها واستخدامها. ويُنشر هذا التقييم مرة كل خمس سنوات. كما تعرض تقارير التقييم العالمي للموارد الحرجية نطاق غابات المنغروف لكل بلد على حدة كفئة محددة ضمن فئات الغابات. وبموجب المسح بالاستشعار عن بعد لتقييم الموارد الحرجية لعام 2022، أجري تقييم عالمي لغابات المنغروف حيث نشرت نتائجه في إصدار"غابات المنغروف في العالم بين عامي 2000 و2020".

أطلقت منظمة الأغذية والزراعة آلية إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية خلال الدورة الثانية والعشرين للجنة الغابات التي انعقدت في يونيو/حزيران 2014. وتهدف هذه الآلية إلى توسيع نطاق أنشطة إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية ورصدها وإعداد التقارير بشأنها وذلك بهدف الإسهام في تحدي بون وأهداف آيتشي للتنوع الأحيائي. وتقدم "آلية إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية" دعمًا مباشرًا للبلدان مع التركيز في المقام الأول على تطوير الظروف التمكينية المطلوبة للوصول بأعمال الإصلاح إلى المستوى المنشود؛ وتوفير الدعم التقني المبتكر وتنمية القدرات المطلوبة لتنفيذ إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية ودعم الأعمال المطلوبة في مجال رصد هذا الإصلاح وإعداد التقارير بشأنه وتحليله وتقييمه. وتقوم آلية إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية في الوقت الراهن بدعم أعمال الإصلاح على المستوى الوطني في 19 بلدًا، ومنها إصلاح غابات المنغروف

برنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها هو برنامج تشاركي أُطلق عام 2008 بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واليوم بات يدعم شتى البلدان في عمليات تنفيذ المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها على المستوى الوطني من خلال تقديم التوجيهات التقنية والبيانات والأدوات اللازمة لرفع مستوى اتخاذ القرار وتنفيذ التدابير المطلوبة للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ. ولعل ثمة المزيد من الدعم الموجّه لتطوير مشاريع تهدف إلى إصلاح موارد المنغروف والحفاظ عليها وإدارتها بصورة مستدامة كوسيلة لخفض الانبعاثات في البلدان التي عرّفت النظم الإيكولوجية للمنغروف ضمن استراتيجياتها الوطنية المتعلقة بالمبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها. فعلى سبيل المثال، تناول برنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها الذي نُفذ في فييت نام الجوانب المتعلقة بتحويل غابات المنغروف وتدهورها مع التركيز على تحويلها غير المشروع إلى مزارع لتربية الروبيان.

إلى ذلك، تشتمل المسؤولية المنوطة بمنظمة الأغذية والزراعة إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. فمن جملة ما تركز عليه المنظمة هو المساعدة على تنفيذ الأنشطة ضمن "مبادرة النمو الأزرق" وهي مبادرة تهدف إلى بناء القدرة على التأقلم لدى المجتمعات الساحلية وإصلاح القدرة الإنتاجية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بهدف دعم الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر والإدارة المستدامة لموارد الأحياء المائية. كما تركز مبادرة النمو الأزرق على نظم إيكولوجية مائية أساسية تشمل غابات المنغروف المعترف بأنها توفر خدمات قيمّة على مستوى النظام الإيكولوجي.

ختامًا، تعمل منظمة الأغذية والزراعة على نهج متسق ومنسق للإدارة المستدامة للأراضي والمياه، وذلك على التوازي مع التركيز على أهمية نُهج الإدارة المتكاملة للمناظر الطبيعية اعتمادًا على الأبعاد الثلاثة: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وانطلاقًا من هذه الخبرات، تعد المنظمة قادرة على توفير المعرفة الحاسمة والقدرات الجوهرية لتعزيز الإدارة المتكاملة الفعالة لموارد الأراضي والمياه في النظم الإيكولوجية للمنغروف، وذلك على التوازي مع تسخير إمكانية غابات المنغروف للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.

في ميدان العمل
المشاريع

تقود منظمة الأغذية منذ 2006 ما يربو على 30 مشروعًا مرتبطًا بشكل مباشر بالنظم الإيكولوجية للمنغروف حول العالم، حيث تتناول هذه المشاريع إصلاح غابات المنغروف والحفاظ عليها واستخدامها المستدام، وكذلك الإدارة المجتمعية للمنغروف وتحسين الأمن الغذائي وتوليد الدخل من خلال غابات المنغروف.