General Fisheries Commission for the Mediterranean - GFCM

دراسة جديدة تلقي الضوء على أدوار النساء والتحديات والفرص الماثلة أمامهن في مصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود

AR | EN | FR | SP |

8 مارس/ آذار 2024

تعمل النساء في ما يقارب ثلث إجمالي الوظائف المتعلقة بالصيد في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقد كشفت عن هذه المعلومات دراسة جديدة أطلقتها اليوم الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط (الهيئة) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بالتعاون مع شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في المنظمة، وحملت عنوان النساء في مصايد الأسماك في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود: أدوارهنّ والتحديات والفرص الماثلة أمامهنّ. غير أنّ استمرار التحيز ضد النساء يعني أنّ تلك النسبة ربما لا تزال لا تحصي المساهمات الحقيقية التي تؤديها النساء في اقتصادات مجتمعات الصيد الساحلية. ويهدف هذا المطبوع إلى وضع مسألة المساواة بين الجنسين في مصايد الأسماك في صدارة المناقشات الرئيسية وتزويد صانعي السياسات بإطار يستندون إليه. وإنّ الدمج الكامل لمعارف النساء وخبراتهنّ في القرارات الرئيسية يَعِد بتحسين حياتهنّ وحياة أسرهنّ وأفراد مجتمعهنّ

تقدير مساهمات المرأة

©FAO/Amine Landoulsi

إنّ البيانات المتعلقة بمساهمات المرأة في مصايد الأسماك شحيحة في جميع أنحاء العالم، حيث تؤدي المرأة في أغلب الأحيان مهام غير منظورة لدعم مشاريع الصيد الأسرية - على سبيل المثال، إصلاح شباك الصيد أو تنظيف الأسماك أو حفظ السجلات - وقد يكون من الصعب تسجيل ذلك في الإحصاءات الرسمية. أضف إلى ذلك أنّ الإحصاءات التي تسجل الأنشطة على طول سلسلة القيمة بأكملها نادرًا ما تصنّف تلك الأنشطة بحسب نوع الجنس عند عرضها

وقد أجرت الدراسة مقابلة مع أحد الخبراء في مجال قضايا الجنسين من منطقة البحر الأبيض المتوسط لم يذكر فيها اسمه حيث قال: "لا يمكننا أن نرى المشكلة إذا لم تكن لدينا أدلة على وجودها. وفي حال لم تؤخذ جهودكم في الاعتبار، فأنتم غير موجودين"

ولا يمكن إغفال آراء النساء وخبراتهنّ - بل يجب دمجها في إدارة مصايد الأسماك بغية تحقيق استدامة النظم الإيكولوجية البحرية وتحسين مستوى معيشة المجتمعات المحلية الساحلية. وقال أحد الخبراء في مجال سياسات مصايد الأسماك من منطقة البحر الأسود: "إذا أردنا إيجاد حلول للمشاكل القائمة في هذا القطاع، فنحن بحاجة إلى الرجال، والرجال بدورهم بحاجة إلى النساء، لأننا نتمتع بمعارف وممارسات متباينة وتكمّل بعضها بعضًا"

©GFCM/Dani Monllor

نهج قائم على طرق مختلطة

يعمل هذا المطبوع على إبراز هذا الموضوع الذي يفتقر إلى البيانات من خلال اتباع نهج كمي ونوعي مختلط. حيث تكون التقديرات الشاملة، الأولى من نوعها على الإطلاق، لمساهمات المرأة في مصايد الأسماك على نطاق منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ككلّ مكمّلة بتحليلات نوعية استندت إلى مقابلات أجريت مع جهات رئيسية في خمسة بلدان مختلفة تمثل سياقات متنوعة لمصايد الأسماك في مجال عمل الهيئة. وقد أسفرت هذه المحادثات التي أجريت مع الصيادين ومديري مصايد الأسماك والباحثين والخبراء والمستشارين في مجال قضايا المساواة بين الجنسين – وهم أفراد يتمتعون بأكبر قدر من الخبرة والمسؤولية في هذه المسألة - عن طرح مواضيع مختلفة أصبحت تشكل الأساس لمجموعة من الإجراءات الموصى بها للهيئة وصانعي القرار الآخرين في المنطقة

©GFCM/Ainhoa Goma

وتتطلب الإجراءات الموصى بها في الدراسة درجات متفاوتة من الالتزام السياسي والموارد المالية، ومن أبرزها الحاجة إلى جمع البيانات المصنفة بحسب نوع الجنس على طول سلسلة قيمة مصايد الأسماك. وهي تمثل الخطوات التي يتعيّن اتخاذها من أجل تحسين ظروف عمل المرأة في مصايد الأسماك، ومن أجل الاستدامة الشاملة والازدهار الاجتماعي والاقتصادي في مجتمعات الصيد المحلية

الأرقام تتحدث

إنّ أرقام العمالة المحدّثة مصنفة بحسب نوع الجنس وفقًا للأقاليم الفرعية ومراحل سلسلة القيمة لدى الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط، كما أنها تبيّن أنّ وظائف النساء في مصايد الأسماك في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود مركّزة بشكل كبير في مرحلة ما بعد الصيد (التي تشمل العمل على إصلاح الشباك وتنظيف القوارب وفرز المصيد وتنظيفه وتجهيز الأسماك التي ستباع في السوق)

©UN Women

وتبلغ نسبة عمل المرأة في مرحلة ما بعد الصيد في الإقليم 38 في المائة، مقارنة مع نسبة 16 في المائة و10 في المائة في مرحلتي ما قبل الصيد والصيد في هذا القطاع، على التوالي. ويكون عمل المرأة أكبر في مجال الصيد الصناعي مقارنة مع مصايد الأسماك الصغيرة النطاق، مع أنّ هذه النسبة قد لا تحصي قسمًا كبيرًا من عمل النساء في قطاع مصايد الأسماك الصغيرة النطاق، لا سيما في الوظائف التي لا تؤدى على متن القوارب، نظرًا إلى عدم جمع البيانات بصورة منهجية بشأن هذا النوع من العمالة

دور الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط

تبذل الهيئة قصارى جهدها من أجل التخفيف من التحيّز ضد المرأة في مصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، عن طريق أمور منها دعم تأسيس المنظمات النسائية وتثمين عملها وتسهيل وصول النساء إلى المعدات وبرامج الحماية الاجتماعية

©GFCM/Intissare Aamri

ويُبرز إعداد هذا المطبوع الإمكانية التي ينطوي عليها إجراء آخر موصى به وهو تشجيع المشاريع والدورات التدريبية المراعية لقضايا المساواة بين الجنسين من خلال تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين من النساء للمشاركة في الاجتماعات والدورات التدريبية وتهيئة بيئة تشجع النساء على المشاركة والتعبير عن أنفسهن. وبغية اختيار الأشخاص الذين ستجرى معهم مقابلات من أجل الدراسة، اعتمد المؤلفون على شبكة من التعاونيات والمؤسسات البحثية والإدارات الحكومية ومنظمات أخرى، كانت الهيئة قد عملت على إنشائها طوال سنين عديدة من العمل المسؤول، من خلال أمور منها التواصل مع صيادي الأسماك ومنظمات صيادي الأسماك الذين عملوا مسبقًا مع الهيئة في أحداث مثل دورات منتدى صغار صيادي الأسماك .

وختمت إحدى صائدات الأسماك من منطقة البحر الأبيض المتوسط قائلة: "الأمر يستغرق وقتًا طويلًا لكي يدرك الناس، وأسرنا أيضًا، طبيعة عملنا والمخاطر والصعوبات التي نواجهها. لذلك لا بدّ من التوعية. ونحن شغوفات للغاية بشأن عملنا، كما أننا مهتمات بمواصلة التقدم وتحقيق الاستقرار، وبممارسة حقنا في الوجود في هذا القطاع"