في العاصمة جوبا، حافظت أسعار الذرة الصفراء والذرة الرفيعة والكسافا والقمح المستورد على استقرارها خلال مارس/آذار، في حين ارتفعت أسعار الفول السودان بنسبة سبعة في المائة. وارتفعت أسعار الأغذية بالقيمة الاسمية إلى مستويات استثنائية خلال مارس/آذار، حيث سجلت أسعار الذرة الرفيعة والذرة الصفراء ثلاثة أضعاف قيمها المرتفعة أصلاً المسجلة العام الماضي، وأعلى بأكثر من 50 في المائة من قيم نظيرتها المسجلة في يوليو/تموز 2015 قبل انهيار العملة. ولعل السبب وراء ارتفاع الأسعار يكمن في استمرار الحالة الصعبة التي يعيشها الاقتصاد الشامل بفعل انخفاض احتياطي القطع الأجنبي واستمرار تراجع قيمة العملة المحلية. أضف إلى ذلك أن اضطرابات الأسواق المحلية والتجارة بفعل كوفيد-19 والتي تضررت أصلاً باستمرار تأثير النزاعات المديدة تسببت في دعم أكبر للأسعار. ووفقاً للنتائج الأولية التي خلصت إليها بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي لعام 2020 المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، قدر إجمالي إنتاج الحبوب لعام 2020 بنحو 874 400 طن، أي أعلى بنسبة سبعة في المائة عن معدل إنتاج 2019، لكن هذه الكمية لا تزال أدنى من المستويات المسجلة قبل اندلاع النزاعات. وعليه، من المتوقع أن يتراجع إجمالي العجز في إنتاج الحبوب للسنة التسويقية من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى أربعة في المائة، لكنه لا يزال عجزاً كبيراً بكمية تصل إلى نحو 465 600 طن. واستفاد إنتاج الحبوب من زيادة المساحة المزروعة بفعل تحسن الوضع الأمني وكذلك استفاد من الأمطار الوفيرة التي اتسمت بتوزع جيد على معظم المناطق الزراعية، ما أدى بدوره إلى زيادة الغلال. بيد أن الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات أسفرت عن أضرار بدرجات متفاوتة طالت المحاصيل لاسيما في ولايات جونقلي والبحيرات وأعالي النيل.