Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الجمع بين شبكات الأمان وشباك الصيد للعاملات في مجال صيد الأسماك في كولومبيا


الحماية الاجتماعية تمنح العاملات في مجال صيد الأسماك قدرًا أكبر من الاستقلال الاقتصادي والأمن

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

لبائعات الأسماك في كولومبيا اللواتي يُعرفن باسم "platoneras" (حاملات الأطباق) تاريخ حافل ودور مهم في المجتمع، إذ يزوّدن مجتمعهنّ المحلي بالأغذية المغذية المستمدّة من البحر. ودورهنّ مهم جدًا لدرجة أنه يتم الاحتفال به من خلال تخصيص يوم وطني يُقام كل عام في ديسمبر/كانون الأول. ©ConectadosColombia

05/05/2023

إنّه الصباح الباكر في بلدة بوينافينتورا الساحلية. وبينما تشرق الشمس على أحد أنشط الموانئ في كولومبيا، تتعالى في الشوارع الموسيقى الإيقاعية لآلة Chonta Marimba بينما يتوجّه الصيادون والعاملون في مجال صيد الأسماك إلى عملهم.

السيدة Sandra Gómez Montaño، وهي عاملة في تجهيز الأسماك في الخامسة والخمسين من العمر هي من سكّان هذه البلدة البالغ عددهم 000 400 نسمة، وعلى غرار معظم السكان، تعتمد على مصايد الأسماك لكسب رزقها.

وتقوم يوميًا بشراء الأسماك الطازجة من النساء اللواتي يعرفن باسم "Platoneras" نسبة إلى الأطباق الكبيرة ("Platones") التي يحملنها على رؤوسهنّ. ويتمّ توارث هذه التقاليد الكولومبية الأفريقية من جيل إلى آخر، وتفخر بائعات الأسماك تلك بتراثهنّ ودورهنّ في المجتمع.

وتقول السيدة Sandra التي تعمل عن كثب مع بائعات الأسماك وتحوّل هذا المصيد الطازج إلى منتجات مغذية للمجتمع المحلي: "تضطلع حاملات الأطباق بدور هام جدًا". 

وتقيم حاملات الأطباق والنساء العاملات في تجهيز الأسماك على السواء رابطًا حاسم الأهمية بين المأكولات البحرية المنتجة محليًا والمجتمعات المحلية، من خلال توفير التغذية الأساسية للأسر المحلية.

ويمثّل العمل في قطاع الأسماك جزءًا لا يتجزأ من تراث السيدة Sandra حيث كانت والدتها تعمل كحاملة أطباق. ولكنّها تقرّ بوجود تحديات كبرى في هذا المجال: فدخل العاملات في مجال صيد الأسماك يكون عادة منخفضًا جدًا وقد يختلف كثيرًا من شهر إلى آخر. 

ومع أنّه بإمكان العاملات في مصايد الأسماك الحصول على الرعاية الصحية العامة، فهنّ من بين العمال الكولومبيين المستبعدين من برامج الحماية الاجتماعية والذين تقدّر نسبتهم بحدود 70 في المائة في البلاد. وغالبًا ما لا ينتفعن بالمعاشات التقاعدية وباستحقاقات البطالة، ما يجعلهنّ أكثر عرضة لانعدام الأمن المعيشي والغذائي.

واليوم، من خلال مشروع SOCPRO4FISH للحماية الاجتماعية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والمعهد الكولومبي للبحوث البحرية والساحلية (INVEMAR)، بتمويل من الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي (NORAD)، بالعمل على تحسين مهارات حاملات الأطباق في مجال الأعمال التجارية وزيادة مداخيلهنّ وتعزيز إمكانية انتفاعهنّ ببرامج الحماية الاجتماعية.

حتى وإن كانت العاملات في مجال صيد الأسماك جزءًا مهمًا من سلسلة القيمة، فهنّ أيضًا من بين العمال الكولومبيين المستبعدين من برامج الحماية الاجتماعية والذين تقدّر نسبتهم بـحدود 70 في المائة من العاملين في البلاد، ما يجعلهنّ أكثر عرضة لانعدام الأمن المعيشي وا

وتقول السيدة Heysel Calderón، المنسّقة الوطنية لمشروع SOCPRO4FISH: "يهدف هذا المشروع إلى تشجيع الإدماج الاقتصادي وتعزيز القدرة على الصمود وأمن سبل عيش الصيادين والعاملين في مجال صيد الأسماك لمواجهة الصدمات والتأثيرات. ومن المهم جدًا إدراك أن الحماية الاجتماعية تمثّل تدبيرًا فعّالًا للحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وآليةً لتعزيز التنمية الريفية وإدارة مصايد الأسماك على نحو مستدام". 

وقد شاركت حتى اليوم في الدورة التدريبية حوالي 100 امرأة من بين حاملات الأطباق والعاملات في مجال صيد الأسماك، ما ساعد أيضًا في النهوض بمستوى الوعي حول برامج المعاشات التقاعدية العامة وساعد العاملات على التواصل مع المسؤولين للانتفاع بالبرامج الاجتماعية التي تقدمها حكومة كولومبيا. 

وتعدّ الحماية الاجتماعية ضرورية للنمو الشامل والمستدام والقضاء على الفقر. بيد أنّ أكثر من نصف سكان العالم، وخاصة النساء، مستبعدون من برامج الحماية الاجتماعية، وفقًا لمنظمة العمل الدولية. وفي المتوسط، تسجّل تغطية الحماية الاجتماعية لدى النساء نسبة أدنى من تغطية الحماية الاجتماعية لدى الرجال بمقدار ثمانية في المائة. وفي كولومبيا، حاولت الحكومة سدّ الفجوة من خلال توفير استحقاقات غير قائمة على المساهمات، غير أنّ مستويات التغطية والاستحقاقات لا تزال متدنية.

والوضع أسوأ حتى في قطاع مصايد الأسماك، إذ لا تعترف معظم البرامج بالواقع في الميدان، ولا تتسم في الكثير من الحالات بالمرونة الكافية لتلبية احتياجات القطاع. وغالبًا ما تنطوي أنشطة الصيد الصغيرة النطاق على مستويات عالية من الأنشطة غير النظامية وغير المشروعة والموسمية، ما قد يؤدي إلى استبعاد صغار الصيادين من القوانين التي تنظم فرص العمل النظامية، ما يعيق بالتالي مشاركتهم في نظم الحماية الاجتماعية الوطنية. 

وتقول السيدة Daniela Kalikoski، الموظفة الفنية المسؤولة عن مبادرة SOCPRO4FISH: "لا بدّ لتغيير هذا السيناريو من تركيز عدد أكبر من المشاريع على توسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية، بما في ذلك الحماية الاجتماعية التي تستجيب للصدمات والحماية الاجتماعية المراعية للمساواة بين الجنسين والتي تستهدف الصيادين والعاملين في صيد الأسماك".

الحماية الاجتماعية ضرورية للنمو الشامل والمستدام والقضاء على الفقر. وتعمل المنظمة مع شركائها، من خلال مشروع SOCPRO4FISH، على تحسين مهارات حاملات الأطباق في مجال الأعمال التجارية، فضلًا عن تعزيز إمكانية انتفاعهنّ ببرامج الحماية الاجتماعية. ©FAO

وفي كولومبيا، أنشأت المنظمة وشركاؤها مجموعة مشتركة بين المؤسسات معنية بالحماية الاجتماعية لقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (GIPRO). وتضمّ هذه المجموعة ممثلي الحكومات والقطاعين الخاص والعام والصيادين والعاملين في صيد الأسماك لتشجيع الحوار والعمل الملموس من أجل تحسين الانتفاع ببرامج الحماية الاجتماعية. 

ومن شأن اكتساب النساء العاملات في مجال صيد الأسماك أمنًا أكبر من حيث مداخيلهنّ وإمكانية أكبر للانتفاع بالرعاية الصحية العامة، أن يمكّنهنّ من تطوير أعمالهنّ التجارية والتخطيط لمستقبلهنّ.

وتقول السيدة Sandra: "نحن نشعر اليوم بالدعم يفضل شبكة الأمان الاجتماعي هذه التي تتيح أمامنا الكثير من الفرص. وبات بإمكاننا التحدث عن عملنا بكرامة. لذا، يمكنني القول إنه بات باستطاعتي اليوم فعل الكثير من الأشياء".

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: كولومبيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في كولومبيا (متاح باللغة الإسبانية فقط)

مدوّنة صوتية: النساء العاملات في البحر في كولومبيا يصطدن صفقة أفضل