مهاجرون يسيرون نحو مخيم مؤقت في اليونان. ©FAO/Giuseppe Carotenuto
بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، نقدم لكم ست حقائق قد تغير نظرتكم إلى الهجرة، وتساعدكم على فهم العلاقة بين الهجرة والزراعة بشكل أفضل
1. الناس يواصلون التنقل لكن في الغالب يتنقلون ضمن حدود بلدانهم
في عام 2017، وصل عدد المهاجرين الدوليين إلى 258 مليونا، مقابل 248 مليونا عام 2015، و220 مليونا عام 2010. وعلى الرغم من التصور العام، إلا أن العدد الأكبر من المهاجرين، أي حوالي 763 مليون شخص، وفقا لأحدث التقديرات، يتنقلون داخل بلدانهم، سواء من الريف إلى المدن أو إلى مواقع ريفية أخرى.
وفي دول مثل نيجيريا وأوغندا على سبيل المثال، ارتفعت نسبة الهجرة الداخلية لتصل إلى 80%.
2. الهجرة جزء من عملية التنمية
تلعب الهجرة دوراً مهماً في كل عملية تغيير دائمة في كل مجتمع.
لقد شكل المهاجرون العالم الذي نعيش فيه، وقد دعموا بلدانهم الأصلية والبلدان التي توجهوا إليها.
وفي بلاد وجهتهم، يوفر المهاجرون قوة عاملة ومجموعة مختلفة من المهارات والمعارف. وفي بلد الأصل، يمكن للهجرة أن تقلل من الضغط على الموارد الطبيعية وأن تعزز توزيع العمالة الريفية على نحو أكثر كفاءة
ويمكن للمجموعات المغتربة والمهاجرين العائدين تقديم يد العون للمناطق الريفية من خلال الاستثمارات ونقل المهارات والتكنولوجيا وتوفير الخبرات الفنية والشبكات الاجتماعية.
وتشكل التحويلات المالية مصدر دخل إضافي بالغ الأهمية يساعد مجتمعات المهاجرين في بلدانهم الأصلية على مواجهة الفقر والجوع.
3. لماذا يهاجر الناس؟
أمهات وأطفالهن في مخيم للنازحين في جنوب السودان. يواصل عدد النازحين الارتفاع نتيجة النزاع. FAO/Giuseppe Carotenuto© "يمكنني البقاء الآن، ورعاية نباتاتي بفضل الدعم الذي حصلت عليه" - باسيانو غوميز لوبيز، مهاجر سابق ومزارع من المكسيك يستعد للذهاب إلى مزر
يضطر عدد متزايد من الناس إلى مغادرة منازلهم نتيجة للكوارث الطبيعية (كالفيضانات والجفاف والزلازل) وتغير المناخ والنزاعات والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان. وفي عام 2016، ارتفع عدد النازحين قسرا ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق وبلغ 66 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، ينتقل عدد كبير من الناس لأنهم لا يرون بديلاً آخر غير الهجرة للتخلص من الفقر وعيش حياة كريمة.
ما يقارب 40 في المائة من الحوالات الدولية تُرسل إلى المناطق الريفية، الأمر الذي يظهر أن نسبة كبيرة من المهاجرين هم من أصول ريفية. أكثر من 75 في المائة من الناس الذين يعانون من الفقر وانعدام الأمن الغذائي يعيشون في المناطق الريفية، ويعتمد معظمهم على الزراعة وسبل العيش القائمة على الموارد الطبيعية.
الفقر في المناطق الريفية وانعدام الأمن الغذائي وانعدام فرص الحصول على العمل والحماية الاجتماعية واستنفاد الموارد الطبيعية وتدهور سبل المعيشة في الأرياف من العوامل الرئيسية للهجرة.
بالنظر إلى العدد الكبير من السكان في المناطق الريفية وعملية التحضر المتواصلة، فإن الهجرة من المناطق الريفية على المناطق الحضرية هي أمر شائع في أفريقيا. لكن الناس ينتقلون أيضاً من المناطق الحضرية إلى الأرياف، أو ضمن الأرياف نفسها، بطرق موسمية ودائرية (يذهبون ويعودون إلى نفس المناطق أو غيرها)
والنتيجة هي أنه ليس هناك خط يفصل بشكل واضح بين الهجرة الحضرية والريفية وسبل كسب العيش في الجهتين، وهو ما يخلق واقعاً حضرياً-ريفياً جديداً في أفريقيا
4. الزيادة في أعداد الشباب تعني زيادة في الحاجة إلى فرص توظيف
للهجرة بُعد هام يتعلق بالسن. فأعمار ثلث مجموع المهاجرين الدوليين من الدول النامية تتراوح بين 15 و35 عاماً.
من المتوقع أن يتضاعف عدد الشباب في العالم ثلاث مرات ليصل إلى 350 مليون بحلول 2050. معظمهم يعيش في المناطق الريفية وغالباً ما يعملون في الزراعة. يشكل هذا الأمر ضغطاً كبيراً على الاقتصادات الريفية.
الشباب الريفي هو الأكثر ميلاً للهجرة بحثاً عن فرص أفضل وتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم الشخصية.
في أفريقيا سيدخل حوالي 380 مليون شخص سوق العمل بحلول 2030. حوالي 220 مليون سيكونون في المناطق الريفية.
التحدي في العقود المقبلة سيكون خلق فرص عمل كافية لاستيعاب القوة العاملة المتنامية.
©FAO/Luis Tato
5. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الزراعة والتطوير الريفي؟
ستظل المناطق الريفية تحدد شكل الهجرة لعقود قادمة في الكثير من الدول. الزراعة والتنمية الريفية يجب أن تكونا جزءا لا يتجزأ من أي استجابة لحركات الهجرة الواسعة، إذ يمكن أن تستفيدا من إمكانيات الهجرة لتحقيق التنمية.
يمكن للزراعة والتنمية الريفية أن تخلقا فرصاً للزرع وغيرها من فرص الأعمال خارج المزارع وتوفر بالتالي وظائف للشباب. يمكن لهما أن تخلقا أوضاعاً بحيث لا يضطر الناس للهجرة، ليهاجروا فقط أن رغبوا في ذلك وليس لأنهم مضطرين.
6. مستقبل الهجرة
كم عدد الناس الذين سيهاجرون؟ لماذا؟ من سيكونون؟ إلى أين سيذهبون
من المستحيل التنبؤ بأجوبة صحيحة لهذه الأسئلة.
لكن معرفة المزيد حول الهجرة يساعدنا على الاستجابة لها بشكل أفضل.
قرار الشخص الريفي بالهجرة يجب ألا يكون دافعه البقاء على قيد الحياة، كما يجب ألا يكون هذا القرار الخيار الوحيد الممكن لعيش حياة لائقة. هذا القرار يجب أن يكون خياراً طوعياً دافعه الرغبة في عيش تجارب جديدة ليس إلاً.
يكمن التحدي في معالجة الدوافع الهيكلية لحركات الهجرة الواسعة وذلك لجعل الهجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة. وبهذا يمكن للهجرة أن تساهم في النمو الاقتصادي وتُحسن الأمن الغذائي وسبل كسب المعيشة في الأرياف، وهو ما يساعد الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تعمل الفاو وشركاؤها على معالجة العوامل التي تجبر الناس على الهجرة. وتم تعيين الفاو والمنظمة الدولية للهجرة لتترأسا بشكل مشترك الفريق العالمي المعني بالهجرة التابع للأمم المتحدة في العام 2018. ويتشكل هذا الفريق من عدة وكالات أممية للمشاركة في الحوار العالمي حول الهجرة، وسيلعب دوراً هاماً لدعم اعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة في العام 2018.
تعرفوا على المزيد حول الفاو والهجرة وحول الهجرة الريفية في أفريقيا