Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

زيادة ضمان حيازة الأراضي في السنغال ترسي أسس الزراعة الإيكولوجية وتمكين المرأة


من شأن ضمان حيازة الأراضي أن يساعد المزارعين في الاستثمار في الموارد الطبيعية وفي مستقبلهم الشخصي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تساعد منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها المحليون السيدة Binta Ba ومزارعين آخرين في السنغال على التحول إلى ممارسات الزراعة الإيكولوجية. ويشكل هذا جزءًا من مبادرة طويلة الأجل تدعمها منظمة الأغذية والزراعة لإصلاح هياكل حيازة الأراضي، بما يساعد في الاعتراف بشكل رسمي بملكية النساء للأراضي. ©Enda Pronat

27/05/2022

تساعد السيدة Binta Ba في قيادة ثورة خضراء هادئة في حقول مبورو حيث تسكن ضمن منطقة نيايس الساحلية، بالقرب من العاصمة داكار. وهي تعمل عل تدريب زملائها من المزارعين على الزراعة الإيكولوجية، وهي عبارة عن نهج متكامل يطبق المفاهيم الإيكولوجية والاجتماعية لممارسة الزراعة المستدامة، التي تقلب الكثير من الحكم الزراعية التقليدية رأسًا على عقب.

وتشكل المبادرة جزءًا من عملية طويلة الأجل تدعمها منظمة الأغذية والزراعة والعديد من شركائها الحكوميين وغير الحكوميين لتعزيز إصلاح هياكل حيازة الأراضي التي تقوم تقليديًا على القانون العرفي، والتي هيمنت في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

وبما أن تنفيذ الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني العالمية النطاق قد تناهى إلى المستوى المحلي في هذا الإقليم، فهي قد حفزت أيضًا جملة من التحركات المترابطة نحو التغيير. ويشجع المشروع اتباع نهج مشترك لضمان حيازة الأراضي وتنمية الأراضي. ولا تقتصر نقاطه الرئيسية على الزراعة الإيكولوجية فحسب، وإنما يعمل على تحقيق تنمية زراعية مستدامة أوسع نطاقًا ويخفف من تدهور التربة.

وقد عملت السيدة Binta، التي تبلغ حاليًا العقد الخامس من العمر، لسنوات عدة في التجارة قبل استخدام مدخراتها لشراء بعض الأراضي وتحويل هوايتها في مجال البستنة إلى مسار مهني جديد. فبدأت أولًا باستخدام الطرق التقليدية لزراعة حقولها، ولكن النتائج كانت مخيبة للآمال.

وتقول في هذا الشأن: "حين عملنا بواسطة الطرق التقليدية اعتقدنا أننا نستطيع ادخار المال وبيع منتجاتنا بسرعة والاستفادة من الأسعار التنافسية. ولكن عندما نضع في الحسبان كمية المياه واليد العاملة اللازمة، والخسارة التدريجية للتنوع البيولوجي حول الحقول والتدهور السريع للتربة، ندرك أن الزراعة الكثيفة كثيرًا ما ترتب تكاليف تفوق العائد من الاستثمارات".

وقد حصل التغيير الجذري بعد أن أتيحت لها الفرصة لتكون من بين 16 منتجًا اختيروا لمشروع تجريبي يستخدم ممارسات الزراعة الإيكولوجية في منطقة نيايس. وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة والمنظمات غير الحكومية المحلية، ومنظمة العمل من أجل تنمية البيئة للحماية الطبيعية للأراضي أو ENDA Pronat تلقت السيدة Binta بذورًا ومعدات للري وأشجارًا مخصبة. وجرى تدريبها على ممارسات مثل صنع السماد العضوي والـ"بوكاشي"، وهي عملية لتخمير النفايات الغذائية باستخدام مدخلات جرثومية خاصة. وبدلا من استخدام الأسمدة الكيميائية في حقولها، ساعدت هذه الممارسات في صون التنوع البيولوجي ومنع الإفراط في استخدام التربة على حد سواء. كما قللت من الحاجة إلى اليد العاملة المكثفة في إنتاج المحاصيل، ما أتاح مزيدًا من الوقت للسيدة Binta كي تمارس أنشطة أخرى.

وقد سبق للسيدة Binta أن زرعت هكتارين من الأرض بالبطاطس العضوية وبنت احتياطيًا من البذور للموسم القادم. واتصل بها منتجون آخرون من بلدتها وخارجها، لرغبتهم في التدرّب والانضمام إلى المشروع للحد من استخدام المواد الكيميائية وزيادة قيمة أراضيهم. وهكذا أصبحت مدربةً للمزارعين تنشر المعرفة بممارسات الزراعة الإيكولوجية في منطقة نيايس.

تمثل الهدف الرئيسي من عملية الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني في السنغال في جمع شمل أصحاب المصلحة للتحاور بشأن تحديث قوانين وسياسات حيازة الأراضي. ©Enda Pronat

كل شيء يبدأ بالأرض

انطلق هذا النشاط كله بفضل عملية الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني في السنغال عام 2014، التي أنشأت منصات حوار لأصحاب المصلحة المتعددين لأجل المساعدة في تحقيق التغيير في مجال حيازة الأراضي على المستوى الوطني وكذلك على المستوى المحلي في خمس مناطق بما فيها منطقة نيايس التي تعيش فيها السيدة Binta. وتمثل الهدف الرئيسي في جمع شمل أصحاب المصلحة من أجل التحاور بشأن تحديث قوانين حيازة الأراضي. وقد نشطت هذه المبادرة في تعزيز فهم المجتمعات المحلية للقوانين، ونظمت حلقات عمل لمساعدة الجهات الفاعلة المحلية في تحسين إدارة حيازة الأراضي، والاعتراف بحقوق المجتمعات المحلية في اتخاذ قرارات بشأن أراضيها. وإن زيادة الأمن التي تتيحها حيازة الأراضي تمثل عاملا إضافيًا يشجّع المزارعين على الاستثمار في الأراضي وفي الإدارة المستدامة للأراضي. وهنا يأتي دور الزراعة الإيكولوجية.

ونظرًا إلى التنامي السريع في عدد سكان السنغال والضغط على الأراضي "سواء أمن قبل رعاة المواشي أم المزارعين، يدرك الجميع اليوم أهمية إدارة الموارد الطبيعية، وخاصة حيازة الأراضي. ويتعين على جميع الشركاء أن يساعدوا السكان في صون مواردهم من الأراضي لأن بقاءهم يعتمد على ذلك" بحسب السيد Yero Sow، رئيس بلدية أواركوخ في شمال غرب السنغال.

تعدّ السيدة Binta قدوةً لأصحاب الحيازات الصغيرة، إذ تثبت أن امتلاك الأراضي يحفز المزارعين على اعتماد ممارسات منتجة ومستدامة في مجال الزراعة. ©Enda Pronat

ملكية المرأة

يشكّل تمكين المرأة أحد الجوانب الحاسمة الأخرى للتقدم المحرز في مجال حيازة الأراضي والمبادرات المنبثقة عن ذلك. وبالرغم من وجود نص دستوري يمنح المرأة فرصة متساوية في تملك الأراضي، فإن الممارسات الثقافية والعرفية تجعل من الصعب تحقيق ذلك عمليًا. وعليه، فإن التوعية بهذه القضية ومساعدة المرأة على التفاوض بشأن حقوقها، من النقاط التي ركزت عليها المنظمة وشركاؤها بوجه خاص.

وقالت السيدة Dieynaba Diallo، رئيسة مجموعة تشجيع المرأة Kawral Sinthiou Sambarou: "ساعد المشروع على تمكين المرأة في مختلف أنحاء المنطقة. فحين تزيد فرص المرأة في الحصول على الأراضي، تساهم بقدر أكبر في اتخاذ القرارات بشأن المزارع الأسرية. فتدرك حقوقها وواجباتها بشكل أفضل، وقد أصبح الآن أرباب الأسر يتشاورون مع المرأة بشأن الأنشطة الريفية واتخاذ قرارات متعلقة بالأسرة. وقد زادت الآن فرص المرأة بالوصول إلى أجهزة صنع القرار. فعلى سبيل المثال، انضمت بعض النساء بصورة ناشطة إلى المجالس البلدية. فيما أصبحت نساء أخريات رئيسات لمنظمات للمنتجين ".

وقد شكلت السيدة Binta قدوةً للآخرين حيث أثبتت أن المزارعين يتقبلون الممارسات المنتجة والمستدامة في مجال الزراعة حين تتسنى لهم فرص الحصول على الأراضي. وبالرغم من أن البلاد لم تنته بعد من وضع اللمسات الأخيرة على سياستها الجديدة المتعلقة بالأراضي، فإن التقدم الذي أحرزته السيدة Binta ومتدربيها على أرض الواقع هو جانب واحد من جوانب التجربة في السنغال الذي يمكن تقاسمه مع بلدان أخرى، ويثبت جدوى نتائج عملية الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني، المدعومة من المنظمة باتجاه تحوّل ريفي أكثر استدامة وشمولًا.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

مطبوع: The Voluntary Guidelines: Securing our rights - Senegal

موقع إلكتروني: حوكمة الحيازة

مطبوع: الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني