Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تحديد بؤر الفاقد من الأغذية في المشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة ومعالجتها


ريادة مساعي الحد من الفاقد من الأغذية في تايلند

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة في تايلند يقدم التكنولوجيا البسيطة للمشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة للمساعدة على الحد بنسبة كبيرة من الفاقد من الأرز البني المنبت في مرحلتي التجهيز والتوزيع. FAO/Alisa Suwanrumpha©

20/04/2023

يحظى الأرز البني المنبت الغني بالمغذيات الدقيقة والفيتامينات الذي ينتجه مشروع Ban Lao المجتمعي في مقاطعة ساكون ناخون في شمال شرق تايلند بشعبية قديمة العهد لدى المستهلكين المهتمين بصحّتهم. غير أن إنتاجه بالطريقة الصحيحة كان أمرًا محفوفًا بالعثرات. ويقوم تجهيز هذا النوع الخاص من الأرز على نقعه وتخميره أو إنباته ليلًا، ومن ثم طهو حبوبه بالبخار قبل تجفيفها.

وتقول السيدة Natakarn Dakawong، رئيسة مجتمع تجديد الأرز البني في بان لاو: "إن لم نجفف الأرز بشكل واف سيصاب بالعفن. أما إذا أفرطنا في تجفيفه، فسيتكسّر أثناء جرشه ونحصل بذلك على كمية أقل من الأرز".

ولكنّ كل هذا تغير بفضل مشروع يهدف إلى الحد من الفاقد من الأغذية في عمليتي التجهيز والتوزيع التي تنفذها المشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة المنتجة للأغذية، وإلى الحد من المهدر في عمليات البيع بالتجزئة. وبتمويل من حكومة اليابان، قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بوضع المشروع والإشراف عليه، وقد تم تنفيذه مع الحكومة التايلندية، بدعم فني من جامعة ماهيدول الوطنية.

وباستخدام الأجهزة التكنولوجية البسيطة التي يوفرها المشروع، كعدّاد الرطوبة لرصد عملية التجفيف ومقياس الحرارة الرقمي، تمكن المجتمع من تقليل الفواقد في مرحلة التجهيز ومن تحسين جودة المنتج النهائي. كما خفضوا من الفواقد في مرحلة النقل باستخدام آلة للتعبئة المفرغة من الهواء ونقل الأرز ضمن عبواته في صناديق بلاستيكية غير عميقة. وقد ساعدت كل هذه التدابير على إطالة فترة حفظ المنتج، والحد من الفاقد في تجارة التجزئة وضمان الامتثال للوائح والمواصفات التايلندية.

ويؤدي تطبيق هذه التغييرات إلى إتاحة المزيد من الأرز الأعلى جودة للعملاء وكسب المزيد من المال من قبل أعضاء المجتمع. ومع قدرة إنتاجية تبلغ 500 1 كيلوغرام شهريًا ومنع فقدان كمية من الأرز تقدر بـ 450 كيلوغرامًا، تتحقق وفورات تبلغ حوالي 000 1 دولار أمريكي (000 36 باهت تايلندي) في إجمالي الدخل.

وهذا مجرد مثال واحد من بين 25 مشروعًا تجاريًا أصغر وصغيرًا ومتوسطًا في تايلند دعمها مشروع المنظمة في خمسة قطاعات هي: المنتجات الحيوانية ومنتجات الألبان ومصايد الأسماك ومنتجات الأرز والوجبات السريعة.

ساعدت الابتكارات التي قدمها المشروع الذي تقوده المنظمة على منع فقدان نحو 450 كيلوغرامًا من الأرز شهريًا في مرحلتي التجهيز والتوزيع. FAO/Alisa Suwanrumpha ©

الدروس المستفادة في مجال الفاقد من الأغذية

تتمثل الأسباب الشائعة للفاقد من الأغذية في النوعية الرديئة للمواد الخام، وعدم إدارة عمليات التجهيز على نحو صحيح (من حيث درجة الحرارة، ودرجة الحموضة، ومحتوى الرطوبة والوقت) وفي تعبئة المنتج النهائي وإقفال عبواته بصورة غير مناسبة.

وبما أن 91 في المائة من الأعمال الزراعية والغذائية خاضعة لإدارة المشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة في جنوب شرق آسيا، فإن دور هذه المشاريع بالغ الأهمية.

ولكن ما مدى نجاحها في استفادة من الدروس المتعلقة بالحد من الفاقد من الأغذية في عملياتها؟

يقول السيد Nattapol Tangsuphoom، الرئيس الوطني لمشروع المنظمة: "تتمتع المشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة بحكمة محلية خاصة بها تساعدها كثيرًا في تحديد التدابير المحسنة. فهي على بينة من مشاكلها والقيود الخاصة بها، وهي على استعداد للعمل على تحسين كفاءة عملياتها".

وإن معالجة بؤر الفاقد من الأغذية هذه "لا تتطلب الكثير" على حد قول السيدة Rosa Rolle، رئيسة فريق المنظمة المعني بالفاقد والمهدر من الأغذية حيث تقول: "يمكن إحداث فرق هائل بواسطة معدات بسيطة ترقى إلى مستوى الابتكارات في نظر الأشخاص الذين لم تتح لهم فرصة استخدامها من قبل".

ومثل هذه التغييرات لا تساعد فقط على تحسين جودة المنتج، وزيادة الدخل والحد من الفاقد من الأغذية، وإنما يمكنها أيضًا أن تقدم مساهمة إيجابية باستخدام المنتجات الثانوية في حقول السماد العضوي أو تغذية الحيوانات.

إن الإغلاق السليم لعبوات الأرز أمر بالغ الأهمية للحد من فقدانه في مرحلة التوزيع ومن تلفه في مرحلة البيع بالتجزئة. في الصورة أعلاه: عبوة مقفلة بشكل غير صحيح (إلى اليسار) ومنتج معبأ بتفريغ الهواء ومقفل بشكل صحيح (إلى اليمين). FAO/Alisa Suwanrumpha ©

وقد ركزت الحكومة التايلندية استباقيًا على الحد من الفاقد من الأغذية في قطاع الأرز بصورة خاصة من خلال تزويد التعاونية بآلة تجفيف بالطاقة الشمسية لتحسين كفاءة عمليات التجفيف لديها. وكما تقول السيدة Vanida Khumnirdpetch من وزارة الزراعة والتعاونيات في تايلند: "في نهاية المطاف، على الجميع المشاركة بالطريقة الأنسب لقدراتهم، ومن بعدها يمكننا تحقيق أهدافنا معا".

ويسلّط ذلك الضوء على فرصةٍ يمكن للمزيد من البلدان اغتنامها. وتقول السيدة Rolle: "إن للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية دور رئيسي في تحويل النظم الزراعية والغذائية لغاية تحسين الأمن الغذائي والتغذية".

"ونحن ندعو دائمًا إلى أن تبذل الحكومات المزيد من الجهود على صعيد وضع السياسات وتوفير بيئة تمكينية لدعم الحد من الفاقد من الأغذية. ويكتسي التصدي للفاقد من الأغذية، في قطاع يتكون إلى حد كبير من مشاريع تجارية صغرى وصغيرة ومتوسطة، أهميةً حيوية لأنها تمثل مصدرًا مهمًا للأغذية للسكان". 

وتعكف المنظمة حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على دليل تدريبي متعدد اللغات ودورة تدريبية على الإنترنت للمساعدة في الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية في عمليات التجهيز والتوزيع والبيع بالتجزئة لدى المشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة. وإن تفادي فقدان بضع مئات من الكيلوغرامات من الأرز كل شهر في مؤسسة واحدة فقط يبيّن الإمكانات الهائلة التي يمكن لمثل هذه الإجراءات أن ترتّبها على نطاق عالمي. وتسعى المنظمة إلى توسيع نطاق هذه الإجراءات في عداد المشاريع التجارية الصغرى والصغيرة والمتوسطة في بلدان أخرى حول العالم.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: المنصة الفنية لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن قياس الفاقد والمهدر من الأغذية والحد منهما

المطبوع: تطوير القدرة على الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية في تايلند