تساعد عودة إنتاج القطن إلى إكوادور، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة ووكالة التعاون البرازيلية، على تنشيط المجتمعات المحلية الريفية وتحويلها. ©FAO/David Suárez
اعتادت مجموعة من النساء في مقاطعة توساغوا في إكوادور، القريبة من ساحل البلاد المطل على المحيط الهادئ، أن تعيش حياة يومية تشبه بنمطها العديد من المجتمعات الزراعية، تتمثل في رعاية الأسرة والمحاصيل والماشية. ولكن على مدى السنوات الخمس الماضية، كان أعضاء رابطة نساء المجتمع المحلي (AMUCONT) في مقاطعة توساغوا البالغ عددهن 127 عضوًا في طليعة مبادرة رائدة في إكوادور تهدف إلى إعادة إنتاج القطن إلى المنطقة. وكان المحصول قد شارف على الاختفاء بعدما بلغ ذروته في السبعينات من القرن الماضي، في خضم مزيج من العوامل المتعلقة بالمناخ والآفات والاتجاهات الاقتصادية العالمية.
وتساعد إعادة إدخال القطن، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة ووكالة التعاون البرازيلية التابعة لوزارة الخارجية ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية في إكوادور، على تحويل حياة المجتمعات المحلية الريفية، والنساء على وجه الخصوص بصفتهن المزارعات التقليديات للقطن في البلاد، وذلك كجزء من استراتيجية زراعية متنوعة. ويعمل هذا المشروع، الذي صُمم استنادًا إلى التجارب الناجحة في البرازيل، على إعادة زراعة القطن بالتناوب مع المحاصيل التقليدية للمزارعات من الفول السوداني والكسافا والذرة، ممّا يزيد من قدرة المجتمعات المحلية على الصمود والتكيف مع تغير المناخ.
ويعدّ إكوادور واحدًا من سبع دول في المنطقة، إلى جانب الأرجنتين وباراغواي وبوليفيا وبيرو وكولومبيا وهايتي، تنفذ مشروع "القطن +". وهو مبادرة تعاون ثلاثية الأطراف بين بلدان الجنوب ترمي إلى تعزيز التنمية المستدامة لسلسلة القيمة الخاصة بالقطن في المنطقة بغية زيادة الدخل وفرص العمل للمزارعين الأسريين. وقد أدى أيضًا دعم دخل هؤلاء النساء في إكوادور إلى رفع معنوياتهن. وتقول السيدة Melva Ormaza وهي عضو في الرابطة: "نشعر الآن أنّ نمسك بزمام هذه
المبادرة الخاصة بالقطن".
قام المشروع بتزويد المجتمع المحلي بآلة حلج صغيرة، وهي الوحيدة في إكوادور، من أجل خفض اعتماد المنتجين على مصانع الحلج الواسعة النطاق وتمكينهم من الشروع بأعمالهم التجارية الخاصة. ©FAO/David Suárez
ويشتمل العمل على معالجة الألياف باستخدام تقنية حلج ابتكارية صغيرة النطاق. وهذا إنجاز كبير يمكّن المجتمع المحلي من إنتاج القطن بشكل فعال من دون الاعتماد على مصانع الحلج الكبيرة، التي جرى إغلاق آخر الصامدين منها في إكوادور مع بداية تفشي جائحة كوفيد-19. وقدّم المشروع آلة الحلج الصغيرة، وهي حاليًا الوحيدة في البلاد.
وترى النساء أنّ هذه الآلة تبشّر بمنافع كبيرة في المستقبل، فهي تتيح أمامهن المجال نحو ريادة الأعمال و"الإقدام" على افتتاح ورشات الخياطة الخاصة بهنّ وإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة مثل الملابس، وبيع البذور كعلف للحيوانات.
وستؤدي إعادة إحياء المجتمع المحلي لإنتاج القطن إلى تعزيز عمل هؤلاء النساء اللاتي اضطلعن، منذ تأسيس جمعيتهن في عام 2005، بدور حيوي في صميم الاقتصاد والمجتمع المحليين باعتبارهنّ عوامل للتغيير الاجتماعي، ممّا جعلهنّ قدوة للعديد من النساء في المناطق المجاورة.
وهذا العام، تلقت رابطة AMUCONT شهادة SOMOSEPS التي تُمنح في إكوادور للمنظمات الممتثلة لمبادئ الاقتصاد الشعبي والتضامني في البلاد. وتَمنح هذه الشهادة أعضاء الرابطة مزايا مثل المشاركة التفضيلية في الأماكن المخصصة للترويج والتسويق، فضلًا عن وصول منتجاتهن وخدماتهن إلى المؤسسات الخاصة. ومن المقرّر أن يحصلن في أكتوبر/تشرين الأول 2022 على ختم الشهادة المعتمد في البلاد للمنتجات الصادرة عن الزراعة الأسرية.
من شأن القطن أن يوفر سبل العيش اللائقة بطريقة مستدامة ومراعية للبيئة. ©FAO/David Suárez
وفي حين أنّ المجتمع الدولي يحتفل باليوم العالمي للقطن في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإنّ هذا المشروع وعمل هذا المجتمع المحلي في إكوادور يكتسيان أهمية يصفها السيد Agustín Zimmermann، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في إكوادور، بأنها "تتجاوز إنتاج سلعة فحسب؛ فهي تبرز إمكانات القطن في المساعدة على تعزيز سبل العيش اللائق بطريقة مستدامة وتراعي البيئة، عبر إنتاج منتجات معقولة الأسعار".
وينبغي بذل المزيد من الجهود لكي تكون المنافسة في السوق على قدم المساواة. ولكنّ السيد Zimmermann يقول إنّ قطاع القطن المعاد إحياؤه في إكوادور يتمتع بإمكانات توفير الفرص والوظائف اللائقة في المجتمعات الريفية.
لمزيد من المعلومات