في شمال زمبابوي، تعمل السيدة Chipo Munsaka كمراقبة للموارد في محمية موشيني المجتمعية، حيث تتصدّى للمشكلة المتنامية المتمثلة في النزاع بين الإنسان والأحياء البرية. ©FAO/David Mansell-Moullin
تشرح السيدة Chipo Munsaka أن معنى اسمها بلغتها هو "هدية". وتضيف هذه الشابة من زمبابوي قائلة بابتسامة مشرقة "هدية لصون الأحياء البرية". وهذا يلخّص بدقة التزامها ومساهمتها في معالجة مشكلة النزاع المتنامية بين الإنسان والأحياء البرية.
وتعمل السيدة Chipo كمراقبة للموارد في شمال زمبابوي مع محمية موتشيني المجتمعية، التي يجري إنشاؤها بدعم من برنامج الإدارة المستدامة للأحياء البرية (SWM). وإضافة إلى إدارة الأحياء البرية، يشجع البرنامج أيضًا زراعة الأشجار ونشر المعرفة حول أهمية الحفاظ عليها.
وتقول السيدة Chipo إنّ هذه المهمة أنارت ذهنها، حيث بدأت في "تثقيف أفراد المجتمع المحلي حول كيفية التعايش مع حيواناتهم وأشجارهم".
وقد انخفض عدد أنواع الأحياء البرية في زمبابوي على مدى السنوات الثلاثين الماضية بسبب حالات الجفاف المتتالية وفقدان الموائل والصيد غير المشروع وبيع منتجات الأحياء البرية. وفي الوقت نفسه، لا يزال النزاع بين الإنسان والأحياء البرية يطرح تحديات متعدّدة بالنسبة إلى المجتمعات الريفية، سواء أكان ذلك من الفيلة التي تدوس محاصيل القرويين أو الأسود والضباع التي تفترس ماشية المزارعين.
ويتمثل النهج الرئيسي لبرنامج الإدارة المستدامة للأحياء البرية إزاء معالجة هذه القضايا في دعم المحميات المجتمعية، وهو ما يعزّز تحسين التخطيط لاستخدام الأراضي وفعالية الممرات الخاصة بالأحياء البرية للحد من النزاعات وتحقيق فوائد للمجتمعات المحلية التي تتعايش معها.
وتوفّر المحميات، التي تديرها المجتمعات المحلية نفسها، مساحات وممرّات آمنة للأحياء البرية من خلال حماية الموائل وجهود مكافحة الصيد غير المشروع. كما أنّها تعزّز إدارة الموارد الطبيعية التي يرعاها المجتمع المحلي، وتأمين حيازة الأراضي وتقاسم المنافع، بالتوازي مع مساعدة المجتمعات المحلية على صقل المهارات اللازمة للاستفادة من مصادر الدخل الجديدة من خلال أنشطة مثل السياحة البيئية، والمشاريع القائمة على الحياة البرية، والحصاد المستدام للموارد الطبيعية.
ويتلقّى البرنامج تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تمويل مشترك من المرفق الفرنسي للبيئة العالمية والوكالة الفرنسية للتنمية. وتتولّى تنفيذ البرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، ومركز البحوث الحرجية الدولية - المركز الدولي لبحوث الحراجة الزراعية CIFOR-ICRAF))، وجمعية المحافظة على الحياة البرية WCS))، والمركز الفرنسي للبحوث الزراعية للتنمية الدولية (CIRAD). ويتمثل الهدف منه في صون الأحياء البرية والأمن الغذائي في 15 بلدًا من بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
وتشكل محمية موشيني المجتمعية جزءًا من عمل البرنامج في منطقة كافانغو زامبيزي المحمية العابرة للحدود KAZA))، والتي تمتد رقعتها على خمسة بلدان (أنغولا وبوتسوانا وناميبيا وزامبيا وزمبابوي)، ويتولّى تنفيذها في زمبابوي المركز الفرنسي للبحوث الزراعية للتنمية الدولية بالتنسيق مع السلطات الوطنية والمحلية.
الجهة اليمنى إلى الأسفل: أُعيد إدخال الإمبالة، إلى جانب الحمار الوحشي وظبي المرامري، إلى محمية موشيني المجتمعية من خلال البرنامج ©FAO/David-Mansell-Moullin. الجهة اليمنى إلى الأعلى: تقوم محمية موشيني المجتمعية بإنشاء ممر للأحياء البرية بين منتزه شيزاريرا الوطني إلى الجنوب ومنطقة شيتي سفاري إلى الشمال. ©FAO/Dan Hargrove
وبعد الخضوع للتدريب في كلية مونشانديكي لإدارة الأحياء البرية، أصبحت الآن السيدة Chipo وزملاؤها من مراقبي الموارد قوة دافعة في الجانب التدريبي للمبادرة حيث يزوّدون المجتمعات المحلية بطرق مبتكرة وفعالة للحد من النزاعات مع الأحياء البرية، مثل صناعة أسوار الفلفل الحار وطوب الفلفل الحار واستخدامها لدرء الفيلة.
وفي محمية موشيني المجتمعية، ازداد مستوى الوعي والمعرفة حيال إدارة الأحياء البرية بشكل كبير، إذ تقوم هي وزملاؤها من مراقبي الموارد بالإبلاغ عن الحوادث المتصلة بالنزاع بين الإنسان والأحياء البرية، ويعملون على التصدي لها. وقد أشركوا المجتمعات المحلية في لعبة تشاركية مبتكرة لرسم الخرائط من أجل المساعدة في تحديد طريقة التصدي للنزاع مع الأحياء البرية، والاتفاق على هذه الطريقة.
وتعمل السيدة Chipo على تعزيز تدابير التخفيف من حدة النزاع بين الإنسان والأحياء البرية مثل استخدام حاويات خاصة تسمى "الحظيرة المتنقلة" مصنوعة من القماش أو البوليستر للمساعدة في حماية الماشية من الحيوانات المفترسة. كما تساعد هي وزملاؤها المراقبون في إعادة تكوين رصيد المنطقة من الأحياء البرية والحد من تهديدات الصيد غير المشروع.
ومنذ عام 2022، انخفضت حوادث الصيد غير المشروع والتعدي والتطهير غير القانوني في المناطق الحراجية في محمية موشيني بنسبة 46 في المائة.
تعمل السيدة Chipo مع القرويين فتشرح لهم فوائد المحميات المجتمعية كجزء من جهودها لزيادة الوعي بشأن الإدارة المستدامة للأحياء البرية. ©FAO/DavidMansell-Moullin
وعاد دخل السيدة Chipo من عملها كمراقبة للموارد بالنفع على عائلتها أيضًا، إضافة إلى مساعدة مجتمعها المحلي. "أقوم بتسديد الرسوم المدرسية لأخي الصغير. وأستفيد من المال الذي أتقاضاه من وظيفتي كمراقبة للموارد. فهو سمح لي بشراء الماعز والأبقار. وقد سميتها "هدية" تيمنًا باسمي."
وتقول أيضًا إن العديد من النساء الأخريات في المجتمع المحلي اعتبرنها نموذجًا يُحتذى به لمشاركتها في مجال يهيمن عليه الذكور. والسيدة Chipo هي من بين ثماني نساء يقمن بمراقبة الموارد بدعم من البرنامج.
وتقول زميلة من المراقبين هي السيدة Rejoice Ncube "لقد أثبتت السيدة Chipo لنا كنساء في هذا المجتمع المحلي أنه من الممكن المشاركة في المهن التي يهيمن عليها الذكور مثل مراقبة الموارد".
وبالتالي، سواء أكان من المنظور المهني أو الشخصي، يقدّم عمل السيدة Chipo مثالًا إيجابيًا للتفاعل مع الأحياء البرية ومصدر إلهام داخل مجتمع المحلي.
لمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الإدارة المستدامة للأحياء البرية
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية على موقع المنظمة: زمبابوي
شريط الفيديو: صون الأحياء البرية والتنمية المجتمعية في زمبابوي: قصة السيدة Chipo