Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الاستفادة العاجلة من البيانات


كيف تعمل منصة البيانات الحديثة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة على تسريع عمليات الإغاثة الطارئة في أفغانستان وخارجها

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

أداة البيانات في حالات الطوارئ التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة تسمح بإجراء تقييم سريع للآثار المترتبة على الأضرار الناتجة عن حالات الطوارئ وتوجّه فرق الاستجابة إلى أشد الأماكن احتياجًا. ©FAO

02/05/2024

في صباح يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضرب زلزالان متتاليان بقوة 6.3 درجات غرب أفغانستان، وخلّفا خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات وأضرار في مختلف أنحاء المنطقة. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد قضى 834 1 شخصًا وأُصيب 853 1 آخرون. كما دُمر أكثر من 500 21 منزل، مما ألحق أضرارًا بما مجموعه 000 154 شخص. وتهاوت قنوات الريّ التي تكتسي أهمية حيوية بالنسبة إلى المحاصيل؛ ونفقت أعداد كبيرة من الحيوانات أو وهنت، واحتاج الناجون إلى دعم لاستئناف أنشطتهم الزراعية.

وخلال يومين فقط من وقوع الكارثة، أكملت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) تقييمًا سريعًا للآثار التي ألحقتها الأضرار بالناس والثروة الحيوانية والمحاصيل، ووجهت فرق الاستجابة لحالات الطوارئ إلى أشدّ الأماكن احتياجًا.

وتحقق ذلك بفضل تطوير مركز البيانات في حالات الطوارئ (DIEM) الذي أحدث ثورة في قدرة المنظمة على جمع البيانات وتحليلها ونشرها في البلدان التي تتعرض للصدمات.

وقال السيد Rein Paulsen، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة لحالات الطوارئ والقدرة على الصمود: "عندما يتعلق الأمر بتنظيم عمليات الإغاثة، فإن الأيام القليلة الأولى من وقوع الكارثة تكتسي أهمية حاسمة. وإنّ جمع بيانات مفصّلة وشاملة وآنية يتيح لنا معًا أن نستهدف الأشخاص الأشد احتياجًا".

ويُتيح نظام البيانات في حالات الطوارئ ذلك من خلال الجمع بين الاستشعار عن بُعد، على شكل صور الأقمار الاصطناعية، والبيانات الأولية، من قبيل الدراسات الاستقصائية والمقابلات، التي جمعها قائمون محليون على التعداد يعملون في الميدان. والنتيجة هي فهم مفصّل وسريع لآثار الصدمات، بما يُتيح استجابة على قدر أكبر من الوعي والسرعة. وتشمل الصدمات التي يتم تحليلها بواسطة نظام البيانات في حالات الطوارئ المخاطر الطبيعية وتلك التي يتسبب بها الإنسان على حد سواء، من الأزمات المتعلقة بالمناخ إلى ثوران البراكين والآفات الغازية، وكذلك الصراعات أو الصدمات الاقتصادية.

ويهدف المشروع، الذي انطلق خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد- 19 العالمية، إلى إرشاد عملية اتخاذ القرارات لدعم أنشطة الاستجابة لحالات الطوارئ وحماية الأرواح وسبل كسب العيش الزراعية.

وعدا عن حالات الطوارئ، تستخدم المنظمة نظام البيانات في حالات الطوارئ من أجل تنفيذ عمليات رصد منتظمة في البلدان المعرضة للكوارث الطبيعية والتي تعاني مستويات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي. وبفضل الدورات المتعددة لجمع البيانات على مدى سنوات عدة، يمكن للنظام أن يحدد التوجهات عبر الزمان والمكان. وتتميز الأداة بسرعة التحليل ودقة التفاصيل والوتيرة، ما يجعل هذه البيانات لا غنى عنها للاستجابة في الوقت الملائم من جانب المنظمة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والحكومات والجهات الشريكة الأخرى حول العالم.

من خلال الجمع بين الاستشعار عن بُعد، على شكل صور الأقمار الاصطناعية، والبيانات الأولية، من قبيل الدراسات الاستقصائية والمقابلات، التي جمعها قائمون محليون على التعداد يعملون في الميدان، أحدثت الأداة ثورة في قدرة المنظمة على جمع البيانات وتحليلها ونشرها في أكثر من 30 بلدًا، بما في ذلك نيجيريا (الصورة أعلى اليمين) وسيراليون (الصورة أسفل اليسار). ©FAO

الاستجابة للزلزال الذي ضرب أفغانستان

في حالة الاستجابة للزلزال الذي ضرب هيرات، أكملت المنظمة تقييمها السريع للآثار في 9 أكتوبر/ تشرين الأول، وأجرت تقييمًا ميدانيًّا إضافيًّا في 11 أكتوبر/ تشرين الأول.

واستنادًا إلى التوصيات ونتائج التقييم السريع، الذي شمل عناصر الاستشعار عن بُعد وعناصر ميدانية على حد سواء، حدّدت المنظمة القرى الأشدّ تضررًا من حيث سبل العيش والزراعة والثروة الحيوانية. وبفضل إدراج خرائط تفصيلية للأماكن الأشدّ تضررًا، يُعدّ تقييم الآثار باستخدام نظام البيانات في حالات الطوارئ قيّمًا للغاية في عمليات الإغاثة.

وفي ما يخصّ الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة، كشف التقييم أن 278 577 هكتارًا من الأراضي الزراعية قد تعرّضت لأشد درجات الزلزال، وكان التحدي الأكبر أمام القطاع هو انهيار قنوات الريّ التي تؤدي دورًا مهمًا جدًا بالنسبة إلى المحاصيل، خاصة خلال موسم الزرع. وعلاوة على ذلك، نفق 072 2 حيوانًا، ويُرجّح أن سائر الحيوانات الناجية وعددها 400 12 كانت في حالة ضعف.

واستنادًا إلى هذا التقييم، استجابت المنظمة من خلال توفير 000 12 لتر من المياه لحماية 500 2 رأس من الماشية المعرضة للخطر في ظل غياب مورد للمياه، وساعدت على نقل الماشية إلى مراعٍ أكثر أمانًا. وتم التخلص مما مجموعه 454 1 جثة للحيوانات النافقة، ووزعت 268.5 أطنان من الأعلاف الحيوانية المركزة و364.5 1 أطنان من قش القمح على آلاف الأسر المعيشية المحتاجة.

وبفضل المساعدة التي قدّمتها المنظمة، تمكّنت الأسر المعيشية من العناية بحيواناتها وكرّست مواردها المحدودة للضرورات الأخرى الناشئة في أعقاب الزلزال.

نظام البيانات في حالات الطوارئ هو أداة حاسمة بالنسبة إلى صانعي القرار الذين يحتاجون إلى تحليل أسباب انعدام الأمن الغذائي الحاد في أوقات الصدمات، كما حدث في زلزال أفغانستان. ©FAO

بين الماضي والمستقبل

نظام البيانات في حالات الطوارئ هو نظام طوّرته المنظمة ويموّله مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة.

ويغطي اليوم نظام المعلومات هذا أكثر من 30 بلدًا ويعدّ أداة حاسمة بالنسبة إلى صانعي القرار الذين يحتاجون إلى تحليل أسباب انعدام الأمن الغذائي الحاد في أوقات الصدمات، كما حدث في الزلزال الذي ضرب أفغانستان.

وخلال عام 2024، أجرى النظام بالفعل خمس عمليات تقييم سريعة للآثار. وشملت عمليات التقييم صدمات مثل الحرائق في كولومبيا والإعصار الاستوائي في مدغشقر. وتساعد عمليات التقييم هذه على حشد الموارد وتوجيه استجابات الإنعاش، وهو تحديدًا ما حدث في أفغانستان.

ويواصل النظام، بعد مضي أربع سنوات على إطلاقه، تسليط الضوء على آثار الصدمات على سبل كسب العيش الزراعية والأمن الغذائي، ويعمل وفق المبدأ القائل إنه في البيانات معرفة، وفي المعرفة قوّة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: مركز البيانات في حالات الطوارئ التابع لمنظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة