مركز الاستثمار

خطوط توجيهية جديدة لتوسيع نطاق الاستثمارات في نظم الأغذية الزراعية للشباب في أفريقيا

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي تطلقان خطوط توجيهية للاستثمار لصالح الشباب
25/04/2022

 تُقدم الخطوط التوجيهية للاستثمار في نظم الأغذية الزراعية لصالح الشباب في أفريقيا خطوات عملية حول كيفية تطوير برامج الاستثمار التي تركز على الشباب وتُراعيهم وتتعامل معهم كشركاء في التنمية الريفية في جميع مراحل دورة برنامج الاستثمار. وتُخاطب هذه الخطوط التوجيهية جميع الجهات المشاركة في تصميم وتنفيذ برامج الاستثمار في قطاع الأغذية الزراعية، ومن بينهم: الحكومات والشركاء الماليون والفنيون والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب من الجنسين. 

قال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، في حفل الإطلاق الرسمي لهذه الخطوط التوجيهية،والذي أقيم خلال الدورة الثانية والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأفريقيا المنعقدة في مالابو، "الخطوط التوجيهية للاستثمار التي نطلقها اليوم هي بمثابة استجابة مباشرة للدعوة لتوسيع نطاق الاستثمارات في الشباب الأفريقي، بعد أن ظهرت الحاجة الملحة لمعالجة الفجوات والقيود المتعددة التي يتعرض لها الشباب في أفريقيا، ولا سيما في القطاع الريفي، والتي تضاعفت بعد الآثار التي خلفتها جائحة كوفيد-19". 

علقت سعادة السفيرة جوزيفا ساكو، مفوض الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة بمفوضية الاتحاد الأفريقي قائلةً "على الرغم من ضرورة حشد الزخم السياسي والإعلانات لدعم برامج وتدخلات الاستثمار الشاملة للشباب، إلا أن ذلك غير كافيًا. لذا فإننا نوجه دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات عملية ملموسة حيث تتمتع الخطوط التوجيهية للاستثمار في النظم الغذائية الزراعية لصالح الشباب في أفريقيا بإمكانات كبيرة من شأنها دفع هذه العملية وتوجيه الاستثمارات نحو مبادرات نظم الأغذية الزراعية التي تركز على الشباب لتوسيع نطاقها ". 

قارة للشباب

أفريقيا كمنطقة تضم أعلى نسبة من الشباب في العالم، حيث يُقدر عددهم بنحو 420 مليون شخص تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 35 عامًا، وهو ما يعتبر موردًا هائلا للازدهار في المستقبل، إلا أن هؤلاء الشباب يواجهون تحدياتٍ جمة.

تتضاعف احتمالات البطالة بين الشباب مقارنةً بالبالغين، ونجد أن غالبية الشباب العاملين فقراء ويعملون في وظائف غير مستقرة أو متدنية الجودة في القطاع غير الرسمي. وفي عام 2019، كان ما يقرب من ثلثي العمال الشباب (63 في المائة) في إفريقيا يعيشون في حالة فقر مقارنةً بنصف عدد البالغين (51 في المائة). كما ترتفع نسبة الشباب الذين يعيشون في فقرٍ مدقع. علاوةً على ذلك، تواجه الشابات، ولا سيما في المناطق الريفية، أعرافًا وقوانين وممارسات اجتماعية متحيزة ضد المرأة، تحد من مشاركتهن في العمل المربح واغتنام فرص التنمية.

ويُمكن التغلب على هذه التحديات من خلال تحول نُظم الأغذية الزراعية حيث يُساعد على إتاحة نطاق واسع من فرص العمل وريادة الأعمال أمام الشباب والشابات في سلاسل القيمة الزراعية وعبر النظم الغذائية.

 

الشباب هم أساس بناء نظم الأغذية الزراعية المستدامة

تتعرض نُظمالأغذية الزراعية لضغوط يسببها تغير المناخ والصراعات المزمنة والناشئة وتأثيرات جائحة كوفيد-19، مما يقوض قدرتها على توفير غذاء صحي وبأسعار معقولة للجميع، ولكن الحل في الشباب الذين يتسمون بالابتكار والقدرة على الصمود أمام الأزمات، لذا من الضروري الاستثمار بشكلٍ مختلف، وإشراك الشباب كجهات فاعلة محورية توجه عملية تحول نُظمالأغذية الزراعية، وذلك بعدة طرق من بينها زيادة عمليات الأتمتة والتقنيات الرقمية والاقتصاد الأخضر. يجلب الشباب أفكارًا وحلولًا ومنتجات وخدمات ونماذج جديدة لريادة الأعمال والشراكات والشبكات. وقد يؤدي الإخفاق في الاستثمار في الشباب إلى تكاليف اقتصادية واجتماعية،فضلا عن تهديد استدامة نظم الأغذية الزراعية. 

تهدف الخطوط التوجيهية للاستثمار في نظم الأغذية الزراعية لصالح الشباب في أفريقيا إلى الإسراع بوتيرة الاستثمارات في الشباب وبواسطتهم في نظم الأغذية الزراعية. وتُوصي هذه الخطوط بأربع خطوات للاستثمار في الشباب، وهي: (1) إشراك الشباب في دورة برنامج الاستثمار، و(2) التقييم والتصميم المسبق من منظور الشباب، و(3) التصميم من منظور الشباب، و(4) تنفيذ ما تتعلمه، ثم متابعته، وتقييمه، والاستفادة منه. 

وضعت منظمة الأغذية والزراعة ومفوضية الاتحاد الأفريقي تلك الخطوط التوجيهية بالاستناد إلى البحوث وتحليل دراسات الحالة للبرامج الناجحة والمشاورات مع أصحاب المصلحة المتعددين وورشة عمل المصادقة التقنية التي شهدت حضورًا واسعًا. 

ذكرت باميلا بوزارني، كبيرة علماء الاجتماع الريفين في مركز منظمة الأغذية والزراعة للاستثمار "إن الاستثمار في نُظم الأغذية الزراعية من منظور الشباب له آثار إيجابية على توظيف الشباب وريادة الأعمال، إضافةً إلى كونه أمر بالغ الأهمية لبناء نُظم غذائية زراعية شاملة ومستدامة. لذا، يجب أن يكون للشباب صوتًا مسموعًا ودورًا فعالا كعوامل للتغيير في جميع مراحل برنامج الاستثمار، ويتطلب ذلك توافر بيئة استثمارية مواتية.