تداعيات جائحة كوفيد-19 على الدول الجزرية الصغيرة النامية مثل دول جزر المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي
تُهدد جائحة كوفيد-19 الأمن الغذائي والتغذية والقدرة على التكيف مع تغير المناخ في الدول الجزرية الصغيرة النامية التي تشترك في العديد من السمات مثل اعتمادها جميعًا على التجارة الدولية والسياحة والأغذية المستوردة، وتعرضها لأحداث تغير المناخ، وارتفاع معدلات سوء التغذية، بما في ذلك السمنة.
قاد المركز عملية إعداد موجز السياسات الذي ينظر في كيفية تأثير الأزمة على النظم الغذائية الزراعية في تلك الدول، ولا سيما الواقعة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، والذي ينظر أيضًا في تدابير الاستجابة السريعة التي اعتمدتها مختلف الدول الجزرية الصغيرة النامية والهيئات الإقليمية والمؤسسات المالية ومنظمة الأغذية والزراعة.
عمل المركز عن كثب مع مكتب الدول الجزرية الصغيرة النامية، وأقل البلدان نموًا، والبلدان النامية غير الساحلية على إعداد هذا الموجز، بمساهمات من المكاتب الإقليمية الفرعية لمنظمة الأغذية والزراعة في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى وجزر المحيط الهادئ، وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما قدم الزملاء العاملين في قسم التغذية ونظم الأغذية، وإدارة مصايد الأسماك، وفرق البرنامج الاستراتيجي، في منظمة الأغذية والزراعة، مدخلاتٍ فنية.
يُوصي الموجز باتخاذ إجراءات سياسية ومالية فورية للحفاظ على استمرار سلاسل الإمدادات الغذائية أثناء فترة الوباء، ويقترح أن تنهض الحكومات المحلية بدورٍ قوي في تنسيق الاستجابات. وتتاح الفرص أمام الدول الجزرية الصغيرة النامية لسرعة اعتماد المنصات الرقمية، وتعزيز قدراتها الرقمية (رقمنة الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة، والتجارة الإلكترونية، والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، وتحليل البيانات الضخمة)، وتعزيز شبكات الاتصال بين الجزر وعبرها. كما يؤيد الموجز إعداد إحصاءات موثوقة وبيانات آنية، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر، من أجل تحسين التخطيط والتأهب.
ونظرًا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتشابهة التي تواجهها الدول الجزرية الصغيرة النامية، ينبغي تعزيز دعم الآليات التي تنتهجها هذه الدول لتحقيق التكامل والتضامن الإقليميين. وينبغي تقديم المساعدة الفنية، وتوفير الأدوات المالية ذات الصلة على المدى القصير، مع ضخ الاستثمارات التي تستهدف إنشاء نُظم غذائية زراعية أكثر قدرة على الصمود على المدى الطويل.