تحفيز الاستثمار في طاجيكستان
ستحتاج جمهورية طاجيكستان إلى إنتاج ما يقدر بنحو 30 في المائة من الغذاء لإطعام سكانها المتزايدين بشكل مستدام بحلول عام 2030، إلا أن البلاد تبذل جهودًا مضنيةً بسبب تدهور الأراضي الزراعية وانخفاض الإنتاجية الزراعية، إضافةً إلى تحديات أخرى.
وبناءً على طلب الحكومة، دعم المركز وزارة الزراعة لإعداد خطة استثمار وطنية تستهدف تحسين الأمن الغذائي والتغذوي، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة.
تقوم الخطة الشاملة (2021 إلى 2030) على خمس ركائز – تبدأ من التنمية المستدامة للموارد الطبيعية، وسلاسل القيمة، وخدمات نظم الأغذية الزراعية، إلى الشمول الاجتماعي، وإنشاء بيئات سياساتية وأعمال مواتية لجذب استثمارات القطاعين العام والخاص. وتحدد هذه الخطة الاتجاهات الرئيسية في إطار كل ركيزة، وتضع تقديرًا لاحتياجات الاستثمار والأنشطة ذات الصلة بناءً على ثلاثة سيناريوهات مختلفة، أولها سيناريو العمل كالمعتاد الذي يتطور ليركز أكثر على الصناعة والابتكار.
أصدر المركز 17 مراجعةً فنيةً وموجزًا، بالتعاون مع المكتبين القطري والإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة، يتعلق معظمها بالقطاعات الزراعية الفرعية في البلاد. كما أنشأت أطلسًا لخطة الاستثمار الوطنية، وهو بمثابة منصة بيانات جغرافية مكانية مفتوحة المصدر تسمح بدمج مجموعات بيانات مختلفة للمساعدة في صنع القرار وتخطيط الاستثمار ومراقبة التأثير. ويمكن أن يساعد تحديد أماكن المشروعات الزراعية لمنتجات الألبان، على سبيل المثال، وكذا المعلومات المتعلقة بالطرق وشبكات الطاقة وإنتاجية المراعي ونقاط تجميع الحليب، بالإضافة إلى معلومات أخرى، في جعل صناعة الألبان في الدولة أكثر إنتاجية وتنافسية.
ويمكن أن يؤدي استبدال المحاصيل ضعيفة الأداء في منطقة معينة بمحاصيل أعلى قيمة، وأغنى من حيث العناصر المغذية، وأكثر ملاءمة لظروف تلك المنطقة، إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأراضي الزراعية المحدودة في البلاد.
توفر خطة الاستثمار الوطنية توجيهات قوية تسترشد بها الحكومات والشركاء في الموارد والمستثمرين على حًد سواء. وبمجرد أن تعتمد الحكومة هذه الخطة، فإنها ستساعد في نهاية المطاف على تحقيق الاقتصاد الأخضر طاجيكستان، وزيادة الدخل في المناطق الريفية، وضمان تحقيق نمو اقتصادي أشمل، وزيادة نسبة الأشخاص القادرين على تحمل تكاليف وجبات صحية ومغذية.
بدأ المركز أيضًا في دعم طاجيكستان في أوائل عام 2020 من خلال مبادرة "يدًا بيدٍ" التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة، وهي مبادرة قائمة على الأدلة تقودها وتملكها البلدان. تلجأ هذه المبادرة إلى النمذجة والتحليلات الجغرافية المكانية المتقدمة كي تحدد الفرص المتاحة للبلدان لتسريع التحول الزراعي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بها.
تساعد هذه الجهود الموازية والمتكاملة في تحفيز المزيد من استثمارات القطاعين العام والخاص في طاجيكستان. وقد استفاد كلُ من البنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية من مذكرتين حول مفاهيم المشروع تم إعدادهما ضمن إطار خطة الاستثمار، وتجري المناقشات مع المؤسسات المالية الدولية الأخرى، مثل البنك الإسلامي للتنمية، لإعداد خمس مذكرات إضافية حول مفاهيم المشروع.