إدارة الحياة البرية والمناطق المحمية 

ماساي مارا، كينيا

السياق

تلعب الحياة البرية دورًا محوريًا في تنظيم العمليات الطبيعية على كافة مستويات السلسلة الغذائية، بما في ذلك انتشار البذور ودورة المغذيات، ناهيك عن دورها في بنية المنظر الطبيعي. أضف إلى ذلك أنها توفر خدمات الإمداد (ومنها الخدمات التي تنتج الأغذية وتدر الدخل) لصالح نسبة لا يستهان بها من الشريحة الأفقر بين شعوب العالم بمن فيهم المجتمعات المعتمدة على الغابات وسكان المناطق الحضرية. كذلك تسهم الحياة البرية في الاقتصاد الوطني من خلال السياحة والتجارة المشروعة والمستدامة بمنتجات الحيوانات البرية.

يشكل الحفاظ على الحياة البرية واستخدامها المستدام جانبًا بالغ الأهمية لضمان توفير خدمات النظام الإيكولوجي الحرجي على المدى البعيد، وهو ما يتم الاعتراف به كواحد من المعايير السبعة للإدارة المستدامة للغابات.

كما تؤثر الحياة البرية والمناطق المحمية تأثيرًا هائلًا في شتى المجالات الرئيسة ضمن الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة 2022-31 والمجالات ذات الأولوية البرامجية. ويشتمل ذلك على التنوع الأحيائي وخدمات النظام الإيكولوجي لصالح الأغذية والزراعة ضمن نهج بيئة أفضل، وصحة واحدة ضمن نهج إنتاج أفضل، وتوفير التغذية للشريحة الأسرع تأثرًا ضمن نهج تغذية أفضل. أضف إلى ذلك أن الحياة البرية تسهم في تحقيق الهدف الأول (القضاء على الفقر) والهدف الثاني (القضاء على الجوع) والهدف الخامس عشر (الحياة في البر) من أهداف التنمية المستدامة.

حقائق أساسية

  • هنالك استخدامات متنوعة لنحو 50 000 نوع من أنواع الحيوانات البرية في العالم التي يتم الحصول عليها من خلال أنشطة شتى، ومنها الصيد والجمع. ومن هذه الاستخدامات 20 في المائة (أي أكثر من 10 000 نوع) يحمل أهمية جوهرية كغذاء للإنسان، ما يُبرز بالتالي أهمية الممارسات المستدامة في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية (المنبر الحكومي الدولي المعني بالتنوع الأحيائي وخدمات النظم الإيكولوجية 2022).
  • كما يُستخدم 2 000 نوع من الحيوانات البرية كلحوم في العالم، نُقل معظمها من نظم إيكولوجية حرجية (Redmond وآخرون 2006). وبالنسبة لكثير من المجتمعات التي تعيش في مناطق مدارية ودون مدارية، توفر لحوم الحيوانات البرية أكثر من 50 في المائة من استهلاك البروتين ( Coad, L. وآخرون 2019).
  • وبين عامي 1970 و2020، تراجعت أعداد الحيوانات البرية وفق معدلات مقلقة بنسبة وصلت حتى 73 في المائة (الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية 2024).
  • ويؤثر الصيد غير المراعي للاستدامة في أكثر من 1 300 نوعًا من الثدييات البرية، منها 669 نوعًا تم تقييمها من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة كأنواع مهددة، حيث تتراجع أعداد الأنواع كبيرة البدن على وجه الخصوص بسبب الضغط الناجم عن صيدها (المنبر الحكومي الدولي المعني بالتنوع الأحيائي وخدمات النظم الإيكولوجية 2022).
  • أما التجارة غير المشروعة بالحيوانات البرية، التي تمثل رابع أكبر جريمة ضد الحياة البرية على مستوى العالم بعد السلاح والمخدرات والإتجار بالبشر، فتقدر قيمتها ما بين خمسة و23 مليار دولار أمريكي سنويًا وتشتمل على أكثر من 7 000 نوع (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة).