تحويل النفايات إلى وقود الطبخ في المجتمعات الساحلية الفيتنامية

 تساعد منظمة الفاو على زيادة دخل الصيادين بتحسين إنتاج تربية الخنازير، وإنتاج الغاز الحيوي.

نقاط رئيسية

تمثل مصائد الأسماك الشاطئية، المصدر الرئيسي لدخل المجتمعات الساحلية الفيتنامية، لكن غالبا ما تكون غير كافية لتغطية نفقات الأُسَر المعيشية. في محاولة للمساهمة في تنويع سبل عيش الصيادين وتحسين دخل المجتمعات المحلية، قدم مشروع المنظمة الدعم لتطوير تقنيات تربية الخنازير واستخدام المخلفات في إنتاج الميثان لأغراض الطهي في ثلاث محافظات في البلد. وكان هذا المشروع جزءا من برنامج أكبر، يُعنى بسبل العيش الإقليمية بمصايد الأسماك، مُدّته أربع سنوات، بتمويل من مملكة اسبانيا، واختتم أعماله في عام 2013.

المرأة العاملة في المجتمعات الساحلية
في البلديات الساحلية، في كوانج نام وكوانج تري، ومحافظات ثوا ثين هوى في فيتنام، تعدّ مصايد الأسماك القريبة من الشاطئ باستخدام زوارق ذات محركات صغيرة (ذات 12-20 حصان)، أهمّ  السّبل المعيشية، ومصادر الدخل. وبصرف النظر عن مصايد الأسماك البحرية، تقوم الأسر الساحلية أيضا بتربية الخنازير والدجاج، وتجفيف وتجهيز الأسماك ، وتشارك في الأنشطة الأخرى ذات الصلة مثل صناعة الشّباك وإصلاحها.

وبسبب النقص في تقنيات التربية السليمة، تؤدي تربية الخنازير على نطاق صغير أحيانا إلى ربح صاف منخفض. بل وقد تتسبّب كمية النفايات من تربية الخنازير في التلوث البيئي، وتلوث المياه الجوفية والروائح الكريهة.

بمشاركة الإدارات المحلية لشؤون الزراعة والتنمية الريفية في المحافظات الثلاث، قدم مشروع المنظمة الدعم التقني والمالي، من أجل تحسين تربية الخنازير وبناء وحدات الغاز الحيوي. وتوفر هذه الوحدات غاز الميثان لأغراض الطهي، في حين أن النفايات المعالجَة تكون عديمة الرائحة، ويمكن استخدامها كسماد عضوي.

شملت الأسر المختارة المستفيدة نساء – من أعضاء الجمعيات السمكية في البلدية – وأزواجهن الذين يعملون في المصايد الطبيعية القريبة من الشاطئ. وكان معظمهن من ربات البيوت، دخلهن الشهري يتراوح  بين 20 دولار و 100 دولار أمريكي.

في المحافظات الثلاث، يقوم معظم الرجال بأنشطة مصايد الأسماك الطبيعية على مدار السنة، باستثناء عندما يمنع سوء الأحوال الجوية الصيد. لكنّ الدّخل الذي يتولد عن ذلك غير كاف لنفقات الأسرة.

بواسطة هذا المشروع، تم تسليم خمسة خنازير صغار أو اثنين من إناث الخنازير للتربية لكل مستفيد. ومُنح مبلغ قدره 308 دولارا أمريكيا لكلّ أسرة، كمدفوع جزئي لسداد بناء وحدة الغاز الحيوي، تضمن شراء المعدات وغيرها من المواد.

وعدا المساعدات المالية، نُظّمت جولات دراسية لأفراد المجتمع المهتمين بالتعلُّم من النماذج الناجحة في البلديات الأخرى. وعرضت على المشاركين إحدى وحدات الغاز الحيوي التشغيلية بتصميم مماثل وخزان التعويض، التي لم يتسرب منها الغاز ولم يسل لمدة تجاوزت عامين بعد تشغيلها. وبعد نهاية الجولات الدراسية، أجريت دورة تدريبية لمدة يوم واحد على تربية الخنازير وعمليات الغاز الحيوي. فتعلّم المتدربون تقنيات بناء مصنع للغاز الحيوي، والحد الأدنى من المتطلبات لضمان إنتاج كمّيات كافية من الغاز الحيوي للاستخدام المنزلي.

توفير المال وحماية البيئة في نفس الوقت 
إن تربية الخنازير إلى جانب مصانع الغاز الحيوي لم تحلّ مشكلة التلوث البيئي الناجم عن النفايات فقط، وإنّما وفّرَت أيضا غاز الميثان لأغراض الطهي المنزلية.

فوحدات الغاز الحيوي التي بُنيَت بشكل جيد وتعمل بكفاءة، تساعد الأُسر على خفض تكاليف الوقود، وعلى توفير الوقت الذي كان يستغرقه جمع الخشب وتقطيعه. ومنذ تنفيذه، قدم هذا النموذج أرباحاً وفوائد بما فيه الكفاية تعود بزيادة كبيرة في المعيشة بالنسبة للمستفيدين. وقدّمت نماذج الغاز الحيوي الناجحة أيضا مواقع تجريبية لصيادين آخرين في البلدات المجاورة.

المشهد الأكبر للصورة 
شَرَعَ برنامج سبل العيش الإقليمية لمصايد الأسماك في جنوب وجنوب شرق آسيا في تعزيز قدرات المجتمعات المحلية التي تعيش من صيد الأسماك على نطاق محدود، والمؤسسات الداعمة لها في كمبوديا، وأندونيسيا، والفلبين، وسري لانكا، وتيمور ليشتي، وفيتنام. وقد سعى هذا البرنامج بذلك إلى تحسين سبل عيش الصيادين وأسرهم، وفي الوقت نفسه، إلى  تعزيز ممارسات إدارة أكثر استدامة للموارد السمكية.

خلال هذا البرنامج، شارك ما يناهز 500 35 من الصيادين بمن فيهم  13357 من النساء (38٪)، وأفراد من مجتمعات الصيادين المحلّية، وموظفين من الحكومة في أكثر من 1150 نشاطا من أنشطة بناء القدرات. وقد تمّت هذه الأنشطة على الصعيدين  الوطني والإقليمي، وشملت مجموعة واسعة من المجالات، من تخطيط إدارة الموارد السمكية،  وإنتاج الحرَف اليدوية وتربية الدجاج، إلى استخدام أدوات التعرّف على مواقع السمك.

شارك بهذه الصفحة