مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

المبادرة الإقليمية لندرة المياه في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا

تعد منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا أكثر مناطق العالم معاناة من انعدام الأمن المائي مع تزايد ندرة المياه وتدهور جودتها. ويشهد الطلب على المياه العذبة تزايداً مستمراً، مدفوعاً بمجموعة من العوامل، مثل النمو السكاني، وزيادة الطلب على الغذاء، والتغيرات في الأنماط الغذائية نحو المزيد من البروتينات الحيوانية، والزحف العمراني، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة. في الوقت نفسه، تشهد المنطقة تناقصاً مستمراً في توفر المياه العذبة بسبب انخفاض معدلات الهطولات المطرية وتغيرها، والاستخدام غير الرشيد للمياه، وتدهور جودتها.

وتعتبر ندرة الموارد الطبيعية وتدهورها، سواء كانت موارد من الأراضي والمياه والتنوع البيولوجي، من بين أهم المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي والتغذية ورفاهية السكان في المنطقة. ولا تزال قدرة الوصول إلى خدمات المياه ضعيفة في المناطق الريفية، مما يؤثر على التنمية البشرية العادلة والشاملة ويقوّض قدرة المجتمعات الريفية على الصمود. ومن ناحية أخرى، يزيد النمو السكاني وتغير المناخ من ضعف المنطقة ويزيدان من خسائر الإنتاجية وتدهور الموارد الطبيعية.

تستهلك الزراعة، التي لا تزال تشكل قطاعاً اجتماعياً واقتصادياً حيوياً في معظم بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، 85 في المائة من موارد المياه العذبة المتوفرة في المنطقة، ويعاني القطاع الزراعي من ندرة المياه أكثر من غيره من القطاعات، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي. وتعاني المجتمعات الريفية من الآثار المترتبة على صحة وتغذية سكانها ونموهم العقلي والبدني في المستقبل، وتكون الآثار أشد حدة على المجتمعات الأكثر تهميشاً.

وقد أحرزت الدول العربية تقدماً في إدارة الموارد المائية وترشيد استخدامها، لكن هذه التحسينات لا ترقى بعد إلى مستوى التحدي الحقيقي. وإذا لم تتم إدارة المياه على نحو مستدام ورشيد وعادل، ستجد منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا صعوبة في إحراز تقدم نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن القضاء على الفقر (الهدف 1)، والأمن الغذائي (الهدف 2)، والمياه والصرف الصحي للجميع (الهدف 6) والعمل المناخي (الهدف 13).

مبادرة ندرة المياه: شراكة لتعزيز تخطيط وإدارة الموارد المائية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا

بهدف مساعدة بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا على مواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وشركاؤه مبادرة ندرة المياه على هامش النسخة الأولى من ملتقى "أيام الأرض والمياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في ديسمبر/كانون الأول 2013. وقد صممت المبادرة على أساس أن الأمن المائي والغذائي تتداخل فيه أشكال معقدة ومتداخلة من صنع القرار من مختلف القطاعات وأصحاب المصلحة. وبناءً على ذلك، أقر الشركاء بالفائدة الكبيرة لتعزيز التنسيق وبناء الشراكات للاستجابة لندرة المياه في المنطقة.

وقع المكتب الإقليمي وعدد من الشركاء على "تعهد شراكة" عبروا فيه عن "اهتمامهم الشديد ورغبتهم العميقة في العمل معاً، بالاعتماد على معارفهم ومواردهم المشتركة، وذلك في إطار شراكة إقليمية فعالة قائمة على العمل والنتائج، لدعم تنفيذ الاستراتيجيات التعاونية ذات الصلة"، مثل الاستراتيجية العربية للأمن المائي (2010-2030)، واستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة (2005-2025). وصادق وزراء الزراعة على المبادرة الإقليمية خلال انعقاد أعمال الدورة 32 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى في فبراير/شباط 2014 في روما، وصادق عليها المجلس الوزاري العربي للمياه التابع لجامعة الدول العربية في مايو/أيار 2015.

مجالات تركيز مبادرة ندرة المياه
  • دعم التخطيط الاستراتيجي للأمن المائي والغذائي من خلال تعزيز حوكمة قطاع المياه وتعزيز التنسيق بين قطاعي المياه والزراعة

  • تحسين تخطيط الموارد المائية وإدارتها في كل من أنظمة الزراعة البعلية والمروية وعلى طول سلاسل القيمة الجيدة

  • دعم تطوير استخدام المياه غير التقليدية (مياه الصرف الصحي المعالجة والمياه المحلاة والمياه قليلة الملوحة)

  • تعزيز القدرة على الصمود في وجه الصدمات والإجهاد، مع التركيز القوي على تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك موجات الجفاف.

  • تعزيز المنهجيات والأدوات للمتابعة والقياس والإبلاغ عن استهلاك المياه وإنتاجيتها وكفاءتها من أجل قياس النتائج لدعم السياسات وعمليات صنع القرار.

مبادرة ندرة المياه على أرض الواقع:

تتطلب التحديات المتعددة التي تواجه منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا التنسيق المستمر بين الشركاء، وتبادل المعرفة، وممارسة الأنشطة المشتركة لضمان التآزر وتعزيز التأثير. وفي هذا السياق، أنشأ شركاء مبادرة ندرة المياه منصة تعاونية إقليمية منظمة توفر المعلومات والمواد حول أربعة موضوعات رئيسية لمعالجة مجالات تركيز المبادرة: (1) المرونة والتكيف مع تغير المناخ، (2) أدوات وتحليلات إنتاجية المياه، (3) موارد المياه غير التقليدية و(4) حوكمة المياه. ويجتمع أعضاء كل مجموعة مواضيعية ثلاث مرات في السنة، ويجمعون المعارف والخبرات الوفيرة من المنظمات المتخصصة والبلدان الأعضاء. وتخلق هذه الاجتماعات المنتظمة فرصاً لتطوير مشاريع مشتركة بين الشركاء لإحداث تأثير إيجابي في إدارة المياه في المنطقة. هذا هو الاتجاه الجديد الذي يسعى الآن شركاء مبادرة المياه للعمل من أجله.

على الصعيد العالمي، تتطلب تحديات الأمن المائي والغذائي تعزيز التخطيط والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة في قطاعي المياه والزراعة. ودعماً لهذه الجهود، أنشأ المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا المنصة الفنية الإقليمية حول ندرة المياه لتوفير حلول متكاملة فعالة لمواجهة ندرة المياه على المستوى العالمي. يشمل شركاؤنا الحاليون الحكومات ووكالات الأمم المتحدة ومراكز البحوث والأوساط الأكاديمية وكيانات القطاع الخاص المتخصصة في المياه والزراعة والمواضيع ذات الصلة بالمناخ.

  • استجابة للتحديات المرتبطة بالأمن المائي والغذائي في المنطقة العربية، يقدم المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بالتعاون مع الإسكوا، الدعم لجامعة الدول العربية في تعزيز التنسيق والتوافق بين السياسات الزراعية والمائية.
  • وقد دفعت هذه الجهود المشتركة جامعة الدول العربية إلى تعزيز التنسيق بين قطاعي المياه والزراعة من خلال إنشاء "المجلس الوزاري المشترك للمياه والزراعة". ودشن وزراء الزراعة والمياه العرب اجتماعهم الأول المشترك في القاهرة في 4 أبريل/نيسان 2019 على هامش النسخة الخامسة من ملتقى "أيام الأرض والمياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". واعتمدوا القرار الوزاري المشترك إعلان القاهرة الذي يقر بضرورة تعزيز تنسيق وتوافق السياسات بين قطاعي المياه والزراعة.
  • وينص القرار على إنشاء "لجنة فنية مشتركة رفيعة المستوى" تعمل بصفة هيئة استشارية فنية للمجلس الوزاري المشترك للمياه والزراعة. وعقدت اللجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى للمياه والزراعة اجتماعها الرابع في القاهرة في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على هامش أعمال النسخة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه. وتم تلخيص التقدم المحرز والتوصيات الصادرة عن هذا الاجتماع في الوثيقة الختامية الأخيرة.
  • وينص القرار على إنشاء "أمانة فنية مشتركة" تتألف من المنظمة العربية للتنمية الزراعية والأمانة الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه. تعمل الأمانة الفنية المشتركة والمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا والإسكوا عن كثب مع اللجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى للمياه والزراعة لوضع إعلان القاهرة موضع التنفيذ. وفي هذا الصدد، وضعت الأمانة الفنية المشتركة، بمساعدة المكتب الإقليمي ومنظمة الإسكوا، خطة عمل لتنفيذ إعلان القاهرة ووضعت مبادئ توجيهية لتحسين تحصيص الموارد المائية للزراعة. ووافق المجلس الوزاري المشترك للمياه والزراعة في 27 يناير/كانون الثاني 2022 على المبادئ التوجيهية لتحصيص المياه للزراعة وخطة العمل التنفيذية لإعلان القاهرة لعام 2019. يواصل المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا والإسكوا دعم جامعة الدول العربية مع التركيز على المياه غير التقليدية (إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وتحلية المياه) والتطبيق التجريبي للمبادئ التوجيهية بشأن تحسين تحصيص المياه على المستوى القطري.

تعتبر منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا واحدة من أكثر مناطق العالم ندرة في الأراضي والمياه، لذلك فإن الحفاظ على موارد الأراضي والمياه أمر بالغ الأهمية لضمان الأمن الغذائي ومعالجة الطلب المتزايد على الغذاء. تقرير حالة الموارد من الأراضي والمياه للأغذية والزراعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا لعام 2021 هو الإصدار الأول الذي يعرض ويحلل حالة الموارد من الأراضي والمياه للأغذية والزراعة في المنطقة العربية. ويهدف إلى تزويد صانعي السياسات والمؤسسات المعنية وأصحاب المصلحة الآخرين بنظرة عامة شاملة عن الوضع الحالي للأراضي والمياه وتأثير تغير المناخ والزحف العمراني على إنتاج الغذاء، من أجل زيادة وعي الحكومات والجمهور وتسهيل اتخاذ القرارات الرشيدة.

تتطلب خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تغييراً "تحولياً" في إدارة الموارد الاستراتيجية، مثل المياه والأرض والطاقة. ويعد جمع البيانات وإدارتها وتحليلها أمراً مهماً للغاية دعم التخطيط الاستراتيجي لهذه الموارد وتوفير قاعدة الأدلة اللازمة لصياغة السياسات. وفي هذا الصدد، تعد المحاسبة والتدقيق في مجال المياه، والاستشعار عن بعد لتحديد مستوى التبخر، ومراقبة إنتاجية مياه المحاصيل أمثلة عن بعض الأدوات والمنهجيات المتقدمة التي تروج لها المبادرة الإقليمية لتوفير فهم شامل لتوفر موارد المياه والوصول إليها ودعم الاستخدام الفعال والعادل والمستدام لموارد المياه.

Capacity development has been a cross-cutting component of the Water Efficiency, Productivity and Sustainably Project (WEPS), through the organization of regional and national meetings and the implementation of webinar series facilitating discussions on innovative topics such as water accounting and auditing, water productivity, crop mapping or remote sensing determination of evapotranspiration. The collection of recorded webinars is available on the website of the iRTP-WS.

حقائق وأرقام
  • تعد معدلات موارد المياه العذبة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من بين الأدنى في العالم: وتشمل المنطقة ثمانية بلدان تصنف ضمن الدول العشر الأعلى عالمياً في مستويات الإجهاد المائي. وانخفضت الموارد المائية بنسبة 2/3 خلال الأربعين عاماً الماضية ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة تزيد عن 50 في المائة بحلول عام 2050.

  • يتدفق أكثر من 60 في المائة من موارد المياه المتجددة في المنطقة من خارج الحدود الوطنية والإقليمية.

  • تعتمد المنطقة اعتماداً كبيراً على المياه الجوفية العابرة للحدود.

  • تستهلك الزراعة في المنطقة حوالي 85 في المائة من إجمالي المياه العذبة المتاحة، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي البالغ 70 في المائة.

  • تعد منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا أكثر مناطق العالم ندرة في الأراضي، حيث يبلغ متوسط حصة الفرد من الأراضي الزراعية حوالي 0.3 هكتار.

الوثائق الاستراتيجية 
مقاطع إذاعية 
صحائف وقائع 
المطبوعات 
المواقع ذات الصلة 
مقاطع مصورة 

العمل نحو تحقيق
الفضائل الأربعة
  • إنتاج أفضل
  • تغذية أفضل
  • بيئة أفضل
  • حياة أفضل.
أهداف التنمية المستدامة

(الهدف 1) القضاء على الفقر، الهدف 2 (الأمن الغذائي)، الهدف 6 (المياه والصرف الصحي للجميع)، الهدف 13 (العمل المناخي.

الأولويات الإقليمية

جهات الاتصال

محمد الحمدي

مسؤول أول المياه والأراضي في المنظمة، مدير تنفيذ مشروع المبادرة الإقليمية لندرة المياه