Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تعرّف على النساء اللاتي يحدثن ثورة في قطاع صيد الأسماك في بيرو


برنامج تدعمه منظمة الأغذية والزراعة يمد يد العون لصاحبات مشاريع مبتكرات

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
15/10/2020

عندما قامت صائدة الأسماك البيروفية، السيدةKarin Abensur، بصيد ما يقرب من 800 كيلوغرام من السمك في وقت مبكر صباح أحد الأيام منذ خمس سنوات، قدّرت المبلغ الذي يمكن أن تجنيه. وصرحت قائلة "اعتقدت أنهم سيدفعون لي في أسوأ الأحوال 6 سول(1.76 دولارًا أمريكيًا) لكل كيلوغرام واحد"، ولكنها أصيبت بالإحباط عندما عادت، بعد قضاء 4 ساعات في أعالي البحار، إلى ميناء بوكوسانا (Pucusana) الواقع في وسط البلد حيث عرض عليها سول واحد (1) فقط للكيلوغرام الواحد، أي ما يقارب 0.30 دولارًا أمريكيًا. وتضيف قائلة "لقد أخبروني أنه من الأفضل أن أقبل هذا المبلغ لأنني لن أجد من يدفع لي أكثر".

وهذه القصة تجسيد للواقع الأليم الذي يكابده العديد من الأشخاص، مثل Karin التي بات عملها في قطاع مصايد الأسماك في بيرو مصدر رزقها بسبب انخفاض القيمة السوقية للأصناف المعروفة المنتشرة على ضفاف الساحل البيروفي، مثل كلب البحر الشائك والقرش المَلَك. لطالما كانت Karin شغوفة بصيد السمك، ولكنها أدركت، بعد دراسة التسويق في الجامعة، أن عليها أن تلجأ إلى الابتكار إذا كانت ترغب في تحويل شغفها إلى سبيل لكسب العيش. وبدأت، بعد فترة وجيزة من ذلك، مشروعها الجديد، المتمثل في تحويل الأسماك ذات القيمة السوقية المنخفضة إلى منتجات يزداد الطلب عليها في السوق، مثل الأسماك المقطعة والمعدّة لتحضير السوشي.

واستلهمت Karinهذه الفكرة من المطبخ الآسيوي الذي أصبح نمطًا غذائيًا يجتاح بيرو. وقد أعربت قائلة "تشهد المطاعم الآسيوية ازدهارًا في ليما، إذ يرغب العديد من الأشخاصفي تناول السوشي ولكن يتعذر على البعض تحمل تكلفته". 

ويلقِّن مشروع Karin، الذي أطلقت عليه اسم "كارين إيكوفيش" (Karin Ecofish)، النساء العاملات طرق التقطيع المبتكرة لخلق منتجات جديدة من السمك الذي تقمن باصطياده. وقد اكتسبن الآن مهارات في تقطيع السمك على الطريقة اليابانية المعقدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر السمك في السوق. وتوضّحKarin قائلة "إنني أجازف وأقوم بتحضير شرائح سمك مقطعة على الطريقة اليابانية ولكن باستخدام سمك البونيتو"، وهو سمك محلي بخس الثمن يشبه طعمه طعم سمك التونا.

ولا تود Karinاجتذاب المطاعم فحسب بالسمك المحلي المستدام، بل اجتذاب المستهلكين أيضًا. ولكي تشجّع عددًا أكبر من الأشخاص على تناول السمك، توسّع Karin نطاق منتجاتها، ويتراوح ذلك بين السوشي وتدريب العاملات على تحضير ناغتس السمك وأصابع السمك للأطفال وقطع السمك التي تناسب الشوي خلال التجمعات العائلية. 

وعلى الجانب الآخر من بيرو، وبالتحديد في منطقة بونو (Puno)، حقّق مشروع تجاري مبتكر آخر قائم على تربية الأحياء المائية تديره امرأة نجاحًا مماثلًا. فحوالي 000 4 متر فوق مستوى سطح البحر على شواطئ بحيرة أرابا (Arapa)، هناك مشروع صغير يُسمى "تروشاس أرابا" (Truchas Arapa ) ينتج سمك تروت (سلمون مرقط) ذا لون أحمر ملفت للنظر عن طريق استخلاص مادة الأكستاسانتين، وهي صبغة طبيعية، من سمك المونيدا، وهو من الأسماك الشائع اصطيادها والتي عادًة ما تترك لتتعفن على الشواطئ. ومن خلال إضافة هذه الصبغة إلى علف سمك التروتة، يتغير لون سمك التروتة المستزرع بحيث يصبح أكثر جاذبية للمستهلكين وتزداد قيمته السوقية، ما يجعله أكثر ربحية. وقد ثبتت شعبية هذا السمك لدرجة أن أحد أفضل مطاعم ليما بات يقدمه ضمن قائمة أطباقه.

والسيدة Reyna Callataهي المديرة التجارية لمشروع "تروشاس أرابا". ولطالما عملت في قطاع تربية الأحياء المائية وكانت تدير الشركة التي تمتلكها عائلتها والتي تقوم بإنتاج سمك التروتة من مختلف مناطق إقليم كوسكو (Cusco) وبيعه.

وتقول Callata"لقد تعين علينا القيام بقفزة ونحن نريد الاستمرار في النمو. وكنا متأكدين من أن هذا الصنف من سمك التروتة الفريد من نوعه والصحي والغني بالبروتين سيكون محطّ طلبكبير، ومن أسعارًا أكثر إنصافًا ستؤدي إلى خلق فرص عمل لسكان المنطقة". 

وتتولى السيدة Marisol Churacutipa الجانب الفني للمشروع. وقد انضمت إلى المشروع كممارسة وترقت لتصبح رئيسة الإنتاج المسؤولة عن تجهيز سمك التروتة ليصبح منتجًا يُطرح في الأسواق. وبالنسبة إلى Marisol، فإن نجاح مشروعهن الذي تديره نساء هو أكثر من مجرد هدف اقتصادي.

قالت Marisol "يشعر العديد من الأشخاص بالفخر بتمكن نساء من القيام بمشروع ليس في المنزل فحسب، وإنما على نطاق أوسع. فهو مشروع إنتاجي يخلق فرص عمل لأفراد المجتمع المحلي، نساءً ورجالًا".

وهذان المشروعان ليسا سوى اثنين من 800 من المشاريع التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في البرنامج الوطني للابتكار في مجالي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الذي تنفذه حكومة بيرو. وقد صُمم هذا البرنامج، الذي انطلق في عام 2017 بتمويل من البنك الدولي، من قبل المنظمة التي تواصل، بناءً على طلب حكومة بيرو، دعمه. وينطوي ذلك على تنفيذ نظام تنافسي للمنح بهدف تمويل تقنيات الاستزارع المبتكرة وتحسين حوكمة قطاع صيد الأسماك والاستفادة من المنصات الرقمية لرصد أداء البرنامج.

ويقوم البرنامج الوطني للابتكار في مجالي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على معارف مجتمعات صيد الأسماك الموروثة أبًا عن جدٍّ، ويساعد هذه الأخيرة على حماية مواردها السمكية ودخول أسواق جديدة وخلق سبل عيش أكثر استدامة. ويشيد البرنامج بالابتكار، ليس فقط بدعم ريادة المشاريع ولكن أيضًا بتشجيع النساء ومجتمعات السكان الأصليين والشباب على طرح أفكارهم والمشاركة. ومن المتوقع أن يدعم البرنامج 000 2 مبادرة بحلول نهاية عام 2022.

ولكن البرنامج لا يركز فقط على صيادي الأسماك أنفسهم، بل يقيم أيضًا شبكات بين الباحثين وأصحاب المطاعم وأصحاب المشاريع والخبراء لإنشاء قطاع مستدام ومُربح لصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية في مختلف أنحاء البلد. ويشير السيد Dennis Escudero، خبير في الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة، إلى أهمية النهج التشاركي الذي يطبقه هذا البرنامج، قائًلا "تقترح المجتمعات المحلية نفسها حلولًا مبتكرة. ويموّل البرنامج المبادرات التي تنشأ عن الاحتياجات الحقيقية في مختلف سلاسل الإمداد".

وبمجرد ما يقع الاختيار على أحد المشاريع من خلال عملية تنافسية، يقدم المستفيدون مساهمة مالية أولية على أن يغطي البرنامج المبلغ الباقي. ويؤدي هذا النهج إلى زيادة المشاركة والشعور بالملكية بين المستفيدين. ويقوم البرنامج، بالإضافة إلى توفير التمويل اللازم، بعقد مجموعة واسعة من حلقات العمل والفعاليات المصمّمة لتحسين المهارات، مثل مهارات التسويق.

الابتكار، فالابتكار، ثم الابتكار: إنه مفتاح خلق سُبل عيش مستدامة في ظلّ تغير المناخ الذي يشهده العالم اليوم وتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة. وقد كان للتركيز على القطاعات التقليدية، مثل مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، ودعم أصحاب المشاريع المحليين والأفكار المبتكرة تأثير لا يصدق في بيرو، كما أن ذلك يساعد على تحسين حياة النساء والرجال في مختلف أنحاء البلد.

ملاحظة المحرر: كُتب هذا المقال قبل أن تفشي جائحة كوفيد 19 في بيرو

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: بيرو

الموقع الإلكتروني:البرنامج الوطني للابتكار في مجالي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (باللغة الإسبانية)

الأخبار: صيد الأسماك لغرض الابتكارات في بيرو

الموقع الإلكتروني:مركز الاستثمار  في منظمة  الأغذية والزراعة

معرض الصور:فليكر