Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

استخدام الطاقة من أجل إنتاج خضروات أكثر مراعاة للبيئة في بنغلاديش


تتصدى ألواح الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الخضراء لندرة المياه وتساعد المزارعين على زراعة أغذية مغذّية في مدينة كوكس بازار

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

عملت منظمة الأغذية والزراعة على إنشاء نظم للري تعمل بالطاقة الشمسية لحلّ مسألة ندرة المياه في كوكس بازار، حيث يتسبب العدد المتزايد للسكان في إجهاد الموارد الطبيعية. ©FAO/Saikat Mojumder

10/03/2022

يقف السيد Mohammad Islam باسم الثغر وسط صفوف من الملفوف المرتّب والفجل النضر والطماطم الندية.
ولا شكّ في أن هذا البستان الخصب بعيد كل البعد عمّا كان ليتوقعه المرء من هذه المنطقة الشحيحة المياه. وتوجد
على بعد أمتار قليلة منه ثلاثة ألواح فضية اللون ترفع وجهها نحو الشمس وكأنها أزهار دوّار الشمس. والحقيقة أن هذه الألواح المعدنية البسيطة هي ألواح للطاقة الشمسية نصبتها منظمة الأغذية والزراعة في هذا المكان، ويعود لها معظم الفضل في نمو هذه الخضروات.

يتحدّر Mohammad Islam، وهو أب لثلاثة أطفال، من قطاع أوخيا في مدينة كوكس بازار في بنغلاديش. واسم كوكس بازار متداول في النشرات الإخبارية لأسباب كثيرة أخرى غير الخضروات، غير أنها كانت على مر الزمن واحةً بكل ما للكلمة من معنى، حيث أنّ أرضها الخصبة كانت تتيح زراعة أي صنف تقريبًا. غير أن هذا الوضع تغيّر لاحقًا،
فإن الاستغلال الجائر والاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية والمبيدات قد تسببا بتدهور التربة. وأدى تناقص الخصوبة
إلى تناقص الغطاء الخضري ما أفضى إلى تناقص كميات المياه. ومع تزايد عدد السكان، تتواصل هذه الدائرة المفرغة،
فيما تزداد التحديات شدّة.

وفي كوكس بازار تعمل منظمة الأغذية والزراعة على تحسين ممارسات الري وإنتاج المحاصيل عبر الاستفادة
من التكنولوجيات الخضراء، بما في ذلك الطاقة الشمسية. وفي الوقت الحالي، تستخدم نسبة 70 في المائة من المياه العذبة على كوكب الأرض لغايات الإنتاج الزراعي. وتساعد النظم التي تعمل بالطاقة الشمسية على الحد من فقدان المياه
عبر الاستعانة بنظم أنابيب تحت الأرض بدلاً من القنوات الأرضية المفتوحة المعرضة للتبخر والتسرب.

ويقول السيد Mohammad: "تعدّ ندرة المياه مشكلة شائعة في منطقتنا، وإن تكاليف الري مرتفعة للغاية. وقد أنشأت منظمة الأغذية والزراعة نظامًا للري يعمل بواسطة الطاقة الشمسية يساعدنا في حلّ مشكلة ندرة المياه. وقد خفضّ ذلك النظام تكاليف الإنتاج إلى النصف كذلك."

ويقول السيد Robert Simpson، ممثل المنظمة في بنغلاديش: "تتسبب الممارسات التقليدية للري بخسارة فادحة
في المياه تستنزف احتياطي المياه الجوفية فيما ترفع تكاليف الإنتاج بسبب الوقود الأحفوري المطلوب لتشغيل نظم الري. ويؤدي ذلك أيضًا إلى تلوث البيئة. أما هذه المبادرة فتعالج التحديين المتمثلين في ندرة المياه وفي التأثير البيئي، بطريقة مستدامة."

وسوف تعيد المنظمة ووزارة الإرشاد الزراعي في بنغلاديش تنفيذ هذه المبادرة على نطاق البلاد بأسرها، تشجيعًا للتحويل المستدام للنظم الزراعية والغذائية.

أنشأت منظمة الأغذية والزراعة نحو 300 مدرسة حقلية للمزارعين في منطقة كوكس بازار، فوفرت لنحو ستة آلاف مزارع التدريب على الممارسات الزراعية الجيدة. الصورة على اليسار: ©FAO/Saikat Mojumder ، الصورة على اليمين: ©FAO/MH Kawsar Rudro

الاستفادة من أشعة الشمس

بغية تعلّم كيفية استخدام نظم الري الجديدة هذه وغيرها من تقنيات إنتاج المحاصيل، شارك السيد Mohammad
في إحدى المدارس الحقلية للمزارعين المدعومة من المنظمة.

وقد قامت تلك المدرسة، التي تضم حوالي 20 مزارعًا ثلثهم من النساء، بتشجيع المزارعين على العمل كمجموعة، وإدارة حسابات مصرفية جماعية، والمشاركة في دورات تدريبية بشأن الممارسات الزراعية الجيدة وتكييف خيارات مصممة
على الطلب من خلال اختبارها داخل المزرعة.

وزوّدت منظمة الأغذية والزراعة السيّد Mohammad بالبذور النباتية والتدريب على زراعة الخضروات. كما تلقّت مجموعته مؤخراً آليات زراعية بما في ذلك المحراث الكهربائي الذي من شأنه أن يعزز إنتاج الأغذية ويحدّ من اعتمادهم على توظيف العمال الذي شكّل مسعى صعبًا أثناء جائحة كوفيد-19.

وأصبح السيد Μohammad الآن رئيسًا لمجموعته الزراعية، وهو يعمل على تشجيع الزراعة الذكية مناخاً من خلال تقنيات مثل الإدارة المتكاملة للآفات، والحلول القائمة على الطبيعة كاستخدام الفيرمونات والفخاخ الضوئية، لإنتاج محاصيل خالية من مبيدات الآفات.

وبوصف المدرسة الحقلية للمزارعين منبرًا للتعليم والتمكين، كانت عنصراً رئيسيًا في البرنامج المتكامل الذي نفذته المنظمة في كوكس بازار مع بناء سبل عيش قادرة على الصمود، والأمن الغذائي للاجئين ولمجتمعاتهم المضيفة. وقد روّجت المنظمة لهذا النهج في بنغلاديش حيث أقامت حوالي 300 مدرسة حقلية للمزارعين يستفيد منها ما يقارب 000 6 مُزارع
في منطقة كوكس بازار.

منذ أن بدأت أزمة الروهينغيا في عام 2017، تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع المجتمعات المحلية المضيفة واللاجئين لتوفير فرص لكسب العيش ولدعم المزارعين في اتصالهم بالأسواق. ©FAO/Saikat Mojumder

جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها

شأنه شأن الكثير من المزارعين حول العالم، واجه السيد Mohammad صعوبة في حصد محاصيله خلال الجائحة.

فقال: "أثناء فترة الإغلاق الناجمة عن جائحة كوفيد-19، كان هناك نقص في اليد العاملة فجاهدتُ من أجل العثور على من يساعدني على العمل في حقلي، كما واجهت صعوبات أثناء نقل المنتجات إلى الأسواق البعيدة".

بيد أنه تمكن على الرغم من كلّ ذلك من إيصال المنتجات الزراعية إلى الأسواق المحلية، مدركًا أن الأطعمة المغذية لها أهمية خاصة أثناء الأزمة الصحية. وقد كانت زراعة الطماطم والباذنجان والفجل والأمارنت الأحمر والملفوف والفاصوليا لحساب أشخاص آخرين، مصدر رضا كبير له.

فقال: "إنني أجد متعة بالغة عندما أعلم أن بعض الناس يحافظون على صحتهم من خلال استهلاك الخضار الطازجة
التي أُنتجها".

كما أهدى بعضًا من إنتاجه الزراعي إلى جيرانه لمساعدتهم خلال أزمة كوفيد-19. ويعلّق على ذلك قائلا: "خلال الجائحة رحت أقدم خضرواتي مجانًا إلى المحرومين من جيراني.

أنا مزارع، وأزرع الأغذية لنفسي وللآخرين. الناس يحبونني، وأنا أحب مجتمعي".

وبدعم من مقدّمي الخدمات المجتمعية وقادة المزارعين، بمن فيهم Mohammad، نفّذت منظمة الأغذية والزراعة حملة توعية واسعة النطاق حول كيفية مواصلة النشاط الزراعي، مع التقليل إلى أدنى حدّ من مخاطر الإصابة بكوفيد-19.

منظمة الأغذية والزراعة في كوكس بازار

تضم كوكس بازار التي يعيش فيها 2.65 مليون من السكان البنغلاديشيين، أكبر مخيّم للاجئين في العالم مع وجود
920 994 من الروهينغيا الذين يقطنون 34 مخيمًا مرتجلاً.

وتسبّب الطلب المرتفع على خشب الوقود ومواد بناء المساكن والتسقيف لعموم السكان بتكثيف الطلب على الموارد الحرجية فسرّع تدهور النظام الإيكولوجي. وقد تدهور ما يقدر بـ 000 8 هكتار من الأراضي الحرجية، ما أدى إلى تعطيل خدمات النظم الإيكولوجية بما فيها المياه.

ومنذ أن بدأت أزمة الروهينغيا في عام 2017، تعمل منظمة الأغذية والزراعة على تعزيز نهج شامل في التعامل
مع استخدام الأراضي. أما استصلاح الغابات على نطاق واسع داخل مخيمات اللاجئين وخارجها، وتشجيع الزراعة القادرة على الصمود بوجه تغير المناخ، والتكنولوجيات الخضراء مثل نظم الري بالطاقة الشمسية، هي بعض الطرق
التي تدعم بها منظمة الأغذية والزراعة الأمن الغذائي فيما تصون الطبيعة. كما تعمل المنظمة مع المجتمعات المحلية المضيفة واللاجئين على تهيئة فرص لكسب العيش، حيث تزوّد المجتمعات المضيفة بالمدخلات الزراعية وبالمعدات الزراعية وببناء القدرات.

ويشكل بناء قدرة الأسر والمجتمعات المحلية على الصمود بوجه انعدام الأمن الغذائي والأخطار الطبيعية من خلال التحول الزراعي جزءًا أساسيًا من مهمة منظمة الأغذية والزراعة في مختلف أنحاء العالم. وبدعم من الاتحاد الأوروبي وبنغلاديش وكندا واليابان وهولندا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، استفاد حتى يومنا هذا من برامج كوكس بازار 340 146 شخص استفادة مباشرة.

روابط تتعلق بالموضوع

* هذه القصة هي تحديث لقصة نُشرت لأول مرة في 24 /08/ 2021

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: بنغلاديش

الموقع الإلكتروني: السنة الدولية للفواكه والخضروات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في حالات الطوارئ