Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

وجه القدرة على الصمود في أفغانستان


تحسين زراعة القمح يساعد في التخفيف من القلق الناجم عن انعدام الأمن الغذائي عن كاهل المزارعين الأفغان

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
20/07/2021

يتصبب السيد Khialy Gul عرقًا وتسيل قطراته في تجاعيد جبينه وهو يحصد اليوم حقله المزروع بالقمح في قرية ناوجو في محافظة نانغاهار شرقي أفغانستان. ويؤكد المزارع الأفغاني وهو يمسح عرق الظهيرة ويأخذ قسطًا من الراحة ليتحدث عن حصاد هذا الموسم بالقول "لقد تلقينا هذا الدعم عندما كنا في حاجة إليه". وقد عمل السيد Khialy Gul كمزارع طوال حياته تقريبًا، وساعات العمل اليدوي اللازم فقط من أجل إنتاج الأغذية له ولأسرته ليس بالأمر الغريب بالنسبة إليه.

وبعد أكثر من أربعين عامًا من النزاع، من المؤكد أن الوقت ليس وقت رخاء بالنسبة إلى المزارعين في جميع أنحاء أفغانستان. فانعدام الأمن الغذائي يرخي سدوله فوق المناطق الريفية في البلاد ويؤثر على واحد من كل ثلاثة أفغان بشكل عام. وفي هذا البلد، تعتمد الحياة وسبل العيش جميعها على المساعدة الإنسانية بشكل كبير.

ويعجز العديد من المزارعين عن الوصول إلى حقولهم من دون تعريض حياتهم للخطر. وحتى لو استطاعوا ذلك، معظمهم لا يملكون المدخلات الزراعية الأساسية اللازمة، مثل البذور المعتمدة، إما لأنهم لا يستطيعون تحمل كلفتها أو لأن البذور المعتمدة العالية الجودة ليست متاحة في السوق المحلية بكل بساطة.

ويقول السيد Khialy Gul "لم يكن في استطاعتي أن أشتري البذور وكنت أقترض من موسم إلى آخر. وعلاوة على ذلك، عندما نشتري البذور من السوق [المحلية]، تكمن المشكلة في أن النباتات تنمو قصيرة وطويلة بطريقة مختلطة لا يمكن أن يُعوَّل عليها."

وقد كان محصول القمح الشتوي يقترب ومن المهم أن ينتج المزارعون محصولهم. والقمح من المواد الغذائية الأساسية هنا في أفغانستان، إذ يحصل المرء على نصف سعراته الحرارية اليومية من القمح وحده عادة.

وقد دعمت المنظمة، بتمويل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (الصندوق المركزي)، 200 37 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة، بمن فيهم السيد Khialy Gul، في 16 محافظة في أفغانستان بحزم طوارئ مخصصة لزراعة القمحتتكونمن بذور القمح والأسمدة المعتمدة العالية الجودة.

وقد مكّنت هذه المساعدة السيد Khialy Gul من زراعة جريبين (0.4 هكتارات) من الأراضي. ويقول السيد Khialy Gul وهو يشير إلى حقل القمح الذهبي "إن البذور المعتمدة جيدة حقًا، فهي تنتج محصولًا غنيًا وقمحها نظيف ونقي. ولم ندرس الأرض بعد، لكن يبدو أن الغلة ستكون ضعف غلة الحصاد السابق."

ويشرح السيد Khushal Asifi، المنسق الإقليمي للمنظمة في المنطقة الشرقية من أفغانستان، "تنتج أصناف البذور المحلية 400 إلى 450 كيلوغرامًا من حبوب القمح لكل جريب في المتوسط​​، بينما تنتج البذور المعتمدة 650 إلى 700 كيلوغرام لكل جريب في المتوسط. وهي زيادة تبلغ حوالي 60 في المائة" ويمكن لهذا التحسن في الإنتاج أن يقلل من توقعات العجز المحلي الملحوظ للقمح (حوالي مليوني (2) طن متري في عام 2021).

ومع تحوّل انتباه العالم إلى حالات الطوارئ والقضايا الناجمة عن كوفيد، تأثرت العمليات في العديد من البلدان مثل أفغانستان بالمشاريع التي تعاني من نقص التمويل، إضافة إلى أنها تحتاج في الوقت نفسه إلى تمويل إضافي لمواجهة التحديات المتعلقة بالجائحة.

ويقول السيد Fabrizio Cesaretti، رئيس وحدة الطوارئ والقدرة على الصمود المسؤول عن استجابة المنظمة
لكوفيد-19 في أفغانستان "لقد غطى التمويل الخاص بالمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، أي الصندوق المركزي، فجوات نقص التمويل الكبيرة في بداية الجائحة وأدى دورًا تحفيزيًا في جذب وتمكين المزيد من التمويل من مختلف الجهات المانحة، وبالتالي تمكين ودعم الاستجابة الإنسانية السريعة القائمة على الاحتياجات والحرجة من حيث التوقيت."

وقد جرى توجيه تمويل الصندوق المركزي أيضًا للاستجابة لكوفيد-19 في البلاد والمساعدة على ضمان تشغيل الأسواق الرئيسية للزراعة والثروة الحيوانية من دون خطر كوفيد المحدق.

ويشرح السيد Khialy Gul قائلًا "لقد تلقينا أيضًا تدريبًا بشأن كوفيد-19 وطُلب منا ألّا نرتاد السوق كثيرًا، وألّا نقترب من أي شخص، وألا نتحدث كثيرًا مع أي شخص أو نعانقه، وأن نستخدم معقّم اليدين أو أن نغسل أيدينا بالصابون عندما نبتعد عن الناس، وأن نرتدي قناع الوجه."

وبالتعاون مع منظمة Action Aid واللجنة النرويجية الأفغانية ورابطة إعادة التأهيل في المناطق الريفية الأفغانية، وفّرت المنظمة المدخلات الزراعة اللازمة للسيد Khialy Gul، إضافة إلى تدريب خاص بشأن الممارسات المتعلقة بتحسين إنتاجية القمح، مثل زراعة الصفوف المتباعدة التي تستخدم بذورًا أقلّ ومغروسة في أماكن بعيدة عن بعضها. ويقول "ساعدتنا هذه التقنية على زيادة كفاءة استخدام البذور. إذ اعتدنا على رش البذور [نثرها]، وهي طريقة أكثر كلفة."

وتتزايد أهمية موسم القمح الجيد لأنه مع حلول موسم الجفاف ووصول ظاهرة النينيا، ستطال آثار الجفاف جميع أنحاء البلاد. ويوضح السيد Kaustubh Devale، موظف المنظمة المعني بالإدارة الدولية لمخاطر الكوارث في أفغانستان، أن "هذه المساعدة الحرجة من حيث التوقيت والمراعية للموسم قد ساهمت بشكل كبير في تعزيز قدرات المقاومة لدى أصحاب الحيازات الصغيرة الضعفاء مثل السيد Khialy Gul. وقد ساعدت أيضًا في تقليل مخاطر أن يضطر هؤلاء المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة إلى اللجوء إلى البيع الاضطراري للأصول الإنتاجية."

كما تم دعم المزارعين بتحويلات نقدية من أجل تغطية احتياجاتهم العاجلة. ويقول السيد Khialy Gul "لقد استخدمنا النقود في شراء القرطاسية الأساسية لأطفالنا الذين يذهبون إلى المدرسة".

"وكانت تطلعاتنا هي تغطية نفقات الأسرة لمدة أربعة أو خمسة أشهر على الأقلّ ... أما الآن، فيبدو أن هذا سيكون كافيًا لتغطية نفقاتنا لفترة أطول."

ولكن اليوم، لا يزال يتعيّن إنهاء الحصاد، فيما الشمس ستغرب قريبًا.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطلاع على المزيد

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: أفغانستان

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في حالات الطوارئ

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والقدرة على الصمود