مركز الاستثمار

كيف يُمكن لصناع السياسات توسيع نطاق الاستثمار في الأغذية الزراعية لصالح الشباب في أفريقيا

02/06/2022

تضم القارة الأفريقية النسبة الأكبر من الشباب في العالم، ويتمثل التحدي الأكبر أمامها في خلق أكثر من 10 ملايين وظيفة لائقة سنويًا بحلول عام 2035 لاستيعاب هذه القوة العاملة الشابة.

توفر سلاسل التوريد الزراعية والنظم الغذائية وظائف للشباب والشابات وتتيح أمامهم فرصًا كبيرة لريادة الأعمال. ولكن بينما يقوم الشباب بالفعل بتحويل نظم الأغذية الزراعية في إفريقيا – عن طريق استغلال الفرص المتاحة واستحداث أفكار جديدة وحلول ومنتجات وخدمات مبتكرة – إلا أنهم غالبًا ما يعملون في وظائف منخفضة الأجر ومحفوفة بالمخاطر وغير آمنة.

قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي  بإعداد موجز استثماري مشترك جديد بعنوان توسيع نطاق الاستثمارات في نظم الأغذية الزراعية لصالح الشباب في أفريقيا، ما الذي ينبغي أن يعرفه صناع السياسات، ويتناول هذا الموجز كيفية الإسراع بوتيرة الاستثمارات التي ينفذها الشباب والاستثمارات التي تُنفذ لصالحهم وكيفية توسيع نطاقها.

يقدم الموجز لمحة عامة عن الخطوط التوجيهية للاستثمار في نظم الأغذية الزراعية من أجل الشباب في إفريقيا والتي تم نشرها حديثًا، ووضعتها منظمة الأغذية والزراعة ومفوضية الاتحاد الأفريقي. وتتضمن هذه الخطوط إرشادات وخطوات إعداد برامج استثمار تركز على الشباب وتراعي احتياجاتهم وتتعامل معهم كشركاء.

قال Abebe Haile-Gabriel، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي لأفريقيا "نريد أن يعرف صُناع السياسات أن هذه الإرشادات الفنية توفر أداة مفيدة وملاءمة زمنيًا يمكن لبلدانهم استخدامها حتى يتمكنوا من خلق بيئات وحوافز مواتية للاستثمار الذي يُراعي الشباب".

قالت الدكتورة Janet Edeme، رئيسة قسم التنمية الريفية، بإدارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة بمفوضية الاتحاد الأفريقي: "الالتزام السياسي موجود بالفعل".

وأضافت "إلى جانب المساهمة في تحقيق الأهداف المتعلقة بالشباب في إعلان مالابو الذي أقرته قمة مفوضية الاتحاد الأفريقي في 2014، يُمكن للاستثمارات التي تركز على الشباب والسياسات التمكينية أن تساعد الشباب في التغلب على العقبات التي تمنعهم من الإسهام الكامل في أنظمة الأغذية الزراعية المستدامة. وينبغي أن تكون الزراعة أكثر جاذبية للشباب وأن تحقق الجدوى الاقتصادية لهم".

أكد محمد المنصوري، مدير مركز الاستثمار بمنظمة الأغذية والزراعة ذلك عندما قال "لا يتعلق الأمر بتوفير المزيد من الوظائف للشباب فحسب، وإنما أيضًا بتوفير وظائف أفضل ومشروعات يقودها الشباب".

وأضاف: "العالم بأكمله مسؤول عن تسريع التحول نحو نظم أغذية زراعية أكثر خضرة ومرونة وشمولية، وعن الإسراع بالاستثمار في الشباب، ويشمل ذلك الاستثمار في الفرص الجديدة في الرقمنة والزراعة وتوزيع الغذاء والابتكارات الذكية مناخيًا، وكلها أمور أساسية لإحداث هذا التحول".

خطوات فعلية

تتمحور هذه الخطوط التوجيهية للاستثمار حول أربع خطوات رئيسية للاستثمار في الشباب: إشراك الشباب في دورة برنامج الاستثمار، وإجراء التقييمات أثناء التصميم المسبق من منظور الشباب، وتصميم برامج استثمار شاملة للشباب، وإجراء أنشطة التنفيذ والمتابعة والتقييم بالمشاركة، والتعلم من الدروس المستفادة وتبادلها.

الخطوة الأولى نحو تفعيل تلك الخطوط التوجيهية هي إتاحتها على نطاقٍ واسع. وتلعب مفوضية الاتحاد الأفريقي والحكومات والشركاء الماليين والإنمائيين والقطاع الخاص والشباب دورًا في مشاركة هذه الخطوط – بنشرها ومناقشتها عبر الندوات الإلكترونية أو مقاطع الفيديو أو البث الصوتي – من أجل زيادة الوعي ونقل الرسالة المنشودة.

ومن الضروري كذلك بناء قدرة أصحاب المصلحة الوطنيين والمحليين على تطبيق الخطوط التوجيهية. ويُعد حوار أصحاب المصلحة المتعددين وورش العمل التي تشمل الشباب أمرًا بالغ الأهمية لتحديد أفضل السبل لتطبيق هذه الخطوط. ويمكن أن تكون هذه المنتديات أيضًا بمثابة فرصة سانحة لتنفيذ الخطوط التوجيهية أثناء تصميم أو تنفيذ أو مراجعة برنامج الاستثمار، مما يضمن تلبية احتياجات الشباب وتطلعاتهم.

تلعب الحكومات أيضًا دورًا محوريًا في توفير الفرص لإشراك الشباب كوكلاء للتغيير في كل مرحلة من مراحل برنامج الاستثمار، مع تشجيع التعاون بين الوزارات ومع شركاء التنمية والشركاء الماليين.

تشتد الحاجة إلى ضخ استثمارات في نظم الأغذية الزراعية في أفريقيا لصالح الشباب وبأيدي الشباب. وقد استجابت الخطوط التوجيهية لهذه الدعوة من خلال تعزيز المشاركة الكاملة للشباب في العملية. ويعتبر الشباب جهات فاعلة رئيسية تُسهم في تحقيق مزيد من الازدهار وتكوين رأس مال اجتماعي أقوى وتوفير نظم أغذية زراعية أكثر استدامة.

 

هذا المنشور متاح باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية.