الحفاظ على مستقبل الزراعة في بلد التلال الألف

روليندو، رواندا: نموذج للنجاح

وقائع رئيسية

تعتبر منطقة روليندو في رواندا، وهي أرض التلال الألف، نموذجا لطريقة أكثر تكاملا لدعم التنمية المحلية والتكثيف المستدام للزراعة. إذ تنتهج نهجا شاملا في استخدام الموارد الطبيعية على نحو مستدام مع زيادة دخل المزارعين، وخلق سبل عيش أكثر مرونة وتحسين نوعية النظم الغذائية للناس. وبمساعدة منظمة الأغذية والزراعة وشركائها، فونيروا (صندوق استثماري للمبادرات الخضراء في رواندا) وتعاونيات مزارعي الخضراوات والزهور، أنشأت منطقة روليندو 4815 فرصة عمل جديدة، وخصصت 1830 هكتارا من الأراضي لإنتاج الفاكهة والزراعة الحراجية، واستخدمت تسعة أحواض مائية كبرنامج للاستزراع السمكي وللري، وصمّمت 1950 هكتار من المصطبّات التدرّجية. وتأمل المنظمة في تكرار هذا النموذج الناجح لبرامجها في مناطق أخرى في أفريقيا وفي العالم.

يمكن أن نتعلّم الكثير من منطقة روليندو في رواندا عن مستقبل الزراعة. وقد تعاونت السلطات المحلية ومنظمة الأغذية والزراعة لتبيان ما هو النهج الشامل المستدام للزراعة في الواقع العملي. فرواندا، أرض التلال الألف، تنطوي على إمكانيات زراعية ضخمة. في المناطق الجبلية، تتناسب برودة المناخ وغزارة الأمطار جيدا مع زراعة مجموعة واسعة من المحاصيل بدءاً بالقهوة والشاي إلى البطاطس والموز.

وفي الوقت نفسه، فإنها تواجه العديد من التحديات. وقد ساهم الجريان من تلالها الحادة في فقدان التربة وتآكلها. وتسبب النشاط الزراعي المكثف في تدهور التربة. إن ازدهار السكان يعني إطعام المزيد من الأفواه، ويعرّض تدهور كمية ونوعية المياه الزراعة وسبل العيش للخطر. 

النهج الشمولي

فوائد النهج الشامل والمستدام واضحة بالفعل في حالة روليندو. ومن خلال دمج الأولويات وخطط العمل للإدارات الحكومية المختلفة، جمع هذا النهج البرامج التي لم تترابط أبدا من قبل. وهذا أدى إلى تحسين الحوار بين الوزارات  وساهم في صياغة برامج تراعي بشكل أفضل العلاقة بين الموارد الطبيعية والزراعة.

وتضطلع منطقة روليندو بممارسات مستدامة لإدارة الأراضي  مثل المدرجات وتوسيع نطاقها من خلال إدماج أفضل الممارسات من المبادرات القطرية السابقة التي تدعمها المنظمة مثل مشروع كاجيرا تامب (مشروع إدارة النظم الإيكولوجية الزراعية العابرة للحدود). وتشمل المبادرات الأخرى التي يجري تنفيذها في روليندو ممارسات الزراعة الحراجية والحفاظ على التربة والمياه والإدارة المتكاملة لخصوبة التربة وتكامل المحاصيل والثروة الحيوانية وحماية مصارف الأنهار والتعلم العملي من خلال مدارس المزارعين الحقلية

الاستفادة من المبادرات السابقة

من بين هذه المبادرات تحسين إدارة المياه التي تتدفق في نهر يانزي وحفظها. إذ يعدّ نهر يانزي المصدر الرئيسي للمياه في كيغالي عاصمة رواندا وفي جزء كبير من المنطقة. وهو مصدر حيوي للحياة وسبل العيش. لكن الفيضانات المستمرة، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ والظروف المناخية المتقلبة التي تنتجها، تخاطر بتجريف التربة و تهدد الزراعة الثمينين. وبالإضافة إلى ذلك، الترسيب بسبب سوء إدارة الأراضي واستخراج المياه غير المنضبط إلى شحّة المياه في مواسم الجفاف.

ولمعالجة هذه القضايا، ساعدت المنظمة المزارعين على زراعة 27 كيلومترا من الخيزران على ضفاف نهر يانزي. وتساعد أشجار الخيزران على زيادة استقرار ضفاف النهر، ووقف فقدان التربة، كما أنها تنطوي على منافع إضافية، إذ توفر منتجات جديدة للمزارعين لبيعها في الأسواق المحلية. فيمكن استخدام الخيزران للوقود ومواد البناء أو في الصناعات اليدوية.

وتساعد معالجة فقدان التربة أولا على ضمان التقدم المحرز في مجال الزراعة. وبهذا، طبّقت روليندو أيضا حلولا مختلفة لمعالجة تدهور التربة مثل الزراعة البينية والحراجية، وممارسة إدماج الغابات والشجيرات في الأراضي الزراعية.

تغيير العادات

وبفضل شركاء جدد، مثل صندوق فونيروا Fonerwa وتعاونيات مزارعي الخضروات والزهور، ساعدت المنطقة على تحفيز المزارعين على تجربة ممارسات أكثر ابتكارا، وزراعة محاصيل متنوعة. وأنشأت هذه الشراكات 4815 فرصة عمل جديدة خصصت 830 1 هكتارا من الأراضي لإنتاج الفاكهة والحراجة الزراعية، واستخدمت 9 أحواض مائية لتكون بمثابة برنامج للاستزراع السمكي وكمصدر للري، وصمّمت 952 1 هكتارا من المصطبّات المدرّجة (المدرجات المبنية على مدى عدة سنوات من خلال الممارسات الزراعية المحسّنة).

كما أن توفير منتجات غذائية جديدة، مثل الفطر والبقول، يساعد أيضا على تلبية احتياجات السكان التغذوية. فالبقول، غنية بالبروتينات، ويمكن أن تصبح بديلاً جيداً للمنتجات الحيوانية.

خلاصة القول

بدعم من منظمة الأغذية والزراعة، قامت روليندو مؤخرا ببناء سوق، وهو مكون أساسي من مكونات سلسلة القيمة، لبيع المنتجات المحلية. ويأتي الناس والشركات من جميع أنحاء المنطقة لشراء المنتجات، التي لم يعد الآن من الضروري شحنها إلى أسواق أخرى. ويعني ذلك فقدان كميات أقل من الغذاء أثناء النقل، وخاصة في منطقة غالبا ما تكون فيها البنية التحتية غير كافية. وبالإضافة إلى ذلك، لم تعد النساء اللواتي يمثلن الباعة الرئيسيات بحاجة إلى السفر إلى كيغالي، مما يوفرهن الوقت للقيام بمهام أخرى.

ولأن نجاح روليندو يعدّ نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، فهو ينطوي على دروس عديدة قد تستفيد منها بلدان أخرى في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم. وتواصل منظمة الأغذية والزراعة دعم المشاريع المتكاملة، من المزرعة إلى طبق التناول، وللاستدامة في جميع أرجاء العامرة.

شارك بهذه الصفحة