نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة في فترة استثنائية تواجه فيها البلدان في مختلف أنحاء العالم تفشي جائحة كوفيد-19 على الصعيد العالمي وما تنطوي عليه من آثار كثيرة.
غير أن هذه الأزمة الصحية التي يشهدها العالم شكّلت فرصة للتفكير في إحدى احتياجاتنا الأساسية الأكثر أهمية، ألاّ وهي: الأغذية. فبالنسبة إلى أشخاص عديدين، أدت هذه الجائحة إلى زيادة الكفاح من أجل أغذية مغذية وإمكانية الحصول عليها. وبالنسبة إلى آخرين، ربما قد أدت إلى إعادة تجديد تقديرهم لها. ولم تكن ولاية المنظمة، التي تتمحور حول استئصال الجوع والقضاء على الفقر والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، أكثر أهمية ممّا هي عليه في عام 2020 - ونحن ندعوكم إلى معرفة المزيد!
تفتخر المنظمة بالشفافية، وقد عقدنا، على مدى السنوات العديدة الماضية، أيامًا مفتوحة لتشجيع الزوار على معرفة المزيد عن منظمتنا والمهمة الملقاة على عاتقنا. وقد شرعنا في الآونة الأخيرة في تقديم هذه الجولات على شبكة الإنترنت لضمان إجراء الجولات بشكل آمن والوصول إلى جمهور أوسع.
ومن خلال هذا العرض الموجز أدناه، ندعوك إلى القيام بجولة افتراضية للمنظمة لمعرفة المزيد عنا، من تاريخنا ومقرنا الرئيسي إلى مهمتنا وأهدافنا. ولذلك، فإذا كانت هذه القصة تثير اهتمامك وكنت ترغب في تنظيم جولة لمدرستك أو شركتك أو مجموعة أخرى - فيرجى عدم التردد في الاتصال بنا! سنكون أكثر من سعداء لأخذك في جولة. أو في حال كنت من محبي الكتب، فيمكنك الاطلاع على تاريخ المنظمة في منشور صدر مؤخرًا بعنوان "معاً ننمو، ونتغذى، ونحافظ على الاستدامة أفعالنا هي مستقبلنا".
لنبدأ بالأساسيات:
لماذا تم تأسيس المنظمة؟
بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، انصب تركيز متجدّد على التعاون بين الحكومات لتسوية المشاكل عبر الحوار ولتجنب اندلاع حروب عالمية مرة أخرى. وفي الوقت ذاته، كانت الأغذية والزراعة من المواضيع المهمة آنذاك: فقد تباطأت وتيرة الإنتاج جراء ذهاب عمال المزارع إلى الجبهة. وتعرضت المصانع المنتجة للأسمدة ومبيدات الآفات والآلات الزراعية للتدمير، وتوقفت عجلة التجارة تقريبًا. وقد كان قطاع الزراعة يواجه صعوبات جمّة، وكان عدد كبير من الأشخاص يتضور جوعًا. وخلال تلك الفترة، خرجت المنظمة إلى حيز الوجود.
وكانت واشنطن العاصمة، بالولايات المتحدة الأمريكية، المقر الأصلي للمنظمة، ولكن تقرّر نقل المنظمة إلى روما، إيطاليا. وبدا ذلك مناسبًا نظرًا إلى أن روما كانت المقر الرئيسي لسلفها، المعهد الدولي للزراعة، وهو أول منظمة حكومية دولية تعالج قضايا الزراعة.
وقد انتقلت المنظمة إلى روما في عام 1951 ووفّرت حكومة إيطاليا مبنى في وسط المدينة حيث لا تزال المنظمة موجودة حتى يومنا هذا. وواقع الأمر أن لمبنى المنظمة قصة رائعة!
إلى اليسار/ أعلى: تبرعت الكثير من الدول الأعضاء للمقر الرئيسي للمنظمة بأعمال فنية وأثاث ومصنوعات يدوية احتفاءً بالتنوع الذي تزخر به المنظمة. ©FAO/Pier Paolo Cito إلى اليمين/ أسفل: أحد العملين الفنيين للفنانة الموزامبيقية، Bertina Lopes، اللذين تم التبرع بهما إلى المنظمة من باب الإعراب عن الامتنان لعمل المنظمة في البلد. .©FAO/Pier Paolo Cito
حسنًا، لنتوكل على بركة الله...
أكبر وأهم مكان في المقر الرئيسي للمنظمة هو قاعة الجلسات العامة. فهي تتسع لما يزيد عن ألف شخص وتم تصميمها بحيث يمكن فيها عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع قادة العالم، مثل رؤساء الدول وحتى قداسة البابا. وتتيح المنظمة، باعتبارها كيانًا محايدًا، فضاءً تستطيع فيه الدول الاجتماع معًا لبناء تفاهم مشترك، وهو ما يجعل هذه القاعة مكانًا مهمًا للقيام بذلك.
ومن مهام المنظمة كذلك تيسير تبادل المعارف والمعلومات بشأن الأغذية والزراعة والموارد الطبيعية، بهدف تحويل هذه المعارف إلى إجراءات ملموسة عبر شتّى المشاريع في مختلف أنحاء العالم.
الاحتفاء بالتنوع
لقد تبرعت دول أعضاء كثيرة بأعمال فنية وأثاث وأمثلة أخرى من مصنوعاتها اليدوية الوطنية والريفية لعرضها في المقر الرئيسي للمنظمة احتفاءً بالتنوع الذي تزخر به المنظمة.
فعلى سبيل المثال، تبرعت الحكومة التونسية للمنظمة بفسيفساء أرضية تعود إلى القرن الثاني لمبنى اكتشف في عین تونقة (Tignica)، على بعد 90 كيلومترًا غرب تونس العاصمة. ولا تزال ألوانها زاهية وبلاطها يشكّل تنسيقات زهرية رائعة.
وبالقرب منها، ثمة تسخة ضخمة من الجبس لتمثال مينيرفا، من عمل Vittoria Alata، أعارها بصورة مؤقتة متحف الحضارة الرومانية. كما تبرعت حكومة موزامبيق بقطعتين للفنانة الوطنية Bertina Lopes، من باب الإعراب عن الامتنان لكل ما اضطلعت به المنظمة لمساعدة البلد.
كما تبرعت بلدان عديدة بقاعات تُستخدم لتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والاجتماعات الثنائية. فعلى سبيل الذكر، يتم استخدام مركز الشيخ زايد، الذي أنشئ بتمويل من الإمارات العربية المتحدة، في المؤتمرات الصحفية والعروض وإصدار المنشورات. بينما يستخدم بهو الصين، الذي تبرعت به حكومة الصين، لاستقبال الضيوف البارزين، مثل رؤساء الدول ورؤساء الوزراء.
وبالإضافة إلى ذلك، توفر المنظمة مكتبة رائعة، ترحّب بالباحثين من جميع أنحاء العالم للاطلاع على وثائقها وكتبها النادرة. وتحتوي مجموعتها على مليون وثيقة من الوثائق الصادرة عن المنظمة وغير الصادرة عنها، إضافة إلى مجموعات خاصة ورقمية. وهي تعتبر إحدى أرقى المجموعات المتعلقة بالأغذية والزراعة والتنمية الدولية الموجودة في العالم.
في كل عام، في يوم تأسيس منظمة الأغذية والزراعة - ١٦ أكتوبر/ تشرين الأول - نحتفل بيوم الأغذية العالمي لزيادة الوعي بالقضايا المهمة المتعلقة بالجوع والأمن الغذائي والزراعة. وخلال هذه الأوقات العصيبة، تدعو المنظمة إلى التضامن العالمي لكفالة حصول الجميع على ما يكفي من الأغذية المأمونة والمغذية ليعيشوا حياة مفعمة بالصحة ©FAO/Alessia Pierdomenico
انضم إلينا !
تدعو المنظمة إلى التضامن العالمي لجعل النظم الغذائية الزراعية أكثر قدرة على الصمود حتى تتمكّن من تزويد الجميع بأغذية صحية وبتكلفة معقولة وتوفير سبل عيش لائقة لملايين الأشخاص في قطاع الزراعة. كما تؤزار المنظمة أبطالنا في مجال الأغذية- المزارعون والعمال على امتداد سلسلة القيمة- الذين يحرصون على وصول الأغذية من المزرعة إلى مائدة الطعام حتى في خضم اضطرابات لم يسبق لها نظيـر، مثل أزمة كوفيد-19 الحالية.
ونحن ملتزمون بنماء كوكبنا وتغذيته والحفاظ عليه، وندعوكم إلى الانضمام إلينا! وسواء أكنت موظفًا حكوميًا أو في شركة خاصة أو في إحدى المنظمات غير الهادفة للربح أو محطة إعلامية أو منظمة من منظمات المجتمع المدني، فنحن بحاجة إلى أن تقوم بنشر معرفتك ودعم الدعوة إلى إحداث تحوّل إلى الأفضل لنظمنا الغذائية الزراعية. هذا العام ليس عامًا كغيره من الأعوام، ولهذا لا نريد لاحتفالنا به أن يكون مجرد فعل عادي. ولا سبيل إلى الاستمرار في نماء عالمنا وتغذيته والحفاظ عليه إلاّ من خلال العمل يداً بيد.
للمزيد من المعلومات:
الموقع الإلكتروني: قم بزيارتنا
الموقع الإلكتروني: الجولات الافتراضية التي تقدمها المنظمة
الموقع الإلكتروني: يوم الأغذية العالمي
المنشور: 75 عامًا من عمر المنظمة. معاً ننمو، ونتغذى، ونحافظ على الاستدامة
المنشور: Inside FAO - A truly global forum (متاح باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية)