أسئلة شائعة
معلومات عن مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي
أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) مشروع "أصوات الجياع" (Voices of the Hungry) في عام 2013 لتوفير معلومات مُحدّثة عن انعدام الأمن الغذائي تكون ذات صلة بالسياسات وقابلة للتنفيذ. وطور المشروع منهجية لقياس شدّة انعدام الأمن الغذائي على نحو ما يعاني منه الأفراد أو الأسر المعيشية بطريقة قابلة للمقارنة بين مختلف البلدان. وبالاعتماد على أدوات مماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، وضع المشروع مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وأساليب تحليلية مبتكرة بهدف توفير معيار عالمي جديد لقياس انعدام الأمن الغذائي (إمكانية الحصول) يكون صالحًا، ومعتمدًا على المستوى الدولي، ويُستخدم في عمليات الرصد على الصعيدين العالمي والقطري. وقد أكد استعراض الأقران للمنهجية الذي أجرته مجموعة من الخبراء المتميزين ومكاتب الإحصاءات الوطنية في عام 2015، الصلاحية العلمية لهذا النهج في إعداد تقديرات وطنية لانعدام الأمن الغذائي المتوسط والشديد تكون قابلة للمقارنة بين مختلف البلدان. وتطبيقًا لمقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي (المقياس) على مستوى العالم، تستفيد منظمة الفاو من استطلاع غالوب العالمي وهو فرع من مؤسسةGallup, Inc. أجرى مسوحات وطنية ممثلة في أكثر من 140 بلدًا سنويًا منذ عام 2005. واعتبارًا من عام 2014، تعاقدت المنظمة مع مؤسسة غالوب لجمع البيانات باستخدام مقياس انعدام الأمن الغذائي في استبيان استطلاع الرأي العالمي. وتُستخدم البيانات لاستخلاص تقديرات بشأن انتشار انعدام الأمن الغذائي عند مستويات مختلفة من الشدّة، ويتم جمعها من عينة تمثيلية وطنية من الأشخاص البالغين في جميع البلدان التي يشملها المسح العالمي. (للمزيد من المعلومات عن منهجية استطلاع غالوب العالمي). ويتمثل أحد الأهداف المهمة لمنظمة الفاو في تشجيع المؤسسات الحكومية الوطنية على اعتماد منهجية المقياس. وتتحقّق الإمكانات الكاملة للمقياس في توليد إحصاءات يمكن أن توجِّه السياسات عند تطبيق الأداة في مسوحات سكانية وطنية أوسع نطاقًا تُمكِّن من إجراء تحليلات أكثر تفصيلًا لحالة انعدام الأمن الغذائي حسب الدخل، ونوع الجنس، والسن، والانتماء العرقي والإثني، والوضع من حيث الهجرة، والإعاقة، والموقع الجغرافي أو غيرها من الخصائص ذات الصلة بالسياسات، كما هو الحال بالفعل بالنسبة إلى عدد متوايد من البلدان.
يُعدّ مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائيمقياسًا لمدى إمكانية الحصول على الأغذية على مستوى الأفراد أو الأسر المعيشية. ويقيس هذا المقياس شدّة انعدام الأمن الغذائي بناءً على إجابات الأفراد على أسئلة بشأن القيود التي تُعيق قدرتهم على الحصول على غذاء كافٍ. ويُمثل هذا النهج لقياس الأمن الغذائي تغييرًا كبيرًا مقارنةً بالطرق التقليدية لتقييمه بشكل غير مباشر من خلال عوامل مُحدّدة مثل توافر الأغذية أو عواقب مثل سوء جودة الأنماط الغذائية، وفشل القياسات البشرية، وغيرها من علامات سوء التغذية. ويُستخلص مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي من مقياسين للأمن الغذائي مستخدمين على نطاق واسع وقائمين على تجربة المعاناة، وهما: استمارة مسح الأمن الغذائي للأسر المعيشية في الولايات المتحدة، ومقياس الأمن الغذائي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (المختصر باللغة الإسبانية ELCSA). ويتألف من مجموعة من ثمانية أسئلة قصيرة بنعم/لا تُطرح مباشرةً على الأفراد، عادةً في مقابلات حضورية، رغم إمكانية إجرائها عبر الهاتف أيضًا. وتُركز الأسئلة على السلوكيات المُبلّغ عنها ذاتيًا والمتعلقة بالأغذية، والتجارب المرتبطة بتزايد صعوبات إمكانية الحصول على الأغذية بسبب القيود المرتبطة بالموارد. ويعتمد المقياس على مفهوم راسخ لمسألة المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، مُكوّن من ثلاثة مجالات: عدم اليقين/القلق، والتغيرات في جودة الأغذية، وفي كميتها. ويُمكن تحديد هذه المجالات من خلال مقياس أساسي لشدّة انعدام الأمن الغذائي، كما هو موضّح في الشكل 1 على سبيل المثال. ويُمكن تحديد مقياس انعدام الأمن الغذائي المُرتبط بالمجيب بناءً على عدد الإجابات الإيجابية على الأسئلة (عدد السلوكيات أو التجارب المُبلّغ عنها). وتُستخدم هذه المقاييس بعد ذلك لتصنيف المجيبين إلى فئات حسب شدّة انعدام الأمن الغذائي.

لا يهدف المقياس إلى تحديد استهلاك الأغذية كميًا، ولا يُقدّم تقييمًا كميًا لجودة النمط الغذائي. كما أنه ليس مقياسًا لسوء التغذية، ولا يُمكن استخدامه للكشف عن حالات نقص المغذيات أو السمنة. وبالتالي، فهو ليس الأداة المناسبة لرصد سوء التغذية أو تقييم النتائج التغذوية للبرامج والسياسات المتعلقة بالأمن الغذائي. وتتعدّد عوامل انعدام الأمن الغذائي وتتنوع على كلٍ من المستوى المحلي والإقليمي والوطني والدولي. وتشمل هذه العوامل عوامل متنوعة كالظروف المناخية، وإنتاج الأغذية وتوافرها، وتقلّب أسعار الأغذية، والفقر/الدخل، والحماية الاجتماعية، وإمكانية الحصول على الخدمات العامة، وغيرها الكثير. ولا يُصمّم مقياس انعدام الأمن الغذائي لقياس هذه العوامل، بل لتوفير تقديرات لنسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمستويات مختلفة من الشدّة. وعند إدراج استمارة المسح في المسوحات التي تجمع أيضًا معلومات عن عوامل و/أو نتائج انعدام الأمن الغذائي (عدم كفاية إمكانية الحصول على الأغذية)، يُمكن أن يُساعد ذلك في تحديد عوامل الخطر المختلفة لانعدام الأمن الغذائي للأفراد أو الأسر المعيشية، وعواقبه في سياقات مختلفة.
رغم أنه لا يمكن قياس انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال مباشرةً باستخدام استمارة المسح، فإنّه من الممكن تقدير نسبة الأطفال الذين يعيشون في أسر معيشية تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وتحقيقًا لذلك، يلزم توفر بيانات عن عدد الأطفال في كل أسرة معيشية يشملها المسح. وللاطلاع على التوجيهات الفنية، انظر الملحق الثاني، من التقرير الفني رقم 1 لمشروع أصوات الجياع، وانظر Fram و BernalوFrongillo (2015) لمناقشة أكثر تفصيلًا لتحديات قياس انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال. وانظر أيضًا: تطوير مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال ومدى صلاحيته وتكافؤه عبر السياقات لتقييم انعدام الأمن الغذائي لدى الأطفال والمراهقين في سن المدرسة.
رغم أن مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي لا يُقدّم معلومات مُحدّدة عن الاستهلاك الفعلي للأغذية أو جودة النمط الغذائي أو الحالة التغذوية، فإنّه يُوفّر أداةً قيّمةً لمجتمع التغذية والأمن الغذائي لزيادة المعرفة بشأن العلاقة بين المعاناة من انعدام الأمن الغذائي والمشاكل التي تكشف عنها مؤشرات سوء التغذية، بما في ذلك نتائج القياسات البشرية. ويُؤدي حُسن توقيت الحصول على النتائج باستخدام المقياس إلى تحسين تحديد المناطق التي يُحتمل أن يحدث فيها سوء التغذية، ممّا يُسهم في اتخاذ تدابير وقائية فعّالة. وتُشكِّل الأدلة المُتزايدة على وجود ارتباط بين انعدام الأمن الغذائي والوزن الزائد عاملًا يُعقّد تحليل العلاقة بين انعدام الأمن الغذائي (إمكانية الحصول على الأغذية) ونتائج القياسات البشرية. ويشهد العديد من البلدان تحوّلًا في مجال التغذية يتسم بانخفاض معدلات التقزم والهزال لدى الأطفال، وانتشار مُتزايد للوزن الزائد بين الفقراء من جميع الفئات العمرية. وهذا يُؤدّي إلى الحاجة إلى إطار مفاهيمي مُختلف بشأن نتائج القياسات البشرية لانعدام الأمن الغذائي يُعبّر عن الفكرة المُخالفة للبديهة القائلة بأن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد يُمكن أن يُعانوا أيضًا من انعدام الأمن الغذائي. وأظهرت دراسات عديدة أن انعدام الأمن الغذائي (إمكانية الحصول المُقيّد على الأغذية) والوزن الزائد/السمنة قد يتعايشان لدى الأطفال والبالغين على حدٍ سواء. ومن أسباب ارتباط انعدام الأمن الغذائي بالوزن الزائد استهلاك أغذية كثيفة من حيث الطاقة وأقل كلفة، واضطرابات الأكل الناجمة عن التوتر، والتكيفات الأيضية مع فترات عدم تناول الأغذية. وقد يكون الأفراد الذين عانوا من الجوع في مرحلة الرضاعة أو الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عند البلوغ. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن المعاناة من انعدام الأمن الغذائي لا تعني بالضرورة سوء التغذية. فقد يكون لانعدام الأمن الغذائي عواقب على جوانب أخرى من صحة الناس ورفاههم، مثل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية التي لا ترتبط بالضرورة بالحالة التغذوية. وتُمثل المعاناة من انعدام الأمن الغذائي في حد ذاتها، حتى في ظلّ غياب آثار سلبية ملحوظة على الحالة التغذوية، مشكلة خطيرة، وتشير إلى انتهاك لحق الإنسان في غذاءٍ كافٍ. وباختصار، فإن مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي هو مقياس لانعدام الأمن الغذائي قائم على مفهوم نظري ذي صلة باعتبارات جودة الأغذية وكميتها. ولكنه لا يُحدّد كمية استهلاك الأغذية أو جودة النمط الغذائي أو سوء التغذية في حد ذاته. ويمكن اعتباره مؤشرًا للتغذية بقدر ارتباط حالة الأمن الغذائي ارتباطًا وثيقًا بالتغذية الجيدة، واضطلاع خبراء التغذية بدور في ضمان حق الإنسان في غذاءٍ كافٍ. وعند استخدام المقياس جنبًا إلى جنب مع المقاييس التقليدية لاستهلاك الأغذية وجودة النمط الغذائي والحالة التغذوية، يمكن لمؤشر انعدام الأمن الغذائي المساهمة في فهم أشمل لأسباب انعدام الأمن الغذائي وعواقبه، بما في ذلك الآثار التغذوية والغذائية.
تعتمد المقاييس القائمة على المعاناة من انعدام الأمن الغذائي للأسرة المعيشية أو الفرد، مثل مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، على معلومات ذاتية الإبلاغ تتعلق بالسلوكيات المتعلقة بالأغذية في ظلّ محدودية إمكانية الحصول على الأغذية. ويمكن وصف ثلاثة أسئلة بأنها تشير إلى تصورات "غير موضوعية" (هل كنتم قلقين من عدم إمكانية حصولكم على ما يكفي من الأغذية؟ وهل كنتم غير قادرين على تناول أغذية صحية ومغذٍّية؟ وهل تناولتم أغذية أقلّ ممّا كنتم تعتقدون أنه ينبغي لكم تناولها؟) بينما تتناول الأسئلة الخمسة المتبقية تجارب "موضوعية" (مثل نفاد الأغذية، وتفويت الوجبات، وقضاء يوم كامل دون تناول أي طعام) بسبب نقص المال أو غير ذلك من الموارد. ويُعدّ مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي مقياسًا إحصائيًا مشابهًا للمقاييس الإحصائية الأخرى المقبولة على نطاق واسع، وهو مصمّم لقياس السمات غير القابلة للملاحظة مثل الأهلية/الذكاء، والشخصية، ومجموعة واسعة من المسائل النفسية الاجتماعية والصحية. وتستند الأسئلة التي يتألف منها المقياس إلى أبحاث تجريبية راسخة تتعلق بالمعاناة من الجوع وضعف إمكانية الحصول على الأغذية. وتشكّل الأسئلة الثمانية مجتمعة أداة كمية لقياس مدى انتشار انعدام الأمن الغذائي (على مستويات متوسطة وشديدة) في مجموعة سكانية معينة، باستخدام الأساليب الإحصائية التي تمكِّن من تقدير الخطأ (فترات الثقة بشأن المقاييس المنتَجة). وليس من النادر أن يشكّك الناس في قدرة المجيبين على الإجابة "بدقة" على السؤال الوارد في استمارة المسح بشأن ما إذا كانوا قادرين على تناول أغذية في إطار "نمط غذائي صحي ومغذي" أم لا. ويهدف هذا السؤال تحديدًا إلى فهم وجهات نظر المجيبين الخاصة في ما يتعلق بمدى كفاية استهلاكهم للأغذية بدلًا من وجهة نظر خبراء التغذية أو الخبراء الاقتصاديين؛ وليس المقصود منه قياس الكفاية الغذائية للنمط الغذائي. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الخبرة المتراكمة مع مقاييس انعدام الأمن الغذائي في أمريكا اللاتينية وأماكن أخرى، بما في ذلك أبحاث مجموعات التركيز التي أجريت لتكييف المقاييس مع مختلف السياقات، قد أظهرت، في الواقع، أن الناس يجيدون نسبيًا الحكم على ما يشكّل نمطًا غذائيًا صحيًا ومغذيًا أو متوازنًا. وأظهرت العديد من دراسات التحقق وجود ارتباط وثيق بين شدّة انعدام الأمن الغذائي وجودة النمط الغذائي المقاسة بمؤشرات التغذية التقليدية.
لماذا نستخدم مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي؟
يقيس مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي شدّة انعدام الأمن الغذائي لدى الأفراد أو الأسر المعيشية التي تواجه صعوبات في الحصول على غذاءٍ كافٍ. وقد صُمّمت هذه الأداة لتكون مكافئة ثقافيًا وصالحة للاستخدام في كلٍ من البلدان النامية والمتقدّمة، وذلك لإعداد مؤشرات قابلة للمقارنة بشأن انتشار انعدام الأمن الغذائي بين السكان عند مستويات مختلفة من الشدّة. وبالمقارنة بالمقاييس الأخرى المستخدمة لتقييم حالة الأمن الغذائي على المستوى الوطني، تبرز مقاييس انعدام الأمن الغذائي القائمة على المعاناة، مثل مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، للأسباب التالية:
(أ) فهي تسأل الأفراد مباشرةً عن سلوكياتهم الغذائية وتجاربهم المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي.
(ب) وتتميز بسهولة الإدارة وسرعة الإبلاغ.
(ج) وتتميز بسلامة الأساس الإحصائي المستخدم لإجراء مقارنات بين البلدان بناءً على المعلومات التي تجُمع عن الأفراد أو الأسر المعيشية.
(د) وتتميز بالقدرة على التعبير عن مدى عمق حالة انعدام الأمن الغذائي من خلال التمييز بين مستويات الشدّة المختلفة.
(ه) وتتميز بإمكانية تقسيم النتائج حسب نوع الجنس عند تطبيقها على المستوى الفردي وحسب المجموعات الوطنية الفرعية عند تطبيقها في المسوحات باستخدام عينات تمثل المستوى الوطني الفرعي.
(و) وتوفر معلومات قابلة للتنفيذ يمكن لصانعي السياسات استخدامها لتحديد الفئات السكانية الضعيفة وتوجيه التدخلات في مجال السياسات.
يختلف المفهوم الذي يسترشد به مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي عن المفهوم الذي يُشكّل جوهر معدل انتشار النقص التغذوي؛ ولذلك، ينبغي عدم الخلط بين المؤشرين. فهذا المقياس يُقدّم تقديرات لنسبة السكان الذين يواجهون صعوبات في إمكانية الحصول على الأغذية، بمستويات مختلفة من الشدّة، استنادًا إلى البيانات التي تجُمع من خلال المقابلات المباشرة؛ أما معدل انتشار النقص التغذوي فهو تقدير لمدى كفاية استهلاك الطاقة الغذائية لدى السكان استنادًا إلى التقديرات الوطنية لتوافر الأغذية واستهلاكها واحتياجاتهم من الطاقة. وبشكل عام، يُتوقع أن يُظهر معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المُقدّر (عند أي مستوى من الشدّة) استنادًا إلى هذا المقياس ومعدل انتشار النقص التغذوي، اتجاهات متشابهة. ولكن يُتوقع أن يكون عدد الأشخاص الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي في بلد معين أكبر (ربما أكبر بكثير) من عدد الأشخاص الذين يُقدّر أنهم "يعانون من النقص التغذوي" (أي لا يستهلكون ما يكفي من الطاقة الغذائية). وقد يكون الناس في حالة من انعدام الأمن الغذائي ولكن يلبون احتياجاتهم من الطاقة الغذائية من خلال استهلاك أغذية أقل تكلفة وأقل جودة وأكثر كثافة من حيث الطاقة، على سبيل المثال، أو تقليص الاحتياجات الأساسية الأخرى، مع آثار سلبية محتملة على صحتهم ورفاههم العام. وتدعو خطة التنمية المستدامة الجديدة لعام 2030 (الهدف 2) إلى القضاء على الجوع، مع التركيز على "عدم ترك أي أحد خلف الركب". ويؤدي مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي إلى تقديرات موثوقة لانعدام الأمن الغذائي حتى في البلدان التي تكون فيها معدلات انعدام الأمن الغذائي منخفضة للغاية. وعند تطبيقه في مسوحات واسعة النطاق مصمّمة لتمثيل الفئات السكانية الوطنية الفرعية، يمكنه تحديد الفئات الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي. ويوفر ذلك معلومات قابلة للتنفيذ يمكن لصانعي السياسات استخدامها لتحديد الفئات السكانية الضعيفة وتوجيه التدخلات في مجال السياسات. ولا يمكن لمنهجية انتشار النقص التغذوي التي تستند إلى بيانات استهلاك الأغذية المتاحة حاليًا، أن تقدّم مثل هذه النتائج الدقيقة على المستويات الوطنية الفرعية.
تُعدّ المعلومات الناتجة عن استخدام مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي ذات أهمية لمجموعة متنوعة من الفئات، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون ومديرو البرامج على جميع المستويات، بالإضافة إلى المناصرين وقادة المجتمع والباحثين. وتتمثل المساهمة الفريدة لهذا المقياس في أنه مقياس لانعدام الأمن الغذائي الذي يعاني منه الأفراد أو الأسر المعيشية، ويتم الحصول عليه من خلال الإجابة المباشرة على ثمانية أسئلة قصيرة يمكن دمجها بسهولة في أنواع عديدة من المسوحات. كما يوفر معلومات قابلة للتنفيذ يمكن لصانعي السياسات استخدامها لتحديد الفئات السكانية الضعيفة وتوجيه التدخلات في مجال السياسات. ويمكن استخدامه مع مؤشرات أخرى لتعميق فهمنا لمحددات وعواقب انعدام الأمن الغذائي للأفراد والأسر المعيشية. وتستخدم المنظمة هذا المقياس لتقدير مدى انتشار انعدام الأمن الغذائي للأفراد بمستويات مختلفة من الشدّة بين المجموعات السكانية لمعظم بلدان وأقاليم العالم.
وتُستخدم المعلومات العالمية التي تُجمع سنويًا لرصد الاتجاهات الإقليمية وتتبّع التقدّم المحرز في تحقيق الأهداف الدولية للقضاء على الجوع. "معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد بين السكان، استنادًا إلى المعاناة من انعدام الأمن الغذائي" هو المؤشر 2-1-2 للهدف 2 من خطة التنمية المستدامة 2030 "بحلول عام 2030، القضاء على الجوع وضمان حصول جميع الناس، ولا سيما الفقراء والأشخاص الذين يعانون من أوضاع مستضعفة، بمن فيهم الأطفال، على طعام آمن ومغذٍّ وكافٍ على مدار السنة". ومع التطبيق المتكرر للمقياس على الفئات السكانية نفسها سواء على مستوى الفرد أو الأسرة المعيشية، من الممكن رصد الاتجاهات والتغيرات في مستويات انعدام الأمن الغذائي بمرور الوقت. ويمكن استخدام مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي لتقييم تأثير برنامج أو سياسة الأمن الغذائي. وفي حال تطبيقه قبل التدخل ما وبعده، من الممكن اكتشاف التغيرات في شدّة انعدام الأمن الغذائي، مع مراعاة العوامل الأخرى التي ربما أثرت على التغييرات إلى جانب التدخل المحدّد نفسه. وتتحقق الإمكانات الكاملة لهذا المقياس من أجل توليد إحصاءات يمكن أن توجّه السياسات عند تطبيق الأداة في مسوحات سكانية وطنية أوسع نطاقًا تسمح بتحليلات أكثر تفصيلًا لحالة انعدام الأمن الغذائي حسب الدخل، ونوع الجنس، والسن، والانتماء العرقي والإثني، والوضع من حيث الهجرة، والإعاقة، والموقع الجغرافي أو غيرها من الخصائص ذات الصلة بالسياسات. ويمكن أيضًا استخدام نتائج المسوحات التي تتضمن مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي لتوجيه القرارات المتعلقة بأولويات استهداف البرامج والموارد. ورغم أنه ليس من المناسب استخدام هذا المقياس لتحديد الأفراد المستفيدين من البرامج، فإن المعلومات التي توفرها المسوحات السكانية التي تشمل هذا المقياس يمكن أن تساعد في تحديد الفئات السكانية الفرعية المعرضة للخطر أو المناطق الجغرافية الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي. ويمكن استخدام نتائج أبحاث تأثير المشاريع أو البرامج التي تتضمن هذا المقياس لتوجيه القرارات المتعلقة بالاستثمارات الرامية إلى توسيع نطاق المشاريع والبرامج الناجحة. كما يمكن استخدام هذا المقياس مع مؤشرات أخرى لتحديد عوامل الخطر وعواقب انعدام الأمن الغذائي. وتتجاوز ظاهرة انعدام الأمن الغذائي ما يرصده المقياس؛ إذ تشمل جوانب تتراوح بين السياسات الاجتماعية والاقتصادية والزراعية على المستويين الدولي والوطني، واستراتيجيات سبل كسب العيش، وإمكانية الوصول إلى الخدمات العامة، وخدمات الصرف الصحي الأساسية، والعادات الغذائية، والحالة التغذوية على مستوى الأسرة المعيشية. ونظرًا إلى أن المقياس يُقيّم حالة انعدام الأمن الغذائي للأفراد أو الأسر المعيشية بشكل مباشر، فإنه يمكن تطبيقه في دراسات واسعة النطاق، إلى جانب مؤشرات هذه الجوانب الإضافية التي تُجمع على الوحدات نفسها لفهم ظاهرة انعدام الأمن الغذائي المعقدة بشكل أفضل، ولإرشاد السياسات الرامية إلى تحسين رفاه السكان والقضاء على الجوع.
يُعدّ التحيز في الإجابة نتيجةً لتوقعات تلقّي مساعدة مشكلةً محتملةً بالنسبة إلى العديد من المسوحات. ويمكن معالجة هذا الخطر من خلال منهجية مسح سليمة لضمان إبلاغ المجيبين صراحةً بأن إجاباتهم لن تؤثر على المزايا المحتملة، وأن هويتهم الشخصية لن تُكشف للسلطات أو وكالات الإغاثة. ويُنصح بتجنّب الاستعانة بأشخاص معروفين بصلتهم ببرامج المساعدة لجمع البيانات. وإذا كانت المعلومات تُجمع خصيصًا لأغراض برامجية، فينبغي الاستعانة بفريق مستقل غير تابع للجهة المسؤولة عن تقديم الخدمات لإجراء المسح.
كيف يتم تطبيق مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وتحليله؟
تتوفر استمارة مسح مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي (FIES-SM) في نسختين: إحداهما مُخصصة للأفراد والأخرى مُخصصة للأسر المعيشية. وتقيس استمارة المسح التي تُطبّقها المنظمة في استطلاع غالوب العالمي®، انعدام الأمن الغذائي على المستوى الفردي. ولهذا الأمر مزايا عديدة. ومن أهمها إمكانية تصنيف النتائج بشكل هادف حسب نوع الجنس، بحيث يمكن حساب مقاييس مختلفة وقابلة للمقارنة لانتشار الأمن الغذائي بين النساء والرجال. ومن المزايا الأخرى لاستخدام النسخة المُخصصة للأفراد إمكانية تحليل انعدام الأمن الغذائي مقارنةً بمعلومات أخرى تجُمع من الأفراد نفسهم، مثل المتناول الغذائي الفردي والحالة التغذوية. ولكن يُمكن تطبيق استمارة المسح بسهولة على مستوى الأسرة المعيشية مع إجراء تعديلات طفيفة. ويهدف مشروع أصوات الجياع إلى تعزيز إدراج استمارة مسح مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي في مسوحات الأسر المعيشية على المستوى الوطني، مثل مسوحات دخل الأسر المعيشية وإنفاقها، ومسوحات ميزانية الأسر المعيشية ودراسات قياس مستوى المعيشة، ومسوحات الصحة والتغذية. ويمكِّن إدراج النسخة المُخصصة للأفراد أو للأسر المعيشية من استمارة المسح في مسوحات سكانية واسعة النطاق إجراء تحليلات أكثر تفصيلًا لحالة انعدام الأمن الغذائي حسب الدخل، ونوع الجنس، والسن، والعرق، والانتماء العرقي، والوضع من حيث الهجرة، والإعاقة، والموقع الجغرافي، أو غيرها من الخصائص ذات الصلة بالسياسات.
يمكن تنزيل نسخة استمارة المسح المُخصصة للأفراد وتلك المخصصة للأسر المعيشية.
يتميز مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي بمرونته من حيث الفترة المرجعية. تتوفر الاستمارات لتقييم انعدام الامن الغذائي السنوي (بفترة مرجعبة وقدرها 12 شهرًا) وانعدام الامن الغذائي القريب (بفترة مرجعية وقدرها 30 يومًا) أو كليهما في المسوحات الاسرة أو الفردية.
يمكن تنزبل نسخ اللاستمارات هنا.
لمراقبة أهداف التنمية المستدامة، تتمثل الفترة المرجعية لكل سؤال من أسئلة المقياس في فترة "الـ12 شهرًا الماضية" لتجنب تأثير الآثار الموسمية وتحسين قابلية مقارنة المقياس بين مختلف البلدان. ولكن يمكن استخدام فترة مرجعية مدتها 12 شهرًا أو 30 يومًا وذلك حسب المسح وأهداف جمع البيانات.
فعلى سبيل المثال، عندما تكون التغيرات الموسمية ذات أهمية، تكون فترة 30 يومًا هي الخيار الأمثل لدراسة كيفية تغيّر انعدام الأمن الغذائي في المواسم المختلفة. كما أن فترة مرجعية مدتها 30 يومًا هي أنسب لتقييمات انعدام الأمن الغذائي في سياق الأزمات الإنسانية (أي لتخطيط الاستجابة لحالات الطوارئ) ولتحليلات انعدام الأمن الغذائي في ما يتعلق بالمتناول الغذائي على مدار 24 ساعة أو بيانات تواتر تناول الأغذية الأسبوعية أو الشهرية التي تم جمعها في إطار المسح نفسه. وإذا أُدرج مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي ضمن مسح يُجرى باستمرار على مدار العام في جميع أنحاء البلاد، فقد يُكون من المستحسن أيضًا اعتماد فترة مرجعية مدتها 30 يومًا، مع ميزة القدرة على رصد الآثار الموسمية في حال تم تضمين شهر إدارة المسح في البيانات. وأما بالنسبة إلى المسوحات الوطنية التي تهدف إلى تقدير إجمالي انتشار انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء البلاد أو المسوحات المتعددة البلدان التي تشمل بلدانًا ذات مناطق بيئية ومناخية مختلفة، فيُوصى بفترة مرجعية مدتها 12 شهرًا.
تُشكِّل بنود مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي مجتمعةً مقياسًا مُصمّمًا لتغطية نطاق شدّة انعدام الأمن الغذائي، وينبغي تحليلها معًا كمقياس واحد، وليس كبنود منفصلة. ويعزى ذلك إلى أن هذه البنود مُصمّمة لمسح النطاق الكامل لشدّة انعدام الأمن الغذائي بشكل جماعي، كما هو موضّح في الشكل 1 (السؤال 2). ومن الأسباب الأخرى التي تجعل من الضروري إدراج جميع الأسئلة التي تُشكِّل مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وتحليلها كمجموعة واحدة، بدلًا من الإبلاغ عن النتائج بشكل منفصل لكل بند، اتسام النتائج بموثوقية أعلى بكثير. فعند النظر في كل بند على حدة، قد ينطوي كلّ بند على خطأ قياس كبير. وأما عند النظر فيها مجتمعةً، فإن كل بند يُساهم بمعلومات لقياس انعدام الأمن الغذائي على طول سلسلة الشدّة التي تُمثل السمة الكامنة لانعدام الأمن الغذائي، ممّا يزيد من الدقة، ويُقلّل من مدى خطأ القياس، ويُستبعد أي عنصر ذاتي قد يحتوي عليه بند واحد.
يعتمد مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي على نظرية الاستجابة للبند (IRT) التي تُستخدم لتحديد شدّة كلّ بند على المقياس. وإنّ الفكرة بسيطة نوعًا ما، ولكنها فعّالة: فمن خلال النظر في الطريقة التي يُبلّغ بها العديد من المجيبين عن إحدى تجارب المعاناة، يُمكن تحديد مقياس مدى الشدّة المرتبطة بتلك المعاناة، أي موقعها على المقياس. وبديهيًا، تُعتبر تجارب المعاناة التي يُبلّغ عنها عدد أكبر من المشاركين أقلّ شدّة، والعكس صحيح. ويوضّح الشكل 1 (السؤال 2) كيف تميل المجالات العامة لانعدام الأمن الغذائي إلى التدفق على طول مقياس الشدّة الأساسي، حيث عامةً ما يكون عدم اليقين/القلق الأقل شدّة، يليه تدني جودة الأغذية، وانخفاض كميتها، وأخيرًا، الشعور بالجوع. ولكن أحد الجوانب الأساسية لمقياس انعدام الأمن الغذائي هو أن شدّة كل سؤال (موقعه على المقياس) لمجموعة سكانية محدّدة تُحدّد بناءً على عدد الإجابات الإيجابية على ذلك البند، كما هو موضّح أعلاه. وعليه، قد تؤدي إجابات الأفراد في مختلف البلدان إلى اختلافات في ترتيب البنود على مقياس الشدّة. وقد يُعزى ذلك إلى فروق دقيقة في الترجمة أو اختلافات في طرق المعاناة من انعدام الأمن الغذائي أو إدارته في مختلف الثقافات ونظم كسب العيش. وتتوقع منهجية مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي هذا الاحتمال، وتستوعب هذه الاختلافات، عند وجودها، حتى لا تؤثر على صحة تقديرات الانتشار وقابليتها للمقارنة بين البلدان.
يمكن وصف تصنيفات شدّة انعدام الأمن الغذائي بأنها انعدام أمن غذائي خفيف، ومتوسط، وشديد. وتشمل التسميات الأخرى لفئة انعدام الأمن الغذائي الخفيف انعدام الأمن الغذائي الهامشي أو الأمن الغذائي الهامشي، بهدف وصف حالة على الهامش بين الأمن الغذائي وانعدام الأمن الغذائي. وعادةً ما تتميز المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا للمفهوم النظري الذي يستند إليه مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، بعدم اليقين والقلق بشأن إمكانية الحصول على الأغذية وتغيرات في جودة النمط الغذائي مع تفاقم الوضع، مثل اتباع نمط غذائي أقل توازنًا وأكثر رتابة (انعدام أمن غذائي من هامشي إلى متوسط). ومع تزايد مدى الشدّة، تقلّ كمية الأغذية المستهلكة مع انخفاض أحجام الحصص أو تفويت الوجبات (انعدام أمن غذائي من متوسط إلى شديد). ويتميز انعدام الأمن الغذائي الشديد بالشعور بالجوع مع عدم تناول الأغذية أو عدم تناولها ليوم كامل، بسبب نقص المال أو غير ذلك من الموارد. وعند الإبلاغ عن نتائج مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، يُنصح بعدم دمج فئة انعدام الأمن الغذائي الخفيف/الهامشي مع فئتي انعدام الأمن الغذائي المتوسط والشديد. وإن تجميع انعدام الأمن الغذائي الخفيف والمتوسط والشديد في فئة واحدة "انعدام الأمن الغذائي" قد يكون مُضلِّلًا، إذ لا يُميز بين حالات انعدام الأمن الغذائي الخطيرة والأقل خطورة، ممّا يضع الأشخاص الذين لا يزال لديهم أغذية في نفس فئة الأشخاص الذين لا يملكونها. وإن الاختلافات بين الفئات ذات مغزى، من الناحيتين النظرية والتجريبية، لأغراض الرصد والسياسات والبحث. وفي ما يتعلق بالرصد العالمي، تستخدم المنظمة عتبتين مختلفتين لتحديد الحدود الدنيا لمستويات انعدام الأمن الغذائي "المتوسط" و"الشديد"، على التوالي. وتشير القيمتان إلى تقديرات لنسبة السكان الذين عانوا، خلال السنة المرجعية، من انعدام الأمن الغذائي عند مستويات متوسطة أو شديدة (FImod+sev) وشديدة (FIsev)، على التوالي. وتشمل مجموعة الأشخاص الذين يعانون من مستويات متوسطة أو شديدة من انعدام الأمن الغذائي أيضًا أولئك الذين عانوا من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي. والسبب في عدم استخدام نسبة أولئك الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط فقط كمؤشر للرصد العالمي هو أن انخفاض هذه النسبة بمرور الوقت قد يكون عرضة للتفسير الذي يشوبه اللبس؛ وقد يكون الانخفاض في انعدام الأمن الغذائي المتوسط ناتجًا عن انتقال بعض أولئك الذين كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط إلى فئة انعدام الأمن الغذائي "الشديد". ويؤدي الجمع بين فئتي انعدام الأمن الغذائي المتوسط والشديد إلى تجنّب هذا اللبس.
إذا أكَّد التحقق الإحصائي اتساق البيانات مع المفهوم النظري الذي يستند إليه مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، يُمكن اعتبار الدرجة الأولية (أي إجمالي عدد الإجابات الإيجابية على أسئلة المقياس) مقياسًا ترتيبيًا لانعدام الأمن الغذائي، وبالتالي يُمكن استخدامها لتصنيف المُجيبين ضمن فئات انعدام الأمن الغذائي ذات الشدّة المتزايدة (إذ ترتبط الدرجات الأولية الأعلى بارتفاع الشدّة). وفي الواقع، تُحسب جميع البلدان التي تستخدم حاليًا مقاييسها التجريبية الخاصة لانعدام الأمن الغذائي في الإحصاءات الرسمية تقديرات الانتشار بناءً على "الإسناد المُنفصل" للمُجيبين إلى فئات مختلفة من الأمن الغذائي استنادًا إلى الدرجات الأولية. ولإعداد معدلات انتشار قابلة للمقارنة بين البلدان، وضعت المنظمة إجراءً لوضع مقياس مرجعي عالمي ومعايرة المقاييس التي يتم الحصول عليها في أي بلد بهذا المقياس. ومن خلال تحديد العتبة على النطاق العالمي، يُمكن الحصول بالتالي على تصنيفات قابلة للمقارنة رسميًا. وقد وُضع النطاق المرجعي العالمي لمقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي بإسناد متوسط قيمة الشدّة إلى كل سؤال أو بند عبر مجموعات بيانات من حوالي 150 بلدًا، ثم تم توحيدها للحصول على متوسط صفري وانحراف معياري للوحدة. وتم بشكل مؤقت اختيار عتبتين لشدّة انعدام الأمن الغذائي (متوسطة وشديدة)، بناءً على النمط الملحوظ وموقع البنود على مقياس الشدّة لتحديد فئات مستويات انعدام الأمن الغذائي "المتوسطة أو الشديدة" و"الشديدة". وتُستخدم هاتان العتبتان لتقدير معدلين للانتشار: انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد والشديد للرصد العالمي للمقصد 2-1 من مقاصد أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتتوافقان، على التوالي، مع شدّة السؤالين "هل أكلت أقل ممّا يجب أن تأكل؟" و"هل مرّ عليك يوم كامل دون تناول أي طعام؟" على المقياس المرجعي العالمي. وإذا رغب شخص في تقديم وصف بالإشارة إلى البنود المحددة، فإنه يمكن له القول إن الحد الأدنى لنطاق الشدّة الموصوف بأنه "متوسط أو شديد " يتوافق مع حالة فرد أو أسرة معيشية، ويمثل سكان العالم، وله احتمال بنسبة 50 في المائة للإبلاغ عن الإجبار على تناول أغذية أقل ممّا ينبغي، بسبب نقص المال أو غير ذلك من الموارد. وبالمثل، يتوافق الحد الأدنى لنطاق "الشديد" مع حالة فرد أو أسرة معيشية "عالمية" لديها احتمال بنسبة 50 في المائة للإبلاغ عن قضاء يوم كامل دون تناول أغذية. وتجدر الإشارة إلى أن شدّة العتبتين على المقياس المرجعي العالمي قد لا تتوافق مع شدّة أي مستوى من مستويات الدرجات الأولية في بلد معين. وهذا يعني أنه لضمان إمكانية المقارنة، يجب أن يكون من الممكن تقدير معدلات الانتشار عند أي مستوى من مستويات الشدّة، وليس فقط بالتوافق مع الدرجات الأولية المنفصلة. وتحقيقًا لذلك، تعتمد منهجية المقياس على تحديد احتمالية الانتماء إلى كلّ فئة من فئات انعدام الأمن الغذائي لكلّ مجيب، استنادًا إلى الدرجة الأولية المُبلّغ عنها ومستوى الشدّة المُقدّر والخطأ المعياري لتلك الدرجة الأولية (يرجى الرجوع إلى التقرير الفني لمشروع أصوات الجياع لمزيد من التفاصيل). وختامًا، إذا عُدِّلت النتائج الوطنية المنبثقة عن تطبيق مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وفقًا للمقياس المرجعي العالمي لمقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، وحُسبت باستخدام نفس العتبتين، يُمكن مقارنتها بشكل هادف مع نتائج من بلدان أخرى. وقد يتميز الأسلوب القائم على الدرجة الأولية والإسناد المنفصل للحالات إلى فئات بسهولة شرحه لصانعي السياسات ووسائل الإعلام وعامة الناس. وبينما قد تكون الأولوية للبساطة ولسهولة التواصل على المستوى القطري، فمن غير المرجح أن تكون النتائج الوطنية القائمة على الدرجة الأولية والإسناد المنفصل قابلة للمقارنة بشكل مباشر مع نتائج البلدان الأخرى.
بناءً على البيانات التي تجُمع باستخدام استمارة مسح مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي في إطار استطلاع غالوب العالمي، والبيانات الوطنية الرسمية عند توافرها، تقدّم المنظمة تقديرات لانعدام الأمن الغذائي على مستويين من الشدّة لجميع البلدان المشمولة بالمسح:
- معدل انتشار (في المائة) انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد (نسبة إجمالي السكان الذين يعيشون في أسر معيشية يعاني فيها شخص بالغ واحد على الأقل من انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد)؛
- معدل انتشار (في المائة) انعدام الأمن الغذائي الشديد (نسبة إجمالي السكان الذين يعيشون في أسر معيشية يعاني فيها شخص بالغ واحد على الأقل من انعدام الأمن الغذائي الشديد)؛
- عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد (عدد الأفراد الذين يعيشون في أسر معيشية يعاني فيها شخص بالغ واحد على الأقل من انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد)؛
- عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد (عدد الأفراد الذين يعيشون في أسر معيشية يعاني فيها شخص بالغ واحد على الأقل من انعدام الأمن الغذائي الشديد)؛
- معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد، وانعدام الأمن الغذائي الشديد فقط، بين الرجال والنساء؛
- ومعدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد، وانعدام الأمن الغذائي الشديد فقط، حسب درجة التحضر (ريفي، شبه حضري، حضري).
ومع أنه لا يمكن قياس انعدام الأمن الغذائي بين الأطفال مباشرةً باستخدام استمارة مسح مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، فإنه من الممكن تقدير نسبة الأطفال الذين يعيشون في أسر معيشية تعاني من انعدام الأمن الغذائي .
نعم. وُضعت مقاييس مختلفة للأمن الغذائي قائمة على المعاناة واعتمدت في أقاليم مختلفة من العالم، ويقيس معظمها انعدام الأمن الغذائي بالطريقة نفسها تقريبًا. وقد ألهمت الأدلة المتراكمة التي تُشير إلى صحة وموثوقية هذا النوع من الأدوات في سياقات متنوعة مشروع "أصوات الجياع" لوضع منهجية ومقياس مرجعي عالمي لإنتاج نتائج قابلة للمقارنة فعليًا عبر الثقافات والبلدان. ويُعد مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي نسخة مُعدّلة عالميًا من البنود المخصصة للأسر المعيشية والأفراد البالغين في مقياس الأمن الغذائي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (ELCSA) والذي يستمد أصوله من استمارة مسح الأمن الغذائي للأسر المعيشية في الولايات المتحدة، ومقياس انعدام الأمن الغذائي في البرازيل، ومقياس مماثل مُعدّل لكولومبيا. وفي البلدان التي طُبِّق فيها مقياس الأمن الغذائي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، بالإضافة إلى أكثر من 145 بلدًا طُبِّق فيها المقياس في استطلاع غالوب العالمي® لعامي 2014 و2015، تشير الأدلة العلمية إلى أن مقاييس انعدام الأمن الغذائي القائمة على المعاناة يمكنها قياس انعدام الأمن الغذائي بدقة وبطريقة قابلة للمقارنة عبر الثقافات. وفي سياق مراقبة أهداف التنمية المستدامة، حيث الهدف هو المقارنة بين البلدان، فإن مقاييس انعدام الأمن الغذائي قابلة للمقارنة من حيث الشدّة من خلال استخدام تقنيات إحصائية مستمدة من مجموعة أدوات نماذج نظرية الاستجابة للبند (IRT) المستخدمة بشكل شائع في المجالات التعليمية والاختبارات النفسية. ويتمثل أحد التحديات في تحديد المقياس العالمي وفي تعديل مقياس كل بلد وفقًا للمقياس المرجعي العالمي في أنه في أي بلد معين، قد يختلف عنصر واحد أو أكثر في الشدّة عن مستوى الشدّة المرتبط بالعنصر نفسه في معظم البلدان الأخرى. وبعبارة أخرى، فحتى لو كان المقصود من حيث المبدأ أن يمثل كل بند على حدة نفس تجربة المعاناة من انعدام الأمن الغذائي في كلّ مكان، فإن شدّة هذا البند بالنسبة إلى شدّة البنود الأخرى قد تختلف في بلد ما لعدة أسباب. وقد يُعزى ذلك إلى فروق دقيقة في الترجمة أو اختلافات في الثقافة أو ترتيبات سبل كسب العيش أو إدارة ندرة الأغذية. وإنّ منهجية مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي تتوقع هذا الاحتمال وتراعي هذه الاختلافات، إن وُجدت، حتى لا تؤثر على صحة تقديرات الانتشار وقابليتها للمقارنة بين البلدان.
يستخدم بعض البلدان بالفعل مقاييس انعدام الأمن الغذائي القائمة على تجربة المعاناة والتي تم التحقق من صحتها على المستوى الوطني وتطبيقها في المسوحات الوطنية و/أو دمجها في نظم الرصد الوطنية. ويستند معظم هذه المقاييس إلى نفس الإطار النظري ومفهوم انعدام الأمن الغذائي مثل مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، على الرغم من اختلاف عدد الأسئلة وصياغتها، وكذلك الفترة المرجعية. ويشير معظم الأسئلة تقريبًا إلى مستوى الأسرة المعيشية وتتضمن أسئلة تتعلق بالأطفال الذين يعيشون في الأسرة. وتختلف عتبات الإبلاغ الوطني إلى حدٍّ ما من بلد إلى آخر، وكذلك العبارات المستخدمة لوصف مستويات الشدّة.
وبالنسبة إلى البلدان التي تمتلك مقاييسها الخاصة والراسخة القائمة على التجربة ، اعتمدت المنظمة في تقديراتها لانتشار انعدام الأمن الغذائي على بيانات المسوحات الحكومية الوطنية بدلًا من بيانات استطلاع غالوب العالمي في تقاريرها بشأن التقديرات العالمية لانعدام الأمن الغذائي. وقد تختلف تقديرات المنظمة بشأن انتشار انعدام الأمن الغذائي لهذه البلدان إلى حدٍّ ما عن تلك المنشورة في التقارير الرسمية للوكالات الإحصائية الوطنية المعنية، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى اختلاف العتبة المستخدمة للتصنيف. فقد استخدمت الوكالات الإحصائية الوطنية عتبات بناءً على الدرجة الأولية لأن المقارنة مع البلدان الأخرى لم تكن الهدف. ولكي تكون معدلات الانتشار في هذه البلدان قابلة للمقارنة مع المعدلات المقدّرة لبلدان أخرى باستخدم بيانات استطلاع غالوب العالمي، يجب تحليل البيانات باستخدام المنهجية الإحصائية وعتبات الشدّة نفسها التي تستخدمها المنظمة (أي المقياس المرجعي العالمي لمقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي).