المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة

الذكرى العاشرة لقبو سفالبارد العالمي للبذور

28/02/2018

للمستقبل

سفالبارد، النرويج، 26 فبراير / شباط 2018 - اجتمع سياسيون واختصاصيون في علم الوراثة النباتية وعلماء واخبراء دوليون من جميع أنحاء العالم في جبل نرويجي ضخم اليوم للاحتفال بالذكرى العاشرة لقبو البذور العالمي الواقع في سفالبارد بالنرويج. ويوجد داخل الهيكل الأيقوني على شكل إسفين المبني في قلب الجبل، أكثر من 1 مليون عينة من المحاصيل المختلفة الواردة من جميع بلدان العالم تقريبا، وهي أكبر مجموعة من التنوع البيولوجي الزراعي. وتشكل مادة البذور هذه - المعروفة أيضا باسم الموارد الوراثية النباتية - الأساس لجميع طعامنا واقعيا.

إن معظم البذور المخزنة في سفالبارد هي محاصيل تشكل جزءا من النظام المتعدد الأطراف التابع للمعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، مما يمكّن البلدان الأعضاء من الحصول على البذور والمعلومات وتبادلها عبر الحدود.

"إن قبو سفالبارد العالمي للبذور يشبه " بنك السبيل الأخير " في العالم، عندما يتعلق الأمر بإنقاذ بذور محاصيلنا التي تشكل أساس الأمن الغذائي والتغذية في المستقبل"، حسب تصريح  Kent Nnadozie  امين المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، مشيراً إلى الصلة التي لا تنفصم بين قبو البذور العالمي والمعاهدة الدولية. وواصل قائلا: "يوفر قبو سفالبارد خطة احتياطية حيوية للعالم، في حين تساعد المعاهدة الدولية البلدان الأعضاء على تبادل البذور والمعلومات بفعالية للحفاظ على التنوع البيولوجي في حقول المزارعين. وبهذه الطريقة، تساعد المعاهدة الدولية على صون التنوع البيولوجي من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي ".

وقد وفّرت المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، التي دخلت حيز النفاذ في عام 2004، حافزا للحكومة النرويجية على المضي قدما في إنشاء قبو البذور العالمي، ووضع إطار الحوكمة الدولي لصون البذور.

قبو سفالبارد العالمي للبذور، الذي أنشئ عام 2008،  هو ثمرة  رؤية اختصاصيين في علم الوراثة النباتية الذين رأوا أنه من الضروري أن يكون للعالم  "خطة احتياطية" لمحاصيلنا الغذائية ، وتخزينها في بيئة آمنة ومتحكم فيها (-18 درجة مئوية / - 0.4 درجة فهرنهايت) من أجل ضمان صونها وتوافرها في المستقبل، ولاسيما في حالة الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان. وتبقى البذور المخزنة في قبو سفالبارد العالمي للبذور الملكية السيادية للمودعين الذين يختمون الحاويات عند الإيداع، وهم الوحيدون الذين يمكنهم الوصول إليها من جديد. هذه الودائع هي النسخ الاحتياطية للمواد القادمة من بنوك الجينات من جميع أنحاء العالم. ويمكن لقبو البذور العالمي تخزين ما يصل إلى 4.5 مليون عينة من البذور، ويهدف إلى صيانة البذور، والحفاظ عليها قابلة للتجديد لعقود، وحتى قرون قادمة.

ويمكن اعتبار سوريا من الأمثلة الحديثة على المساعدة التي يقدمها "نظام "الدعم"هذا: فقد قام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ICARDA بإنقاذ آلاف عينات البذور من بنوك الجينات في حلب ونقلها إلى قبوسفالبارد  العالمي للبذور بغية حفظها أثناء النزاع العنيف في سوريا. وتم سحب بعض هذه البذور في وقت لاحق (في سبتمبر/أيلول 2017) للإحياء، وقد تم بالفعل ارسال نسخ عدد كبير منها إلى القبو مرة أخرى .

 

وقد أسست الحكومة النرويجية قبو سفالبارد العالمي للبذور بتكلفة أولية تبلغ نحو 9 ملايين دولار، ويديرها اتفاق ثلاثي بين حكومة النرويج ومركز الموارد الوراثية في الشمال الأوروبي(NordGen)  والصندوق الاستئماني العالمي للتنوع المحصولي (Crop Trust).

شارك بهذه الصفحة